مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
نوفمبر – ديسمبر | 2021

ذكرى التأسيس

استحضار للعراقة والأمجاد.. وترسيخ للاعتزاز والانتماء


ثَمَّة في تاريخ الأوطان والدول والمجتمعات، محطات لا يمكن تجاوزها أو المرور عليها دون التوقف عندها والاستلهام من أمجادها والامتنان لرجالاتها الذين صنعوها. إن استحضار واستذكار أحداث تاريخية لها قيمتها وطنياً، هو من الأمور المطلوبة والمحفِّزة لمزيد من الاعتزاز والفخر والانتماء لدولة تأصل تاريخها لقرون، دولة امتدت جذورها وبُنيت قواعدها على أساس راسخ من الإيمان والعزيمة والإقدام، والإصرار على إرساء الوحدة والأمن، بعد قرون من التشتت والفرقة والتناحر بين القبائل في شبه الجزيرة العربية وبين بعضهم، وبينهم وبين الغزاة الطامعين من جهة ثانية.
كانت بداية تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، النواة التي بُني عليها هذا الصرح الوطني العظيم، ولم يكن من السهولة توحيد ذلك المجتمع المتناثر بين أرجاء شبه الجزيرة العربية، ولم يكن من الأمور البسيطة بناء هذا الصرح بجميع مكوناته المعقَّدة وتاريخه الثري بالتضحيات وضروب الكفاح من أجل بناء الدولة، وإطلاقها كدولة عصرية باسم المملكة العربية السعودية، فكان هذا الكيان هو الجائزة المستحقة لمسيرة التأسيس الراسخة التي امتدت جذورها لنحو ثلاثة قرون منذ عام 1727م.
في الموضوع الرئيس لهذا العدد من “القافلة”، نفتح ملف ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية قبل ثلاثة قرون، لنسترجع أمجاد مؤسِّسها الأول الإمام محمد بن سعود، وتضحيات أبنائه وأحفاده من بعده في سبيل بناء هذه الدولة العصرية الحديثة، ونستكتب ثلاثة أكاديميين ليحدثونا عن ثلاثة جوانب أساسية في مرحلة التأسيس، حيث يكتب أستاذ علم الاجتماع الدكتور خالد الرديعان، في الجانب الاجتماعي لتلك المرحلة، وتكتب المتخصِّصة في فلسفة الجغرافيا البشرية الدكتورة عبلة مرشد، في الجانب العلمي والتعليمي، فيما يتناول عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ في جامعة الملك سعود الدكتور محمد العبداللطيف الجانب التاريخي.

تأسيس الدولة السعودية..
من النموذج إلى حلم التوحيد

د. خالد عمر الرديعان
أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الملك سعود (متقاعد)

يوافق يوم 22 فبراير من كل عام يوم تأسيس الدولة السعودية، والذي يعود إلى عام 1727م (30 جمادى الآخرة 1139هـ) لتكون الدولة السعودية يوم 22 فبراير، عام 2022م، قد أكملت بأطوارها الثلاثة نحواً من 295 سنة ميلادية و304 سنوات هجرية (1139-1443هـ).

أفَل نجم الدولة السعودية الأولى بفعل عوامل خارجية، وتلاشت الدولة السعودية الثانية بفعل عوامل داخلية وخارجية.

تحدّيات التركيبة السكانية
وبعيداً عن التسلسل التاريخي لقيام الدولة السعودية وحكامها وأسباب ذلك والعوامل التي أثرت في مجريات الأحداث التاريخية التي مرت بها؛ فقد يكون من المفيد إلقاء الضوء بداية على التركيبة السكانية لمجتمعات الجزيرة العربية، قبل الوصول إلى مرحلة التكوين النهائي للدولة السعودية الحديثة وقيامها رسمياً عام 1932م. 

تأسيس الدولة السعودية خلق الاستقرار الاجتماعي، وبسط الأمن، وأوقف التشرذم والصراعات البينية، وشرع في بناء دولة تضم جميع الأطياف في نسيج اجتماعي واحد رغم ما كان عليه الحال من ضعف الإمكانات والموارد والعُزلة.

يمكن القول إن مجتمع الجزيرة العربية تشكَّل من أربع شرائح سكانية، هم: البدو الرحَّل (رعاة الإبل)، والبدو شبه المستقرِّين (رعاة الغنم)، وسكان القرى والبلدات الداخلية والواحات الزراعية الذين اعتمدوا كثيراً على الزراعة والحِرَف اليدوية (المزارعون)، وسكان المدن والبلدات الساحلية على سواحل البحر الأحمر بما في ذلك مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة الذين كانوا يعتمدون كذلك على موسم الحج والتجارة وإلى حد ما الزراعة، والقرى والبلدات على سواحل الخليج العربي. الشريحة الأخيرة في غرب الجزيرة العربية وشرقها كان اقتصادها مختلطاً، فقد مارست الصيد البحري، والزراعة، والتبادل التجاري، بحيث لعبت مدن تلك المناطق دوراً مركزياً كوسيط، وذلك بتزويد مدن وقرى الداخل بما تحتاج إليه من سلع تصل عادة من الهند والعراق وبلاد الشام ومصر. 

تباين السكان بسبب تنوُّع أوجه نشاطهم الاقتصادية وأيكولوجية المكان، وعلى الرغم من إيجابيته من منظور رأسمالي، إلا أنه كان يولد كثيراً من التوترات بين السكان، وخاصة في سنوات الجفاف، وذلك عندما يُغِير البدو الرحَّل على القرى والبلدات لفرض الأتاوات على سكانها من الفلاحين للحصول على الحبوب والتمور، بسبب نقص الثروة الحيوانية جرَّاء الجدب وشح المراعي.

غياب الآليات الواضحة
وكانت كل بلدة وقرية مستقلة إلى حدٍّ بعيد، وتحكمها أسرة تتوارث الحكم فيها، مع ما يصاحب ذلك غالباً من منازعات حول الحكم، في ظل غياب آليات واضحة وصارمة تحدِّد من يحكم ومن لا يحكم. وليس الأمر كذلك فحسب، بل إن النزاعات تدب أحياناً بين القرى والبلدات نفسها، مما استدعى أن يحصِّن السكان قراهم وبلداتهم بأسوار منيعة لصد الغزوات الخارجية، وللحد من أعمال السلب والنهب التي كانت تمارسها بعض الفئات ضدها في سنوات القحط والجفاف، التي كانت تضرب أجزاءً كبيرة من الجزيرة العربية. يضاف إلى ذلك أن البدو رعاة الإبل على وجه الخصوص، كانوا في حالة عداء دائمة فيما بينهم، ليس لندرة الموارد فحسب، ولكن بسبب تنقلهم المستمر والموسمي؛ التنقل الذي ترتب عليه عدم وضوح حدود الأراضي والمراعي التي تعود إلى كل قبيلة ومن أين تبدأ وأين تنتهي.

مجمل هذه الأوضاع خلقت حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وغياب الأمن وتنافر الشرائح السكانية وتشرذمهم، رغم أن الجميع من بدو وحاضرة ومزارعين وتجار كانوا ينخرطون بنشاطات تبادلية مفيدة بدافع الحاجة الاقتصادية، وذلك عندما تهدأ الأوضاع وينجلي غبار معاركهم. كان ذلك هو الوضع السائد في المناطق الداخلية في نجد وما يحيط بها طيلة العقود التي سبقت تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م. 

مجتمع الجزيرة العربية تشكَّل من أربع شرائح سكانية: البدو الرحَّل (رعاة الأبل)، والبدو شبه المستقرين (رعاة الغنم)، وسكان القرى والبلدات الداخلية (المزارعون)، وسكان المدن والبلدات الساحلية على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.

عنصر حاسم في الهوية
أصبح التأسيس بالمدلول السوسيولوجي الفرصة التي سنحت للدولة في خلق الاستقرار الاجتماعي، وبسط الأمن، ووقف التشرذم والصراعات البينية، وأسهم في إصلاح الأوضاع الدينية والعلمية في المنطقة والشروع في بناء الدولة التي تضم جميع الأطياف في نسيج اجتماعي رغم ضعف الإمكانات والموارد والعُزلة التي عانت منها مناطق وسط الجزيرة العربية بسبب فقر مواردها وصعوبة مناخها وتضاريسها القاسية. وفي هذه الأيام ونحن نستحضر مرحلة التأسيس، فإننا نسترجع كذلك الإرهاصات التي صاحبت قيام الدولة السعودية الأولى، والتضحيات التي دفع ثمنها حكامها أثناء الحملات المتتابعة التي قادتها الدولة العثمانية لإنهاء الدولة السعودية عام 1818م.

الدرس التاريخي
وكطائر العنقاء الذي انتفض من رماده، بزغت الدولة السعودية مرَّة أخرى عام 1824م، فيما سمِّي لاحقاً بالطور الثاني، أو الدولة السعودية الثانية، وهو البزوغ الذي لم يكن اعتباطاً، فقد كانت بذور قبوله في الأرض، سياسياً وتاريخياً واجتماعياً، لتستمر هذه الدولة بين مد وجزر حتى أفولها مرَّة أخرى عام 1891م بفعل صراع محلي على السلطة، غذّته أيدٍ أجنبية. وفي غضون أقل من عشرة أعوام، نهضت الدولة مرَّة أخرى (1902م) على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، فيما أصبح يُعرف بالدولة السعودية الثالثة، التي نتفيأ ظلالها اليوم. التأسيس بهذا المعنى يعني هذا الاستمرار الذي امتد لنحو 300 عام، رغم العواصف التي هبَّت على الدولة منذ نشأتها، كقرية صغيرة تطوَّرت لتصبح دولة يحسب لها اليوم ألف حساب، وهو يعني اندماج الفئات والشرائح السكانية التي كانت متنافرة ومتناحرة لتشكِّل نسيجاً واحداً، في مجتمع متماسك استوعب الدروس التاريخية، وهو يعني كذلك العيش في دولة قوية ومتماسكة تضرب جذورها في الأرض لتعانق السماء، تقودها نخبة رشيدة سخرت كافة الإمكانات المتاحة لبناء دولة عصرية وحديثة اسمها المملكة العربية السعودية.

الدرعية‭..‬
العاصمة‭ ‬الأولى‭ ‬والمنارة‭ ‬العلميّة

د. عبلة مرشد
متخصِّصة في فلسفة الجغرافيا البشرية وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة (سابقاً)

تُمثِّل الدرعية رمزاً وطنياً يؤصِّل لتاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية وبداية لتطوُّرها كدولة موحدة، فهي النواة التي انطلقت منها العاصمة الأولى للدولة السعودية، ومنها بزغ سهم التغيير الشامل لواقع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ليرسم منعطفاً تاريخياً تشكَّلت به عقارب البوصلة التاريخية لمستقبل منطقة شبه الجزيرة العربية، تُعدُّ الدرعية منارة للعلم ولذلك الإرث المستمر للأسرة المالكة، ورمزاً للوحدة التي يعيشها السعوديون، إلى جانب دورها التاريخي والتنموي والحضاري في تأسيس الاستقرار وجلب الازدهار والنماء للمنطقة، بمشاركة أبناء البلاد في مختلف أنحائها ومناطقها.

قدرات إدارية ونظرة مستقبلية
في العام 1139هـ / 1727م، تولّى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية، وبما يتمتع به من قدرات إدارية وحسٍّ متميزٍ لنظرة مستقبلية واعدة؛ عمل على البدء بالتغيير، معلناً قيام الدولة السعودية، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية بأسرها، إذ وضع اللبنة الأولى للوحدة العظيمة التي شملت معظم أجزائها كدولة، لم تعرف مثلها شبه الجزيرة العربية منذ قرون طويلة، ونتيجة لهذه الوحدة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، أدى لازدهار تجاري كبير، كانت فيه سوق الدرعية أعظم الأسواق في المنطقة، فهاجر إليها آنذاك كثير من العلماء بقصد التعليم والتأليف؛ ما أدى بدوره إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.

منهجية التعليم والدولة السعودية
ارتبطت منهجية التعليم ومحاوره المعرفية بالدولة واهتمامها بالتعليم في الدرعية، فكان الاهتمام بتعليم مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم في الزوايا والكتاتيب، يمثل البداية الأولية للتعليم في الدرعية، ونظراً لحاجة المنطقة للإصلاح الديني؛ فإن التعليم تركَّز بدرجة كبيرة على علوم التوحيد وما يتعلق بالعبادة والعلوم الشرعية الأخرى مثل الحديث والتفسير والفقه والسيرة النبوية، وعليه فقد استحوذ ذلك التوجه على اهتمام العلماء آنذاك الذين أضافوا للمكتبة العربية الإسلامية كثيراً من الكتب القيِّمة، لا سيما في مجال التوحيد والعقيدة، الذي أثمرت نتائجه تباعاً وكان له ازدهار في الحياة العلمية خلال تلك الفترة، حيث وجدت في الدرعية مكتبات قيِّمة ضمَّت كتباً كثيرة لموضوعات علمية مختلفة.

ارتبطت منهجية التعليم ومحاوره المعرفية بالحركة الإصلاحية في الدرعية، فكان الاهتمام بتعليم مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم في الزوايا والكتاتيب، يمثِّل البداية الأولية للتعليم في الدولة السعودية.

اهتمام الدولة الناشئة في الدرعية بالتعليم وسعيها نحو محاربة الجهل والأمية، يعكس مستوًى عالياً من النضج الفكري والتربوي في إدارة شؤون الدولة، وفيه استشراف لعواقبهما الوخيمة على المجتمع، ولذلك فإن الزامية التعليم وشموليته في الدرعية كانت منهجاً تربوياً وسياسة تعليمية سابقة لعصرها آنذاك. فقد شملت إلزامية التعليم كافة فئات المجتمع، بمن فيهم أولئك الذين حُرموا نعمة العلم، بتمكينهم من تعلُّم كلمات في العقيدة والأحكام والأخلاق بإيجاز، مراعاة للمستوى الذهني والمعرفي لهذه الفئة التي كانت تُشكِّل نسبة كبيرة في المجتمع النجدي آنذاك، وعليه يمكن القول إنَّ الدولة السعودية الأولى تُعدُّ من الدول السبّاقة إلى تنظيم تعليم الكبار، أو ممن فاتهم ركب التعليم، وهو ما عُرف بمحو الأمية لاحقاً، كما برز اهتمام الدولة بإلزامية التعليم وشموليته، بأمرها إتاحة التعليم للجميع بمن فيهم الصبية والنساء، وذلك من خلال حضور الدروس التي كانت تُعقد في مساجد الدرعية ومدارسها، حتى ولو كانوا يجهلون القراءة والكتابة؛ إذ كان الهدف هو تحقيق الوعي العام، وصولاً لتحصيل العلم في مرحلة لاحقة عن طريق القراءة والكتابة.

الإجازات العلمية
يتدرَّج طلاب العلم في الدرعية في السلك التعليمي إلى أن ينهوا كثيراً من الكتب حفظاً وفهماً، ويُجرى لهم اختبار في كتاب معيَّن أو كتب متنوِّعة أو علم بذاته، فإذا ما اجتاز الطالب ذلك وأتم دروسه وأتقنها واقتنع الشيخ بقدرته على التعليم وتأهله للفُتيا والقضاء منحه إجازة علمية يحق له بمقتضاها الانخراط في سلك المعلِّمين والتصدي للفُتيا وإبداء الرأي في المسائل العلمية، ومن أرقى أنواع الإجازات ما يعرف بإجازة مُعيَّن لِمُعيَّن، كأن يقول العالم: “أجزت فلاناً في الكتاب الفلاني وما اشتمل عليه”، وهذه الإجازات شبيهة بالإجازات التي يمنحها العلماء لتلاميذهم في العصور الإسلامية، وهي تدل على ارتفاع المستوى العلمي للمجيزين والمجازين في الدولة السعودية، إذ إن كثرتها عما قبل الدعوة وتنوعها في مسائل كثيرة من العلوم يدل على سعة في العلم ورغبة من طلابه في المواصلة وحرص من العلماء على المتابعة الدقيقة لطلابهم وتأهيلهم للأعمال القضائية والعلمية بعد ذلك.

كانت الدرعية منارة للعلم يَفِد إليها طلاب العلم من البلدان الأخرى، ويجد كثيرٌ منهم كرم الضيافة والوفادة من الإمام محمد بن سعود، وكان بعض الطلاب يستقر في الدرعية ويعمل بها، وبعضهم الآخر يتردَّد إليها ما بين الفينة والأخرى، ولكن مع كثرة الوافدين إليها وحاجتهم للعمل فإن الفرص لم تكن متاحة ولم تتمكَّن من استيعابهم، وكانت تلك أولى التحديات التعليمية التي واجهت التعليم في الدولة السعودية، وقد أسهمت جهود الدولة الناشئة في معالجتها بتوفير فرص عمل مسائية لهم، بما يشير إلى تفاعل اجتماعي ومؤسسي كبير مع أفراد المجتمع وضيوفه من الوافدين وطلاب العلم.

مكافأة علمية مجزية
استحوذ الإنفاق على التعليم وتحفيز المتعلمين على الجزء الأكبر من مصروفات بيت مال الدولة السعودية آنذاك، فصرفت مكافآت مجزية للمعلِّمين ولطلاب العلم في سائر البلاد السعودية، بل وشمل ذلك حتى المغتربين الذين كانوا يعامَلون معاملة خاصة بالصرف عليهم وإجزال العطايا والهبات لهم، وبهذا الأسلوب التربوي المتقدِّم في الدعم العلمي، ازدهرت الحياة العلمية في سائر أنحاء الدولة السعودية، وفي حاضرة الدولة الدرعية بشكل خاص، إلى أن أصبحت موئلاً لكبار العلماء وهدفاً لتوافد الطلاب إليها لتلقي العلم.

تُعدُّ المكتبات العامة والخاصة في الدرعية، من أبرز الأمكنة المخصَّصة للتعليم والبحث والتحصيل لوجود عدد كبير من الكتب القديمة فيها من مختلف العلوم والموضوعات المتنوِّعة.

وفي ذلك الصدد أشار أحد المؤرخين الفرنسيين إلى وجود ثلاثين مدرسة في الدرعية علاوة على عدد من المساجد التي كانت تقوم بدور المدارس في التعليم، ومنها “مسجد الطُّريف” الذي كان بمثابة أول مدرسة في الدولة السعودية الأولى، حيث اشتهر بكثرة طلابه وتنوُّع مجالات التعليم فيه، وكان يقع في حي الطُّريف غربي الدرعية، حيث مقر الأسرة المالكة أسرة آل سعود، و”مسجد البجيري” الذي يقع في شرقها وهو مقر إقامة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأبنائه، وكذلك مسجد “غصيبة”، ومساجد أخرى بلغ عددها حوالي ثمانية وعشرين مسجداً، ومن المعتقد أن أغلب هذه المساجد تُلقى فيها دروس العلم في مختلف التخصصات على اختلاف بينها في عدد المعلِّمين وعدد الطلاب وعدد العلوم التي تدرّس فيها. 

وقد أتاحت كثرة الأمكنة المخصَّصة للتعليم فرصاً متساوية للجميع في تحصيله، الذي شمل حتى منازل علماء الدرعية وأبنائهم، وقصور الأئمة من آل سعود، وخاصة قصر الإمام سعود بن عبدالعزيز، الذي بنى فيه مكاناً فسيحاً لتلقي العلم، وكان يضم خمسين سارية، ويتكوَّن من ثلاثة أدوار، كلها مخصَّصة للعلم وطلابه.

مكتبات الدرعية
وتُعدُّ المكتبات العامة والخاصة في الدرعية، من أبرز الأمكنة المخصَّصة للتعليم والبحث والتحصيل لوجود عدد كبير من الكتب القديمة فيها من مختلف العلوم والموضوعات المتنوِّعة، ومن أبرزها المكتبة الخاصة بالإمام سعود بن عبدالعزيز، التي كانت أغنى تلك المكتبات على الإطلاق، بالإضافة إلى المكتبات الأخرى كمكتبات قصور آل سعود ومكتبة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومكتبات أبنائه وتلامذته، التي كانت أمكنة للتعليم والبحث والتحصيل، مما وفَّر المناخ العلمي والدفع نحو تحصيل العلم والاطلاع وتداول الكتب ونشرها.

تلك النقلة الحضارية التي غيَّرت المشهد السابق للمنطقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، رسَّخت لقاعدة صلبة من الإدراك والوعي والمقاومة والعزيمة على الوحدة والالتفاف نحو أئمتها من الأسرة المالكة، الذين نجحوا في نشر الأمن والاستقرار في المنطقة وبين القبائل، ما أدَّى إلى تربص الأعداء بها لإسقاطها في 1233ه / 1818م، بسبب تلك الإنجازات الملحوظة، حتى تمكَّن الإمام تركي بن عبدالله من استعادة المنطقة بعد سبع سنوات من الكفاح والحروب لتحرير المنطقة من حملات العثمانيين المعتدين المتكرِّرة، ووضع لبنة جديدة راسخة من أسس البقاء والثبات والعزيمة نحو استمرار الدولة السعودية.

استمرت الدولة في طورها الثاني على الأسس نفسها التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى، فكان الاهتمام بالتعليم والتركيز على حفظ الأمن وتحقيق العدل، والقضاء على الفرقة والتناحر، من أهم مسؤولياتها.

واستمرت الدولة السعودية في طورها الثاني على الأسس نفسها التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى، فكان الاهتمام بالتعليم والتركيز على حفظ الأمن وتحقيق العدل، والقضاء على الفرقة والتناحر، من أهم مسؤولياتها، حتى أثبت قادتها المقدرة الفائقة على بناء علاقات دولية، وظلت الدولة السعودية الثانية تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ / 1891م. 

صفحة جديدة في التاريخ
وبعد فراغ سياسي استمر نحو 10 سنوات، تمكَّن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود من استرداد الرياض، عاصمة الدولة السعودية الثانية، والعودة بأسرته إليها في الخامس من شهر شوال 1319هـ / 1902م، ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويضع لبنة أخرى من لبنات الوحدة والاستمرار، والاستقرار تحت راية الأسرة السعودية المالكة، ويُعدُّ هذا الحدث التاريخي نقطة تحوُّل كبيرة في تاريخ المنطقة أدّى إلى قيام دولة سعودية حديثة، تمكَّنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتحقيق منجزات حضارية واسعة في كل المجالات. وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م، أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن قيام “المملكة العربية السعودية” بعد ملحمة تاريخية استمرت 30 عاماً، وحكم بعده أبناؤه الملوك الذين كان لهم دور كبير في وضع لبنات البناء والاستقرار والحزم والعزة.

وتخليداً لهذه الملاحم البطولية التي خاضتها مدينة الدرعية، وتقديراً للأدوار الكبيرة التي اضطلعت بها بدءاً من تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى العصر الحاضر، وحفاظاً على إرث الآباء والأجداد، جاء اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بالدرعية، حيث ركزت الجهود من أجل الارتقاء بها وإعادة تأهيلها، لتكلل هذه الجهود المباركة بتأسيس هيئة تطوير بوابة الدرعية 1438هـ / 2017م، بهدف تطويرها وربط جهود تأسيس حاضرها بمستقبلها، تأكيداً للوحدة وتعزيزاً للفخر بهذا التاريخ العريق، لتقدِّم تجربة اكتشاف لا تُنسى، وتسلِّط الضوء على النواة التي تأسست عليها المملكة العربية السعودية.

الإمام محمد بن سعود..
من نموذج الدرعية إلى حلم الوحدة

د. محمد بن علي العبداللطيف
عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ في جامعة الملك سعود

استقرت قبيلة بنو حنيفة في اليمامة في القرن الخامس الميلادي بعد أن مرَّت المنطقة بفترة بقيت فيها خاوية مدة طويلة من الزمن، حيث يقول ابن خلدون: “بقيت اليمامة يباباً لا يأكل ثمرها إلا عوافي الطير والسباع حتى نزلها بنو حنيفة”. كان أول زعماء بنو حنيفة في اليمامة هو عبيد بن ثعلبة مؤسس مملكة اليمامة التي استمرت حتى عصر الرسول – صلى الله عليه وسلم -. ارتبطت بنو حنيفة باليمامة وواديها الشهير وادي حنيفة الذي أخذ الاسم نتيجة لاستقرار القبيلة فيه وتأسيسها لعدد من البلدات على ضفافه. مرَّت المنطقة بأحداث متعدِّدة خلال القرون التي أتت بعد عصر النبوة وعانت من الإهمال وعدم الاستقرار حتى بدأت بداية جديدة كانت نواتها تأسيس الدرعية وكانت بدايتها الحقيقة تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ / 1727م.

تأسست مدينة الدرعية في عام 850هـ / 1446م حينما عاد أحد زعماء قبيلة بني حنيفة إلى أرض آبائه وأجداده في الوادي.. وادي حنيفة، ليؤسس المدينة التي أصبحت نواة الدولة السعودية الأولى. كان ذلك الزعيم هو الأمير مانع بن ربيعة المريدي، الذي جعل وذريته الدرعية نموذجاً للحكم الرشيد في المنطقة. أتى مانع المريدي بعد أن اتخذ قراراً مصيرياً بالانتقال إلى منطقة جديدة وليؤسس مدينة جديدة وتكون البداية جديدة، وحين وضع مانع لبنة التأسيس الأولى للدرعية كان قد وضع لبنة الأساس للعاصمة الأولى للدولة السعودية. كان مانع الجد الأعلى للأسرة المالكة شخصية فريدة ومتميزة وذات تجربة وخبرة، وقد ورث أحفاده منه صفات متعدِّدة.

بعد حوالي 280 عاماً من تأسيس مدينة الدرعية، وبعد أن خاضت تجارب طويلة، وأصبحت من أقوى مدن المنطقة وأكثرها ثراءً واستقراراً، وصل الإمام محمد بن سعود إلى حكمها في عام 1139هـ / 1727م.

عندما أتى مانع المريدي إلى المنطقة، أراد أن تكون بدايته متميزة من حيث التطبيق، بمنهج لم يكن معروفاً بها، فطبّق نمط دولة المدينة، بحيث أسَّس الدرعية في موضعين: الأول (غصيبة)، حيث اختار له موقعاً استراتيجياً منيعاً بإطلالة بديعة على وادي حنيفة، والثاني هو (المليبيد)، حيث قرر أن يكون هذا الموقع سلة غذاء الدرعية. وقد كانت الدرعية في الوقت الذي أسَّس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى تمتد في وادي حنيفة على مسافة نحو أربعة كيلومترات، في منطقة مليئة بواحات النخيل الباسقة وستكبر بعد ذلك لتكون من أكبر مدن المنطقة في وقتها.

بيت عزّ وإمارة
بعد حوالي 280 عاماً من تأسيس الدرعية، وبعد أن خاضت هذه الدولة / المدينة تجربة طويلة وحكمها عدد من الأمراء الذين أسهموا في إثراء تجربة الحكم وكان لهم دور بارز في تأمين طريق الحج والتجارة، وأصبحت من أقوى مدن المنطقة وأكثرها ثراءً واستقراراً، وصل الإمام محمد بن سعود إلى حكمها في عام 1139هـ / 1727م.

ولد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في الدرعية عام 1090 هـ / 1679م، في بيت عز وإمارة، حيث كان جده الأمير محمد بن مقرن أميراً للدرعية، وكذلك كان والده الأمير سعود بن محمد، الذي تنتسب إليه الأسرة السعودية المالكة والذي كان له دور بارز في استقرار المدينة. تعلَّم الإمام محمد بن سعود فنون الحُكم والسياسة في مدرسة جده ووالده، واستفاد منها في تقييم الأوضاع خلال تلك الفترة.

تحلَّى الإمام محمد بن سعود بصفات متعدِّدة فقد كان حكيماً خاض تجربة استثنائية واتصف بالرويَّة وعدم الاستعجال والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة واتخاذ القرارات الصائبة تحت الضغوط الهائلة وله في ذلك أمثلة كثيرة. اتصف الإمام محمد بن سعود بالتدين والزهد وحب التأمل.

كان لدى الإمام محمد بن سعود رؤية وحدوية، فقد أسهم في حفظ التوازن في الدرعية، وساند والده وابن عمه زيد بن مرخان، وشارك في عدد من الأحداث العسكرية، كدفاعه عن الدرعية ضد إحدى الهجمات المعادية، ومشاركته في الحملة على العيينة التي عاد منها ليكون إماماً للدولة السعودية الأولى.

التركيز على الوحدة
رأى الإمام محمد أن تجربة دولة المدينة في الدرعية بلغت مرحلة متقدِّمة من النضج، وأنه ينبغي الانتقال بها إلى مرحلة جديدة تندمج من خلالها تجربة دولة المدينة بمفهوم أوسع وأكبر ليشمل معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية. سعى الإمام محمد بن سعود خلف حلم الوحدة حتى استطاع تحقيقه. فما إن تولى مقاليد الحكم في الدرعية منتصف عام 1139هـ / فبراير 1727م حتى أعلن تأسيس الدولة السعودية الأولى، وبدأ مشروعه الكبير بتنظيم الأوضاع في الدرعية / العاصمة، حيث وحَّد جهاتها وعمل على تطوير مؤسساتها. ومن الواضح أن الإمام محمد بن سعود، بالإضافة إلى كونه قائداً سياسياً فذاً، كان حاكماً حكيماً يقظاً، نجح بشكل كبير في حسن إدارة الدولة منذ تأسيسها، حتى أصبح مثالاً يحتذى في طريقته وأسلوبه في الحكم.

كان تأسيس الدولة السعودية الأولى بمثابة حجر الأساس لنهضة سعودية شاملة في جوانب متعدِّدة، شملت الجوانب السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية. فحينما نأتي على ذكر أول عمل قام به الإمام محمد بن سعود بعد توليه الحكم؛ نجد أنه وحَّد شطري الدرعية، وهذا إثبات واضح وتطبيق عملي لرؤيته الثاقبة وتركيزه بشكل رئيس على الوحدة. 

تأمين طريق الحجاج
كان طريق الحج والتجارة طريقاً محورياً ومهماً، يربط بين أرجاء الجزيرة العربية، وكان وادي حنيفة أحد المواضع التي يمر بها هذا الطريق، فرأى الإمام محمد أهمية تأمين الطريق وحمايته والتأكد من سلامة القوافل التجارية المارة به، ذلك أن قوة الاقتصاد من أهم عوامل الوحدة والبناء. كانت القوافل التجارية وقوافل الحج تضم أعداداً كبيرة من الناس الذين يمرُّون بالدرعية، حيث تجري صفقات تجارية تعود بالفائدة على الدرعية، كما تتم استضافة وتسكين الحجاج، مما يخدم قطاع الإسكان فيها. ومن أجل ذلك عقد الإمام محمد اتفاقيات عديدة مع القبائل القريبة من الدرعية بهدف تأمين الطريق والحفاظ عليه. 

كان طريق الحج والتجارة طريقاً محورياً ومهمّاً يربط بين أرجاء الجزيرة العربية، وكان وادي حنيفة أحد المواضع التي يمرُّ بها هذا الطريق، فرأى الإمام محمد أهمية تأمين الطريق وحمايته والتأكد من سلامة سالكيه.

ومن دلائل الازدهار الحضاري للدولة الوليدة، أن الحي الرئيس في عهد الدرعية أثناء عهد الإمام محمد بن سعود ازدحم بساكنيه، وهذا ما جعله يرى ضرورة التوسع الحضري العمراني من خلال بناء حي جديد في هضبة سمحان المقابلة لغصيبة من الجهة الجنوبية، سمَّاه الطرفية. هذا يبين الرؤية الخاصة للإمام محمد بن سعود ورغبته في إثبات أن مقومات الدولة قائمة ومستمرة، وفي امتداد وازدياد. عمل الإمام محمد بن سعود على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، تمثل ذلك في إعادة الاستقرار إلى الرياض التي استنجد حاكمها به، فأرسل حملة أعادت الأمور إلى نصابها. 

نقطة تحوّل كبرى
شكَّل تأسيس الدولة السعودية الأولى نقطة تحوُّل كبرى في تاريخ الجزيرة العربية التي لم تعرف الوحدة لأكثر من 1000 عام قبلها، ولذا كان الإمام محمد بن سعود صاحب الشخصية العظيمة التي استطاعت تأسيس هذا الكيان، وقد مهّد بتأسيسه للدولة السعودية قيام أعظم دولة عرفتها الجزيرة العربية منذ عصر دولة النبوة والخلافة الراشدة.

كانت انطلاقة التأسيس منتصف عام 1139هـ / فبراير 1727م بمثابة اللبنة الأولى لهذا الكيان العظيم، الذي مرَّ بثلاثة أطوار، وما زال باقياً ومستمراً حتى اليوم فعندما انتهت الدولة السعودية الأولى عام 1818م، لم تمض 7 سنوات إلا واستطاع البطل الهمام والفارس المغوار الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود من دخول الرياض ويتخذها عاصمة للدولة عام 1824م وتتكرَّر التجربة فعندما انتهت الدولة السعودية الثانية عام 1891م لم تمض 10 سنوات إلا وينهض صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله ليستعيد الدولة ويوحِّد أجزاءها وليثبت للعالم أن التجربة السعودية في العلاقة بين الأسرة السعودية والمواطنين مختلفة وراسخة وقوية. قامت الدولة على أساس متين ومبادئ عظيمة راسخة ورؤية واضحة. 

استطاعت الدولة السعودية توحيد معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، ولكن التجربة لم تكن وحدة سياسية فقط، بل كانت اجتماعية وثقافية كذلك، حيث إن الدرعية / العاصمة أصبحت من أعظم مدن العلم والثقافة في المنطقة، وصاحب تأسيس الدولة بدء نهضة ثقافية عظمى ذات مجالات متنوِّعة، كما صاحبها حركة تعليمية كبيرة حوَّلت المجتمع إلى مجتمع متعلِّم قارئ مثقف، فقد كانت المكتبات منتشرة، ليس فقط في الدرعية، بل في معظم أرجاء الجزيرة العربية. لذا فإن التجربة السعودية تجربة خالدة قلَّ أن تجد لها مثيلاً في التاريخ الحديث.

سيبقى الإمام المؤسِّس محمد بن سعود علماً خالداً في تاريخنا، وسيبقى دوره الكبير في تأسيس الدولة حاضراً في قلب كل سعودي، وسيبقى يوم التأسيس يوماً تاريخياً لنا وذكرى تبيِّن عمق تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا.  


مقالات ذات صلة

حينما وصل إلى علمي توقف مجلة “القافلة”، استشعرت أن لبنة ثقافية انهارت. فهذه المجلة أحد الأسس التي دلتني أو دفعتني إلى غواية الكتابة، كما فعلت بالكثيرين.

بات تطوير سوق العمل وتغيير معادلاته أمراً حتميّاً يتعيّن دعمه من كافة صانعي القرار، وقد كشف تقرير دولي للوظائف عن أن هناك ثماني مهن تُدرِّب عليها كليات ومعاهد تقنية دون الجامعية في السعودية، دخلت في ترتيب الوظائف الأعلى دخلاً.. فما مستقبل التخصصات التقنية والمهنية في المملكة؟ وهل هناك تلبية لحاجة السوق المحلية إليها؟ وماذا عن […]

موسوعة الأوبئة الوثائقية.. كورونا من المهد إلى اللقاحإعداد: حمزة العليانالناشر: ذات السلاسل، 2021م 15 فصلاً جمعها الباحث والكاتب اللبناني المقيم في الكويت حمزة العليان، ليقدِّم خلال العام الماضي “موسوعة الأوبئة الوثائقية.. كورونا من المهد إلى اللقاح”، حيث استشعر الباحث بأن جائحة كورونا لن تكون قصيرة، بل ستكون جزءاً من تاريخ البشرية، لذا عمل على فكرة […]


0 تعليقات على “ذكرى التأسيس”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *