مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
نوفمبر – ديسمبر | 2021

الألم والمتعة..
والحياة ذات المعنى


مهى قمر الدين

ما السبب الذي يدفعنا إلى التفاعل بطريقة تكاد تكون متطابقة تجاه مواقف متناقضة تناقض الليل والنهار؟ يشير هذا التناقض إلى الطبيعة المتداخلة لمشاعر الألم والمتعة في حياتنا، والعلاقة الغريبة بين هذين الضدّين. التي لطالما شغلت الفلاسفة في محاولة لتفسيرها، فردود الفعل المتناقضة هذه تثير تعابير مماثلة إلى درجة يصعب علينا أحياناً تحديد حقيقة مشاعر الشخص بمجرد النظر إلى تعابير وجهه بمعزل عن حركات جسده أو أي إطار خارجي آخر.
هل نجد تفسير ذلك في أبسط نظرية حول الطبيعة البشرية المتمثِّلة بالفلسفة الهيدونية، أو ما يُعرف بمذهب المتعة، الذي يفسِّر سلوكنا كبشر بأننا دائماً ما نبحث عن المتعة والسعادة ونتجنَّب العناء والألم، هذه النظرية التي لا ينكر أتباعها بأن الحياة بطبيعتها مليئة بالمعاناة والألم، وأننا قد نسعى إليهما في كثير من اختياراتنا طواعية! أم أننا نجد التفسير في نظرية أخرى تشير إلى أن ما نسعى لتحقيقه بالفعل في جميع خياراتنا هو أن نجعل لحياتنا معنى؟

حياتنا مليئة بردود الأفعال المتناقضة. نحن نبكي عندما نحزن، لكننا نبكي أيضاً من شدَّة الفرح، ونضحك عندما نفرح أو لما يثير الضحك، ولكننا نضحك أيضاً من الخيبة والحزن، وكما يقال “شرُّ البليّة ما يضحك”، ونصرخ عندما نتألَّم، لكننا نصرخ أيضاً عند الإحساس بالمتعة الشديدة والمفاجآت السعيدة والإثارة العظيمة، ونبتسم عندما نكون سعداء، لكننا نبتسم أيضاً ابتسامة السخرية والغضب، كما إننا نرقص من الفرح، ولكننا قد نرقص أيضاً من شدة الألم، وقديماً قال أبو الطيب المتنبي: “لا تحسبنَّ رقصي بينكم طرباً *** فالطير يرقُص مذبوحاً من الألمِ”.

لطالما كان مذهب المتعة الهيدونية حاضراً منذ تاريخ البشرية بحيث نجد صداه في ملحمة جلجامش البابلية التي تُعدُّ أقدم ملحمة في التاريخ.

فردود الفعل المتناقضة هذه تثير تعابير مماثلة إلى درجة يصعب علينا أحياناً تحديد حقيقة مشاعر الشخص بمجرد النظر إلى تعابير وجهه بمعزل عن حركات جسمه أو أي إطار خارجي آخر. تشير دراسة نشرت في مجلة “العلوم” Science في 2012م بعنوان “إشارات الجسم، وليس تعبيرات الوجه، تميِّز بين المشاعر الإيجابية والسلبية الشديدة”، إلى صورة لشخصين: أحدهما كان قد فاز للتو بمبلغ ضخم من المال، بينما كان الآخر قد رأى للتو سيارة تصدم طفله البالغ من العمر 3 سنوات، بحيث كان من الصعب، بالنظر إلى تعابير وجهيهما، التمييز بينهما نظراً لارتسام نفس تعابير الدهشة والصدمة عليهما. وبالمثل وجدت الدراسة نفسها أنه لم يكن بالإمكان التمييز بين الفائزين والخاسرين في المسابقات الرياضية عالية المخاطر عند رؤية وجوههم بمعزل عن رؤية حركة أجسادهم.

يتحدَّث علماء النفس عن “مفهوم العملية المعارضة”، وهو مفهوم يتناول نظرية في علم النفس العصبي تقول بأن ردود الأفعال الغريبة، تنشأ عندما تصبح مشاعرنا طاغية لدرجة أننا نصبح بحاجة إلى تهدئة جهازنا العصبي.

مشاعرنا ومفهوم العملية المعارضة
ولكن ما السبب الذي يدفعنا إلى التفاعل بطريقة مماثلة تجاه مواقف متناقضة تناقض الليل والنهار؟ يتحدث علماء النفس عن “مفهوم العملية المعارضة”، وهو مفهوم يتناول نظرية في علم النفس العصبي تقول إن ردود الأفعال الغريبة، تجاه فرقة موسيقية نحبها أو عمل فني مميَّز أو طفل جميل أو خسارة فريق كرة القدم المفضَّل لدينا أو موت عزيز… إلخ، تنشأ عندما تصبح مشاعرنا، سواءً أكانت سلبية أم إيجابية، طاغية لدرجة أننا نصبح بحاجة إلى تهدئة جهازنا العصبي، فتعمد عقولنا إلى توليد تعبيرات وأفعال معاكسة تتصدَّى لتلك المشاعر القوية من أجل تحقيق التوازن، فالأمر يشبه سكب ماء بارد على نار قد تخرج عن نطاق السيطرة وتحرق ما حولها.

يشير هذا التناقض إلى الطبيعة المتداخلة لمشاعر الألم والمتعة في حياتنا، والعلاقة الغريبة بين هذين الضدّين. لطالما قدَّر الفلاسفة العلاقة بين الألم والمتعة منذ حوارات أفلاطون المعروفة بـ”فيدون”، عندما يقول له سقراط وهو يحاول فرك ساقه ليخفِّف عنه الألم: “كم يبدو غريباً هذا الشيء الذي يسميه الرجال متعة! وكم هو غريب ارتباطه بما يُعتقد أنه نقيضه: الألم!.. إذا كنت تبحث عن أحدهما وحصلت عليه فلا بد من أن تحصل على الآخر أيضاً”.

مذهب المتعة الهيدونية
يأخذنا ذلك إلى أبسط نظرية حول الطبيعة البشرية المتمثِّلة بالفلسفة الهيدونية، أو مذهب المتعة، وهي التي تقول بأننا كبشر دائماً ما نبحث عن المتعة والسعادة ونتجنَّب العناء والألم، وهي الثقافة السائدة في كثير من الثقافات في العالم. لا سيما في أيامنا الحاضرة مع ذلك السعي الدائم لتأمين وسائل الراحة في كل الأمور وتخفيف الألم والتعب. إلا أن مذهب المتعة ليس بجديد، ولكنه لطالما كان حاضراً منذ تاريخ البشرية بحيث نجد صداه في ملحمة جلجامش البابلية التي تُعدُّ أقدم ملحمة في التاريخ، وذلك في الأبيات التالية: “أما أنت يا جلجامش، فاملأ بطنك، افرح ليلك ونهارك، اجعل من كل يوم عيداً، ارقص لاهياً في الليل وفي النهار … هذا نصيب البشر في هذه الحياة”. وهناك كثير من الفلاسفة منذ القديم إلى العصور الحديثة من أمثال أريستيبوس وأبيقور وهوبز، الذين دعوا إلى السعي وراء المتعة، وفي الثقافة العربية أكثر ما نجده متمثلاً في أشعار أبي نواس من العصر العباسي، مثلاً، وفي كثير من الأغاني والمؤلفات الأدبية والأفلام وغيرها.

لا ينكر أتباع مذهب المتعة بأن الحياة مليئة بالمعاناة، نستيقظ في منتصف الليل لإطعام أطفالنا، ونخضع لإجراءات طبية مؤلمة، ونتحمَّل مشقَّة السفر إلى أماكن بعيدة، لكن بالنسبة لهؤلاء، يُنظر إلى هذه الأعمال غير المريحة على أنها تكاليف لا بد منها للحصول على متعة أكبر في المستقبل. فالعمل الصعب والمضني هو وسيلة للبقاء وتحقيق المكانة الاجتماعية الرفيعة، والتمارين المملة والأنظمة الغذائية الصارمة هي ما يجب أن نتحمَّله من أجل أجسام رشيقة وصحة جيِّدة، وما إلى ذلك. ومما لا شك فيه أن هناك ما هو صحيح في مثل هذه الاعتقادات، لأن لا أحد يمكنه أن ينكر بأننا نمتلك دوافع قوية للطعام واللذة والمكانة وغير ذلك كثير، وأننا على استعداد لتحمل كثير من المعاناة بهدف تحقيق هذه الغايات.

أبيقور كان فيلسوفاً يونانياً، مؤسِّس المذهب الأبيقوري الذي اعتبر أن المتعة القصوى هي اللذة وأن العالم عبارة عن سلسلة من التوليفات العرضية للذرات.

بين المتعة والحياة ذات المعنى
ولكن من جهة أخرى هناك نظرية أخرى يمكنها تفسير كثير من الممارسات اليومية المعاصرة التي لا يمكن لمذهب المتعة تفسيرها على الإطلاق، وهي أننا لا نسعى لتحقيق اللذة والسعادة فقط، مع كل المتاعب التي تعترضنا على طول الطريق إليها، بل إن ما نسعى لتحقيقه بالفعل هو حياة ذات معنى.

تقول الفلسفة الهيدونية، أو مذهب المتعة، بأننا كبشر دائماً ما نبحث عن المتعة والسعادة ونتجنَّب العناء والألم، وهي الثقافة السائدة في كثير من الثقافات في العالم. لا سيما في أيامنا الحاضرة مع ذلك السعي الدائم لتأمين وسائل الراحة في كل الأمور وتخفيف الألم والتعب.

في الفِلْم الشهير “ذا ماتريكس” أو “المصفوفة” الذي أُنتج في عام 1999م والذي يتحدث عن مصفوفة من أجهزة الكمبيوتر هي عبارة عن محاكاة لواقع غريب تم إنشاؤه بواسطة أجهزة كمبيوتر خبيثة، تم التعبير عن الطبيعة البشرية التي ترفض مجرد السعي وراء اللذة من خلال ما يقوله مبرمج الحاسوب توماس أندرسون إلى سميث مورفيوس، الرجل الذي استطاع تحرير نفسه من سلطة المصفوفة. فبعد ما تبيَّن أن المصفوفة العبقرية من أجهزة الكمبيوتر التي صممت لتكوِّن عالماً بشرياً مثالياً، حيث لا أحد يعاني، وحيث يكون الجميع سعداء، كانت في الواقع كارثة، إذ لا أحد يريد أن يتعامل مع برامجها، ولا أن يدخل في نظامها، يقول توماس أندرسون إنه: “بينما يعتقد البعض أن المشكلة تكمن في أننا نفتقر إلى لغة البرمجة المناسبة لتحديد ذلك العالم المثالي الذي توجده تلك المصفوفة، لكنني أعتقد أن البشر، كجنس، يعمدون إلى تحديد واقعهم من خلال البؤس والمعاناة”.

وعلى الموجة نفسها يقدِّم عالِم النفس بول بلوم في كتابه “البقعة الجميلة: المعاناة والمتعة ومفتاح الحياة الجيدة” الصادر مؤخراً، حجة لنظرية مختلفة لما يسعى إليه الناس بالفعل. يقول بلوم إننا كبشر لا نسعى فقط للحصول على المتعة، بل نريد أيضاً أن نعيش حياة ذات معنى، وهذا ينطوي على الشعور بالألم والقلق والصراع عن طيب خاطر، وليس كشيء نسعى لتجنبه، أي إننا نرى قيمة في المعاناة المختارة.

قد يأخذنا ذلك إلى قمة جبل إيفرست حيث يُعتقد أن هناك أكثر من 200 جثة متجمِّدة تعود لمتسلقي جبال كانوا قد استسلموا إما لنقص الأكسجين أو الإرهاق أو قضوا من جرَّاء العواصف الثلجية أو نتيجة سقوطهم في الوديان العميقة، وهذه الجثث بقيت هكذا ملقاة على مرأى من جميع المتسلقين الآخرين. كما إن إحدى العمليات الحسابية تشير إلى أن هناك فرصة واحدة ناجحة فقط من بين كل عشرين محاولة فاشلة للوصول إلى هذه القمة. والسؤال الذي يبرز هنا: لماذا يمكن لأي شخص أن يفكر بتسلق هذه القمة، كما يفعل كثير من الأشخاص من حول العالم، ويقوم بتلك المخاطرة الفظيعة؟ وبالمنطق نفسه: لماذا يشاهد البعض الأفلام التي تجعلهم خائفين ومشمئزين؟ لماذا يختار الناس إنجاب الأطفال رغم علمهم المسبق بالجهد والتعب الذي تتطلبه تنشئتهم وتربيتهم، لا سيما في سنواتهم الأولى؟ لماذا يشارك الناس في سباقات الماراثون؟ أو لماذا يمارسون رياضات قتالية ويتعرَّضون للكمات على وجوههم داخل الصالات الرياضية؟

من بين الحوافز التي تدفعنا إلى ممارسات معيَّنة هي أننا نقدِّر العناء والجهد بحيث إذا كانت بعض النتائج، مثل تسلُّق جبل إيفرست مثلاً، تنطوي على جهد كبير فإن لها قيمة أعلى.

قيمة الجهد والسلبية المتخيَّلة
تكمن الإجابة عن تلك الأسئلة في الدوافع البشرية المتعدِّدة والمعقَّدة أبعد بكثير مما تقدِّمه لنا الفلسفة الهيدونية المبسطة. مما لا شك فيه أن لدى البشر محفزات متعدِّدة، وتتحكم بهم فوضى متشابكة من الدوافع المعقَّدة، والحماس والتوق إلى إيجاد المكان المناسب الذي يتضمَّن المزيج الصحيح من المعاناة والقيمة والرضا، وهو ما يعرف بالبقعة الجميلة، حيث تتوازن المشاعر.

من بين الحوافز التي تدفعنا إلى ممارسات معيَّنة هي أننا نقدِّر العناء والجهد بحيث إذا كانت بعض النتائج، مثل تسلُّق جبل إيفرست مثلاً، تنطوي على جهد كبير فإن لها قيمة أعلى (أي إنه إذا تم الوصول إلى قمة الجبل بطائرة هليكوبتر لن ينتج عن ذلك الشعور نفسه بالرضا والقيمة). وهنا يمكن الإشارة إلى علم الاقتصاد بشكل غير مباشر، حيث يقول علماء الاقتصاد، ومن بينهم عالِم الاقتصاد والفيلسوف الأسكتلندي آدم سميث، المعروف بـ”أبو الاقتصاد”، بأن قيمة بعض السلع يتم تحديدها من خلال مقدار العمل الذي يبذله شخص ما لإنتاجها. ومن جهة أخرى هناك من يتحدث عن “السلبية المتخيلة”، ففي القرن الثامن عشر، كتب الفيلسوف الأسكتلندي ديفيد هيوم عن “متعة لا يمكن تفسيرها يختبرها المتفرجون على عمل درامي مأساوي محبوك بطريقة جيدة من خلال مشاعر الحزن والرعب والقلق والعواطف الأخرى التي هي في حدِّ ذاتها سلبية وغير مريحة”. وكل ذلك يصبُّ في تفسير هذه “السلبية المتخيَّلة” التي تنبع من اهتمامنا بالعوائق التي تعكس أكثر ما يثير اهتمامنا في العالم الحقيقي، أو من شكل من أشكال اللعب التخيلي الذي يسمح لنا باستكشاف المواقف الخطرة والصعبة بطريقة آمنة ونحن قابعون في منطقة الراحة لدينا. كما إن جاذبية هذه السلبية المتخيلة تكمن في كونها تثير فينا افتتاننا بالأخلاق، بحيث إن قصص الانتصار الأخلاقي تتضمَّن دائماً شيئاً مستهجناً يجب التغلب عليه.

مما لا شك فيه أن لدى البشر محفِّزات متعدِّدة وتتحكم بهم فوضى متشابكة من الدوافع المعقَّدة والحماس والتوق إلى إيجاد المكان المناسب الذي يتضمَّن المزيج الصحيح من المعاناة والقيمة والرضا، وهو ما يُعرف بالبقعة الجميلة، حيث تتوازن المشاعر.

عالمٌ جديدٌ شجاع
قد تكون رواية ألدوس هكسلي الشهيرة “عالم جديد شجاع” التي صدرت عام 1932م، أكثر ما تعكس هذه النقطة المتعلِّقة بتعددية الحوافز وتداخلها عند البشر. وهي الرواية التي تدور أحداثها في مجتمع مستقبلي، تم تصميم الأشخاص فيه في تسلسل هرمي اجتماعي قائم على الذكاء، بحيث ينعمون بتطورات علمية هائلة في تكنولوجيا الإنجاب والتعلُّم أثناء النوم والتلاعب النفسي، وهو بالتالي مجتمع يتميز بالاستقرار والسيطرة والسعادة، ولكن تحت تأثير العقاقير المهدئة، مجتمع ضحَّى بكل شيء آخر من أجل تحقيق أقصى قدر من المتعة. قرب نهاية الكتاب، تدور محادثة بين شخصيتين في الرواية: “مصطفى موند” و”جون” الذي تمرَّد على ذلك المجتمع. يدافع موند بقوة عن قيمة المتعة، ويقول: “نحن [أي في هذا المجتمع] نفضّل القيام بالأشياء بشكل مريح”، ولكن جون يجيب فيقول: “لكنني لا أريد الراحة. أريد الشِّعر، أريد الخطر الحقيقي، أريد الحرية، أريد الخير. أريد الخطيئة”. لا يوجد ملخص أفضل للطبيعة البشرية.

أخيراً، بالعودة إلى العلاقة بين الألم والمتعة لا يمكننا إلا أن نوافق مع ما قاله ألبير كامو في كتابه “أسطورة سيزيف” بأنه فقط عندما يستطيع سيزيف (وهو البطل الأسطوري الذي أغضب الآلهة الأوليمبية فأصدروا عليه حكماً بأن يعيش حياة أبدية يقضيها في عمل غير مجدٍ، ألا وهو دحرجة صخرة صعوداً إلى جبل حتى تعود للتدحرج نزولاً من جديد، مراراً وتكراراً، وبلا نهاية) احتضان عذاباته وتقبلها كجزء من قدره، يمكنه أن يكون سعيداً، ونحن نضيف أنه فقط عندما نعترف بأن الألم هو جزء مما يعطي معنى للحياة، هذا المعنى الذي لا يتحقق إلا من خلال مجموعة من الدوافع المتعدِّدة والمتداخلة والمعقَّدة بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

على الرغم من وجود العديد من التساؤلات حول مستقبل الكتب المادية، فقد أطلقت الفنانة الإسكتلندية المفاهيمية “كاتي باترسون” في عام 2014م فكرة إنشاء “مكتبة المستقبل” كمشروع فني تطلعي يجمع بين كونه كبسولة زمنية أدبية ومشروعًا بيئيًا. كرّست “باترسون” جلّ اهتمامها بما ستتركه البشرية للأجيال القادمة؛ لذلك ابتكرت فكرة إنشاء هذه المكتبة في مدينة أوسلو النرويجية. […]

استطاعت الدول الناطقة باللغة الألمانية (ألمانيا، والنمسا، وسويسرا) أن تخلق نموذجاً في النهضة والتفوّق بالاعتماد على الأيدي العاملة المؤهلة مهنياً، وقد حقَّق هذا النموذج نجاحاً باهراً على مستوى العالم، فيما تسعى دول كثيرة داخل أوروبا وخارجها للاستفادة منه، ففي هذا البلد المزدهر اقتصادياً، يُعدُّ التدريب المهنيّ سرّاً من أسرار نجاحه، بل وربما ريادته عالمياً، فبفضله […]

من المؤكد أن للعلوم والتكنولوجيا تأثيراً عميقاً على المجتمع، لكن العكس صحيحٌ أيضاً، بحيث يشكِّل المجتمع، بصورة كبيرة، الطرق التي تتطوَّر بها العلوم والتكنولوجيا. ومع ذلك، تُظهر التجربة أنه لا يمكن دائماً للعلماء، من ناحية، وعامة الناس والحكومات والشركات، من ناحية أخرى، فهم بعضهم بعضاً بوضوح، لهذا السبب كان لا بدَّ من وجود خبراء ذوي […]


0 تعليقات على “الألم والمتعة.. والحياة ذات المعنى”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *