في بداية البحث عن جواب لهذا السؤل، قد نعتقد أن السؤال خيالي وبالتالي سيكون الجواب نظرياً أكثر مما هو واقعي. لكننا بالبحث أكثر سنعثر على حالة مرضية تعرف بـ «العملقة النخامية» تصيب فئة قليلة من الناس. والعارض الرئيس لهذا المرض هو زيادة في إفراز هرمون النمو، وله حالات مسجّلة منذ بداية منذ العصر الإغريقي.
مبدئياً، يزيد طول الإنسان خلال مراحل النمو عبر تطوّر عدة أعضاء من ضمنها صفائح على أطراف العظام تستمر بالنمو حتى سن معينة (الحادية والعشرين عند الرجال والثامنة عشر عند النساء عادة). حينها يكتمل نمو الصفائح هذه ويُستبدل بها ما يعرف بخط المشاشية.
إذا أصيب الإنسان بهذا المرض في طفولته فسيقتصر نموه الاستثنائي غالباً على طوله فقط، لأن هرمون النمو سيزيد من سرعة نمو الصفائح. وقد يصل طول «المريض» حينها إلى المترين و74 سنتيمتراً في أقصى الحالات المسجلة. وبما أن نمو هذه الصفائح يتوقف –عادة- بعد سن معينة، فإن الاستمرار في تضخم صفائح العظام بسبب العملقة النخامية سيؤدي الى مواصلة هذه الصفائح في التمدد إنما عرضياً هذه المرة! وبالتالي سيزيد سمك عظامه وسيظهر على أطرافها ثخن زائد غير متناسب مع طول الجسم.
أصاب هذا المرض عدة شخصيات تاريخية معروفة ومنها الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن.
من الناحية النظرية، ينمو الطفل خلال أول شهر بعد الولادة بمعدل 4.4 سنتيمتر. أي ما يعادل عشرة أضعاف معدل نمو المراهقين.
ولو تخيلنا أن سرعة النمو لا تقلّ مع تقدُّم العمر، فسيصل طول الإنسان إلى 3.14 متر عند سن الخامسة، و5.8 متر عند سن العاشرة. وبحسب قانون طبيعي معروف اسمه قانون المربع-مكعب، فإن نسبة زيادة الحجم تعادل مكعب نسبة زيادة الطول. مما سيسبب عدم توازي سمك العظام مع طولها، أي إن عظام الإنسان ستعجز عن تحمل وزنه. وسيصعب على قلبه ضخ كميات مناسبة من الدم لجميع أطراف الجسم. حينها، سيتوقف النمو قسراً.. إنما بسبب الموت المبكر!