سينما سعودية

فازت بالجائزة الأولى لمهرجان الأفلام المستقلة الدولي بلوس أنجلوس

ثريا أبار.. من التصوير الفوتوغرافي إلى السينما

cinema2أتت المخرجة السعودية الشابة «ثريا أبار» من ثقافة الفديو والتصوير الرقمي. فقد اشتغلت بإعلانات الفديو، وإعلانات الطرق المعتمدة على الصورة الثابتة أو المتحركة. كما عملت في مجال الإعلانات المتحركة في مواقع الإنترنت والوسائط الإعلامية المتعددة.. صورت وكتبت وأخرجت وأنتجت ومثلت وكانت تتولى إدارة الإنتاج المشترك مع جهات تجارية ومؤسسات ربحية تعمل على ترويج منتجاتها.

هي إذن موهبة جديدة قادمة من عاصمة الضباب لندن لتعبِّر عن المرأة السعودية الشابة والأجيال الناهضة التي تلقت تعليمها بالخارج، وأكسبها ذلك الجرأة على العمل في الفن السينمائي الذي ما زال في خطواته التأسيسية في المملكة. فقد فازت بالجائزة الأولى لمهرجان الأفلام المستقلة الدولي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية 2014م، الذي يقام كل سنة في شهر مايو، وذلك عن فِلمها الروائي الطويل «The Tube»، وهو إنتاج مشترك بينها وبين شركة «آرت ديلوكس» النمساويَّة.

Where_We_Disappear_S-182928071-largeلم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحصد فيها المخرجة الشابة التي درست الإخراج السينمائي في العاصمة البريطانية «لندن» جائزة دولية، إذ سبق أن نالت عديداً من الجوائز على المستوى المحلي البريطاني، وأخرجت سابقاً عديداً من الأفلام منها الفِلم القصير «في وأنا» (V & Me) وهو فِلم صامت يوظف الموسيقى والمؤثرات الصوتية توظيفاً درامياً لتعمل على التأثير الفني بدلاً من الحوار. وفِلم «أين نختفي؟» (Where we disappear)، الذي حظي بترحيب كبير، وأظهر مقدرتها على توظيف الموسيقى. كما شاركت في عديد من المحافل السينمائيَّة على المستويين الإقليمي والدولي.

بدايات مبكِّرة
1229823_1385298708368249_1994643259_nبداياتها الفنية ترجع إلى الدراسة الجامعية بكلية «كامبرويل» في جامعة لندن للفنون، التي تركزت حول التصوير الفوتوغرافي. ثم أدركت أن أسلوبها يمكن أن يتطوَّر باتجاه التصوير السينمائي. وهو ما جعلها تبدأ بدراسة تخصصات متعددة في مجال الفنون السينمائية ومنها كتابة السيناريو السينمائي والتصوير والإخراج السينمائي الذي تفوقت فيه.

في أبريل 2014م شاركت في معرض لندن للفنون مع شقيقها المصور عبدالله أبار، الذي دعمها في تعلم التصوير، وكان المعرض مختصاً بأعمال فنية متنوعة خاصة بالرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والتصوير بكاميرات الفديو الرقمية.

نظرة إلى بعض أفلامها
1231446_1385306318367488_1788023596_nفِلمها القصير، «أين نختفي» الذي أخرجته عام 2009م، وأنتجته وقامت بتمثيل دور البطولة فيه، مثّل الاختيار الرسمي عام 2010م في مهرجان «شيكاغو للأفلام القصيرة»، وكذلك كان الاختيار الرسمي في نفس العام لمهرجان «سينما انترناسيونال دي برشلونة».

ويصوِّر الفِلم، في ثماني دقائق ونصف الدقيقة، حالة وجودية مبهمة لفتاة تعيش في غربة داخلية تعانيها في وحدتها ولحظات شرودها. وربما تعيش أيضاً هذه الغربة عن محيطها الخارجي عن المجتمع الذي تعيش فيه.

أما فِلمها القصير الثاني الذي لا يتجاوز زمن عرضه الخمس دقائق فكان بعنوان «في وأنا» (V&Me) وكان أول عرض له بالمركز السينمائي الكندي Shortnonstop. بمدينة تورنتو في أبريل 2012م، وشاركت به في بعض المعارض، ولقي ترحيباً كبيراً وتشجيعاً من قبل الجمهور والنقَّاد.

1236852_1385299788368141_2007338475_nويحكي الفِلم عن فتاة تستيقظ عند الفجر، بعدما كانت تسترخي على ضفة النهر، فتبدو في تلك اللحظة وكأنها مغيبة عن الوعي لعدم فهم ما يحصل لها.. نجدها ترحل بذاكرتها عبر لقطات نفهم منها تأثرها بعلاقتها مع صديقها V، ومن ثم تأخذنا تداعيات الذاكرة لديها إلى تفاصيل تلك العلاقة وتداخلها مع صديقة لها. ولكن كما يبدو أن تلك الحالة لا تسعدها فنراها تلقي بنفسها في النهر، ولكن الفِلم لا يعتمد على السرد الواقعي. فكل المشاهد التي نراها تحتمل الخيال الذي يدور في مخيلة البطلة ومن ثم تقود المتفرج إلى إحالات وتهيؤات تعتمل داخل نفسية البطلة، وينتهي الفِلم على ذلك.. ويخرج المشاهد منه بالإحساس بحالة الضياع التي تعانيها الفتاة.

7849_1385306158367504_1223650798_nتم تصوير الفِلم في لندن، ومعظم طاقم الفِلم كان من ممثلين من المملكة المتحدة، فيما أدار دفة الكاميرا المصور السينمائي البريطاني «الكسندر كينسمان» الشهير بتصويره للبرنامج الشهير «X-Factor» في بريطانيا.

1209105_1385300858368034_175659053_nمن خلال هذين الفِلمين يمكن الوقوف على أسلوب المخرجة الذي تجلى في تتابع اللقطات والمشاهد في إيقاع متسارع، خاصة في فِلمها «في وأنا»، فقد عمدت فيه إلى التنقل بين مواقع تصوير عديدة في زمن قليل. كما أنها لجأت إلى التأثير التصويري في بعض اللقطات حيث استخدمت تقنية «السلو موشن» أو السرعة البطيئة.. وفي فيلمها «أين نختفي» اشتغلت على تقنيات الإضاءة والظلال لإحداث أثر نفسي عند المشاهد وعملت على زيادة الإحساس النفسي بنوعية الموسيقى المختارة وتوقيت بثها. وغير ذلك يمكن التعرف على طبيعية أدائها التمثيلي الذي بدا واثقاً ومترابطاً لا يخالطه الارتباك أو الصنعة المفتعلة أو المبالغة المنفرة، سواء في أدائها الشخصي أو في أداء الممثلين الآخرين.

1235023_1385301185034668_330485719_nوربما يكون لبعض المشاهد أثر قوي على المشاهد، ولكنها تؤكد، في لقاءاتها الصحافية، على أنها تنقل حالات واقعية في الحياة الغربية كما تحدث تماماً، وترفض السينما الخادشة لمسلمات العادات والتقاليد والدين.

ختاماً نشير إلى أن المخرجة أبار المقيمة منذ فترة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تستعد لتصوير فِلم روائي طويل. سيتم إنتاجه مع شركة «Artdeluxe»، وهي شركة إنتاج للأفلام المبتكرة في فيينا.

أضف تعليق

التعليقات