كتب عربية
سينما هوليوود: تشريح الأسطورة
تأليف: محمود الزواوي
الناشر: منشورات أمانة عمان الكبرى، 2017
لا شك في أن سينما هوليوود الأمريكية طغت على المشهد السينمائي العالمي منذ أواسط العقد الثاني من القرن العشرين وكان لها تاثير كبير على السينما في مختلف أنحاء العالم. من هنا رأى الكاتب محمود الزواوي تسليط الضوء على أهم المحطات والتطورات التي مرَّت بها هذه السينما خلال مسيرتها الطويلة، وفي هذا السياق يحاول الكاتب إظهار مواضع القوة فيها وكل التطورات التي مرَّت بها مما أسهم في هيمنة الأفلام الأمريكية على عروض الأفلام في دور السينما العالمية وتحولها إلى ظاهرة عالمية، الأمر الذي حقَّق لها شهرة فريدة ميَّزتها عن السينمات الأخرى، بحسب ما قال المؤلِّف في مُقدِّمة الكتاب.
كما يعرض الكاتب لبعض التطورات الفنية والتقنية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين التي كانت أساساً لهذه السينما المهمَّة، ويروي لنا مراحل ولادة هوليوود كعاصمة السينما الأمريكية، لا بل والعالمية، في العقد الثاني من القرن العشرين.
وأخيراً يتناول الكتاب عناصر سينمائية مهمَّة كالدور الذي يلعبه وكلاء النجوم وعملية اختيار البدلاء وكيفية إعداد القصص السينمائية كما يتطرَّق إلى صورة العربي في هذه السينما وفي الإعلام الأمريكي بشكل عام.
الموسيقى الشعبية في الخليج العربي
تأليف: مجيد مرهون
إعداد: رضا عبدالمجيد مرهون
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2016
يسلًّط هذا الكتاب الضوء على الموسيقى الشعبية في الخليج العربي التي تتميَّز بكونها قوالب موسيقية إيقاعية راقصة ويؤكِّد على أهمية توثيقها والتعريف بها قبل أن يطويها النسيان. كما يعرض في الوقت نفسه لمفرداتها الخاصة وأنواعها وآلاتها وإيقاعاتها، فضلاً عن علاقة الإيقاعات والجُمل اللحنية بالأداء الحركي المصاحب لتلك الألحان والإيقاعات.
يُعرِّف مرهون بالآلات العزفية الشعبية كالطبل والطار وغيرها من الآلات التقليدية مع شرح كيفية استخدامها والإشارة إلى الطقوس التي يجري العزف عليها، ويعرض أيضاً لأربعة عشر فناً من الفنون الشعبية ابتداءً من فن العيالة الذي هو عبارة عن فن جماعي يتضمَّن رقصاً وغناءً جماعياً، إلى فن الرزيف الذي ينبع من أصالة الإنسان الخليجي وتاريخه، ويُعد من فنون البادية التي تُؤدَّى في الأعراس وفي غيرها من المناسبات مثل استقبال الحاكم، إلى الفن الفجري المتصل روحياً وعملياً بالعمل البحري وفنون الغوص تحديداً، الذي تُعد إيقاعاته الموسيقية في صيغها المتغيِّرة من أعقد أنواع الإيقاعات إلى الحد الذي يصعب معه تدوينه موسيقياً. وكل هذه الفنون الموسيقية تظهر، حسب مرهون، فرادة الإنسان الخليجي الذي يمارس الفنون الشعبية ويتعامل معها بفطرته في التعبير عن مشاعره الدفينة ومعاناته الجسدية.
ويخلص الكتاب في عرض توصيات عديدة تؤكد أهمية وضع إطار واضح لتدوين وحفظ هذا الموروث الموسيقي الفريد والعمل على التجديد فيه وتطويره والارتقاء به وترويجه في العالم.
شعر النثر العربي في القرن العشرين: أشكاله وتحولاته الشعرية
تأليف: شريف رزق
الناشر: الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة، 2017
بعد زحف قصيدة النثر منذ بداية القرن العشرين سادت حساسية شعرية جديدة وجوّ شعري نقدي اختلف كثيراً عن العصور القديمة التي سيطرت فيها قصيدة التراث العربي، وكان لا بد من ظهور هذا الكتاب للناقد المصري الراحل شريف رزق، الذي يناقش فيه كثيراً من القضايا الخاصة بشعر النثر في القرن العشرين. وتجدر الإشارة إلى أن القرن العشرين هو قرن الأنواع الأدبية بامتياز، إذ فيه تأسست القصة القصيرة والرواية والمسرحية “النثرية والشعرية” والشعر المرسل، وشعر التفعيلة، وشعر النثر. وقد أثار الشعر النثري جدلاً واسعاً لأنه، حسب الكاتب، اصطدم “بقناعات ظلَّت محل إجماع غير أنه في النهاية حسم معركته، وأسَّس شكلاً شعرياً مفتوحاً وحراً، وشرع يكتسب مساحات واسعة في المشهد الشعري حتى إن شعرية قصيدة النثر بدأت تتسرَّب إلى نصوص عديدة في السرد القصصي”.
يسلِّط الكاتب الضوء على مختلف القضايا المتعلِّقة بهذا النوع من الشعر من التجاذبات التي تدور حوله بين الأصالة والمعاصرة وبين التقليد والحداثة، ومن بداياته وبواكير القصيدة النثرية في مساحة الشعر العربي والمفاهيم النظرية للأنواع الشعرية في شعر النثر. كما يتساءل رزق عن أوضاع الشعر العربي الحديث المجتمعية والاقتصادية والفنية ليحدِّد الاتجاهات التي يسير نحوها.
في الممر الأخير: سردية الشتات الفلسطيني – منظور ما بعد كولونيالي
تأليف: د. رامي أبو شهاب
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، 2017
يُعد هذا الكتاب بدراسة خطاب الشتات الفلسطيني، ولا سيما الرواية الفلسطينية، التي يمكن أن نطلق عليها اسم رواية اللامكان، وذلك لأن الشكل الروائي يُعد من أكثر الأشكال الإبداعية قدرة على التعبير عن الحالة المجتمعية. ويتكوَّن الكتاب من أربعة فصول ومدخل يُسلِّط من خلالها الكاتب الضوء على عدد كبير من الروايات الفلسطينية من مختلف الأجيال الفلسطينية. ولكن الكاتب يركِّز على هذه السردية للشّتات الفلسطيني معتمداً على نظرية الخطاب ما بعد الكولونيالي المعني تحديداً بنماذج من الارتحالات الثّقافيّة، وارتباطها بالقيم الاستعمارية، لأن الغاية تكمن في توظيف نماذج الشّتات، ومفاهيمه، وأنساقه السّردية، من أجل تحديد مدى توفر خطاب خاص بالشّتات الفلسطيني. وكل ذلك من أجل الإجابة عن تساؤلات محدَّدة، منها: ما هو المدى الذي تتعلَّق به هذه السّرديّة بالماضي وترتهن له؟ وهل ثمّة رؤية تتجه إلى المستقبل؟ أم لا أفق للخلاص من هذا الشّتات نظراً لغياب مشروع وطني للتحرر؟
أما عن سبب تسمية الكتاب “في الممر الأخير” فنجد الإجابة على غلاف الكتاب التي ورد فيها: “وإذا كانت إشكاليات الفلسطيني تتصل بقيم الواقع والجغرافية، فإنها تشمل أيضاً أنظمة الخطاب والتعبير، فثمة قلق من أن يفقد الفلسطيني صوته نتيجة التبعثر، والتّشظي، أو الاندماج، والأخير يُعدُّ شرطاً للقبول من أجل الحياة في وطن الآخر، ومع ذلك، فأية محاولة للاندماج هي خيانة لفلسطين والذات، في حين أن رفض الاندماج يُعد خيانة للآخر (الدول المضيفة)، أو إلى الذي أمدّ الفلسطيني بسُبل الحياة. وهكذا يقيم الفلسطيني في الممر، أو في عالم بيني محدود، هشّ. وإلى أن تحين العودة سوف تبقى اللغة، والماضي، والحنين، والتّنازع، وقلق الارتحال، كما فلسطين المتخيلة كامنة في وعي الفلسطينيين”.
في المرض وفي القوة
تأليف: ديفيد أوين – ترجمة: يوسف الصمعان
الناشر: دار جداول للنشر، 2017
ينظر أوين في هذا الكتاب إلى المرض في رؤساء الحكومات وقادة الأعمال والعسكريين في العالم بين عامي 1901 و2007م. ويستكشف كيفية تأثير المرض والعلاج – الجسدي والعقلي – على صنع القرارات التي قد تتميَّز بالحماقة والغباء أحياناً. يهتم أوين بشكل خاص بالقادة الذين لم يكونوا مرضى بالمعنى التقليدي، بل كانت قدراتهم المعرفية تعمل بشكل جيد، ولكنهم طوروا “متلازمة الغطرسة” التي أثرت بقوة على أدائهم وأفعالهم. وتتميَّز هذه المتلازمة بالغطرسة والغرور والطيش وفرط الثقة، ورفض كل من لا يقوم بالتبجيل، وشعور عميق بأن من يعارض هو أحمق أو شيطان، ويمشي الشخص المصاب بهذه المتلازمة متبختراً، وتتغَّير حتى طريقة كلامه، ثم ينغمس إلى طمأنينة أن آراء من لا يتفقون معه إلى سعير، وأن محكمة الأرض ليست له ولأمثاله وأن التاريخ وحده سينصفه.
يستخدم أوين، الذي كان طبيباً متخصصاً في الطب العصبي وتدرَّب أيضاً في تخصص الطب النفسي كما كان في الوقت نفسه زعيماً حزبياً فوزيراً للخارجية البريطانية، معرفته العميقة في الطب والسياسة معاً ليحاول اقتراح محددات لاضطراب الشخصية المكتسب بفعل ممارسة السلطة، التي، تختلف عن التعريف الكلاسيكي لمحدِّدات اضطراب الشخصية في التصنيفات المعتمدة للأمراض النفسية التي تلزم أن تكون هذه الاضطرابات الشخصية قد تجلَّت في سن الثامنة عشرة. ويتضمَّن الكتاب الأمثلة على كثير من الشخصيات المؤثرة في العالم التي كانت تعاني من الاضطرابات ويبيِّن كيف أثرت على القرارات التي اتخذتها، وينتهي الكتاب بإيجاز بعض الضمانات التي يحتاج إليها المجتمع ليحمي نفسه من تداعيات المرض في صفوف قياداته.
في الفكر المعاصر: حوارات
تأليف: د. محمد سبیلا
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2017
في ھذا الكتاب يحاول الدكتور سبيلا إلقاء الضوء على أھم التیارات التي سادت في الفكر الغربي ومن یُمثلھا من روَّاد الفكر والفلسفة والاجتماع؛ ویفعّل ذلك من خلال حوارات “مترجمة” أجریت مع أھم المفكرین الغربیین وعرض لأعمالھم المشھورة، أمثال: روني جیرار، كلود لیفي ستراوس، بییر بوردیو، كارل بوبر، یورغن ھابرماس میشیل فوكو وآخرون. ويقول الكاتب إن هذه الحوارات عُرِّبت ونُشرت بمناسبات مختلفة في الصحافة وقد ارتأى أن يقدِّمها للقارئ العربي، من أجل أن يفتح أمامه جزءاً من ھذا الأفق اللانھائي لكونها تعكس إلى حدٍّ ما ھذا المناخ الفكري متعدد الألوان، ابتداءً من لیفي ستراوس الذي أثَّر بإنتاجه أكبر التأثیر على كل العلوم الإنسانیة والفلسفیة في إبرازه لدور البنیات الأنثروبولوجیة اللاشعوریة في صیاغة وعي وسلوك الناس، إلى یورغن ھابرماس الذي یندرج إنتاجه في سیاق مدرسة فرنكفورت في نقدھا لأسس العقلانیة الأنواریة وما یستتبعھا من تكییف وتشیؤ وقمع، إلى میشیل فوكو الذي قام بتشریح البنیات المضمرة في الفكر الأوروبي وساءل بداھاته الأساسیة في أكثر القضایا بداھة، إلى بتلھام الذي ینكر على الثورة الروسیة كونھا ثورة اشتراكیة، إلى غیر ذلك.
هذا على الرغم من اعتراف الدكتور سبيلا بأن ھذه العیِّنة الفكریة لیست عینة تمثیلیة لكل مدارس واتجاھات الفكر الغربي المعاصر، لكنھا نافذة يمكن من خلالها إلقاء نظرة على بعض القضایا المطروحة في الساحة الفكریة الأوروبیة، وعلى آراء بعض المفكرین ونظریاتھم.
كتب من العالم
أجدادنا العرب: ما تدين به لغتنا لهم
Nos ancêtres les Arabes: Ce Que Notre Langue Leur Doit by Jean Pruvost
تأليف: جون بريفوست
الناشر: 2017 JC Lattès
هو كتاب من توقيع أحد كبار علماء اللسانيات والمعاجم، عن مدى تأثر اللغة الفرنسية بلغة الضاد، ويتناول بالتحليل مئات الكلمات الفرنسية ذات الأصل العربي، من قبيل قطن وكيمياء وسروال وكباب وسبانخ.
كما يفكِّك الأكاديمي الفرنسي جون بريفو نحو أربعمئة كلمة متداولة عن نطاق واسع في مختلف مجالات الحياة العامة (فنون، طبخ، موسيقى، زراعة..) ويثبت أصلها العربي.
ويلاحظ بريفو أن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثالثة بعد الإنجليزية والإيطالية من حيث حضور كلماتها في المعجم الفرنسي، وأن عدد الكلمات الفرنسية ذات الأصول العربية يفوق مرتين عدد الكلمات الفرنسية المنبثقة من لغة الغاليين، وهم الأجداد الحقيقيون للفرنسيين.
ويعزو اللساني الفرنسي تأثر اللغة الفرنسية بنظيرتها العربية إلى عدة عوامل تاريخية وحضارية وتفاعلات ثقافية على خلفية الحروب الصليبية والفتوحات العربية والمبادلات التجارية في فضاء البحر البيض المتوسط.
يسهم هذا الباحث الفرنسي في الكشف عن حقيقة طالما أنكرها أهل اللغة الفرنسية، إذ لا يرى حرجاً في أن يَعد العربَ أجدادَه (لغوياً) أكثر من سكان بلاد الغال الذين ما زال البعض منهم يعتقد أنه أصل اللغة الفرنسية، في قراءة متسرِّعة لتاريخ اللغات.
أشياء مألوفة
Familiar Things by Hwang Sok-yong Translated by Sora Kim-Russell
تأليف: هوانغ سوك-يونغ
ترجمة: سورا كيم-راسيل
الناشر: 2017 Scribe UK
على مشارف مدينة سيول في كوريا الجنوبية يوجد مكان لا يعرف عنه إلا قليل من السكان وهو موقع المكب الضخم الذي يعرف بـ “زهرة الجزيرة”. يُعد هذا المكان موطن أولئك الذين يهربون من المدينة بسبب الفقر والعوز، وعلى هذه “الجزيرة” يعيش بطل الرواية “بوغي” الذي يبلغ من العمر 14 عاماً مع والدته، بعد اعتقال والده في إحدى معسكرات “إعادة التعليم” الحكومية. يعيش “بوغي” في إحدى زوايا المكب ويعيل نفسه عن طريق إزالة الأعشاب القابلة لإعادة التدوير من النفايات. كانت حياة “بوغي” مملوءة بالصعاب والمعاناة إلى أن حصل في يوم من الأيام أن لاحظ أضواءً غامضة حول المكب. وكانت هذه إشارات عن الأرواح القديمة التي كانت لا تزال تعيش في مكب زهرة الجزيرة وهي تكشف له نفسها، وعندها بدأ حظ بوجي يتغيَّر. ولكن هل يمكنه أن يستمر؟
هي رواية تصوِّر المجتمع الكوري في مرحلة التغيير الاقتصادي والاجتماعي، كما أنها تذكير لنا جميعاً أن نكون حذرين لما نرميه في مكب النفايات.
كراسات رسوم المستكشفين: فن الاستكشاف والمغامرة
Explorers’ Sketchbooks: The Art of Discovery & Adventure by Huw Lewis-Jones and Kari Herbert
تأليف: هو لويس-جونز وكاري هيربرت
الناشر: 2017 Chronicle Books
لا شك في أن كراسة الرسم ثابتة واحدة رافقت مجموعات المستكشفين في مغامراتهم على مدى قرون. في كثير من الأحيان تكون كسجلات خاصة تدوِّن التجارب والاكتشافات الفورية للمستكشفين، حيث نجد في صفحاتها ما واجهه المستكشفون أنفسهم عندما كانت انفعالاتهم وحواسهم مفتوحة على مصراعيها. يعرض هذا الكتاب الرائع 70 كراساً رسمياً، كان يحتفظ بها الرجال والنساء البارعون أثناء سفرهم إلى بيئات محفوفة بالمخاطر وغير معروفة مثل المناطق الجليدية والجبال الشاهقة والصحارى والغابات المطيرة الكثيفة. ومن بين المستكشفين الذين يتناول أعمالهم هذا الكتاب شخصيات معروفة مثل تشارلز داروين والسير إدموند هيلاري وينضم إليهما مستكشفون أقل شهرة مثل أديلا بريتون، عالمة الآثار الإنجليزية التي استكشفت أدغال المكسيك وعملت على تصوير وتسجيل معالم آثار حضارة المايا. باختصار يقدِّم الكتاب ملامح، وتفاصيل الحملات الاستكشافية، والأعمال الفنية للمستكشفين وروَّاد وضع الخرائط، وعلماء النبات والفنانين، وعلماء البيئة والأنثروبولوجيا ليقدِّم فن الاستكشاف بصورة مختلفة.
الحياة الروحية للحيوانات
Das Seelenleben der Tiere
by Peter Wohlleben
تأليف: بيتر وولليبين
الناشر: 2016 Ludwig Buchverlag
السناجب المتعاطفة مع البشر، والطيور الوفية والفئران الخشبية الرحيمة والوزة الحزينة – أليست كل هذه مشاعر يتميَّز بها البشر؟ في هذا الكتاب يطلعنا حارس الغابات والمؤلِّف بيتر وولليبين على بعض الحقائق المدهشة حول العالم الروحي للحيوانات بعد أن قام بمراقبتها وتسجيل انفعالاتها على مدى سنوات عديدة.
من خلال نقله أحدث الاكتشافات العلمية وروايته لعديد من القصص الحية، يأخذنا وولليبين إلى عالم نادراً ما استكشفناه عن قرب، حيث نطلع على أنماط السلوك المعقَّدة للحيوانات الأليفة وغير الأليفة التي تعيش في الغابات، ونتعرَّف إلى حياتها العاطفية الواعية.
من أرض الغابات المورِقة إلى داخل خلية النحل، لنستكشفها معه عن قرب ونراقب أحاسيسها وانفعالاتها، نسمع قصص الحوت الأحدب الذي يشعر بالامتنان، والقنفذ الذي يعيش الكوابيس، والنحل الذي يخطط للمستقبل، والخنازير التي تتعلَّم أسماءها والغراب الذي يتزحلق من أجل المتعة فقط. وكل ذلك يجعلنا ندرك بأن الحيوانات أقرب إلينا مما كنا نتصوره.
المسكن الطبيعي: العمارة العامية لكوكب متغير
Habitat: Vernacular Architecture for a Changing Planet by Sandra Piesik
تأليف: ساندرا بيسك
ترجمة: جينفر كوفت
الناشر: 2017 Abrams
العمارة العامية هي الهندسة المعمارية دون المهندسين المعماريين حيث تصمم المباني على أساس الاحتياجات المحلية للاستفادة من الموارد الطبيعية لتعكس الظروف البيئية، الثقافية والسياق التاريخي الذي وجدت به. وهكذا تكون الأشكال المعمارية متنوعة وتكون عناصر التصميم خاصة بثقافة البيئة التي تحتضنها كما تكون تقنيات البناء مبتكرة. تقول بيسك إنه لما أصبحت القضايا البيئية أكثر إلحاحاً، علينا أن نتعلَّم من الطرق التي استطاع فيها البناة في جميع أنحاء العالم “تشييد المباني دون تعريض توازن النظم البيئية للخطر”. كما تؤكد أنه إذا أردنا الاستمرار بنجاح في علاقتنا المتغيِّرة مع كوكبنا في العصر الحالي، يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار جميع الوسائل التقليدية للبناء في العالم. من حدائق الخيزران في الصين إلى المنازل المصنوعة من القصب في جنوب العراق، ومساكن الطين في مالي إلى أكواخ الصنوبر في سيبيريا، يعرض هذا الكتاب المواد المتنوِّعة، التي تقتصر على بيئات معيَّنة، والتي استُخدمت في بناء هياكل مبتكرة ومستدامة.
تم توزيع فصول الكتاب حسب المناطق المناخية، من الصحراوية إلى المناطق المدارية، ومن المعتدلة إلى القطب الشمالي. وفي كل قسم، تعرض المباني على الصعيد الإقليمي، وتبيِّن كيف تؤثر الظروف المناخية المحلية والنباتات على تطور أنماط البناء. كما تعرض الكاتبة لمجموعة من المقالات تستكشف الجوانب الاقتصادية والإنسانية، فضلاً عن قسم مرجعي يتضمَّن معلومات عن علم المواد والهندسة.
مقارنة بين كتابينهل التقنية وحدها تحدِّد مستقبل المال؟
قبل بابل وما بعد البيتكوين: من المال الذي نفهم إلى المال
الذي يفهمنا
تأليف: ديفيد بيرش
الناشر: 2017 London Publishing Partnership
Before Babylon, Beyond Bitcoin: From Money that We
Understand to Money that Understands Us by David Birch
المال يتكلم: شرح كيف يعمل المال حقاً
تأليف: نينا بندلج، فريدريك ف. ويري، فيفيانا أ. زيايزر
الناشر: 2017 Princeton University Press
Money Talks: Explaining How Money Really Works
by Nina Bandelj , Frederick F. Wherry , Viviana A. Zelizer
هل يمكن للتقنية وحدها أن تتنبأ بمستقبل المال؟
يحاول كتابان صدرا مؤخراً الإجابة عن هذا السؤال بطرق مختلفة جداً. في كتاب “قبل بابل وما بعد البيتكوين” يجيب ديفيد بيرش عن هذا السؤال بشكل إيجابي ويؤكد أنَّ التقنية تغيّر المال بشكل كبير، ومن ثمّ ينظر إلى حيث تأخذنا هذه التقنية. فقد حوّلت التقنية المال من شيءٍ مادي إلى معلومات غير ملموسة. إذ مع وصول البطاقات الذكية والهواتف المحمولة والـ “بيتكوين” أصبح أسهل من أي وقت مضى ابتكار أشكال جديدة من المال. والأهم من ذلك أن كل تلك الأشكال الجديدة من المال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهوياتنا الشخصية إذ إن البطاقة أو الهاتف هو جهاز أمان يمكنه التعرف علينا وربط المعلومات المتعلّقة بنا بأموالنا.
ولمعرفة المكان الذي تأخذنا إليه هذه التطورات، ينظر ديفيد بيرتش إلى الوراء، إلى تاريخ المال الذي يمتد على مدى آلاف السنين. وبالنظر إلى عالم آخر قبل النقد والبنوك المركزية، كانت هناك عملات متعدِّدة تعمل على مستوى المجتمعات المحلية، وكان هنالك استخدام المقايضة للمعاملات. ولعل التقنية ستأخذنا إلى المستقبل الذي بدأ عندما بدأنا نتخلَّى فيه من جديد عن البنوك المركزية والأموال المحدَّدة من قِبل الدولة، من أجل تبنِّي عملات بديلة مثل بيتكوين وجينيه بريكستون والأميال المتراكمة من السفر بالطائرة. فبالنسبة لبيرش، تتمتع هذه الأنواع من الأموال بميزة التعميم بين المجتمعات القائمة بالفعل (على عكس اليورو، على سبيل المثال، الذي بدأ على أمل أن تساعد عملة واحدة على خلق إحساس بالهوية المشتركة). وبما أن المال هو، ببساطة، طريقة لتتبُّع من يدين مبلغاً لآخر، فمن المنطقي أن يتولد من المجتمعات التي تم تكبد تلك الديون فيها.
كما يرى بيرش أن أحدث التقنيات ستعيد المال إلى أصوله: كسجل لالتزامات الديون المتبادلة في مجتمعات متعددة متداخلة. ولكن هذه المرة سوف يكون المال ذكياً. وسوف يعمل كمرآة لقيَم المجتمعات التي أنتجته.
ومن جهة أخرى يؤكد كتاب “المال يتكلم” أن هناك تحولاً جذرياً حصل في عالم المال حيث أخذت الأسر والمنظمات تواجه اقتصادات متغيِّرة، كما راحت العملات وأنظمة الدفع الجديدة مثل بيتكوين والدفع عن طريق أبل (Apple Pay) تحقق الأرباح. ولكن ما هو المال، وكيف يمكننا أن نفهمه؟
“المال يتكلم” هو الكتاب الأول لتقديم مجموعة واسعة من التفسيرات البديلة وغير المتوقعة التي من شأنها أن تحدِّد مستقبل المال وكيفية استخدامه. يسلّط الكتاب الضوء على دور العلاقات الاجتماعية والعواطف والمبادئ الأخلاقية والمؤسسات، حيث تقدم مجموعة ممتازة من الخبراء العالميين من تخصصات متعدِّدة – علم الاجتماع، والاقتصاد، والتاريخ، والقانون، والأنثروبولوجيا، والعلوم السياسية، والفلسفة – تفسيرات جديدة لكافة الأمور المتعلِّقة بالمال من أصوله، واستخداماته، وتأثيره، ومستقبله.
ومن خلال هذه التفسيرات نجد الإجابة عن خمسة أسئلة رئيسة: كيف تؤثِّر العلاقات الاجتماعية والعواطف والأخلاق على طريقة استخدام الأشخاص لأموالهم؟ كيف تبث الشركات المعنى الاجتماعي من خلال ممارساتها التمويلية والاستثمارية؟ وما هي الأسس التاريخية والسياسية والاجتماعية للعملات؟ ومتى يصبح المال متنازعاً عليه، وهل هناك أشياء لا ينبغي أن يشتريها المال؟ وما هو تأثير عملات القرن الحادي والعشرين الجديدة على علاقاتنا الاجتماعية؟
ولا شك في أن مستقبل المال، مثل ماضيه، سيكون مقسماً وموزعاً بطريقة غير متكافئة، ولذلك ينبغي ألَّا يكون شاغلنا الأساسي هو تقنيته، بل الأطر السياسية والقانونية التي يعمل من خلالها.