اسم معياري

السيمنز

تعود وحدة السيمنز الدولية المعيارية (ويرمز لها بالحرف اللاتيني S) إلى رجل الأعمال والمخترع الألماني الشهير: إيرنست فيرنر فون سيمنز. ويراد بهذه الوحدة قياس المواصلة (المسامحة) الكهربائية، أي قدرة المادة على تمرير الشحنات، وبالتالي التوصيل بين عناصر الدائرة الكهربائية، وهي بذلك تساوي المقلوب الرياضي للمقاومة ووحدتها (أوم) نسبة إلى الألماني الآخر (جورج أوم) . لذلك، درج الفيزيائيون على تسمية وحدة المواصلة بالـ (موه) وهي كلمة “أوم” الإنجليزية معكوسة. لكن في العام 1971م، قرَّر المؤتمر العام للأوزان والمعايير اعتماد تسمية “سيمنز” للموصلية، تكريماً لدور الرجل الذي كانت لأبحاثه وطموحاته بصمة واضحة في حياتنا إلى اليوم.
والاسم “سيمنز” -ينطق زيمنس بالألمانية- معروف اليوم كعلامة تجارية أكثر منه اسماً معيارياً لوحدة قياس، ولا غرو. فالشركة التي تحمل هذا الاسم اليوم هي ذات استثمارات ضخمة في المواصلات والاتصالات والأجهزة الطبية والإلكترونيات والطاقة وسواها. وقد تأسَّست هذه الشركة في مملكة بروسيا (قبل الوحدة الألمانية) منذ  170 عاماً، وتقارب أرباحها اليوم الثمانين مليار يورو سنوياً. وهذا الإرث العظيم ينسب إلى فون سيمنز الذي تشارك مع زميل له لتطوير تقنيات إرسال التلغراف (البرقيات) عام 1847م. لكن اهتمامات سيمنز تجاوزت هذا المنتج.
كان إيرنست سيمنز واحداً من أربعة عشر ابناً لمزارع لم يقدر على نفقة تعليم أبنائه. فالتحق بالكلية العسكرية وانخرط في سلك العسكرية، ليدرك أثناء مشاركته في المعارك الأهمية القصوى للتقنية في الإنجاز وفي إنقاذ حياة الناس كذلك، بالرغم من أن أول ابتكاراته أثناء خدمته العسكرية كانت نوعاً من الألغام البحرية الكهربائية التشغيل.
اهتم سيمنز بالكهرباء وبالكهرومغناطيسية. وركَّز أبحاثه على إنتاج الكهرباء من مولد كهرومغناطيسي. فاخترع الـ (الداينامو) الذي يسود جدل حول مبتكره الحقيقي على الرغم من أن سيمنز حصل في 14 ديسمبر 1877م على براءة اختراع ألمانية رقم 2355 لمحول كهروميكانيكي “ديناميكي”. ولا شك في أن هذا الداينامو قد أحدث ثورة حقيقية في حياة كل منا عبر مصفوفة يصعب حصرها من الابتكارات.
وعلى النطاق الوطني، يُعدُّ سيمنز الأب الروحي للهندسة الكهربائية في ألمانيا. فهو مخترع أول مصعد كهربائي في العالم. كما تدين شبكات المواصلات الكهربائية في المدن المعروفة بـ (التروللي) ، بالفضل إلى ابتكارات وأفكار سيمنز في ظهورها وانتشارها. إضافة إلى أن الأنابيب المفرغة التي أنتجتها معامل “سيمنز” هي ما استخدمه (رونتجن) في تجاربه التي أدت إلى اكتشاف الأشعة السينية عام 1895م.

 

 

أضف تعليق

التعليقات