هيام المفلح تنضــم إلى نادي القصة القصيرة جـداً
على الرغم من مرور سنوات عديدة على ظهورها ضمن ألوان الكتابة الأدبية العربية، لا تزال «القصة القصيرة جداً» تواجه بشيء من الفتور عند القرَّاء.
الكاتب المصري سامح الصاوي يتناول هنا المجموعة التي صدرت أخيراً للقاصة السعودية هيام حسُّون المفلح وعنوانها «كما القلق يتكئ الجمر»، ويختار عيِّنات من قصصها القصيرة جداً، بعد تعريف عام بماهية هذا الفن الأدبي المميَّز وعناصره، تبديداً للأسئلة التي كانت ولا تزال ترتسم في أذهان القرَّاء.
على الرغم من مرور سنوات عديدة على ظهورها ضمن ألوان الكتابة الأدبية العربية، لا تزال «القصة القصيرة جداً» تواجه بشيء من الفتور عند القرَّاء.
الكاتب المصري سامح الصاوي يتناول هنا المجموعة التي صدرت أخيراً للقاصة السعودية هيام حسُّون المفلح وعنوانها «كما القلق يتكئ الجمر»، ويختار عيِّنات من قصصها القصيرة جداً، بعد تعريف عام بماهية هذا الفن الأدبي المميَّز وعناصره، تبديداً للأسئلة التي كانت ولا تزال ترتسم في أذهان القرَّاء.
هيام المفلح
حصلت هيام المفلح على بكالوريوس في العلوم الزراعية، وعملت كاتبة وصحافية متفرغة في جريدة الرياض السعودية منذ سنوات، ولها زاوية أسبوعية بهذه الصحيفة تنشر كل جمعة، وتشرف كذلك على صفحة الطفل الأسبوعية في الجريدة.
أصدرت المفلح ثلاث مجموعات قصصية منشورة أولاها كانت «صفحات من ذاكرة منسية»، والثانية «الكتابة بحروف مسروقة»، وآخرها مجموعة القصص القصيرة جداً «كما القلق يتكئ الجمر». كتبت أيضاً سيناريو لفيلم قصير قيد التنفيذ لقصتها « فكرة» التي سبق نشرها ضمن مجموعتها القصصية الثانية. وقدرت الأوساط الأدبية منجزات المفلح عبر حصولها على عدة جوائز أدبية في مجال القصة تتضمن المركز الأول في مسابقة الأديب السوري سعد صائب لدورتها الثانية في سوريا عام 1989م، والمركز الأول في مسابقة القصة الخامسة في نادي القصة السعودي عام 1998م، والمركز الثاني في مسابقة القصة التي أجرتها أندية الفتيات بالشارقة على مستوى كاتبات الوطن العربي وطبعت عام 1999م. اختيرت مجموعتها الثانية للتدريس في جامعة الإمام عام 2000م، وترجم لها عدد من القصص إلى اللغات الأجنبية، أهمها ما ترجم ضمن مشروع الجمعية المغربية للترجمة والحوار الثقافي. وكذلك مشروع الترجمة السعودي العالمي «متسع». أيضاً اختار المترجم هنري دياب قصتها «يوم طارت ابنتي» لتمثل السعودية في كتاب عربي- سويدي عنوانه «رائحتي شهية كالنعناع»، وضم الكتاب بين دفتيه عشر قصص لعشر كاتبات من الوطن العربي.
نشرت الكاتبة قصصاً عديدة في مطبوعات سورية وخليجية وفي المغرب العربي كذلك، وحظيت قصصها أيضاً بعدد من الدراسات المنشورة داخل المملكة وخارجها، وفي الإذاعات كإذاعة دمشق والرياض ومونت كارلو. أقامت عدة أمسيات قصصية داخل المملكة وخارجها وأُجري معها عدد من اللقاءات الصحافية المطبوعة والإلكترونية.
(عن موقع القصة السورية الإلكتروني بتصرف)
قصص قصيرة جدّاً:
نحس
يلتقيني في بيتي..
في عملي..
في دقائق حياتي..
وحتى في أحلامي.
دائماً هو على موعد معي.. ولا ينتظر موافقتي على هذا الموعد!
لا تهمني تسمياته التي يقذفونه بها.. يهمني فقط أن أعرف:
لماذا تأتي الأمنيات إلى عتبة بابي ثم تغير مسارها؟
.. كأنها تتذكر فجأة أنها أخطأت الطريق؟!
المعادلة
قالوا: جنة الآخرة.
قال: جنة الدنيا.
وقالت: أريد الجنتين معاً.
فانكب العلماء على أبحاثهم..
يحاولون التوصل إلى المعادلة التي تعطيها ما أرادت.
مضت ألفية الزمن الأولى.. وأعقبتها الثانية..
صارت المرأة عظاماً.. ثم تراباً..
وما توقفت الأبحاث!
تواطؤ
عند الشروق.. يرسلني أبي
كي أسعى في مناكبها
في الوقت
الذي تتسلل فيه الشمس
من نافذتي لترتمي على فراشي.
يخبرني عصفور الحقل أن ثمة «تواطؤاً» يحدث في الخفاء!
جوع
كان رغيفنا مستديراً كوجه أمي..
وشهياً كوجه حبيبتي.. وطرياً كوجه طفلتي.
بعد جلوسي على هذا الكرسي المتحرك:
أصبح لرغيفنا أنياب.
عرق القدر
جدتي هي التي نصحت أمي بأن تسقيني «عرق القدر»!
كنت قد تجاوزت من العمر سنة ونيفاً ولم أنطق حرفاً واحداً..
عالجت جدتي قلق أمي علي بإبداء نصيحتها المتوارثة
(اسقيه من عرق القدر وسينطلق لسانه كالبلبل)
فدأبت أمي، عند كل طبخة تطبخها، تجمع لي في فنجان ذلك الماء الذي يعلق بداخل غطاء القدر من بخار محتوياته، تبرده قليلاً وتسقيني إياه..
تحققت نبوءة جدتي. انحلت عقدة لساني..
أدمنت التغريد حتى وأنا خلف هذه القضبان!
عمى
نفخ ريش صدره.. قلّص رقبته..
وسحب رأسه إلى الوراء كمقلاع.
سألني: كيف يمكن للأحلام أن تسير على قدمين؟ وقفت على أطراف ألمي. مددت رقبتي إلى العينين المتخفيتين خلف خيمة الريش. حدّقت فيهما حتى الثمالة.
ولم أجب.
مشكلة
المشكلة:
أن أسوارها عالية..
أعلى من قامته..
من هامته..
من كل سلالمه!
المشكلة:
أن لا سبيل يوصله إليها.. إلا القفص!