ديوان اليوم

آخر حماسات أبي تمام

سيد الشعر
واللغة المشتهاة
ويا صانع الأبجدية
قم غرِّد الآن
إنَّ بنا غابة من ضجرْ
سيدي،
باسمك الآن أفتح قارورتي
فأفاجئ وجهك إنَّ
الملائك ترفل حول قصيدتنا
وأنا لا أحبُّ الأفولَ
ولكنني مغرمٌ بالقمرْ
***
سيدي،
بقاياك هاهي تلمعُ
في قاع فنجاننا
نحدّقُ نبصرُ
عُريَ القصيدةِ، رقص القصيدة، موت
القصيدةِ، زهو القصيدة
في قاع فنجاننا ..
رشفةً ثم نسكرُ
ثانيةً ثم تحملنا الأمسياتُ
وثالثة من ذهبْ
كلما هزَّنا شوقنا للقصائد مدَّ
لنا كفَّه واقتربْ
ودنا
وتدلى
وألقى عمامته بيننا واحتجب
حفَّنا حفَّه حفَّ أكؤسنا
بالحببْ
هزني مرةً
فانتشيتُ
وهزَّ السكارى حديثُ العنبْ
هزني نحوه
فانحنيتُ
وألقى قصيدته في العربْ
لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ في قَومِهِ
لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتَغابي.
***
سيدي،
كلما أتعبتنا القصائد
كنت تلوح لنا
إنني من هنا قد مررتْ
وصنعت الذي قد صنعتْ
كلما بعثرتني القصائد فوق الوجوه اجتمعتْ
ثم قلتُ وقلتُ وقلتْ:
تنوء البلاد بأثقالها، والنساء ينؤن بأحمالهنَّ
ووحدي الذي قد ولدتْ
وإذا أشعلتني العيونُ تمايلتُ
نحو الشفاه ونمتْ
أَنتَ في حِلٍّ فَزِدني سَقَما
أَفنِ صَبري وَاِجعَلِ الدَمعَ دَما
***
سيدي،
نحو بابك نحن
هززنا إليك جميع النخيلِ
وبُسنا جميع النساءِ
ومُتْنا بألف طريقٍ جميلْ
وأنت الذي كلما خاط قافية
يسير الأصيل وراء الأصيل
كلما مرَّ جيل ومات بأحضانه ألف جيلْ
فسيبقى النخيلْ
صامداً
عالياً
لايميل
وستبقى هنا
مثل أعذاقه حرةً
والقوافي تقولْ
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ

أضف تعليق

التعليقات