قصة مبتكر
قصة ابتكار
آلة تقطيع الخبز
الشــريــط الإخــبـاري
ولد أوتو فردريك رويدر في السابع من يوليو عام 1880م في مدينة دافنبورت الواقعة ضمن ولاية أيوا الأمريكية. كان الأصغر بين إخوته، وتعلَّم في مدارس دافنبورت الحكومية حتى بلغ من العمر 21 سنة، ليلتحق بعدئذ بأحد محال المجوهرات ليتعلَّم الصنعة. ولكنه لم يستمر طويلاً في هذا المجال، فقد تركه وتوجه إلى دراسة الفيزياء في إحدى كليات شيكاغو. ليس هناك الكثير في سيرة رويدر يشير إلى السنة التي بدأ فيها افتتانه بالخبز. ولكن التاريخ يخبرنا أن رويدر بدأ العمل على أول آلة لتقطيع الخبز إلى شرائح عام 1912م. وعندما دار على الخبَّازين يسألهم عن رأيهم في هذا الابتكار، ويريهم الآلة التي تمسك الخبز بدبابيس معدنية، حذَّروه من أن يضيع وقته وجهده على ابتكار غير عملي لن تقبله الأسواق. فالخبز عندما يقطَّع إلى شرائح سوف يتعرَّض للهواء ويقسو أسرع من الرغيف. إلا أن رويدر لم يستسلم، ورأى أن حل المشكلة يتطلَّب منه أن يوسِّع ابتكاره ليتضمَّن جزءاً يغلِّف رغيف الخبز بكيس بلاستيكي بعد تقطيعه مباشرةً. استمر رويدر في عمله على آلته، حتى داهمه مرض عضال عام 1915م. أخبره الطبيب أن ما بقي له من العمر سنة على الأكثر، إلا أن رويدر لم يهتم، وهزم المرض. واستمر في العمل، إلا أن مصيبة أخرى داهمته بعد عامين، حين شب حريقٌ في ورشته حوَّل نموذجه الأول وأدواته إلى رماد. كعادته، لم يتوقف رويدر أمام هذه الكارثة، وبدأ من جديد في العمل من الصفر على آلته، على الرغم من أن التمويل لم يتوافر له حتى عام 1922م. وبحلول عام 1928م كانت آلة رويدر جاهزة للتسويق، إلا أن أحداً لم يرغب في شرائها، فتقدَّم صديق له ويدعى فرانك بنش، وكان خبازاً، لشرائها إكراماً لصديقه لا اقتناعاً بجدواها. واحتمل بنش سخرية رفاقه الخبازين التي لم تدم طويلاً. فسرعان ما اضطروا إلى الاعتراف بجدواها. ولم يحل عام 1933م حتى كان %80 من الخبز الذي تنتجه أمريكا مقطعاً إلى شرائح بآلة رويدر. توفي رويدر في الثامن من نوفمبر عام 1960م، بعدما حصل على 12 براءة اختراع كلها متعلقة بافتتانه بالخبز. وعلى الرغم من أن التاريخ يذكره أباً لشرائح الخبز، الذي قد يرى البعض أنها فكرة بسيطة لا تستحق فخراً أو تخليداً، إلا أن بساطتها هذه جعلتها تسري مثلاً في اللغة الإنجليزية، فيُقال عندما يُراد أن يطرى ابتكار ما «أفضل شيء منذ ابتكار شرائح الخبز».
الشريط الإخباري هو تلك المساحة التي تحتل جزءاً محدوداً من الشاشة، وتقدم في عرض متواصل ملخصاً لأهم الأخبار. وعلى الرغم من أن العمل بالشريط الإخباري الحديث لم ينتشر إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فإن التاريخ يسجِّل لأحد البرامج الأمريكية السبق في بلورة فكرته بشكلها البدائي. بُثت الحلقة الأولى من «برنامج اليوم» على قناة «إن بي سي» الأمريكية في صباح يوم الإثنين 14 يناير 1952م. ومع البث كان الظهور الأول للشريط الإخباري الذي احتل وقتئذ الثلث الأخير من شاشة التلفزيون. كانت فكرة الشريط تقوم آنذاك على وضع قطعة حقيقية من الورق كُتب عليها بالآلة الكاتبة أهم أخبار اليوم. ولم تلق الفكرة نجاحاً كبيراً بصفتها أداة إعلامية، فأُزيل الشريط بعدئذ بوقت قصير، وأدار التاريخ ظهره لمن أتى بفكرته. في ثمانينيات القرن الماضي، عاد الشريط إلى الظهور من جديد ولكن بشكله الافتراضي المعتمد على التكنولوجيا لا الورق. كان الشريط هنا مكرساً لبث المعلومات المحلية العاجلة، مثل أخبار إغلاق المدارس نتيجة لعاصفة ثلجية. كانت قناة «سي إن إن» الإخبارية من أولى القنوات التي استخدمت الشريط الإخباري على نحو منتظم خلال النصف الأخير من الثمانينيات وبداية عقد التسعينيات. وكان شريطها مخصصاً لعرض أسعار الأسهم خلال النهار، ونتائج المباريات الرياضية خلال المساء وعطلة نهاية الأسبوع. أما أول قناة استخدمت الشريط جزءاً دائماً من بثها فهي قناة «إي إس بي إن نيوز» عندما أُطلقت أول مرة عام 1996م. بقيت فكرة الأشرطة الإخبارية في الظل، تُستخدم في الأحداث ووقتما تدعو الحاجة، حتى كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فأضحت هذه الأشرطة جزءاً لا يتجزأ من التجربة التلفزيونية الإخبارية. إذ وضعت قناة «فوكس الإخبارية» شريطاً إخبارياً على شاشتها في مساء الحادي عشر من سبتمبر، وتحديداً الساعة العاشرة وتسع وأربعين دقيقة، وتلتها قناة «سي إن إن» الساعة 11:11 صباح اليوم التالي، وأخيراً بدأت قناة «إم إس إن بي» في بثه الساعة الثانية مساءً من اليوم نفسه. وعلى الرغم من أن الحاجة إلى معلومات متعلقة بأحداث سبتمبر استمرت أسابيع قليلة ثم اختفت، إلا أن إدارة هذه القنوات رأت أن هذا الشريط أسهم في اتساع دائرة مشاهديها من الشباب والناشئة الذين يريدون معرفة أهم الأخبار، ولكن لا صبر لهم ولا طاقة لمتابعة نشرات الأخبار كاملة. ونتيجةً لهذا، أصبح الشريط الإخباري عنصراً دائماً على هذه القنوات الثلاث، ومنها انتقل إلى العالم أجمع.