ادخلوها
هاهيَ العاصمة الشمَّاء عرسٌ للنخيلْ
وصلاة .. وابتهالٌ .. وهـديلْ
كلَّما باكرهـا البـوح شــدَتْ
واهتـزَّ منها الغصن في زَهْـوٍ .. وقال :
ها هنــا مكَّــةُ بالإسلام تــزهـو
تــوّجتْ تــاج الثقــافـه
فاقبـلوا منّــا الضيـافه
واشـربوا نخـبَ الهــدى من زمــزمِ
واشعـلوا الفـرحة مشـكاةً لدرب المسلمِ
وانثـروا فـوق الأزاهير عقود الياسمينْ
• • •
ادخلوها كلمـا بارحها النوم وتـاهتْ
ملءَ عينيهـا عـناقيد من الضوء
حبـــاها الله
فازدانت عـذوق النخـل من زهْــوٍ
وتــاريخ يـوشّــي مقلتيهــا
ها هنـــا “ عنتــرةٌ “ بيـن يديها
فارسٌ أهـدى جدار الكعبة الغـرَّاءِ
وشـياً من قـــوافي
وصهيـلاً من خيـولٍ رشفت رمل الفيافي
في خيــام لبني عبسٍ وليلى العامريه
وأفاقت في مـدى الصحراء جنْد الهاشميه
تسـمـع الصرخة مـن غــار حـــراء
وبيــانـــاً لم يكن شـعراً ..
ولكنْ كان وحيــاً لإمام الأنبيــاء
ورســــول البشـــــــريَّــه
فتهــــاوتْ
كلُّ أصنــام وأحـــلام رءوس الجاهليـه
حين دوَّتْ صرخة الحقّ على هام السنينْ
• • •
ادخـــلوها
كلمـا رحَّـبت الروض بنـــا
ثمَّ أهــدتنا عقــوداً من ســنا
لنصيغ اليــوم إكليــلاً من الغـــارِ
ليهـــدى لعــــروسٍ
من ثــرى نجـــدٍ ومن رمل تهـامَـهْ
ومن الدرِّ يـوشّــي الغــارَ
في طــــوق اليمــــامَـــهْ
فامنحــوها العقْـدَ من ســوق عكاظٍ
هاهــيَ اليــومَ عــروس للبيـــانِ
تُـــوِّجـتْ مكـــةُ أبهـى صولحـانِ
هـيَ للحـبّ وللشــعر
وللــوحْـــي الأمـــــينْ
جنَّــــــــةً للمبــدعــــينْ
فادخلـــــوها بســــلامٍ آمنــينْ