حياتنا اليوم

كيف تختار اطاراً للوحتك

  • 03c

عندما تقتني لوحة، فإن أول ما يخطر بذهنك هو كيف تختار إطاراً مناسباً لهذه اللوحة. وهي عملية محيّرة بالفعل وربما تحتاج إلى معرفة وخبرة. ونادراً ما يرضى المرء عن الإطار الذي اختاره. فالإطار قبل وضعه على اللوحة هو غير الإطار بعد وضعه عليها. خبيرة الإطارات الإيطالية
ريتا كنّارسا تستعرض هنا أهم مبادئ اختيار الإطار المناسب.
يعطي الإطار بعض اللوحات هيبة، ويضيف سبباً إضافياً للتمعن بها. ولكن يمكن لاختيار إطار غير مناسب أن يضر باللوحة ويضعفها، لذا يجب أن يراعى التوازن بين قوة العمل وقوة الإطار الذي يحيط به حتى لا يتسبب إطار رائع فنياً في الطغيان على لوحة أقل روعة منه، لأن وظيفة الإطار الرئيسة هي مساعدة العمل الفني وليس منافسته.

يتطلب اختيار إطار للوحة بعينها حِسّاً فنياً، لأن الإطار يُعدّ مكملاً للعمل الفني المرسوم، الغرض منه إبراز العمل الذي يحيط به. وعملية اختيار الإطار تعتمد بشكل شبه كلي على التناسق، وليس بالضرورة التوافق بين عناصر العرض الجوهرية وهي الإطار واللوحة والمحيط الذي ستعرض فيه. على أن لا ننسى أن الهدف هو إبراز اللوحة وليس الإطار.

هناك علاقة حميمة بين الأسلوب الفني الذي رسمت به اللوحة ونوع الإطار وشكله العام. فمن الأفضل مثلاً أن توضع اللوحة التي تحتوي على رسمٍ أو شكلٍ مرسومٍ بأحد الأساليب الفنية الحديثة في إطار عصري حديث، بعكس اللوحة الكلاسيكية القديمة، أو المعتمدة على الأسلوب الكلاسيكي في اللون والتصميم وإن كانت حديثة، والتي يفضل أن توضع في إطار كلاسيكي. وقد تكون هذه الخطوة الأولى أسهل الخطوات.

إن الرسم الذي يعرض في متحف أو معرض فني أو ما شابهه إلى جانب عدد آخر من الأعمال الفنية، يجب أن يكون اعتماد ألوان الإطار والأسلوب الفني لتصميمه متماشياً مع شكل ألوان الرسم نفسه والإضاءة، وانسجام الإطار بالأطر الأخرى من حوله، من دون التركيز كثيراً على المحيط.

أما إذا كان الرسم للاستعمال في المكتب أو المنزل لأغراض التأثيث والديكور، فيجب أن يؤخذ في الاعتبار الأسلوب الفني ولون الإطار بالمقارنة مع ألوان الأثاث في محيطه بالإضافة إلى أسلوب الرسم وألوانه واتجاه الضوء المسقط عليه.

وعندما تكون المساحة الفضائية المتاحة للعرض كبيرة ومتسعة، يكون من الأفضل استخدام إطار كبير وعريض، حتى وإن كانت اللوحة أصغر حجماً، لأن الإطار سيكون بارزاً في شكل كبير. أما في حالة المساحة الفضائية الضيقة، فإنها تحتاج إلى إطار أقل ظهوراً حتى لا يأخذ من أهمية اللوحة ذاتها. هذا العامل مهم جداً لأنه يظهر التباين والتعاكس، وفوق كل ذلك قيمة المعروض وقدره الفني.

هنا، لا بد من أن نوضح أن ما نعنيه بالضوء هو مستوى الإضاءة وألوانها المرسومة، والتي نعرفها عادة بـ «الفاتحة» أو «الداكنة». لذا فإن المرسوم ذا النسق اللوني الفاتح أو المتدرج يحتاج إلى إطار داكن يبرزه بحيث يكون اللون قريباً من ألوان الخطوط الأولى «الداكنة» في الرسم والتي تتلخص في النسق اللوني الداكن أو المتبخر، وهو اللون الذي يتلاشى في لون آخر «من المعتم إلى الصافي فالأكثر وضوحاً». بينما الرسم ذو النسق اللوني المعتم والداكن يُختار فيه العكس، وسيحتاج في الإطار إلى نسق لوني واضح وصافٍ أو متبخر ابتداءً من الفاتح رويداً رويداً إلى الداكن.

وبشكل عام، فإن رسوم المناظر من قرى وشواطئ أو الأشكال البشرية تحاط عادة بإطار سميك أو نحيل اعتماداً على حجم اللوحة بحيث يكون التناسب طردياً بينهما. فكلما كبر حجم اللوحة تزداد سماكة الإطار.

إلى ذلك تجدر الإشارة إلى أن كل اللوحات المائية المرسومة على الورق وحتى تلك المرسومة على أقمشة حساسة مثل الحرير، تحتاج في إطارها إلى الزجاج لحمايتها. ويتوافر اليوم في الأسواق أنواع كثيرة من الزجاج، غير أن أفضلها يبقى أكثرها شفافية، الخالي من الاخضرار. كما يوجد أيضاً نوع من الزجاج غير اللماع، سمته الأساسية تكمن في منعه لانعكاس الضوء على اللوحة. غير أن هذا النوع من الزجاج يحجب نسبة مئوية ضئيلة من وضوح الخطوط الدقيقة وتبدلات الكثافات اللونية الحسّاسة. لذا لا ننصح باستعماله إلا للوحات المائية حيث التناقض ما بين ألوانها قوي جداً وواضح لا يتأثر بفقدان بعض حدّته.

أضف تعليق

التعليقات