كيف يتكون المرجان
يبلغ قطر الحيوانات التي تشكل المرجان نحو 2.5 سم، وهي تدعى البولبات. وهذا الحيوان هو أسطواني في الشكل مزود عند أحد طرفيه بقرون استشعار دقيقة في حين يلتصق الطرف الآخر بالصخر في قاع البحر.
يعيش المرجان على أعماق تتراوح ما بين نصف و 25 متراً، في المياه التي تتراوح حرارتها ما بين 23 و 31 درجة مئوية. ولهذا الحيوان شريك في عملية بناء الحيد المرجاني، ألا وهو العشب البحري Alguaes . فهذا العشب يتغذى على الأزوت والفسفور الذي تفرزه حيوانات البولبات، ويمنحها بالمقابل الجلوكوز والدهنيات اللازمة لها. ونتيجة لهذا التبادل تنمو يرقات البولبات التي بوصولها إلى سن النضوج تبدأ ببناء أعشاشها عن طريق جمع الكالسيوم الذائب في مياه البحر وترسيبه بعد أن تحوله إلى كاربونات الكالسيوم. وتساعد الأعشاب البحرية على امتصاص بعض الأحماض التي تفرزها البولبات وقد تؤذي هذه الأعشاش الصلبة.
ومن ثم تتطور الأمور باتجاه ضرورات الحياة. ولأن الأعشاب تحتاج إلى ضوء الشمس، فإنها تتجه إلى النمو صوب الأعلى أي فوق الأعشاش التي تهجرها البولبات لاحقاً لبناء أعشاش جديدة فوقها، أو إلى جانبها ولكن دائماً في اتجاه صاعد.
أما معدل ارتفاع البناء المرجاني عمودياً أو انحناءً فهو في حدود السنتيمتر الواحد في السنة. ويمكن لهذا العمل الدؤوب الذي تقوم به هذه الكائنات الصغيرة أن يدمّر بالكامل إذا ضربته عاصفة استوائية قوية مرتين في الموسم الواحد، أو إذا وقع ضحية طيش الإنسان.
الانفجار السكاني
وهامش الخطأ الكبير
إذا كان هناك إجماع على أن عدد سكان العالم يزداد باضطراد، وسيرتفع خلال العقود القليلة المقبلة إلى مستويات تستوجب الاستعداد لها منذ الآن، فإن تقديم الأرقام يبقى باعتراف الجميع عرضة للتقلبات، مع هامش خطأ يقاس بـ ..(المليارات).
فقد جاء في إحدى الدراسات التي نشرت مؤخراً أن استمرار معدل الولادات والوفيات على ما كان عليه سنة 2005م يعني أن عدد سكان العالم سيرتفع إلى 11.7 مليار نسمة عام 2050م. ولكن العلماء يتوقعون أن يؤدي الوعي والحروب والأوبئة إلى اقتصار العدد المتوقع على 9.1 مليار نسمة.
وإذا أنجبت النساء ما معدله أكثر بنصف ولد مما هو مفترض، فإن العدد سيكون 10.6 مليار نسمة.
أما إذا أنجبن ما معدله نصف ولد أقل من المتوقع فسينخفض العدد إلى 7.7 مليار نسمة.
الفيتامين (أ) أساس التناظر
يميل موقع القلب في جسم الإنسان قليلاً إلى اليسار، أما الكبد فإلى اليمين، أما الأمعاء فتتلوى بشكل أفعواني غير منتظم هندسياً.. والكثير من الأعضاء الداخلية موجود بالمفرد في جهة واحدة من جهات الجسم. أما في الشكل الخارجي للإنسان فإن هناك تناظراً ما بين جهته اليمنى وجهته اليسرى. ولو رسمنا خطاً من أعلى الرأس حتى القدمين على وجه إنسان ما، لوجدنا أن إحدى الجهتين نسخة مطابقة تماماً للجهة الأخرى. وبعدما حير هذا التناظر العلماء لسنوات عديدة، توصل فريق فرنسي-أمريكي مشترك من اكتشاف سببه المدهش: الفيتامين (أ).
فقد تمكن الأطباء من رصد معركة تنشب ما بين الحمض الراتينويك الذي هو من مشتقات الفيتامين (أ) وعدوه اللدود البروتين المعروف بـ(F.G.F) منذ اللحظات الأولى لبداية تشكل الأجنة. وفي حين أن هذا البروتين يميل إلى تشكيل العظام والأنسجة العضلية بشكل غير متناسق أو غير متناظر، فإن حمض الراتينويك يميل إلى العكس، ويبدأ بمهاجمة هذا البروتين انطلاقاً من رأسه ويستطيع أن يغلفه بالكامل خلال تسعين دقيقة.
وقد تأكد العلماء من النتائج من خلال اختبارات أجروها على الدجاج والأسماك، حيث أدى تحييد هذا الحمض عن وظيفته إلى تشكل العظام والأنسجة بشكل غير متناظر على الإطلاق تحت تأثير البروتين الفوضوي.
ومعلوم أن نقص الفيتامين (أ) هو مشكلة على صعيد الصحة العامة في الكثير من المجتمعات الفقيرة التي تشهد أكثر من غيرها تشوهات خلقية في المواليد. الأمر الذي يدعم بدوره صحة الملاحظة العلمية المكتشفة حديثاً.
الكوكب الجديد ينتظر الاعتراف به
خلال الصيف الماضي، اكتشف علماء الفلك في مرصد ماوف بالومار في كاليفورنيا جرماً سماوياً كبيراً في مجموعتنا الشمسية أطلقوا عليه بدل الاسم رقماً تسلسلياً (2003UB313).
ويقول العلماء إن أحداً لم يكتشف هذا الكوكب قبل الآن، لأن مداره مائل جداً (نحو 45 درجة) مقارنة بمدارات الكواكب الأخرى، كما أن دورته حول الشمس بطيئة جداً، إذ تبلغ سنته الشمسية 560 سنة أرضية.
وإذا أكد التلسكوب الفضائي (هابل) تقديرات العلماء الأمريكيين الذين يقولون إن قطر هذا الكوكب هو 2800 كيلومتر (مقابل 2250 كلم لكوكب بلوتون) فهذا يعني تصحيح كل ما كتب سابقاً عن المجموعة الشمسية ورفع أعداد كواكبها إلى عشرة. أما إذا بقي هناك إصرار على اعتبار كواكب المجموعة الشمسية تسعة، فيجب إنزال مرتبة بلوتون من كوكب إلى صخرة فضائية عملاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الكوكب المكتشف يبدو عبر أجهزة التلسكوب بلمعان كوكب بلوتون نفسه مع أنه أبعد منه عن الأرض نحو خمس مرات.