صباح لك وصباح عليك!
جابر إسماعيل – مصحح لغوي
في المبدأ العام، يوم العمل المنتج هو يوم البداية المبكّرة. حين يباشر أحدنا إنجاز مهامه اليومية في ساعات الصباح الأولى فيجد نفسه فجأة، والنهار ما زال في بدايته، وقد أتم تقريباً كل المطلوب منه. فلا شك في أن إنتاجية الإنسان في الساعات المبكّرة عالية، وكأن كل ساعة بساعتين. وحين يتلفت المرء حوله بحثاً عمَّا بقي عليه من مهام لا يجد كثيراً، يخالجه شعور مريح سعيد بأن أمامه ساعات فراغ يمكن استثمارها.
كل هذا هو في نظري من حسنات البداية الصباحية المبكّرة. لكنه لا يلغي وجود أيام يكون فيها عدّاد النهار مقلوباً إذا جاز التعبير. تصحو فتشعر بأنك تريد أن تبدأ يوماً متمهلاً، تريد أن تجلس قليلاً دون شيء يُذكر. ثم تريد أن يأتيك أحدهم بفنجان قهوة وصحيفة الصباح.
لن تفتح الصحيفة إلا بعد حين.. تقرؤها بهدوء وباسترسال، ثمّ تضعها جانباً وتتأمل الدنيا حتى الاكتفاء.. بعدها قد تنهض وتتجه إلى العمل، ويكون قد مرَّ على الصباح بضع ساعات.

لستُ من رابطة عشَّاق الصباح!
هيثم السيد – إعلامي
إذا استثنينا أيام العمل ذات الوقت المحدَّد، فإن الإجازات هي الفرصة الأمثل للإجابة عن هذا السؤال. ثمة حقائق إيجابية تتعلَّق بالاستيقاظ المبكر وتناول الإفطار وممارسة المشي مع بدايات الصباح. ولكن تطبيق هذه السلوكيات قد لا يكون بالسهولة نفسها التي يتم بها التحدث عنها، فضلاً عن التحوُّل إلى مرحلة الانتظام فيها وتحويلها إلى عادة.
تجربتي الشخصية لم تصل بعد إلى مرحلة تطبيق عادة من هذا النوع، ولست من رابطة عشاق الصباح – كما يسمون أنفسهم- لأنني أرى المعيار الأهم هو حصول الجسم على ساعات نوم كافية. وبناءً على ذلك، يتم تحديد وقت الاستيقاظ سواء كان مبكراً أو متأخراً. لأن المطلوب هو أن يكون الإنسان بحالة ذهنية وجسدية جيدة طول اليوم، وهذا أمر يمكن مساومة أي شيء فيه، إلا فترة الراحة التي تُعد ضرورة لضمان توازنه الحيوي.

أشياء تجعل البكور جميلاً
ريناد ياسين – موظفة في شركة اتصالات
أنا أفضِّل الصباح الباكر، حيث تُتاح لي الفرصة للقيام بعديد من الأمور، وأشعر ببركة اليوم. وبما أنني جرّبت الحالتين ومن خلال عملي الوظيفي أستطيع القول إن الفوائد الصحية ليوم باكر كثيرة، مثل الشعور بنشاط أكبر وطاقة إيجابية كبيرة.. وبالتالي، تزيد نسبة الإنتاجية عندي، وتتسنى الفرصة لأن أنشرها في نطاق عائلتي المحيطة وعملي.
وكما قال بنجامين فرانكلين «الصباح الباكر يحمل ذهباً في فمه»، ثمّة أشياء تجعلكم تحبون الصباح كما أحببته أنا، كممارسة الرياضة واليوغا الصباحية، النوم مبكراً وعدم إهمال وجبة الإفطار، كلها عوامل كفيلة بأن تحب صباحك الباكر.

«صباح الخير» بمعناها الأعمق
علي الغامدي – طالب جامعي
كثيراً ما نقول «كلام الليل يمحوه النهار»، وأعتقد أن لهذه العبارة صلة قرابة مع الصباح الباكر، ففي صبيحة اليوم التالي يضع الإنسان ثوبه القديم طارحاً معه حماقة الأمس ليرتدي ثوباً جديداً معطَّراً بالتفاؤل والتأني والمحبة.
أحب بداية الصباح، بداية الإشراق، انبعاث الأمل، عندما تطلق العصافير ألحاناً صباحية وكأنها تقول «صباح الخير».
في الصباح الباكر وحينما ترى أشعّة الشمس تتخلّل السماء بأصابع حانية، وتمسح السبات من العيون الناعسة، تستشعر المعنى الحقيقي لقول الله تعالى {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، (سورة الحج – آية 61).
الصباح هو بداية ميلاد صفحةٍ جديدةٍ في دفتر الحياة، وأول الصباح هو بداية السطر.
في بداية الصباح «صباح الخير» تعني «صباح الخير» بمعناها الأعمق.

والصُبح إذا تنفَّس!
عبدالله الدريويش – معلِّم
عندما يرفع مؤذن صلاة الفجر «الصلاة خير من النوم»، فحينها يبدأ اليوم، ويبدأ العمل. إنه النشاط الباكر، فلا مجال للغفوات ولا فرصة للتأجيلات، ولا تنس عند الخروج من المسجد أن ترفع عينيك لتشاهد بداية اليوم ولتتذكر قسم الله تعالى بقوله «والصبح إذا تنفَّس».
خذ نفساً عميقاً وابدأ يومك باكراً متكلاً على الله، مستغلاً عمرك الفاني بالتفاني بالعمل دون تضييع للوقت. فقد دعا النبي – صلى الله عليه وسلَّم – لأمته في الحديث الصحيح «اللهم بارك لأمتي في بكورها».