بعد أن أشاعت التوعية الإعلامية حول أهمية الغذاء في حياة الإنسان الكثير من المفاهيم الصحيحة حول ما هو ضار أو نافع بشكل عام، بات من الممكن التوقف أمام أثر الغذاء في جوانب محددة من جسم الإنسان.
الدكتور محيي الدين لبنية اختار أن يحدثنا هنا عن أثر التغذية على العقل وانعكاساتها المختلفة على الأداء الذهني والذاكرة وصولاً إلى الحالة العصبية والنفسية.
عرف القدماء أضرار التخمة على عقل الإنسان, وشاع المثل القائل: “البطنة تذهب الفطنة”, وكثرت أقوال مشاهير السلف في ذلك. ويؤكد الأطباء في العصر الحديث على دور التغذية الجيدة في صحة الجسم والعقل, وشاع المثل الذي قاله أفلاطون “العقل السليم في الجسم السليم”.
وعرفت تأثيرات حالات النقص الغذائي لبعض الفيتامينات والأحماض الأمينية وعناصر معدنية ضرورية للجسم, وكذلك الإفراط في تناول عناصر غذائية يحتاج الجسم إلى مقادير محددة منها, وأضرار الإدمان على المسكرات, وشرب السوائل المحتوية على الكافيين على الجهاز العصبي للإنسان وبالتالي سلوكه, وهناك اعتقاد بأن بعض العناصر الغذائية يؤثر على تركيز ونشاط المركبات المهمة في مخ الإنسان، ويبدي دماغه ردود فعل متباينة للتغيرات في مكونات طعامه.
نقص أفراد فيتامين ب
اكتشف العلماء تأثيرات النقص الغذائي لبعض أفراد مجموعة فيتامين (ب) على الجهاز العصبي للإنسان, فيؤدي نقص فيتامين الثيامين (ب1) إلى حدوث مرض البري بري (Bri Bri) واعتلال عصبي محيطي واعتلال دماغي (Laigh’s encephalopathy) أو تناذر ويرنك – كيراساكوف (Wernicke -Kersakoff). وتتصف الأعراض المبكرة لنقص هذا الفيتامين بشعور المريض بتعب جسمي وقلة الاهتمام بنفسه وشكواه من حالات عدم استقرار عاطفي وسرعة التهيج والغضب والخوف وفقد شهيته للطعام. ويعتقد الأطباء بالدور المهم لفيتامين الريبوفلافين (ب2) في تطور عقل الجنين وهو أقل وضوحاً في الشخص البالغ. وتكون حالات نقص هذا الفيتامين قليلة الحدوث لانتشار وجوده طبيعياً في عدد كبير من الأغذية, ويسبب نقص فيتامين النياسين (حمض النيكوتنيك) مرض البلاجرا (Pelagra) الشائع حدوثه في المناطق الفقيرة في العالم وبين المدمنين على شرب المسكرات, ومن أعراضه شعور المصاب بفتور في الشعور والاكتئاب وعدم الاستقرار العاطفي والتهيج والخوف وفقد الذاكرة, أما فيتامين البيردوكسين (ب6) فله دور في بناء بعض المركبات الناقلة للتيارات العصبية للمخ ويؤدي نقصه إلى حدوث التهاب في الأعصاب المحيطية في الجسم ويسبب نقصه في الأطفال الرضع تلفاً في أدمغتهم وتخلفاً في عقولهم. وتستعمل المستحضرات الصيدلانية لهذا الفيتامين في علاج حالة الاكتئاب والاضطرابات النفسية وكذلك الاكتئاب المصاحب لاستعمال المرأة حبوب منع الحمل وفي علاج الأعراض النفسية المصاحبة لتناذر قبل الحيض.
وعُرف دور فيتامين الكولين الموجود غالباً على شكل مركب الليثسين (lecithin) في الأغذية مثل صفار البيض والدهون الحيوانية, والكولين والليثسين مادتين أوليتين تستعملان في بناء مركب أستيابل كولين (acetyl choline) وهو ناقل عصبي في مخ الإنسان وله دور في عمليات الذاكرة. لذا يصاحب الاختلال العقلي (الحثل) في مرضى الزهمير (Alzheimer’s demensia) نقص في العصبونات المحتوية على أسيتايل كولين, ويستخدم الكولين في علاج حالة الخبل (demensia). وأكدت معظم الدراسات العلمية فوائد مركبي الكولين والليثسين في تحسين ذاكرة المريض, وحقق استعمالهما بعض النجاح في علاج مرضى الزهمير.
ولاحظ الأطباء انخفاض مستوى فيتامين حمض الفوليك في دم مرضى الاكتئاب وانفصام الشخصية فساعد إعطاؤهم هذا الفيتامين في العلاج على حدوث تحسن ملموس في حالتهم الصحية. وينتشر ظهور نقص هذا الفيتامين بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة, وعند استعمال بعض الأدوية التي تخفض مستواه في الدم مثل حبوب منع الحمل وأدوية علاج السرطان, وتتصف أعراض نقص حمض الفوليك بالشكوى من الذهان والهذيان.
كما يسبب نقص فيتامين ب12 ظهور أعراض نفسية واضطرابات عقلية كالتهيج وضعف الذاكرة وتغير المزاج واكتئاب وذهان قبل ظهور تغيرات حسية على شكل فقر دم خبيث, وتختفي الأعراض العصبية لنقص فيتامين ب12 عند حصول المريض على مقادير كافية منه. لكن يتعذر في الحالات الشديدة لنقصه إصلاح التلف الذي حدث في أعصاب المريض, وتنتشر حالة نقص هذا الفيتامين بين أفراد الطائفة الهندوسية في الهند وغيرها وكذلك في الأشخاص النباتيين, وفي الظروف الطبيعية لا تظهر أعراض نقص حمض البنتوثنيك والبيوتين وهما أيضاً من أفراد فيتامين ب المركب, لكن يسبب انخفاض تركيزهما في دم الإنسان حدوث تغيرات في سلوكه الحياتي وشعوره بالاكتئاب النفسي.
نقص فيتامين ج
اكتشف الأطباء أن داء الحفر (scurvy) الناشيء عن نقص مزمن لفيتامين ج (حمض الأسكوربيك) في جسم الإنسان يصاحبه حدوث اضطرابات عقلية على شكل وسواس المرض وحالة اكتئاب والمراق (وهو داء عصبي) (hypochondriasis), وتكون حالة نقص هذا الفيتامين نادرة الحدوث لانتشار وجوده في الأغذية كالخضراوات والفواكه وعصائرهما الطازجة.
حالات نقص أحماض أمينية
أظهرت الدراسات الحديثة أضرار النقص الغذائي لبعض الأحماض الأمينية الضرورية للجسم مثل التربتوفان (tryptophane) والتيروزين (tyrosine) على الجهاز العصبي للإنسان, ويستعمل الجسم التربتوفان داخل الجسم كمادة أولية في بناء فيتامين النياسين وهو أحد أفراد مجموعة فيتامين (ب) المركب والمستخدم بدوره في تكوين مركب السيروتنين (serotinin). ويعمل الأخير كناقل في الجهاز العصبي المركزي, ويرتبط نقص التربتوفان بحدوث حالة الاكتئاب للمريض واضطراب في نومه, واستعمل بعض الأطباء المستحضرات الصيدلانية للتربتوفان مع عقاقير أخرى في علاج اضطرابات سلوك الإنسان وحالة الاكتئاب كاللتين تحدثان لمرضى باركنسون -وهو مرض عصبي- وفي الاكتئاب الجنوني وكانت نتائجه الأولية مشجعة, كما يكون الحمض الأميني التيروزين مادة أولية في إنتاج الهرمونين الكاتيكول أمين دوبامين ونوربنفرين في أدمغتهم وهو يضاد حالة الاكتئاب.
التسمم بالفيتامينات
كما يسبب الإفراط في تناول عناصر غذائية يحتاج الجسم إلى كميات صغيرة منها مثل الفيتامينات الذائبة في الدهون (أ وَ د) ظهور أعراض عصبية ونفسية وهما نادرتا الحدوث لكنهما يظهران عند الإفراط في تناول مستحضراتهما الدوائية, ويخزن هذان المركبان داخل الجسم فتظهر أعراض زيادة مستوييهما فيه, فيؤدي التسمم بفيتامين (أ) إلى حدوث اضطرابات نفسية على شكل تهيج وفقد الشهية للطعام وصداع ودوخة, كما يصاحب حالة التسمم بفيتامين د ظهور أعراض عصبية ونفسية تشمل شعور المريض بضعف وتعب وصداع.
أحماض نووية
جرب بعض العلماء استعمال الحمض النووي (nuclic acid) المعروف بـ “ر. ن. أ” (R.N.A) في علاج التخلف العقلي في الإنسان, وفي تحسين ذاكرة مرضى الخبل الشيخوخي (Senile demenia), بعد أن عرفت فائدة إعطاء مستحضراته الدوائية في علاج حالتي حدوث الوهن العصبي والتشنجات العصبية, واكتشفوا فائدة المركب “ر. ن, أ” في علاج ضحايا مرض الزهمير (Alzheimer disease), ويستخلص هذا المركب تجارياً من خميرة المخابز (Backery’s yeast).
نقص عناصر معدنية
يصاحب حدوث نقص عنصر الكالسيوم في جسم الإنسان شكواه من اضطرابات عقلية وعصبية, كما تسبب حالة نقص عنصر الماغنسيوم نتيجة عدم الحصول على مقادير كافية منه في الطعام أو الإدمان على شرب المسكرات ظهور اضطرابات نفسية عصبية على شكل تهيج واضطراب عقلي.
كما أن عنصر الليثيوم له دور مهم في علاج بعض الأمراض النفسية فتستعمل كربونات الليثيوم في علاج حالات الهوس وانفصام الشخصية والاكتئاب النفسي وفي الوقاية من الجنون, ولهذا العنصر فعل منظم للمزاج, وتعطى الأدوية النفسية للمرضى لوحدها أو مع الليثيوم, كما يصاحب انخفاض مستوى البوتاسيوم (Hypokalemia) في الجسم نتيجة حدوث بعض الأمراض أو الامتناع عن الطعام فترة طويلة شعور المريض بضعف عضلي واضطراب عقلي, ولحسن الحظ يندر حدوث هذه الحالة لانتشار وجوده في الكثير من الأغذية.
التسمم بالألمنيوم
يصاحب حدوث التسمم بعنصر الألمنيوم نتيجة إذابته من حلل الطبخ المصنوعة منه في وجود حامض أو قلوي عند تحضير الطعام فيها وامتصاص مقادير كبيرة منه في الأمعاء, حدوث اعتلال في دماغ المريض (Encephalopathy) له مظاهر مرضية سريرية تختلف عن أعراض مرض الزهيمر وتربط بعض التقارير العلمية بين الألمنيوم وحدوث مرض الزهيمر لاكتشاف تركيز مرتفع منه في أنسجة أدمغة ضحاياه.
حدوث حالة سوء التغذية
لاحظ الأطباء من نتائج التحاليل المخبرية لأنسجة أدمغة الأطفال الذين عانوا من حالة سوء تغذية شديدة تعرف بالضوى (marasmus) -نتيجة عدم حصولهم على كميات كافية من الطعام فترة طويلة أو في حدوث حالة المجاعة- أن عدد الخلايا العصبية في أدمغتهم كانت أقل من أطفال آخرين حصلوا على تغذية جيدة وقيس في تلك الاختبارات كمية مركب “ر.ن.أ” الموجودة بالمخيخ (cerebellum) في الدماغ كدليل على عدد خلايا المخ.
خطر شرب المسكرات
يفقد الإنسان عند شربه المسكرات القدرة على إصدار الأحكام السليمة والملاحظة والانتباه, فيجد الخطيب نفسه ينطلق لسانه في الحديث دون تفكير في عواقب ما يقوله. وللإدمان على شرب الكحول تأثيرات سمية على الجهاز العصبي ويسبب تدهوراً في وظائف المخ وحدوث الذهان (Psychosis) والخبل واعتلال عصبي محيطي, وفقد المدمن القدرة على التحكم بمزاجه وضعف قدراته العقلية والجسمية.
تأثيرات الكافيين
يوجد مركب الكافيين في مشروبات القهوة والشاي والكاكاو والمتة ومشروبات الكولا وهو منبه للجهاز العصبي المركزي للإنسان, ويحسن الإنجاز العقلي نتيجة تأخيره الشعور بالتعب, وتتباين تأثيراته على الأداء الجسمي والعقلي من شخص لآخر. كما يثير الكافيين الشعور باليقظة والنشاط والخفة والإنعاش, لكن يسبب الحصول على جرعة كبيرة منه شعور متعاطيه بالقلق والشد العصبي والرجفة فتقل قدرته على أداء أعماله العضلية والعقلية.
مستحضرات غذائية صيدلانية
تباع في الصيدليات العديد من مستحضرات الفيتامينات لوحدها أو مع العناصر المعدنية لفائدتها للجهاز العصبي للإنسان ومنها عقار بيروكا (Berocca) الذي يحتوي على فيتامينات ب1, ب2 وحمض النيكوتنيك وفيتامين ب12 وفيتامين ج وعناصر معدنية كالسيوم وفوسفات. ويفيد هذا المستحضر في علاج الالتهاب العصبي الغولي والاضطرابات العصبية الناشئة عن التسمم بالمعادن والتسمم بالفطريات والأدوية, كما يستعمل في علاج حالات نقص هذه الفيتامينات والعناصر المعدنية في الجسم وفي حالتي الحمل والرضاعة للمرأة وفي الأمراض المزمنة, كما يحتوي عقار نيروبيون (Neurobion) على فيتامينات ب1, ب6, ب12 التي لها أهميتها لعمل الجهاز العصبي للإنسان. ويوصي الأطباء باستعمال هذا الدواء في علاج الاضطرابات العصبية بما فيها الاعتلال العصبي السكري والالتهاب العصبي المحيطي في المدمنين على شرب المسكرات والاعتلال العصبي الذي تشكو منه بعض النساء أثناء الحمل وعند حدوث تسمم الحمل, ويمكن استعماله أيضاً في علاج الالتهاب العصبي والنيورالجيا لأعصاب الحبل الشوكي بما فيها حدوث شلل خفيف بالوجه.
الطعام النباتي
ازداد اتجاه قطاعات كبيرة من الناس خاصةً في أمريكا وأوروبا نحو تشجيع الإكثار من تناول الأغذية النباتية بما فيها الخضراوات والفواكه والحبوب والإقلال من تناول اللحوم، فيما يسميه البعض الغذاء النباتي (Macrobiotics) وهذا يشابه العادات الغذائية في بعض شعوب شرق آسيا. ويقوم هذا النظام الغذائي على أساس الموازنة بين احتياجات جسم الإنسان من طاقتي الأرض (Yin) وطاقة السماء (Yang) اللذين يؤثران كما يقال على كل شيء حول الجسم. ويتركب هذا النظام من الحبوب غير المزال منها قشورها كالقمح والمعكرونة والمخبوزات كي تحتفظ بعناصرها الغذائية وتمثل من 50 إلى 60 في المئة من حجم أية وجبة طعام, والخضراوات كالكرنب والجزر والفجل والبصل والقرع واللفت والخيار وتشكل من 25 إلى 30 في المئة من الوجبات الغذائية اليومية, وينصح أن يؤكل ثلثاها مطبوخاً, ويبتعد الشخص عن تناول البندورة والبطاطس, وتشكل بذور البقول كالفول والعدس والحمص 10 في المئة من حجم الوجبات اليومية, وتطهى إما لوحدها أو مع غيرها من الخضراوات أو مع الحبوب، وتؤكل عدة مرات أسبوعياً, وينصح في الأغذية المكملة بتناول القليل من الأسماك، وخاصة ذات اللحوم البيضاء، منها وكذلك ثمار الفواكه عدة مرات كل أسبوع, والابتعاد عن تناول لحوم الحيوانات والدجاج والألبان إلا إذا كانت هناك دواعي طبية لذلك. ويستحسن استخدام الأسماك ذات اللحوم البيضاء لاحتوائها على قدر أقل من الدهون، وتفضل الأنواع المملحة من الأسماك على الطازجة.
والقاعدة الذهبية لنظام التغذية النباتية هي تحقيق التوازن بين طاقتي الأرض والسماء فيما نأكل عن طريق تناول الحبوب مع قشورها والخضراوات كأساس له, فالإكثار من تناول الأغذية التي تحتوي على طاقة السماء كالسمك والدجاج واللحم البقري والبيض والملح بالترتيب الأقل فالأكثر تأثيراً يكون له تأثير الضغط والتضييق فتجعل من يأكلها يشعر بأنه تحت ضغط يميل إلى الغضب والعنف ويصبح عصبي المزاج وضيّق الخلق نتيجة لاكتسابه سلوك الحيوانات التي يأكل لحمها ومنتجاتها في طعامه. بينما يؤدي الإكثار من تناول الفواكه والبهارات والأعشاب والعسل وهي ذات طاقة أرضية إلى شعور من يتناولها بكثرة بأنه موزع ومشتت ومتعب وضعيف القدرة على التركيز. ويكون هذا النظام الافتراضي بلا شك هو أحد خيالات أهل الشرق، وهناك حاجة إلى أدلة علمية لإثبات وجود هذين النوعين من الطاقة اللذين يستند عليهما هذا النظام في اختيار أنواع الطعام الذي يؤثر على سلوك الإنسان وصحة عقله.
في المستقبل!!
تتركز اهتمامات بعض الأطباء المتخصصين في علاج الأمراض النفسية والعصبية على استخدام عناصر غذائية ذات فعالية على الجهاز العصبي للإنسان بإعطاء المركبات المولدة لنواقل التيارات العصبية ومنها الكولين والتربتوفان والتيروزين في علاج اضطرابات المخ غير الغذائية, لكن يتحتم دراسة تأثيرات مثل هذه المركبات بمقادير كبيرة على جسم الإنسان قبل استعمالها في علاج متلازمات عصبية ونفسية بعد أن أصبحت مستحضراتها الصيدلانية تباع من دون وصفات طبية في محلات تسويق الأغذية الصحية في الولايات المتحدة وأوروبا.
اقرأ للتغذية
راحة البال..
تبدأ من المعدة!
يتميز هذا الكتاب عن غيره من الإصدارات المتعلقة بالتغذية، بكونه يفرد مساحات واسعة للحديث عن أثر التغذية على الحالات النفسية والمزاجية من خلال أثرها على المخ.
يقع هذا الكتاب في 174 صفحة موزعة على أربعة أجزاء مختلفة هي: توليد الطاقة، تناغم أجهزة الجسم، المحافظة على الطاقة، ومعادلة الطاقة. وفي كل واحد من هذه الأجزاء هناك فصول تتناول أثر الغذاء على الحالة الذهنية والنفسية بشكل خاص، مثل المنبهات والتدخين في الجزء الأول، والمكملات الغذائية والوجبات اليومية عالية الطاقة في الجزء الأخير.
مؤلف هذا الكتاب هو البريطاني باتريك هولفورد، المعروف بكونه من الرواد العالميين في مجال الكتابة عن التغذية، والذي كان قد أسس عام 1984م معهد التغذية المثالية ، وهو مركز بريطاني مستقل لا يهدف إلى الربح، ومخصص لإجراء أبحاث التغذية وممارساتها.
وننقل عن المؤلف في الفصل الأول قوله: ليس من المفاجئ أنك إذا غيرت ما تعطيه لجسمك، فسوف تغير تماماً طريقة تفكيرك ومشاعرك.. وقد أثبتت تجاربنا منذ الثمانينيات أن إعطاء الأشخاص جرعات مثالية من الفيتامينات والمعادن يرفع معدل ذكائهم . ويضيف أن مسحاً أجراه معهده تضمن إعطاء أشخاص تغذية مثالية، كانت نتيجته أن 79 في المئة منهم لاحظ تحسناً في الطاقة، و60 في المئة منهم تمتع بذاكرة أفضل ويقظة عقلية أحسن، و66 في المئة بدا متوازناً عاطفياً بدرجة أكبر.
تغلب على الإجهاد والتوتر من إصدارات مكتبة جرير، 2004م.