لا شك في أنّ هناك ضغوطاً كبيرة تمارس على الطبيعة تسهم في تلوّث البيئة وزيادة الاحتباس الحراري. ولهذا السبب كرّس عديد من التقنيّات الحديثة، ليس فقط من أجل تطوير التصاميم وزيادة الإنتاج وتفعيل الأداء فقط، وإنّما أيضاً للمحافظة على البيئة وصيانة الطبيعة. ومن أهم هذه التقنيات الطباعة ثلاثيّة الأبعاد التي أحدثت ثورة في كثير من الصناعات بدءاً بالمجوهرات وصولاً إلى السيارات والأثاث المنزلي وغير ذلك..
وكل تطور تقني لافت يشكِّل مناسبة تحفز على التساؤل حول ما ستكون عليه حياتنا في المستقبل. تساؤل تتعدد المناهج في محاولات الإجابة عنه. ولكن واحدة من أقرب هذه المحاولات إلى المنهج العلمي هي تلك التي وضعها العالم الألماني أولريش إيبيرل، الذي سعى إلى رسم صورة العالم وما سيكون عليه في أواسط القرن الميلادي الجاري، وعرض تصوراته للتحديات المستقبلية والحلول التي يقترحها في كتاب بعنوان «العالم عام 2050». وقد بنى الباحث الألماني توقعاته وفرضياته على جملة مؤشرات ومعطيات راهنة، أهمها اثنان: الانفجار السكاني وما سينجم عن تضخم المدن من قضايا وتحديات بيئية ومعيشية، والاتجاهات التي تتحكم بتطور العلوم والتقنية وقدرتها على مواجهة صعاب الغد..صعاب يدعونا الباحث إلى التوجه منذ الآن إلى ملاقاتها بدلاً من انتظار وقوعها.