1
كأس العالم متعة عائلية فقط إلا عندما يلعب الأخضر ..
نسرين نجم الدين، إعلامية سعودية
كأس العالم مناسبة أثيرة وقريبة من قلبي، على الرغم من أنني لا أهتم مطلقاً بكرة القدم، ولا أتابعها، ولا أعلم عنها وعن المنتخبات واللاعبين شيئاً. ولعلَّ هذا يبدو غريباً للوهلة الأولى. ولكن السر الذي يجمعني بهذه المناسبة الرياضية البعيدة كل البعد عن اهتماماتي، هو الاجتماع العائلي والأوقات الكثيرة التي تقضيها عائلتي الكبيرة مجتمعة لمشاهدة المباريات، والتي تتحوَّل إلى لحظات وذكريات عائلية دافئة وممتعة نصيب العائلة منها أكبر بكثير من نصيب الرياضة.
لدينا عادة عائلية لطيفة تقضي باجتماع الأخوة والأخوات وأبنائهم في منزلنا على البحر لمشاهدة المباريات. وعلى الرغم من أنني وزوجي لا نهتم بالرياضة كثيراً، فإن أبنائي مختلفون من هذه الناحية. أراهم يشاهدون المباريات بحماس، ويقومون بدعوة أصدقائهم لمشاهدتها في كثير من الأحيان. وأستمع إلى هتافهم وتشجيعهم، فأسعد كثيراً لأنهم يقضون أوقاتاً ممتعة. وحين أنضم إلى العائلة لمشاهدة مباراةٍ ما، فإنني أقوم بسؤال أبنائي عن الفريق الأفضل لتشجيعه. طبعاً توقفت عن التشجيع بالمجاملة والتشجيع مدفوعة بتفضيلات أبنائي، عندما اكتشفت أن كلاً منهم يشجع فريقاً مختلفاً تماماً، فأحدهما ألماني الهوى، والآخر مولع بإسبانيا، أما ابنتي فقد ورثت عني وعن والدها عدم اكتراثنا بالكرة.
الاستثناء الوحيد لبرودي الرياضي كان عندما لعبت المملكة في كأس العالم، حينها كان الهتاف أكثر من مجرد متعة أو حماس، كان تعبيراً عن الولاء وشعوراً بالانتماء، تلك اللحظات لا أنساها أبداً. وأتمنى أن تعود وأن أشجِّع فريق بلادي في المونديال برفقة أبنائي باهتمام حقيقي ومحبة.
2
كأس العالم متعة كرة القدم..
محمد برزنجي – محلل مالي
كأس العالم من دون جدال هي متعة كرة القدم، والمناسبة الرياضية الأهم في العالم. شخصياً أنتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر، وأستعد لقدومها. هذا العام، أخذت إجازة قصيرة من عملي لمدة أسبوعٍ كامل حتى أتمكن من متابعة المباريات المنقولة في وقتٍ متأخر من الليل بتركيز، ودون القلق من تأثير ذلك على عملي.
بيني وبين كرة القدم علاقة وثيقة بدأت في السابعة من عمري مع أول كأس عالم تابعته وكان في عام 1994م. وبعدها توالت الكؤوس، وتعمق الشغف بالكرة من مجرد اللعب عبر ألعاب الفديو، إلى لعب الكرة بشكل دائم وعلى مدار يومين على الأقل في الأسبوع. فريقي المفضل هو الأرجنتين وأتمنى له النصر، وإن كنت لا أتوقع فوزه هذا العام رغم وجود اللاعب الأسطورة ميسي بين صفوفه. وأجد البرازيل وهولندا أقرب إلى تحقيق اللقب هذا العام بناءً على المعطيات المتوافرة حتى الآن. ورغم ذلك سأشجع فريقي حتى النهاية، في الوقت نفسه أجد مستوى الفريق الجزائري جيداً ومبشراً بالخير.
أفضل مشاهدة كأس العالم مع عائلتي، فنحن جميعاً نشجِّع الفريق نفسه. لذا تنتهي المباراة دون مهاترات أو مشاحنات جانبية تشتت الانتباه. بعد انتهاء كأس العالم، لا ينتهي الأمر بالنسبة لي، فأنا أقوم بمتابعة الدوري الإسباني على مدار العام، وأنا مشجِّع عنيد لفريق ريال مدريد. كما أنني ألعب الكرة بشكل دائم. كرة القدم هي أسلوب حياة ومتعة استثنائية لا تتكرر. وأنا لا أعرف شخصاً سواءً من عائلتي أو أصدقائي أو حتى معارفي لا يحب كرة القدم أو لا يهتم بها، وإن كانت درجة الاهتمام تتفاوت من شخصٍ لآخر. لكن هذا الإجماع برأيي هو أكبر دليل على أن كرة القدم ليست مجرد رياضة.
3
علاقتي بكأس العالم لم يبقَ منها سوى الذكرى..
بدر البهيتي / مهندس كيمياء طبية حيوية
كأس العالم المقامة حالياً والتي يحتشد العالم لمشاهدتها، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأنهت علاقةً قديمة متوترة، بدأت بحبٍ جارف، ومرت بلحظات جميلة مملوءة بالشغف والإثارة، والعشق الذي لا ينتهي، ثم وقعت في فخ الجفاء قبل سنوات، حتى آلت إلى نهايتها بغير رجعة في هذا الصيف.
هذا الصيف قررت أن أقاطع المناسبة الكروية الأهم على مستوى العالم، والسبب أنني أرفض دفع مبلغ الاشتراك في القنوات الفضائية الناقلة لأتمكن من المشاهدة، على الرغم من استطاعتي ذلك. وهذا مبدأ، فكأس العالم واللعبة الأكثر شعبية لا يجب أن يحرم منها جمهورها بهذه الطريقة التجارية والمادية الفجة.
امتناعي عن مشاهدة كأس العالم هو نوع من الاحتجاج والرفض لهذا التحوُّل الخطير الذي يحرم البسطاء من عشاق هذه اللعبة من مشاهدتها. طبعاً، هذا الانحدار من وجهة نظري هو المشهد الأخير لمسلسل سقوط المنافسة الكروية الأهم، وقد بدأ منذ أعوام عندما تحوَّلت الرياضة إلى صناعة، وأصبح اللاعب يلعب داخل الملعب ليس لإمتاع المشاهدين، ولكن لرفع قيمته في السوق إلى عشرات الملايين أو أكثر، ولكي يحقق مكاسب أكبر في سوق الإعلانات ونواحي التجارة الأخرى التي سيطرت على كرة القدم واختطفتها تماماً.
آخر مرة شعرت بالحماس الكبير في مباريات كأس العالم، كان في التسعينيات عندما كان زين الدين زيدان هو النجم بلا منازع، حينها كنت فرنسياً حتى النخاع، على الرغم من أنني في العادة أشجِّع اللعب النظيف والجميل.
ورغم انقطاع علاقتي بكأس العالم، إلا أن علاقتي بالكرة ما زالت مستمرة. عوضاً عن مشاهدة الملاعب التجارية، أجلس برفقة ابني الصغير ذي السنوات الخمس، لمشاهدة اللاعبين في الحارات وتشجيع اللعب الجميل. ونشعر بقيمة الكرة وحماسها لأن هؤلاء اللاعبين يلعبون جيداً لإمتاع المشاهدين، ولإحراز النصر، يلعبون للكرة وليس المال.
4
تكريس لطقس يلخص أسلوب حياة
عبد الله عثمان – فنان وصانع أفلام سعودي
كرة القدم بالنسبة لي ليست مجرد رياضة، إنها أسلوب حياة، وشغف يجمع حوله طيفاً من كافة الطبقات الاجتماعية، بكل تناقضاتها واختلافاتها لتشكل فسيفساء فنية في غاية الروعة بالتنوع والتوحد في الوقت نفسه. إنه العُرس والاجتماع الذي يوحِّد هذه الهالة الكبيرة من البشر بشكل واقعي دون تكلف، وبجمال وتلقائية من المستحيل أن تحدث في أي مناسبةٍ أخرى.
أنا أنتظر هذه المناسبة التي تتكرر كل أربعة أعوام بشكل استباقي، ربما قبل الافتتاح بستة أشهرٍ على الأقل. ومع انطلاقتها، يصبح جدول يومي مسيَّراً تبعاً لها، فبين متابعة المباريات المهمة، وحضور البرامج الرياضية التي تناقش أداء الفرق، وقراءة التغطيات الإخبارية حول المناسبة هنا وهناك، يمضي كثير من وقتي يومياً. ولا أعد هذا الوقت ضائعاً مطلقاً، فأنا أعيش حالة جمالية جديدة، ويوماً ممتعاً، وطقساً استثنائياً يهمني أنا بالذات محب كرة القدم، وممارسها ابتداءً من ساحة المدرسة، ومروراً بدوري الحواري، وما زلت حتى الآن أحرص على عدم الانقطاع عن ممارسة هوايتي المفضلة.
أول كأس عالم تابعتها كانت في عام 1994م عندما تأهل المنتخب السعودي. حينذاك كنت أسهر لمشاهدة المباريات على الرغم من عرضها في وقتٍ متأخرٍ من الليل. كنت ما أزال على مقاعد الدراسة، وكنت أجهد للاستيقاظ ومتابعة المباراة رغم موعد نومي المبكر.
ليس لي فريق مفضَّل. فأنا أميل دائماً إلى تشجيع الفريق الذي يلعب كرة القدم بفن ومهارة ويفوز بجدارة. أحب البرازيل ولعبها. فهي البلد الأكثر احتفاءً بكرة القدم، والكرة هناك هي أسلوب حياة، وأكثر من مجرد رياضة. ورغم ذلك، أنا متعاطف هذا العام مع الأرجنتين وأتمنى لها الفوز فقط لأجل ميسي لاعب المنتخب الأرجنتيني الأسطورة، والذي يجب أن يحقق اللقب.
كرة القدم ليست مجرد رياضة، لست الوحيد الذي يدرك ذلك. فالمخرج الشهير وودي آلن هو صاحب أبلغ ما قيل عن الكرة على الإطلاق «أنا على استعداد أن أضحِّي بجميع أفلام الدنيا من أجل لحظة الإثارة التي تبعثها الرياضة».