قصة الإيمان بين العلم والفلسفة والقرآن
نهلة الثقفي – السعودية
أستاذة جامعية
“قصة الإيمان بين العلم والفلسفة والقرآن”، هذا الكتاب المميَّز من أجمل الكتب التي قرأتها وتعلَّمت منها كثيراً، رغم أنني قرأته منذ زمن طويل، إلاَّ أن تأثيره في نفسي باقٍ إلى يومنا الحاضر.
يتناول الكاتب كثيراً من القضايا الحياتية، ويناقشها من زاوية علمية وفلسفية ودينية. تعلَّمت منه أن جميع العلوم إن نظرنا إليها بدقة وعمق سوف نجد أنها تقودنا إلى النتيجة نفسها. فالعالم والفيلسوف ورجل الدين لهم الهدف نفسه، وهو البحث عن حقيقة الأشياء. لذا يجب علينا النظر إلى القضية المدروسة حتى نهاية جميع الدراسات حولها لفهمها بشكل أكبر. فالرؤية المبتورة تقود إلى نقص في الفهم، وبالتالي إلى ظهور آراء متعصبة وسوء في التواصل.
تعلَّمت من هذا الكتاب أيضاً أن أنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة. فأي قضية تصادفني في الحياة هي ذات جانب علمي، ديني وفلسفي. وعلينا أولاً أن نحرِّر النفس من المشاعر حتى نتقبل ونفهم الجانب العلمي، ثم نحرِّر العقل من كل الأفكار السابقة لنحلل الأمور تحليلاً فلسفياً خالصاً، ثم يتحد القلب مع العقل لتتم المناقشة الدينية للقضية.
كتعويذة تحت سحر ماركيز
هديل الفضل – السعودية
طالبة دراسات عليا في الاقتصاد
حينما ألمح سؤالاً كهذا، يتبادر إلى ذهني، أنا التي لم أعش ثلث العمر الزمني، لرواية ماركيز “مائة عام من العُزلة”، أنها هي المقصودة دائمًا، بالإجابة.
وسأحاول أن أجيب بطريقة أخرى: لو كنت متمنيةً أن أكون كاتبة لأهم الكتب في زمني، لتمنيت أنني كتبت بضع فصول من هذه الرواية الخالدة. وهي رواية، عليك أن تقرأها؛ حتى تعلم أنه فاتك الكثير من قبل، وأنه سيدركك الكثير من بعد.
في كل مرَّة أتملى أحداثها، أجد شيئًا مختلفًا، ولربما أصبحت أكثر فهمًا للتفاصيل العميقة التي تُبنى عليها الرواية، إثر كل معاودة للقراءة. فأنت تقع تحت سِحر ماركيز كتعويذة، غير مستفيق منها ولا منه. يسلب قلبك، وحين تنتهي فصول الحكاية، يلقي بك على ساحل المتعة والتأمل، وتنجو، لكنّ قلبك غارق أبدًا.
فقدت نفسي ونفَسي في متاهاتها، وجدتني مرَّة تحت شجرة الكستناء الخالدة، ومرَّة مختبئة في منارة الحمَام مع أورسولا، الأم التي ترى كل شيء، وتتواجد في كل مكان، دون أن يُشعر بوجودها. مرَّة أكون في ماكوندو، القرية المتخيلة، ومرَّة في آراكاتاكا، المدينة الواقعية. رغبت في الذهاب إليها، كل مرَّة يعود فيها “ميلكيادس”، أتخيّل الأشياء التي يمكن شراؤها منه، وماذا حقًّا يمكن أبادله بأشيائي معها.
تصنّف الرواية بأنها من تيار الواقعية السّحرية، وأعتقد هذا أعمق وصف حصلت عليه؛ الحقيقة المرسومة كقصص الأطفال التي اعتادت الجدّات سردها قبل النوم، تلك الأساطير التي نتذكَّرها حين نراها واقعًا أمامنا، ونشعُر بالسّحر المسكوب فيها عندما كنّا نسمعها في أسرّة الطفولة.
“لغز الكوخ المحترق”..
بداية سلسلة روايات ومغامرة القراءة
عبدالوهاب صالح – السعودية
كاتب
ذاكرة الكتاب الأول دائماً ما تكون لها الوقع الأهم، خاصة إذا كانت تتعلَّق بالقصص المصورة والأعمال الأدبية الخفيفة. وتعود بي الذاكرة إلى أول أجزاء مجموعة المغامرين الخمسة، “لغز الكوخ المحترق” حيث كانت تلك الروايات لا تتعدَّى المائة صفحة من القطع الصغير، وكان عمري حينها لا يتجاوز الثانية عشر عاماً، حينما أذهب للمكتبة بشغف انتظار الموزع نهاية كل أسبوع للحصول عليها. تلك الروايات البوليسية كانت دافعاً حقيقياً لعالم القراءة ويبقى تأثيرها عالقاً في الذاكرة، إذ إن المغامرين الخمسة الذين من بينهم شخصيات تختخ، عاطف، ونوسة، يجعلونك في حالة بحث مستمر وشغف الوصول للنتيجة.
ربما اليوم لا نلتفت إلى أعمال شبيهة، لكنها في تلك الفترة دفعتنا إلى رؤية مختلفة وهي القراءة أولاً والبحث ثانياً، حيث إن المغامرات، ذات اللغة البسيطة، كانت تعتمد على تفعيل العقل، وتحريك الذاكرة ووضع الخيارات في الحياة.
لذا أشعر بأن مثل تلك الأعمال كان لها تأثير في البحث والتأني ووضع الخيارات والخطط لأي عمل أقوم به حالياً، كما أستطيع القول إنها أسهمت كثيراً في دفعنا للتأمل والبحث فيما نريد أن نقبل عليه في الحياة.
“الأدب ومذاهبه” مرشد حقيقي في حياتي
عبدالله العقيبي – السعودية
كاتب قصص وباحث أكاديمي
أستطيع القول إن كتاب الدكتور محمد مندور، “الأدب ومذاهبه” أهم كتاب قرأته، رغم أنه كان مقرراً جامعياً. وقد بقيت لفترة طويلة أقرأ في الأدب الحديث، وكنت أعاني من التشتت بسبب كثرة القراءة من دون منهج واضح. لذلك أستطيع القول إن هذا الكتاب هو بوصلة دقيقة جداً لخارطة المذاهب الحديثة في الأدب والفن. فهو يوجِّه بصرنا نحو الحركات الأدبية من لحظات صعودها ومبرراتها وحتى زوالها. هو أشبه بالدليل الذي يقول للقارئ: “أنت حين مررت بالكلاسيكية مثلاً أعجبك بها كذا وكذا، ولكنك نبذتها عند نقطة معينة والسبب معروف وهو كذا وكذا..”. وينسحب هذا على جميع المذاهب الأدبية. إن هذا الكتاب الصغير مرشد حقيقي لكل ما قرأت لاحقاً في حياتي.
لكل مرحلة كتاب
محمد الجديعي – السعودية
أخصائي شبكات اجتماعية
لا أذكر منذ وعيت أن فكرة الأفضلية المطلقة وجدت مكاناً في معاييري الشخصية. لذلك أجد في مرونة المعايير وتنوُّع المقاييس مندوحة عن الحدية في الآراء. وبناءً على ذلك، لكل مرحلة كتاب، وكتاب المرحلة هو السفر الخفيف اللطيف لابن الجوف جميل بن مؤنس الرويلي “على خط الإنتاج”. خاطب المؤلِّف بقلمه الإنسان العميق في دواخلنا، يذكره برحابة الحياة الدنيا، وأن الله لم يستخلفنا في الأرض لنختزل عيشنا فيها تحت سطوة الرأسمالية التي لم تقم وزناً للبشر على تنوُّع مشاربهم. راق لي الكتاب جداً، وخرجت منه بوعيٍ أعمق لما يدور حولي، ففي هذا الكتاب من الرشاقة والعمق وخفة الروح ما يأخذك بعيداً عن ضوضاء عالمك.
اترك تعليقاً