صممت شركة “براينكو” (BrainCo) الأمريكية الناشئة، بالتعاون مع مركز جامعة هارفارد لعلوم الدماغ، ومختبر الميديا في جامعة إم آي تي، طوق رأس ذكي أطلقوا عليه اسم “فوكاس 1″، يقيس مدى تركيز التلاميذ على المادة الدراسية في الصف من خلال قراءة إشارات الدماغ الكهربائية، وبعد تجارب محدودة في بعض المدارس الأمريكية، تمَّت تجربة هذا الابتكار هذه السنة على حوالي 10,000 تلميذ صيني في مقاطعة زيجيانغ تتراوح أعمارهم بين سن العاشرة والسابعة عشرة، كما تقول صحيفة الإندبندنت.
وكانت تقارير نُشرت في العام الماضي قد أعلنت أن بعض المدارس الصينية استخدمت تقنية التعرف على الوجه لمراقبة مستويات انتباه الطلاب. ولكن يبدو أن ذلك لم يعكس بدقة حالات تركيز التلاميذ، فظهرت حاجةٌ إلى تقنية أجدى وأدق.
تعتمد عصابات الرأس الجديدة على أجهزة الاستشعار المستخدمة في أجهزة تخطيط أمواج الدماغ (EEG) لاكتشاف نشاط المخ في مهمة ما. ويتم ذلك من خلال النظر في تقلبات موجات بيتا عالية التردد في الدمـاغ، وموجـات ألفا وثيتا منخفضة التردد.
ويراقب المعلمون انتباه التلاميذ باستخدام تطبيق يتلقى المعلومات من أطواق الرأس على شكل أضواء ذات ألوانٍ مختلفة في مقدِّمة الأجهزة، يشير كل لون إلى مستوى تركيز متفاوت. فالأزرق يشير إلى الاسترخاء، والأصفر إلى التركيز، واللون الأحمر إلى التركيز الشديد.
وجاء في ملاحظات على موقع الشركة المصنعة: “يمكن للطلاب وأولياء أمرهم تتبع التقدُّم في تعلُّم التلاميذ، بينما يمكن للإداريين تحديد الأنشطة والأساليب الأكثر جاذبية للمساعدة في تعليمٍ أفضل”. ويقول ماكس نيلسون، أحد العاملين في الشركة: “استنـاداً إلى ما رأينـاه في دراساتنـا التجريبية وأبحاثنا الداخلية، فإن الطلاب الذين يتمتعون بأعلى مستوى من التركيز ينجزون أفضل النتائج في الامتحانات”.
وإلى ذلك، يؤدي هذا الطوق وظيفة أخرى غير مراقبة التركيز، إذ إنه يتضمَّن بيانات يمكن استعمالها لتصميم ألعاب تدرب على التركيز، ويمكن للطلاب أن يلعبوها في المنزل للتحضير للفصول الدراسية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، بايكنغ هان، إن التجربة أدت إلى تحسّن درجات المشاركين الذين أصبحوا أيضاً بحاجة إلى قضاء وقت أقل في إنجاز الواجبات المنزلية.
لكن، تجدر الإشارة هنا إلى أن “المنتدى الاقتصادي العالمي” يُصدر سنوياً تقارير التنافسية العالمية حول حالة اقتصادات العالم، ومن بينها تقرير عن أنجح نظام تعليمي يتوافق مع الثورة الصناعية الرابعة. وكل عام، تتصدر فنلندا ترتيب أنظمة التعليم العالمية بشكل روتيني، ويشتهر نظامها التعليمي بعدم وجود أنظمة ملزمة مفروضة على التلاميذ. فجميع الطلاب، بغض النظر عن المستوى أو القدرة أو التركيز، يتم تدريسهم في الصفوف نفسها. ونتيجة لذلك، فإن الفجوة بين التلاميذ الأضعف والأقوى هي الأصغر في العالم. كما أن المدارس الفنلندية تطلب أيضاً القليل من الواجبات المنزلية، ولديها امتحان إلزامي واحد فقط لمن هم في السادسة عشرة من العمر.
مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يوليو - أغسطس | 2019
طوق رأس ذكي يقيس تركيز التلميذ
مقالات ذات صلة
في عام 2077م، شهد معظم سكان أوروبا كرة نارية تتحرك في عرض السماء، ثم سقطت كتلة تُقدّر بألف طن من الصخور والمعادن بسرعة خمسين كيلومترًا في الثانية على الأرض في منطقة تقع شمال إيطاليا. وفي بضع لحظات من التوهج دُمرت مدن كاملة، وغرقت آخر أمجاد فينيسيا في أعماق البحار.
نظرية التعلم التعاضدي هي: منهج تتعلم عبره مجموعة من الأفراد بعضهم من البعض الآخر من خلال العمل معًا، والتفاعل لحل مشكلة، أو إكمال مهمة، أو إنشاء منتج، أو مشاركة تفكير الآخرين. تختلف هذه الطريقة عن التعلم التعاوني التقليدي، فبين كلمتي تعاون وتعاضد اختلاف لغوي بسيط، لكنه يصبح مهمًا عند ارتباطه بطرق التعليم. فالتعلم التعاوني التقليدي […]
حتى وقتٍ قريب، كان العلماء مجمعين على أن الثقافة هي سمةٌ فريدةٌ للبشر. لكن الأبحاث العلميّة التي أجريت على الحيوانات، منذ منتصف القرن العشرين، كشفت عن عددٍ كبيرٍ من الأمثلة على انتشار الثقافة لدى أغلب الحيوانات. وعلى الرغم من الغموض الذي يلفّ تعبير الثقافة، حسب وصف موسوعة جامعة ستانفورد الفلسفيّة، هناك شبه إجماعٍ بين العلماء […]
اترك تعليقاً