الثقافة والأدب

معرض لايبزج للكتاب
أكبر مهرجان للقراءة في أوروبا

  • Leipzig Book Fair
  • 131470092_11n
  • IMG_1138
  • leipzig5
  • leipziger_buchmesse
  • PR_Buch10_0933
  • shutterstock_81057943 [Converted]

مدينة لايبزج، التي تعرف باسم (مدينة الكتب)، هي موطن معرض الكتاب منذ القرن السابع عشر، وهو المعرض الذي تفوق في عام 1632م على معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يحتل حالياً المرتبة الأولى عالمياً، وتحولت المدينة في القرن الثامن عشر إلى مركز تجارة الكتاب الألماني الحديث، واحتفظ معرض لايبزج بمكانته المرموقة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، وما تبعها من انفصال ألمانيا إلى دولتين، ليبزغ نجم معرض فرانكفورت التي كان قدره أن يقع في الشطر الغربي الرأسمالي، وتتراجع أهمية معرض لايبزج الواقع في الشطر الشرقي الشيوعي. وبعد نصف قرن تقريباً عاد المعرض بعد الوحدة الألمانية في عام 1990م إلى سابق مجده، ولكن في إطار عصري، جعله معرض الكتاب الأقدر على جذب الشباب والأطفال، وهو ما سيوضحه أسامة أمين في التقرير التالي.

في كل عام تصدر آلاف الكتب الجديدة في ألمانيا، فيأتي معرض لايبزج للكتاب الذي يقام في شهر مارس، ليكون الإطلالة الأولى على الإصدارات الجديدة.

وحتى لا يختلط الأمر على القارئ العربي، فإن المعارض هنا ليست سوقاً لبيع الكتب، بل غالباً ما يقتصر دورها على عرضها فقط، ليشتريها القارئ من المكتبات الموجودة في كل مكان، وهناك حقيقة أخرى مهمة، هي أن أسعار الكتب ثابتة في كل مكان، ولا يجوز إجراء أية تخفيضات على أسعارها، لأنها ليست كغيرها من السلع التجارية، وتفرض القوانين الالتزام بذلك، حتى يحصل المؤلف على أجره الجيد، وتحصل دار النشر على المبالغ التي تجعلها قادرة على طباعة الكتاب بجودة عالية، وتضمن استمرار بقاء دور النشر، ولا تتعرض للإفلاس. النظرة هنا للكتاب باعتباره وعاء الفكر، ومن هذا المنطلق فإن قيمته غير معرضة للفصال.

لايبزج تقرب المسافات بين المؤلفين والقراء، وتجمعهم في 350 قاعة في أرض المعرض وخارجه، حيث تقام 2600 ندوة للقراءة من الأعمال، يشارك فيها 2750 أديباً ومفكراً وإذاعياً، في إطار ما يعرف باسم (لايبزج تقرأ)، ويستغل عشرات الآلاف من القرَّاء والمهتمين هذه الفرصة، لحضور الندوات وللتواصل مع الكتب الجديدة والمبدعين مباشرة، وبعدها يقرر كل واحد منهم أي الكتب يريد أن يقتني. وإذا تخيلنا أن هذا العدد الضخم من الندوات يقام خلال أربعة أيام فقط، عرفنا سبب تحول المدينة بأكملها إلى قاعة مفتوحة للقراءة، المقاهي والمدارس والمكتبات والمتاحف والمعارض وغيرها من المباني، كلها تصبح مكاناً للقاء والنقاش حول الكتب، ولا تقتصر أوقات القراءة على ساعات محددة، بل تستمر طوال الليل. وتسهم في ذلك جهات عديدة إلى جانب إدارة معرض لايبزج، من بينها واحدة من أكبر دور النشر في العالم اسمها برتلسمان، واتحاد الناشرين الألمان، ومحطات تلفزيونية، وسلطات مدينة لايبزج. كل ذلك صعد بهذا الحدث ليكون أكبر مهرجان للقراءة في القارة الأوروبية بأكملها.

حب الجماهير للمعرض
في حين يقترب عدد زوار معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، من 300 ألف زائر، ويشارك فيه 7400 عارض، من 106 دول، فإن معرض لايبزج الذي أقيم هذا العام في الفترة من 15 إلى 18 مارس، والذي بلغ عدد زواره 163500 زائرا، وشارك فيه أكثر من 2000 عارض من 44 دولة، يفخر بأنه الأقرب إلى قلوب القراء، لأن معرض فرانكفورت يُعد ملتقى للمتخصصين، الذين يفتح لهم المعرض أبوابه ثلاثة أيام، دون «إزعاج» من الزوار العاديين، يتبادلون فيها حقوق النشر، ويتفاوضون فيها على صناعة الكتاب، ويضعون الاستراتيجيات لمستقبل هذه الصناعة، ولا يسمح للجمهور العادي بدخول المعرض إلا في اليومين الأخيرين، في عطلة نهاية الأسبوع، ويركز المعرض على ورش العمل، والندوات المتخصصة، كل ذلك جعل فرانكفورت معرض الكتاب الأول في العالم، معرضاً للصفوة، مع بعض اللمسات التي تطيب خاطر الزائر العادي.

أما معرض لايبزج فأيامه الأربعة مخصصة للجمهور العادي، لا يسعى لاجتذاب كبار السياسيين، ولا يغلق باباً أمام القرَّاء، الأجنحة تخاطب الأطفال والشباب والكبار، كتب لا حصر لها، ولكن في كثير من الأجنحة توجد طاولات ليجلس القارئ، ويتحدث مع المؤلف أو مع مندوب دار النشر، أو ليطالع الكتاب في هدوء، وليس هناك من يسأله، عما إذا كان يريد شراء الكتاب، بل الهدف أن يحدد علاقته بالكتاب بمفرده، ودون تأثير خارجي. كما ابتكر المعرض قبل سنوات فكرة تخصيص صالة للشباب، فيها قسم كبير للقصص المصورة اليابانية، المعروفة باسم (المانغا)، وتقام مسابقات بين الشباب من عشر دول في هذا المجال، ولذلك يرتدي الكثير من الشباب زي الشخصيات المعروفة من (المانغا)، ورغم اعتراض الكثيرين على هذه الظاهرة، إلا أن المجتمع الألماني اعتاد على التسامح تجاه تصرفات الفرد، مهما كانت غريبة، بشرط ألا تؤذي الآخرين. وحتى لا تكون أسعار دخول المعرض البالغة حوالي 10 يورو عائقاً أمام الأطفال لمشاهدة المعرض، فإن إدارة المعرض تسمح لكل طفل أن يحضر معه كتابه المفضل إلى المعرض، بالدخول مجاناً، وهو ما ينتقده البعض، لأن ذلك يؤدي إلى زيادة في عدد زوار المعرض، بصورة لا تعكس حقيقة الإقبال عليه، حسب رأيهم، ولكن إدارة المعرض تؤكد أن أرقام الزائرين ليست المعيار الأهم بالنسبة لها، بل الارتقاء بجودة المعرض، والحفاظ على الطابع المميز له.

التعليم في معرض الكتاب
قرر معرض لايبزج اعتبار التعليم أحد الركائز التي يقوم عليها، ولا يقتصر ذلك الاهتمام على إتاحة المجال لحضور الطلاب في الرحلات المدرسية إلى المعرض بأسعار دخول مخفضة، بل أراد المعرض أن يقاوم العادات المكتسبة من خلال القراءة عبر الكمبيوتر، بحيث اعتاد الأطفال والشباب أن يقرأوا النصوص القصيرة، والأخبار المختزلة في سطور قليلة، والتعبير عن الفكرة في 140 حرفاً في تويتر، أو أقل من ذلك في الرسائل النصية في الجوال، فقامت إدارة المعرض بالتعاون مع مبادرة (مؤسسة القراءة)، وحكومة ولاية سكسونيا، التي تقع فيها لايبزج، بتكليف لجنة متخصصة، لاختيار 30 كتاباً للأطفال والشباب، تخاطب هذه الكتب أعماراً مختلفة، وتتميز بدرجة كبيرة من التشويق، والقدرة العالية على جذب اهتمام القارئ من الغلاف إلى الغلاف، وقدمت مجموعة الكتب هذه إلى كل معلم ومعلمة بصورة مجانية، بهدف عرضها على طلابهم في المدارس.

لكن أوليفر تسيلله، مدير معرض لايبزج، يركِّز على الدور المحوري للوالدين، ويشير إلى أنه إذا لم يشاهد الأطفال والديهم وهم يقرأون الكتب، فإنهم يفتقدون القدوة، ولا عجب في ألا تمتد أيديهم إلى الكتب، وألا تكون القراءة أحد مكونات حياتهم الأساسية، ويشير إلى أن الأمهات والآباء الذين اعتادوا أن يقرأوا لأطفالهم من الكتب، قبل أن يتمكن هؤلاء الأطفال من القراءة بأنفسهم، يضعون حجر الأساس لهذه المهارة لدى أطفالهم. ومن المنطقي أن يتسبب الأهل الذين يشاهدون التلفاز طوال اليوم، ويتنقلون بين البرامج الإخبارية والرياضية والمسلسلات والأفلام، في عدم تعويد أطفالهم على حب القراءة، ثم يبحثون عن العيب في المدرسة، التي يتهمونها بأنها لم تتمكن من القيام بتعليم أطفالهم هذه المهارة.

من صور التعليم الشيقة ما أتيح لكاتب المقال أن يشاهده في جناح المملكة العربية السعودية في معرض لايبزج، فقد لاحظ قدوم طلاب في الصف الأول المتوسط، يحمل كل واحد منهم دفتراً وقلماً، يأتون لأن المعلم اقترح عليهم كتابة موضوع عن الحرمين الشريفين، وقاموا بالتحضير في الصف لهذا الموضوع قبل بداية المعرض، ثم جاءوا إلى جناح المملكة، ليطرحوا الأسئلة التي لم يحصلوا على إجاباتها من المراجع المتوافرة لديهم، وكانت سعادتهم لا توصف، بحصولهم على إجابات وافية، علاوة على صور للكعبة الشريفة، وللمسجد النبوي الشريف، وترجمة للفاتحة إلى اللغة الألمانية، وكتب لتعليم اللغة العربية، خاصة وأنهم اختاروا أن يدرسوا العربية كأجنبية أولى، وفضلوها على الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية. كما خصصت إدارة المعرض مكاناً ضخماً للمكتبات العاملة في مجال نشر الكتب المدرسية، لأن وزارات التربية والتعليم في الولايات الألمانية الست عشرة، لا تقوم بطباعة هذه الكتب وتوزيعها على الطلاب، بل يكتفي خبراء التعليم في هذه الوزارات بإصدار نشرة بالمعلومات اللازم توافرها في المنهاج، وتقوم دور النشر الخاصة بإعداد الكتب في مختلف المواد الدراسية، ولجميع المراحل، ويكون للمدرسة حرية اختيار الكتاب المدرسي، من بين مئات الكتب التي حصلت على اعتماد وزارات التعليم. وقد وجهت إدارة معرض لايبزج الدعوة إلى المعلمين والمعلمات من جميع أنحاء ألمانيا، للاطلاع على هذه الكتب، وأتاحت لهم الفرصة لمناقشة السلبيات والإيجابيات في هذه الكتب مع دور النشر والمؤلفين، انطلاقاً من واقع تجربتهم العملية في التدريس، وأقامت إدارة المعرض أيضاً دورات وندوات حول قضايا التعليم مع كافة الأطراف المعنية بها، من معلمين ومعلمات، إلى مسؤولي وزارات التربية والتعليم، إلى أساتذة علوم التربية في الجامعات المختلفة، إلى العاملين في دور النشر المتخصصة في الكتب المدرسية، مع السماح بحضور الطلاب في هذه الندوات، ليس بصفتهم مستمعون فحسب، بل كمشاركين فعّالين، ومناقشين نشطين، حسب إدارة المعرض.

وفي معرض هذا العام شارك أيضاً معهد جورج إيكرت المرموق، والمسؤول عن تقييم الكتب المدرسية على المستوى العالمي، وهو المعهد الذي أعد في العام الماضي، تقريراً عن صورة الإسلام والمسلمين في الكتب التعليمية في العديد من الدول الأوروبية، حظي باهتمام دولي. وقد كلفت إدارة معرض لايبزج هذا المعهد، الواقع في مدينة براونشفايج، باختيار أفضل كتاب مدرسي في كل مادة، لتشجيع دور النشر على الاهتمام بعناصر الجودة.

جوائز وأنشطة على هامش المعرض
في كل عام تقوم لجنة تحكيم باختيار الفائزين بجائزة الكتاب لمعرض لايبزج في مجال الأدب، والترجمة، والكتاب المتخصص، وقيمة كل جائزة منها 15000 يورو، علاوة على جائزة كتاب لايبزج للتفاهم الأوروبي، ومقدارها أيضاً 15000 يورو، وتحصل عليها الشخصيات التي ألفت كتباً، أسهمت في التقارب بين دول أوروبا، خاصة في منطقة وسط أووربا وشرقها. وهناك جوائز أخرى أقل شهرة، مثل جائزة أفضل مكتبة كتب أطفال وشباب، والتي يكرم بها اتحاد دور نشر كتب الشباب، أكثر المكتبات قدرة على الابتكار والإبداع في عرض كتب الأطفال والشباب، وهناك جائزة لايبزج لأفضل الروايات البوليسية، وجائزة كورت وولف للإنجازات المتميزة لدور النشر المستقلة، وجائزة أجمل الكتب في العالم، والتي تقدمها مؤسسة فن طباعة الكتب، وجائزة أفضل مسرحية إذاعية للأطفال، علاوة على ذلك منح معهد جوته بالقاهرة للمرة الثانية هذا العام، جائزة الترجمة الألمانية العربية، وذلك في فئة المترجمين المتمرسين، وأخرى في فئة المترجمين الشبان، ويقوم رئيس معهد جوته في ألمانيا، بتقديم الجائزة.

من جانبه استهل اتحاد الكتّاب الألمان بالتزامن مع افتتاح معرض لايبزج، مبادرة (كلمات ضد اليمين المتطرف)، حيث قرأ كل مؤلف لمدة ثلاث ساعات من أعماله نصوصاً ضد العنصرية وكراهية الأجانب والنازية الجديدة، واستمر هذا المشروع لمدة ثلاثة أيام، على أن يستمر طوال العام، وبرر الاتحاد هذه المبادرة، بما توصلت إليه استطلاعات الرأي، بأن حوالي 20 في المائة من أفراد الشعب الألماني يتبنون توجهات يمينية متشددة. ويبدو أن علاقة معرض لايبزج بشرق أوروبا بقيت وثيقة رغم انهيار حلف وارسو، وانفتاح دول الحلف البائد على دول أوروبا الغربية، وجرى التركيز هذا العام على أدب بولندا وأوكرانيا وروسيا البيضاء، وذلك في إطار برنامج (ترانزيت)، واستضاف معرض لايبزج العديد من أدباء هذه الدول الثلاث، لإتاحة الفرصة للجمهور الألماني، بعد أكثر من عقدين من الزمان على انهيار جمهورية ألمانيا الديمقراطية، لإعادة التقارب معها ومع أدبائها. كما بدأ نشاط آخر هذا العام أيضاً، وهو تنظيم جولات لزوار المعرض الجدد بمرافقة مرشدين، يساعدونهم في التعرف على صالات المعرض، وأجنحته المختلفة، والتي تعرض كتب الأطفال والشباب والقصص المصورة والكتب المدرسية والوسائل التعليمية، في صالة رقم (2)، والأعمال الأدبية والكتب المتخصصة والكتب الدينية وكتب الرحلات، والمجلات والصحف، في صالة رقم (3)، أما محطات الإذاعة والتلفزيون ودور النشر العالمية القادمة من أكثر من 40 دولة، فهي موجودة في الصالة رقم (4)، وهناك أيضاً جناح المملكة العربية السعودية، وهي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة في معرض لايبزج، الذي تشارك فيه منذ عام 2007م، بمبادرة من الملحق الثقافي السعودي آنذاك، الدكتور أحمد بن عباس عشي، وأخيراً تقدِّم الصالة (5) الكتاب الفني، وكافة قطاعات الخدمات المعنية بصناعة الكتاب.

الهدف المشترك
رغم وجود معرض تعليم ألماني، هو الأضخم على مستوى أوروبا، وهو معرض (ديداكتا)، فإن الطريف أن إدارته، تشارك في معرض لايبزج، وتتعاون مع إدارته، حتى يستفيد معرض الكتاب في لايبزج من خبرة معرض التعليم، ويقول القائمون على (ديداكتا) إن قضية التعليم مسألة مصيرية للدولة بأسرها، ولذلك فإن أي جهود في هذا المجال، هي محل تقديرهم، ويشجعون على التوسع في هذا النشاط. وإذا قبلنا هذه النظرة باعتبار أن ما يقدِّمه معرض لايبزج، لا يمكن اعتباره بديلاً عن معرض (ديداكتا)، وليس بينهما منافسة حقيقية، فإن الأمر نفسه، أي التعاون بين جهتين تعملان في نشاط متقارب، يتكرر في التنسيق الكبير بين إدارة معرض فرانكفورت ومعرض لايبزج، حيث يجد الزائر لمعرض لايبزج مثلاً، جناحاً لمعرض فرانكفورت، يتضمن أيضاً التعريف بدولة الشرف في المعرض الذي يأتي بعد ثمانية أشهر من معرض لايبزج، وتقدم هذه الدولة عرضاً لخطط مشاركتها في فرانكفورت، دون أن يجد معرض لايبزج أي حساسية في هذه الدعاية لمعرض فرانكفورت، لأن القائمين على المعرضين يرون الهدف المشترك، المتمثل في التعريف بالكتاب، وتشجيع القراءة، ولا يجعلون المنافسة بينهم، تصرف اهتمامهم عن هذا الهدف.

إن زيارة معرض لايبزج، وقضاء أيامه الأربعة في هذه المدينة، التي جمعت عملاقي الأدب الألماني يوهان فولفجانج فون جوته، وفريدريش شيلر، لن تنمحي من الذاكرة بسهولة، وستترك أثراً عميقاً في قلب الزائر، سيشده للعودة مرة وراء مرة، إلى هذه المدينة العريقة، التي ارتبطت بالكتاب منذ مئات السنين، وتمكنت بالرغم من ذلك من أن تجعله محبباً للشباب والأطفال، حتى أنهم يتخلون عن النوم نهائياً في (ليلة القراءة)، التي تستمر حتى مطلع الشمس، والكتب في أيديهم. ليت معارض الكتب عندنا، تقدر على مثل ذلك.

أضف تعليق

التعليقات