طاقة واقتصاد

التعدين والمناجم في المملكة العربية السعودية

  • shutterstock_60293971
  • shutterstock_73595830
  • 3244_069
  • 3244_084
  • 3245_069
  • Rocks and minerals - Al Wajh
  • German  exploration team in Taima
  • shutterstock_50408044

الثروات المعدنية هبة الله للإنسان، خلقها وسخرها له، وألهم الإنسان القيام باستخراجها من الأرض وتعدينها وتحويلها إلى ثروات اقتصادية، يتم استخدامها لإشباع حاجات الإنسان وتحقيق رفاهيته وتقدمه في سلم الرقي والحضارة. وتختلف الثروات المعدنية عن غيرها من الثروات الطبيعية في أن توزيعها يقتصر على مناطق محدودة من الأرض. وتحتاج الصناعات إلى الثروات المعدنية التي يستخلص منها المواد الأولية، مثل الحديد والنحاس والألمنيوم والكروم والرصاص والقصدير والذهب والفضة وغيرها.
وفي هذا المقال يستعرض الدكتور أحمد عبدالقادر المهندس بإيجاز تاريخ التعدين والمناجم في المملكة العربية السعودية، وأهم الرواسب المعدنية الاقتصادية فيها، مع خرائط توضح توزيع هذه الرواسب، والإشارة إلى أنواع التعدين، والعوامل المؤثرة في عمليات التعدين، وإبراز أهم ملامح التعدين والمناجم في المملكة، والتقويم البيئي للتعدين، مع تقديم رؤية مستقبلية لصناعة التعدين في المملكة.

يعود تاريخ التعدين والتنقيب عن المعادن في شبه الجزيرة العربية إلى أكثر من 900 عام قبل الميلاد، وذلك من خلال وجود مناجم الذهب التي تم استغلالها، كما أن النشاط النجمي استمر خلال فترة القرنين الثامن والتاسع الميلاديين في عهد الخلافتين الأموية والعباسية لاستغلال مناجم الذهب والفضة.

وقد بدأت أعمال التعدين والمناجم في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، حيث تم استغلال منجمي مهد الذهب وظلم مابين عام «1939-1954» و«1952-1954م» على التوالي.

وبدأ نشاط التعدين في الستينيات الميلادية من القرن الماضي بغرض تنويع اقتصاد المملكة، كما قامت المملكة قبل أكثر من 40 عاماً بإصدار نظام سعودي خاص بالتعدين، وأنفقت حوالي «8.8» بليون ريال سعودي حتى عام 2002م على المسح والتنقيب والذي شمل رسم الخرائط الجيولوجية والجيوكيميائية والجيوفيزيائية والتنقيب عن المعادن، وأعمال الحفر في كافة مناطق المملكة.

ومن أجل تطوير قطاع التعدين والمناجم أنشأت المملكة شركة التعدين العربية السعودية «معادن» بالمرسوم الملكي رقم 17/م وتاريخ 14/11/1417هـ (23/3/1997م) كشركة مساهمة سعودية لها شخصية معنوية وذمة مالية مستقلة برأس مال وقدره أربعة آلاف مليون ريال سعودي.

ويتركز اهتمام شركة معادن على تشغيل خمسة مناجم للذهب تشمل: مهد الذهب، والأمار، والصخيبرات، وبلغة، والحجار. وتقوم الشركة بتوسيع نشاطها ليشمل تطوير الفوسفات، ومشروع الألمنيوم، ومشاريع أخرى تشمل معادن الأساس والمعادن النفيسة، وتتعاون الشركة مع الحكومة والمشرعين المحليين لوضع إطار تنظيمي لإدارة وتنظيم صناعة التعدين والمناجم في المملكة العربية السعودية.

ولعل أهم التطورات التي حدثت في قطاع التعدين والمناجم صدور نظام الاستثمار التعديني بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/47 وتاريخ 20/8/1425هـ (4/10/2004م)، وإنشاء هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بقرار مجلس الوزراء رقم 115 وتاريخ 16/7/1420هـ (25/10/1999م), وصدور قرار مجلس الوزراء رقم 109 وتاريخ 5/4/1425هـ (24/5/2004م)، القاضي بخصخصة شركة معادن. كما صدر نظام الاستثمار الأجنبي بالمرسوم الملكي الكريم رقم «م/1» وتاريخ 15/1/1421هـــ (20/4/2000م).

تقسيم الخامات المعدنية
هناك تقسيمات كثيرة للرواسب أو الخامات المعدنية، ولعل التقسيم الذي وضعه العالِمان جنسن وبيتمان «1981م» من أفضل تلك التقسيمات. ويتم في هذا التقسيم اتباع الخواص الكيميائية للخامات المعدنية وترافقها في البيئات الجيولوجية والقيمة الاقتصادية لها.

ويمكن تقسيم الخامات أو الرواسب المعدنية إلى فلزية ولا فلزية. وتشمل الرواسب المعدنية الفلزية مايلي:
• الفلزات النفيسة: مثل الذهب والفضة ومجموعة البلاتين.
• الفلزات غير الحديدية: وتشمل النحاس، الزنك، الرصاص، القصدير، الألمنيوم.
• الحديد والفلزات الحديدية: وتشمل الحديد، المنجنيز، النيكل، الكروم، التنجستن، المولبدنيوم، الفناديوم، الكوبالت.
• الفلزات ضئيلة المصدر واللافلزات المصاحبة: وتشمل التنتالم والنيوبيوم، التيتانيوم، العناصر الأرضية النادرة، اليورانيوم، الزركونيوم، البريليوم، المغنسيوم، الإنتيمون، البزموث، الكادميوم، الزئبق.

أما الرواسب المعدنية اللافلزية فتشمل مايلي:
• المواد الخزفية: مثل الصلصال والفلسبار.
• أحجار الزينة: الجرانيت والجابرو والرخام والحجر الجيري.
• المواد الميتالوجينية والمقاومة للصهر: مثل الفلورايت، الجرافيت، الجير والحجر الجيري، المغنزايت.
• معادن الصناعة الكيميائية: مثل الفوسفات، الملح الصخري، الكبريت، أملاح البوتاسيوم.
• المواد الصناعية: الميكا، التلك، الأسبستوس، البارايت، الكبريت.
• مواد البناء: الجبس والمواد الركامية.
• معادن الزينة: مثل الماس والياقوت والفيروز.

الرواسب المعدنية في المملكة
عرف الإنسان المعادن من زمن بعيد، واستعمل بعضها في صناعاته البدائية، وازدادت أهمية التعدين والمناجم، من حيث استخراج المعادن وتحويلها واستثمارها بعد قيام الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وبعد التقدم العلمي والتقني الذي شهده العالم في النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن.

ويقصد بالتعدين استخراج الموارد المعدنية المختلفة من صخور القشرة الأرضية، بغض النظر عن طبيعة المعدن الموجود هل هو فلزي أو لا فلزي. ومن الخصائص التي تميز حرفة التعدين والمناجم عن الحرف الأخرى كثرة نفقاتها وتعدد مفرداتها، إذ توجد معظم الموارد المعدنية تحت سطح الأرض بعيداً عن متناول يد الإنسان.

لذلك يمر الإنتاج المعدني بعدة مراحل تشمل مرحلة البحث والتنقيب، وهي مرحلة كثيرة التكاليف، ونتائجها غير مضمونة دائماً، ومرحلة الاستعداد للإنتاج، ومرحلة استخراج المعادن، ومرحلة إعداد المعادن وتجهيزها لنقلها إلى الأسواق ثم إلى التصنيع.

ويتم التعدين أو حفر المناجم بواسطة الحفر المكشوفة على سطح الأرض، أو بالحفر العميق داخل الأرض لاستغلال معادنها. وتتوقف طرق تنجيم أو تعدين الخامات المعدنية على الطبيعة الجيولوجية للمنطقة بطريقتين:
• طريقة التعدين المفتوح «المناجم السطحية».
• طريقة التعدين تحت السطحي «المناجم تحت السطحية».

وفي العادة يبدأ التعدين بعد انتهاء أعمال التنقيب الجيولوجي والجيوكيميائي والجيوفيزيائي على رواسب الخامات المعدنية، وذلك بغرض استخراجها واستثمارها وتصنيعها.

وهناك عدة عوامل مؤثرة في عمليات التعدين أهمها:
• قرب الخامات المعدنية من سطح الأرض أو بُعدها عنه.
• نسبة المعدن في الخام المعدني، فكلما زادت هذه النسبة زادت الأرباح المتوقعة.
• الموقع الجغرافي للمناجم، ويشمل ذلك سهولة أو صعوبة الوصول إليها، إضافة إلى اقتراب مناطق التعدين من طرق التجارة.
• وجود وسائل النقل المتطورة مثل القطارات لنقل الخامات المعدنية لتصنيعها أو استثمارها.
• التقدم التقني اللازم في عمليات التعدين، وتحويل الخامات المعدنية بطريقة جيدة ومناسبة.

وتتميز جيولوجية المملكة بوجود منطقتين من الناحية الجيولوجية: منطقة الدرع العربي وهي موازية للبحر الأحمر، وتغطي ثلث مساحة المملكة، وتُعد المنطقة الرئيسة التي توجد فيها معادن الذهب والفضة، ومعادن الأساس مثل النحاس والزنك، إضافة إلى بعض المعادن الصناعية.

أما المنطقة الثانية فتوجد في شرق الدرع العربي، حيث تظهر فيها الصخور الرسوبية ذات الأعمار الجيولوجية المختلفة، وتحتوي على بعض المعادن الصناعية، وخاصة معادن البوكسايت والفوسفات.

وتنتشر الرواسب المعدنية في المملكة في مواقع كثيرة من الدرع العربي، وغالبية خامات المعادن الفلزية توجد في الصخور التابعة لما قبل الكامبري «Precambrian» التي يتكون منها الدرع العربي في الجزء الغربي من المملكة. ومن الناحية المعدنية نجد أن هناك رواسب معدنية تتميز بصحبة معينة من الصخور، فرواسب الذهب والفضة توجد في عديد من الصخور النارية والمتحولة والرسوبية. وأهم الرواسب هي رواسب الحشو «Fissure–filling deposits» حيث توجد مع الكوارتز في العروق وفي لحام البريشيا وغيرها من الفراغات، كما يوجد الذهب على شكل رواسب المراقد النهرية أو الشاطئية الحديثة «Placer deposits».

وعندما نتتبع مواقع عروق الكوارتز الحاملة للذهب في المملكة، نجد أن تركيز معظمها يكون حول خط يتجه من الجنوب إلى الشمال في منتصف الدرع العربي, مابين نجران وظلم ثم حائل متطبقاً إلى حد ما – مع درز نبيطة «Nabith suture».

وتقطع عروق الكوارتز الحاملة للذهب والفضة مختلف أنواع الصخور المتطبقة والمتداخلة في الدرع العربي. وتُعد مناجم مهد الذهب والأمار والصخيبرات وبلغة والحجار من أهم المواقع الحاملة للذهب في المملكة.

وتوجد رواسب النيكل ومجموعة عناصر البلاتين في صخور البيريدوتايت أو السربنتنايت، ورواسب القصدير والمولبدينوم في صخور الجرانيت. أما رواسب معادن الأساس مثل النحاس والزنك فتكون مصاحبة للصخور البركانية أو الفتاتية بركانية الأصل.

وقد بلغت المواقع أو التواجدات المعدنية الفلزية واللافلزية المكتشفة في المملكة حوالي 5076 موقعاً، حيث بلغ عدد المواقع المعدنية الفلزية حوالي 2424 موقعاً وتشكل مانسبته %47 من مجمل المواقع المتمعدنة. ويمكن تقسيم النشاط التعديني في المملكة إلى قسمين رئيسين:
• النشاط المتعلق باستخراج المعادن الفلزية اللازمة للصناعات التحويلية «المناجم».
• النشاط المتعلق بالمحاجر المحتوية على المواد الخام اللازمة للبناء والتشييد، لتلبية احتياجات صناعة البناء والتشييد وبعض الصناعات الأخرى.

التعدين وأهم المناجم في المملكة
منذ أن تولت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية التنقيب عن المعادن في المملكة، «منذ العام 1998م وحتى الآن»، استمرت أعمال التنقيب عن المناجم التي تحتوي على الذهب ومعادن الأساس «النحاس والزنك»، والمعادن والصخور الصناعية، بغرض اكتشاف موارد جديدة، وتوفير أهداف ومعلومات جيدة للمستثمرين في مجال التعدين والمناجم في الدرع العربي، بالإضافة إلى البحث عن رواسب اقتصادية واعدة, سواء في الدرع العربي، أو في الغطاء الرسوبي للمملكة.

ويتم ذلك بالاستفادة من النظريات الجيولوجية الحديثة مثل نظرية بنائية الألواح التكتونية «Plate Tectonics»، والتي على أساسها أمكن فهم وتفسير البيئات المختلفة لوجود الرواسب المعدنية، وتتبع امتدادها وانتشارها ضمن كل أقليم، ورسم الخرائط اللازمة للأقاليم التي تحتوي على معادن في كل مناطق الدرع العربي.

وقد نتج عن أعمال المسح والتنقيب عن الخامات المعدنية الفلزية في صخور الدرع العربي التعرف إلى عدد كبير من المواقع، منها حوالي 980 موقعاً للذهب، و610 مواقع للفضة، و856 موقعاً للنحاس، و477 موقعاً للزنك، و282 موقعاً للرصاص، و76 موقعاً للنيكل، و117 موقعاً للكروم، و176 موقعاً للعناصر النادرة.

وفيما يلي بعض أهم المناجم والرواسب المعدنية في المملكة دون الدخول في الوصف الجيولوجي أو التعديني:
• منجم مهد الذهب: ويقع في المنطقة الغربية من المملكة ضمن منطقة المدينة المنورة. وتتم عمليات التعدين بواسطة «التعدين تحت السطحي أو النفقي»، ويزيد إجمالي أطوال الطرق في المنجم عن 60 كم. ويحتوي الموقع على مصنع معالجة لفصل المعادن الفلزية. ويستخرج المنجم ويعالج حوالي 185.000 طن من الخام سنوياً بدرجة تركيز 10 غرامات طن تقريباً من الذهب. وبلغ الإنتاج في عام 2007م حوالي 85.257 أونصة من الذهب وأكثر من 116.170 أونصة فضة و737 طن نحاس و800 طن زنك.

• منجم الصخيبرات: ويقع في منطقة القصيم على بُعد 250 كم تقريباً إلى الشمال من مهد الذهب. ويوجد الذهب الحر أو الطليق في صخور الديورايت، كما يوجد حول حواف بلورات معدن الأرزينوبيرايت والشقوق الداخلية له، وفي عروق الكوارتز وحواف العروق. ويضم المنجم المفتوح مصنعاً للغسيل بالكربون، وتتم فيه معالجة الخام المنقول من منجم بلغة الذي يبعُد 65كم عن الصخيبرات. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمنجم الصخيبرات 600 ألف طن في السنة. بلغ إنتاج الذهب حوالي 25.000 أونصة ذهب و3.259 أونصة فضة في 2007م.

• منجم بلغة: ويقع ضمن منطقة المدينة المنورة على مسافة 65كم إلى الجنوب من مصنع المعالجة في الصخيبرات، ويشمل منجماً للتعدين السطحي. وتتم معالجة الخام، منخفض التركيز في مصنع الغسيل والترشيح بالمنجم، بينما يرسل الخام، مرتفع التركيز للصخيبرات للمعالجة. وبلغ إنتاج الذهب في عام 2007م حوالي 43.299 أونصة و 4.972 أو نصة فضة.

• منجم الآمار: ويقع في منطقة الرياض إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض، وهو منجم تحت سطحي تتم معالجة خام الذهب بمعدل 200 ألف طن في السنة لإنتاج الذهب على شكل خليط من مركزات النحاس والزنك. وقد بدأ الإنتاج في بداية عام 2008 م.

• منجم الحجار: ويقع في جنوب المملكة بالقرب من محافظة العقيق، ويحتوي على مصنع للغسيل والترشيح. ويوجد الذهب على شكل طليق دقيق الحبيبات، ويقدر الاحتياطي بحوالي خمسة ملايين طن، تحتوي على 6 جم طن ذهب.

• الزنك في الحنيقية: ويوجد هذا الموقع على بُعد 170 كم غرب مدينة الرياض، ويحتوي على حوالي 5.1 مليون طن من الخام بنسبة %11 زنك و%0.88 نحاس. ويمكن تعدين حوالي «145» ألف طن سنوياً بطريقة المنجم تحت السطحي، وذلك لإنتاج نوعين من مركزات الخام كالتالي: «34.400» طن بدرجة تركيز %56 زنك، و«2400» طن بدرجة تركيز 25 – %30 نحاس. أو استخراج «290» ألف طن سنوياً بطريقة المنجم السطحي لإنتاج «54.800» طن مركزات زنك، بالإضافة إلى «4800» طن مركزات نحاس.

• جبل صائد: ويقع على مسافة 40 كم شمال مهد الذهب، وعلى بعد 400 كم شمال شرق مدينة جدة. ويحتوي الموقع على أكبر رواسب فلزات القاعدة المصاحبة للبركانيات في المملكة. ويحتوي الموقع على حوالي «20» مليون طن من الخام بنسبة %2.68 نحاس. ويمكن استخراج الخام بطريقة المنجم تحت السطحي بمعدل مليون طن سنوياً، وذلك لإنتاج «76» ألف طن سنوياً من مركزات النحاس بتركيز يصل إلى %30 من النحاس تقريباً.

المعادن الصناعية
ويوجد عدد كبير من المواقع التي تحتوي على المعادن الصناعية والتي يمكن استخراجها بطريقة التعدين السطحي وتشمل: الفوسفات في منطقة الجلاميد «120 كم» جنوب شرق مدينة طريف، والبوكسايت في منطقة الزبيرة «200 كم» جنوب غرب حائل، والماجنزايت في محافظة الغزالة «160 كم» جنوب غرب حائل، ورمال السيليكا في جبل برم وجبل الدغم «40 كم» شمال شرق الرياض، بالإضافة إلى غيرها من المعادن والرواسب الصناعية.

وتقع ترسبات صخور الفوسفات في حزم الجلاميد شمال شرق المملكة. وقد أوضحت الدراسات وجود كميات احتياطية من الفوسفات تقدر بحوالي «313» مليون طن، إضافة إلى وجود ترسبات من البوكسايت في منطقة الزبيرة يقدر احتياطها بحوالي 250 مليون طن. ويتم حالياً تطوير وتعدين البوكسايت لإنتاج الألومينا بطاقة إنتاجية تصل إلى «2.4» مليون طن سنوياً، والألمنيوم بطاقة إنتاجية قدرها «650» ألف طن سنوياً.

التقويم البيئي للتعدين في المملكة
تُعد عمليات التعدين والمناجم من أوجه النشاط الصناعية المؤثرة في الاقتصاد الوطني, كما أنها أيضاً من مصادر النفايات الخطرة التي يمكن أن تؤدي إلى التلوث البيئي بشكل كبير.

ومن أجل هذا فإن النظام العام للبيئة في المملكة «2001م»، ينص على أن على الجهات المختصة المرخصة التأكد من إجراء دراسات التقويم البيئي في مرحلة دراسات الجدوى لأي مشروع يمكن أن يحدث أي تأثيرات سلبية على البيئة. ويؤكد النظام العام للبيئة في المملكة على إجراء فحص دوري للتأثيرات البيئية التي قد تطرأ خلال أعمال شركات التنقيب والتعدين في المملكة.

وتنص المادة السابعة والعشرون من نظام الاستثمار التعديني «وكالة الوزارة للثروة المعدنية» على أن كل من لديه رخصة تعدين أو رخصة محجر مواد خام أو رخصة منجم صغير القيام بما يلي:
• تقديم دراسة بيئية توافق عليها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة خلال ثلاثين يوماً من استلام هذه الدراسة، وفقاً لما توضحه اللائحة، يلتزم بموجبها باتخاذ جميع الوسائل والاحتياطات اللازمة في جميع الأوقات للحفاظ على مصادر المياه والبيئة والحياة الفطرية وحمايتها من أي مخلفات خطرة أو أي ضرر بيئي آخر.
• يقوم بإعادة تأهيل المنطقة محل الرخصة، وأن يحافظ عليها ويتركها سليمة, وفي حالة جيدة.
• يحافظ على ماقد يوجد في منطقة الرخصة من مواقع أثرية سواء كانت بناء أم نقشاً أم كتابة أم رسماً أم غير ذلك، وأن يبلغ الوزارة بذلك.

رؤية مستقبلية
من أجل تعزيز صناعة التعدين والمناجم، من الضروري رفع معدل الاستثمار فيها، وتنويع القاعدة الإنتاجية لقطاع التعدين. كما ينبغي التركيز على تعزيز القيمة المضافة للمنتجات التعدينية، من خلال تصنيعها محلياً وتحويلها إلى سلع وسيطة أو نهائية، بالاستفادة من توفر مصادر كبيرة للطاقة بأسعار منافسة، بالإضافة إلى تحقيق تكامل هذه الأنشطة ضمن منظومة التصنيع الوطنية. ومن الضروري زيادة مشاركة القطاع الخاص في النشاطات التعدينية، وتشجيع الصناعات التحويلية التي تعتمد على المنتجات التعدينية المحلية.

ومن أجل تحقيق عوائد مناسبة وزيادة دخل المملكة من التعدين، فقد أقر مجلس الوزراء بتاريخ 28/3/ 1433هـ إنشاء مدينة صناعية في منطقة الحدود الشمالية باسم «مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية», وتخصيص أرض مجاورة لتلك المدينة مساحتها 150 كم2 لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها الأخرى المرتبطة بها، وكذلك ربط مدينة «وعد الشمال» للصناعات التعدينية بسكة حديد الشمال – الجنوب وتزويدها بالمقطورات المناسبة لنقل حمص الفوسفوريك والكبريت الخام، ومنتجات المشروعات الأخرى من مدينة «وعد الشمال» للصناعات التعدينية وإليها.

أضف تعليق

التعليقات

رانيا عبد الرحمن أحمد

الدراسة العلمية رائعة وجزاك الله خيراً

walaa

مرحبا
أ,د الاستفسار عن هذه الدراسة ..هل هي دراسة أو بحث علمي ؟ وهل نشرت في مجلة القافلة ؟ ان كان كذلك ارجو تزويدي بالعدد وتاريخه بأسرع وقت وشكرا

محمد من ليبيا

لكم الشكر والتقدير
الرجاء منكم بعث الينا التي تنشر بالمجلة وسيتم بعث لكم مواضيع يطلب نشرها بعد دراستها
المهندس محمد