مع حلول فصل الصيف، تصبح السباحة أكثر الرياضات شعبية في العالم، ويصبح قضاء يوم على شاطىء البحر، أو حول بركة السباحة، نشاطاً ترفيهياً يستقطب الآلاف. ولكي لا تتحول الرياضة إلى مصيبة، ولكي لا ينتهي اليوم الترفيهي بالحزن، فإن للسباحة الآمنة وارتياد الشواطىء قواعد وشروطاً يذكرنا محمد أبو المكارم فيما يلي بأبرزها.
تتراوح المخاطر الناجمة عن السباحة وارتياد الشواطىء صيفاً مابين الإصابة بحروق جلدية نتيجة التعرض لأشعة الشمس والغرق، ناهيك عن مجموعة كبيرة من الحوادث المفاجئة متفاوتة الخطورة على السابحين والمستجمين على الشواطيء، والتي قد تتسبب فيها ظروف وعوامل طارئة لم تكن في حسبان الذين يتعرضون لها، فتقلب الفرح واللهو حزناً وهماً.
القاعدة العامة والأساس هي طبعاً في تعلم السباحة. ويمكن الاعتماد في هذا المجال إما على مدربين محترفين، أو على أصدقاء يتقنون السباحة. صحيح أنه ليس من شروط النزول إلى الماء أن يكون المرء بطلاً ماهراً في هذا المجال، ولكن لابد من أن يكون قد تعلم من فن السباحة مايكفيه لأن يطفو بارتياح وثقة كاملة بالنفس، ولأن يتحرك في الاتجاه الذي يريده.
ولكن هذه القاعدة الأساس لاتكفي وحدها لدرء مجموعة من المخاطر فد تؤدي بأمر السابحين إلى الغرق، أو تعرضهم إلى حوادث لاتحمد عقباها. لذلك لابد من التقيد بجملة شروط تطال اختيار أماكن السباحة، وممارستها، وصولاً إلى الشاطيء الذي يلهو عليه المستجمون.
إختيار المكان الملائم للسباحة
إذهب دائما إلى الشواطيء التي يشرف عليها مراقبوا إنقاذ، ولاتسبح إلا في المناطق الخاضعة لإشرافهم، والتزم بتعليماتهم.
لا تنزل إلى الماء أبداً إذا رأيت الراية الحمراء مرفوعة في مكان ما؛ لأنها تدل على وجود خطر.
لاتسبح بمفردك مطلقاً، أو بعيداً عن أعين الناس.
انتبه لأحوال الطقس وتقلباته، فإذا رأيت غيوماً في الأفق، أو إذا بدأت حركة الريح تشتد، فلا تنزل إلى الماء.
لاتسبح بعد حلول الظلام؛ لأن تقديم المساعدة إليك إذا احتجتها لن يكون سهلاً.
إذا لم تكن على دراية تامة بالشاطيء، فاستفد من خبرة الذين سبقوك إليه لمعرفة طبيعته، وإلا تجنب الذهاب إليه.
عدم السباحة قرب أرصفة رسو الزوارق أو انطلاق الدراجات المائية الجيت سكي ، تلافياً للارتطام بها، الأمر الذي، وللأسف الشديد يتكرر عدة مرات موسمياً.
خلال السباحة
التزم بالمساحات المحددة للسباحة، ولاتتجاوز الرايات الحمراء بتاتاً.
لاتعتمد على الأدوات المنفوخة بالهواء؛ لأنها وإن ساعدتك على أن تطفو بسهولة، فإن الهواء والتيارات البحرية قد تجرفك وإياها بعيداً عن الشاطيء.
إياك والهلع إذا أحسست بأن تياراً مفاجئاً بدأ يجرفك بعيداً عن الشاطيء. ولا تحاول السباحة عكسه؛ لأنها لن تجدي نفعاً، بل اسبح بزاوية مائلة قليلاً عن اتجاهه بحيث تستطيع الخروج منه في اتجاه لا يختلف إلا قليلاً عن الاتجاه الذي يذهب فيه.
إذا واجهت أية مشكلة خلال السباحة، فحافظ على هدوئك، وحرك قدميك بهدوء، وارفع إحدى يديك في الهواء لطلب النجدة.
إذا رأيت شخصاً في خطر فعليك إبلاغ مراقب الإنقاذ، أو أقرب شخص قادر على المساعدة، أو الاتصال بخدمات الطوارئ 110 داخل أرامكو السعودية و 977 خارجها . وإذا أمكن، حاول إيصال أي جسم يطفو على الماء إليه. لاتغامر بتقديم أية مساعدة بنفسك إذا لم تكن واثقاً من قدرتك على ذلك.
تلافى المزاح الخشن مع رفاقك في الماء؛ لأنه قد يؤدي إلى أمور غير متوقعة.
لاتتردد في طلب المساعدة الطبية في حال تعرضك لأي جرح أو لسعة من كائن بحري أو حشرة على الشاطيء.
عدم السباحة لمدة ساعة بعد تناول الطعام، تلافياً للإصابة بسوء الهضم.
على الشاطيء
تعتبر أشعة الشمس الحارقة صيفاً المصدر الأول للمتاعب الصحية على الشواطيء؛ لأن انعكاسها على ضفة الماء وعلى الرمال البيضاء يزيد من قوة أشعتها وتأثيرها على الجسم.
احرص على حماية جلدك من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية المسببة لسرطان الجلد والحروق الجلدية وشيخوخة البشرة، خاصة عندما تكون هذه الأشعة في ذروتها مابين العاشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر. ولهذه الغاية، استخدم زيتاً واقياً من الشمس لايقل عامل الوقاية فيه عن 15 درجة SPF-15 .
إشرب كميات كافية من الماء والسوائل بانتظام، حتى ولو لم تكن تشعر بالعطش. فجسمك يحتاج إلى الماء للاحتفاظ بالبرودة. وتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين؛ لأنها تجعل تأثيرات الحرارة على الجسم أسوأ.
استخدم النظارات الشمسية لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية. واختر النظارات التي تمتص 90 في المئة على الأقل من هذه الأشعة، حسبما يكون مدوناً في تعليمات الشركة المنتجة.
انتبه من السير حافي القدمين على الرمال، فقد تتعرض قدماك للحروق بسبب الرمل الساخن، أو للجروح بسبب شظايا الزجاج المكسور أو الأجسام الصلبة والمدفونة في الرمال.
ضع قبعة ذات حافة على رأسك، تلافياً للإصابة بضربة شمس.
الأطفال والشاطيء
الأطفال أكثر عرضة للغرق من غيرهم، وهو من أبرز مسببات وفيات الأطفال دون سن الخامسة. خصوصاً وأنهم يحبون اللعب والمرح في الماء دون أي شعور بالخطر. ولذا لابد من التدابير الآتية:
راقب أطفالك باستمرار، إذ إن المغريات التي قد تجتذبهم إلى مصادر الخطر كثيرة على الشواطيء ، مثل الزوارق والدراجات المائية.
لا تترك الأطفال ينزلون بمفردهم إلى الماء مهما كانت مهارتهم في السباحة كبيرة.
لا تعتمد على عمال الإنقاذ في رعاية أطفالك والعناية بهم. فقد يتركهم هؤلاء فجأة إذا ما تم استدعاؤهم لمواجهة أي ظرف طارئ.
لا تعتمد على البدائل، فاستخدام وسائل الطفو والألعاب المنفوخة بالهواء لا يؤدي المهمة التي يقوم بها شخص بالغ ومسؤول. كما أن هذه الأدوات يمكن أن يتغير وضعها فجأة، أو تخسر الهواء، أو تنزلق من تحت الطفل، ليصبح عرضة للخطر.
إحرص على تسجيل أطفالك في مراكز تعليم السباحة فهي تشجع على الممارسات المأمونة.
بلغ حارس الإنقاذ فوراً عن أي طفل مفقود، ولاتنتظر طويلاً وأنت تفتش عليه بنفسك.
ختاماً، وإن كان ماتقدم يشمل أبرز مايتوجب لفت النظر إليه، فيجب أن نشير إلى أن المؤثرات في سلامة السباحة وارتياد الشواطيء وأيضاً برك السباحة، والنزهات البحرية في القوارب هي أكثر من أن تحصى أو أن تحصر بكلمات معدودة. ولكن لكل نشاط في هذا المجال مجموعة خاصة من الإرشادات تكون في كتيبات خاصة، أو معروضة على لوحات كبيرة في مواقعها. ويخطيء خطأً جسيماً من يتلافى قراءتها باهتمام، أو يعتقد أنها وضعت رفعاً للمسؤولية، لأنها هناك كي يكون اليوم الترفيهي فعلاً كذلك، وكي لاينقلب إلى عكسه تماماً.