الكمبيوتر خبير في الفن
يمكن للتكنولوجيا أن تقدِّم الكثير للفن.. ليس الفن المعاصر فقط، ولكن لفن الماضي أيضاً. حيث يعمل الباحثون بجامعة بنسلفينيا الأمريكية على تصميم نظام إلكتروني يحفظ بصمة مميزة لكل فنان، يمكننا أن نطلق عليها اسم «بصمة ضربات الفرشاة»، بحيث يستطيع أن يحكم على صحة نسبة لوحة معينة ليد فنان معروف، وما إذا كانت حقيقية أم أنها زائفة أو نسخة مقلدة.
وقد اختار الفريق 23 لوحة معروفة تأكدت نسبتها للفنان الهولندي فان جوخ، وتمثل مراحل متعددة من حياته، تم استخدامها عبر نظام تحليل الصور لتحليل وتسجيل الخصائص المميزة لضربات فرشاة صاحبها. ثم قام الفريق بعد ذلك ببناء نموذج حسابي يمثل البصمة «الفان – جوخية»، والتي يمكن أن يتم اختبار اللوحات على أساسها. وقد أثبت هذا النموذج نجاحاً مشجعاً، فحين عرضت عليه مجموعة من لوحات فان جوخ غير تلك التي استخدمت في إعداده، تعرَّف إليها إيجابياً وأكد نسبتها لصاحبها، وفي نفس الوقت أصدر حكماً سلبياً على لوحة «البحر في سانت ماري» والتي تُعد واحدة من أشهر اللوحات المزيفة التي نسبت لفان جوخ، قبل أن يكتشف الخبراء حقيقتها.
وإذا كانت العين البشرية الخبيرة هي الحَكَم الذي لا يمكن الاستغناء عنه في هذا المجال، إلا أنها ربما تحتاج أحياناً، وقبل أن تصدر حكمها، للاستعانة برأي آخر حيادي وموضوعي. وأي رأي يمكن أن يكون أكثر حياداً وموضوعية من رأي جهاز الكمبيوتر؟
العصب الزندي في خطر
هل لاحظت مؤخراً شعوراً بالألم أو الخدر في إصبعي الخصر والبنصر أثناء الحديث في هاتفك الجوال؟
إذن ربما تكون قد ألحقت بعض الضرر بالعصب الزندي الذي يمر خلال الذراع، ويغذي هذين الإصبعين ويمدهما بالإحساس. فعلى الرغم من المرونة التي تتمتع بها الأعصاب والتي تسمح لها بأن تنثني وتتمدد لتلائم مجالات الحركة الواسعة لأجسامنا، إلا أن تعرض أحدها للضغط المستمر لمدة طويلة، يمكن أن يتسبب في إيذائه وإصابته بالالتهاب. والألم الذي نحس به في الإصبعين اللذين يغذيهما العصب الزندي هو طريقته في إخبارنا بأنه يتعرض للأذى.
وينصح الأطباء عند الشعور بهذه الأعراض، أن ينقل المتحدث هاتفه إلى اليد الأخرى، ويبقى ذراعه المتضرر مستقيماً إلى جانبه لبعض الوقت. كما أن استخدام السماعات في الحديث، يمثل حلاً فعالاً لهذه المشكلة. وبخلاف الحديث الطويل في الهاتف الجوال، ينبه الأطباء إلى ضرورة تجنب الأوضاع التي يبقى فيها مفصل الكوع لمدة طويلة منثنياً لأقل من 90 درجة، وأكثرها شيوعاً استخدام لوحة المفاتيح للكتابة على الكمبيوتر حين يكون مستواها أعلى من المستوى الطبيعي للمرفق، أو الجلوس في وضع «المفكر» الذي يستند برأسه على أحد كفيه. وحتى في أثناء النوم، إذ يجب أن يحذر الناس النوم متوسدين أذرعتهم المنثنية.
من حسنات التراجع إلى الخلف!
حين تواجهنا مشكلة ما، ينصحنا العلماء بأن نتوقف، ونعود خطوات للوراء، ثم نعاود التفكير في الأمر.. بالمعنى الحرفي للجملة!
فقد قام فريق من الباحثين بجامعة رادبود الهولندية بإجراء تجربة تختبر وجهاً جديداً من أوجه الارتباط والتأثير بين الحالتين الجسدية والعقلية للإنسان. فقاموا بتقسيم مجموعة من المتطوعين إلى قسمين: الأول يقوم أفراده بالمشي لمسافة معينة قدرها بضعة خطوات إلى الأمام، أما الثاني فيقوم أفراده بمشي نفس عدد الخطوات ولكن إلى الخلف. قامت المجموعتان بعد ذلك بأداء اختبار يعرف باسم «اختبار ستروب» وفيه تعرض مجموعة من الكلمات تحمل أسماء بعض الألوان، لكنها مكتوبة بلون حبر مختلف. فمثلاً تكون كلمة «أحمر» مكتوبة باللون الأزرق وهكذا. وعلى من يؤدي الاختبار أن يقوم في وقت قصير للغاية بتسمية لون الكلمة بدلاً من قراءتها. ولما كان الأمر يتطلب قدراً كبيراً من التحكم ومن التركيز والانتباه، فإن النتائج السريعة والدقيقة في هذا الاختبار تُعد دليلاً على الأداء العقلي المرتفع.
كانت نتيجة التجربة مثيرة للاهتمام. فقد سجل المتطوعون الذين قاموا بالمشي إلى الخلف نتائج مرتفعة عن هؤلاء الذين مشوا للأمام. ويفسر الباحثون هذا الأمر بالعلاقة التي حُفِرَت في خلايانا العصبية بين التراجع للخلف، وتحفيز العمليات العقلية. فقد ارتبط الخطو للخلف في عقلنا بمواجهة الخطر أو الأشياء المجهولة أو الغريبة وهو الأمر الذي يرفع مستويات التركيز والانتباه لأقصى درجاتها، ويثير حالة عامة من حدة الأداء العقلي وحساسيته، بما أننا نعتمد عليه في الأساس لنخرج من هذا الموقف غير المريح. على عكس المشي للأمام الذي لا نقدم عليه إلا في حالات الأمن، والثقة في تحكمنا بالأمور وفي أنها تجري كما هو متوقع، الأمر الذي تترجمه أنظمتنا إلى درجة أعلى من الاسترخاء العقلي.
الشمس والمناعة
تبيَّن لعالِم الحيوان وجامع الزواحف والبرمائيات في حديقة حيوان برونكس، في مدينة نيويورك الأمريكية لورين أوغستين، أن الزواحف والبرمائيات حين تصاب بمرض ما، تزيد مكوثها تحت أشعة الشمس، من أجل تعزيز مناعتها ومقاومة المرض.
أما تفسير أوغستين، فهو يستند إلى تصنيف بيولوجي، يضع البشر والحيوان عموماً، في صنفين، من حيث اكتساب أجسامهم حرارتها وحفظها هذه الحرارة مستقرة على درجات معينة. ذلك أن العلماء اليوم ما عادوا يصنّفون الحيوانات: ذات دم بارد وذات دم حار، بل اعتمدوا تصنيفاً أدق من الناحية العلمية، هو: حيوانات داخلية الحرارة (endothermic) وحيوانات خارجية الحرارة (ectothermic). ويوضح هذا التصنيف الجديد مصدر الحرارة المباشر.
فالثدييات، ومنها البشر، وكذلك الطير، داخلية الحرارة، إذ يتَّصف تركيبها الجسدي بنظام بيولوجي معقد، يضبط الحرارة عند مستوى ثابت نسبياً، فتستقر حرارة الإنسان السليم عند 37 درجة مئوية تقريباً (98.6 درجات فارنهايت). أما الزواحف والبرمائيات والأسماك على أنواعها، فتستمد حرارة أجسامها من خارج. وهي تتشمس لتزيد حرارتها، وتستظل لتخففها. وفيما يزيد الجسم البشري وأجسام الثدييات عموماً حرارته تلقائياً عند المرض، من أجل تعزيز المناعة ومقاومة الجراثيم، يتعذر هذا على الزواحف والبرمائيات، ولذا تجدها تسعى في رفع حرارة أجسامها، بطلب مزيد من أشعة الشمس.