تحديد ماهية الكواكب!
عندما نطالع التطورات التى طرأت على علوم الفلك والفضاء والرحلات الفضائية، نعتقد أن تحديد ماهية الكواكب أصبحت وراء ظهرنا منذ زمن بعيد، يعود إلى تلك الحصة في الجغرافيا التي تلقيناها في المدرسة الإعدادية. ولكن الحقيقة المدهشة تبدو غير ذلك. إذ يعود العلماء اليوم ألف ميل إلى الوراء، وهم يسعون إلى وضع تحديد علمي لماهية «الكوكب» من بين تريليونات الأجرام السماوية المختلفة.
فالتحديد الذي تعلمناه في المدارس القائل إن الكوكب هو جسم ضخم ومستدير يدور حول الشمس، لم يعد كافياً ولا دقيقاً كما يفترض بالعلم أن يكون.
إن كلمة «كوكب» هي على مستوى كبير من الأهمية، ولهذا يجب أن نستخدمها في مكانها الصحيح». يقول مايك براون أستاذ علم الفلك في «جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا».
ففي المجموعة الشمسية وحدها، هناك ثمانية أجرام كروية تفي بالمواصفات المعتمدة حتى الآن من قبل «الاتحاد الفلكي العالمي» لكي تسمى كواكب، (غير الشمس). ولكن المشكلة هي في وجود أجسام كروية أخرى تتأرجح بين كونها كواكب أو نيازك. وإضافة إلى الاستدارة، يجب أن يكون دوران هذه الأجرام حول نفسها يولِّد جاذبية ذات مستوى معين، وإلا فلن تكون كواكب، ثم هناك مسألة الحجم وغير ذلك الكثير.. وعندما نضيف إلى جملة هده المقاييس، الأعداد الهائلة من الأجرام السماوية المختلفة المقاييس خارج مجموعتنا الشمسية والتي تتأرجح قليلاً عند حدود مقايسس الكواكب. نفهم لماذا يسعى العلماء إلى وضع تحديد جديد للكوكب. وأكثر من ذلك، لماذا سيتطلب الأمر وقتاً حتى العام 2015م كي يتوصلو إلى وضع هذا التحديد، حسبما يقول مارك سايكس من «معهد علم الكواكب» في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة.
التغلب على النزف الدموي
في كل عام يموت نحو نصف مليون شخص نتيجة نزف دموي نجم عن حادث سير، أو إطلاق نار، أو الطعن بآلة حادة، أو أي شكل آخر من أشكال الجروح الكبيرة. ولكن جهود العلماء بدأت تعد بإمكانية تخفيض هذا العدد بشكل ملحوظ عن طريق عقاقير تؤهل الجسم إلى التعامل بشكل أفضل مع خسارته للدم والصدمة الناجمة عنها.
الجهد الأول هو الذي يبذله الدكتور إيان روبرتس في جامعة لندن، على دراسة دور عقار معروف باسم حمض «الترانيكساميك» في إبطاء النزف، من خلال منع الإنزيم المسمى «بلاسمين» من تدمير «الفيبرين» الذي يحافظ على لزوجة الدم. والنتاتج الأولية لاختبار هذا العقار كشفت أنه كان فعالاً إلى درجة الإنقاذ بنسبة %15، أي ما يعني احتمال إنقاذ نحو 75 ألف جريح نازف سنوياً.
أما العلاج الثاني الذي لا يزال قيد التجارب أيضاً، فيقوم بدراسته فريق من الأطباء في «المستشفى العام» بولاية ماساتشوستس الأمريكية. ويقضي باستخدام حمض يسمى «فولباريك» يساعد الخلايا على العيش فترة أطول بأكسجين أقل. وفي «جامعة الطب في النمسا»، اكتشف الباحث فولكر وينزل، أن الهرمون الطبيعي «خازوبريسين» أبقى بعض الحيوانات حية حتى بعد الصدمة الناجمة عن نزف دموي حاد، وذلك من خلال إبطاء دورتها الدموية، في الأطراف، وتعزيز هذه الدورة في القلب والدماغ.
الفولاذ الدمشقي
الذي عاد غير الذي ضاع
الفولاذ الدمشقي هو اسم معدن شاع استعماله في صناعة السيوف في مدينة دمشق ما بين القرنين العاشر والسابع عشر الميلاديين. وقد حظيت هذه السيوف بشهرة كبيرة خلال الحروب الصليبية حتى حيكت حولها أساطير عديدة لا يمكن التأكد من صحتها، مثل القول إنها كانت حادة إلى درجة تكفي لشطر إنسان بضربة واحدة، وفي الوقت نفسه «لينة» إلى درجة يمكن معها لف السيف حول خصر الرجل، ليعود السيف ويأخذ شكله الأولى بمجرد إزاحة الضغط عنه. كما يتميز مظهر سطحه بخطوط متوازية ومتموجة وكأنه مؤلف من طبقات.
ولأسباب مجهولة انقرضت صناعة هذا الفولاذ في مطلع القرن السابع عشر، وبقيت تركيبته لغزاً حتى ثمانينيات القرن العشرين.
كشفت الدراسات المخبرية التي أجريت على هذا الفولاذ أنه يحتوي على «نانو أنابيب» من الكربون، لا يمكن إنتاجها ضمن الفولاذ بشكل صناعي. ولذا رجَّح البعض أن تكون هذه المعادلة موجودة أساساً في خامات الحديد الطبيعية المستخدمة في صناعة هذا الفولاذ، والتي كانت تستورد إلى دمشق من الهند وسري لانكا، والمعروف علمياً باسم «ووتز».
في ثمانينيات القرن الماضي، حاول العلماء إعادة إنتاج الفولاذ الدمشقي. ونجحوا بالفعل في إنتاج معدن مشابه جداً له، من خلال مزج خامات الحديد والزجاج والكربون، وإحمائه إلى درجة الغليان، فتنفصل العناصر الداخلية على سطح الصهارة، التي تستخرج منها حبيبات من الـ «ووتز» ذات محتوى من الكربون يصل إلى %1.5، وتصهر على شكل سبائك زنة الواحدة منها كيلوغرامين. غير أن هذا الفولاذ يفتقر إلى العروق التي كانت تميز الفولاذ الدمشقي.
ومنذ نحو سنوات عشر، خرج من مختبرات جامعة ستانفورد فولاذ يحاول التشبه بالفولاذ الدمشقي وسوِّق حالياً على أنه كذلك. ولكن العروق فيه ناجمة عن تصنيعه من عدة طبقات رقيقة من رقائق الووتز. ويعترف صانعوه بأنهم نجحوا في تقليد «الفولاذ الدمشقي»، وليس في إعادة إنتاجه.