ميزان الولادة
لصالح البنات
قبل أن يتدخل الأطباء في شأن الحمل والولادة على نحو ما يتدخلون اليوم، كانت أرقام الإحصاء تشير إلى أن نسبة الذكور إلى الإناث كانت ترجِّح كفة الذكور، بنسبة 104 صبية لقاء كل 100 بنت. لكن وفيات الصبية كانت تعيد الأمور إلى التوازن.
أما الآن بعدما أخذ البشر في بعض البلدان يعبثون بالميزان البشري، لا سيما بالإجهاض، حين يكون الجنين بنتاً، رغبة في الصبيان، بعدما قيدت الصين عدد أفراد العائلة، بدأت عواقب هذا العبث تظهر بكامل خطورتها في الصين وحتى في الهند. فقد أثبتت أرقام الإحصاء أخيراً أن ثمة 132 صبياً يولدون لقاء كل 100 بنت. وينذر العلماء الآن من أن نقص البنات بلغ الآن في البلدين 66 مليون بنت، أي ان 66 مليون صبي لن يجدوا فتيات للزاوج حين يبلغون.
ويعني هذا أيضاً أن مكانة البنت ستتعزز، لتعيد التوازن من جديد، ولكن ربما بعد ظهور اضطراب اقتصادي خطير، على صعيد زيادة التنافس والإغراء بالمهر الذي يملكه الموسرون، واجتماعي بسبب النقص والتنافس نفسه ومشكلات العازبين العاجزين عن الزواج، وحتى الإسكاني، إذ ان الصبي في كلا البلدين هو الذي يرث في المعتاد منزل والديه لا البنت.
وفي المقابل تخشى الدراسات أن بقية الكرة الأرضية لن تستطيع تعويض نقص الإناث، عند أكبر شعبين في العالم تعداداً، إذ يزيد تعداد الصينيين والهنود على ملياري نسمة، أي نحو ثلث البشرية كلها. وتفكر السلطات في الصين والهند في حلول، منها إبقاء نتائج الرنين المغناطيسي الذي يستندون إليه الآن لمعرفة جنس الجنين سراً طبياً، أو مكافأة العائلات التي ليس لديها صبية، بعلاوات مالية مغرية. وقد أثبتت كوريا، التي كانت تعاني مشكلة مماثلة، أن حملة التوعية قادرة على قلب الاتجاه، ليعود التوازن الطبيعي بين الإناث والذكور إلى ما كان.
المنتصر أعنف من الخاسر
أن ترى فريق الرياضة الذي تناصره يكسب المباراة، يجعلك أعنف من أن تراه يخسر. هذه هي النتيجة المفاجئة التي انتهت إليها دراسة وضعها مجموعة باحثين من جامعة كارديف في بلاد الغال، جنوب بريطانية.
فقد أحصى فريق يرأسه الدكتور سيافارا يازنجام عدد الذين حضروا إلى أقسام الطوارئ الطبية في المدينة، بعد حوادث اعتداء. وجاء في الخلاصة أنه عندما يكون اللعب بين فريقين رياضيين، أحدهما من بلاد الغال، يزداد معدل الحوادث من 21 إلى 30. ولكن حين يكون الفريق المحلي هو المنتصر، يبلغ معدل الحوادث 33، فيما يكون 25 عند الخسارة.
واستنتج الفريق العلمي أن مباراة كرة القدم أو الرجبي التي يكسبها فريق بلاد الغال، تزيد عنف مؤيدي الرابح أكثر من خسارة فريقهم.
ويفسِّر الفريق الباحث هذه الظاهرة بالقول إن الربح ربما يزيد الثقة بالنفس عند المناصرين، لكنهم عزوا الأمر أيضاً إلى مظاهر الابتهاج التي لا تخلو من الإفراط في الأكل والشرب. الأمر الذي يزيد عند مناصري الرابحين حوادث الشجار الزوجي أيضاً.
في الطائرات..
الجراثيم أيضاً تحت المراقبة
بعد انتشار فيروس الالتهاب الرئوي الحاد الذي عُرف باسم «سارس»، ومع انتشار الأوبئة مع المسافرين في الطائرات، من بلد إلى بلد، وجد الباحثون حلاً للمسألة: زيادة تهوئة الطائرات.
فقد أيقن العلماء، بعد البحث، أن العدوى التي تنتقل من راكب إلى آخر، صارت عاملاً أساساً في توسع انتشار الأمراض بين القارات. ووجدوا، وهم يحاولون تقليص احتمال انتقال فيروس الالتهاب الرئوي الحاد، أن تهوئة الطائرات تهوئة أفضل، هي الحل المنشود، حسبما يرى مارك جاندرو، مسؤول الطوارئ الطبية في مركز لاهي الطبي في برلنجتون، بالولايات المتحدة. إذ درس جاندرو حالة عشرات المرضى الذين أصيبوا بالمرض المذكور وبالرشح والسل، بعد سفر. ووجد أن مضاعفة التهوئة في الطائرات في مواسم الوباء، تخفِّض إلى النصف احتمال انتشاره.
حتى الآن كان الاعتقاد أن مستوى التهوئة المعتمد، يكفي لحماية الراكب الذي يبعد صفي مقاعد عن المسافر الموبوء. وكان التقدير قائماً على دراسة الحال مع مرض السل. إلا أن الالتهاب الرئوي الحاد، كان قادراً على إصابة ركاب يبعدون 7 صفوف مقاعد عن الإنسان الموبوء. ولذا ارتأى جاندرو أن مضاعفة التهوئة، تحمل الرد على مخاطر سفر الفيروسات والجراثيم.
كيف ولماذا نشأت ثلوج القطب الشمالي؟
يعرف العلماء منذ مدة، أن هبوطاً مفاجئاً للحرارة على الكرة الأرضية، منذ 2.7 مليون سنة، أدى إلى نشوء «قلنسوتي» الثلوج، في القطبين الشمالي والجنوبي. لكنهم لم يكونوا يعلمون كيف حدث ذلك، لا سيما أن ثلوج القطب الجنوبي تغطي قارة يابسة، فيما تعوم ثلوج القطب الشمالي على الماء المالح.
ومؤخراً وجد فريق علماء يرأسه جيرالد هوج، من معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، وفريق أنطوني روسل، من الجامعة المستقلة في برشلونة الإسبانية، أن الأمور ربما حدثت على النحو التالي:
في بضعة قرون، ازداد فرق معدل الحرارة الشتوية والصيفية، ليبلغ 7 درجات مئوية، فزاد تبخر الماء في الحر، وأدت هذه الزيادة إلى سقوط ثلوج أغزر في الشتاء. وعندئذ ظهرت المجالد (كتل الجليد الضخمة المتحركة) في بطاح الشمال في القارات المختلفة. ويرى روسل، أن التراكم اجتاز عتبة معينة في مرحلة ما، وصار هطول الماء في المحيطات كافياً ليبقى الماء العذب فوق سطح المحيط المالح، ويتجمد، ليشكِّل القطب الشمالي المتجمد.