لغويات

لغويات

من وجوه الطرافة في الاشتقاق في اللغة العربية، أن العرب درجوا عند المبالغة بوصف الشيء، على اشتقاق صفة المبالغة من اسمه.
فالليل إذا كان سواده مبالغاً فيه قيل إنه: ليل أَليَل، وليلة ليلاء. وقالوا في مثل ذلك: يوم أَيوَم. وإذا بالغوا في وصف روض كثيف الشجر قالوا: روض أريَض. وفي الأسد القوي قالوا: أسدٌ أسيَد. وعلى هذا القياس: صُلبٌ صَلِب، وصديقٌ صدوق، وظلالٌ ظليلة، وإذا كان المرء في حمى منيع، قالوا إنه في حِرزٍ حريز. وإذا كان الداء شديداً قالوا: داءٌ دَوِي.

كثيراً ما كانت أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، تذهب مثلاً، لا سيما في الأخلاق والحث على حسن السيرة، أو النصح بسلوك معيّن.
ومن أجمل الأمثال العربية شكلاً ومضموناً، ذلك البيت من الشعر، الذي يجمع بين الجناس اللفظي والتقابل المعنوي، إذ قال الشاعر:
ودارِهِم ما دُمتَ في دارِهم
وأَرضِهِم ما دمتَ في أرضهم
البيت من قصيدة لمحمد بن سعيد بن أحمد بن شرف الجذامي القيرواني، المعروف بابن شرف القيرواني، أبي عبد الله (390 – 460 هـ/ 1000 – 1068م) وهو كاتب وأديب وشاعر، ولد في القيروان واتصل بالمعز بن باديس أمير إفريقية (تونس) فألحقه بديوان الحاشية، ثم جعله من ندمائه. واستمر على هذا، إلى أن زحف عرب البوادي واستولوا على معظم الأراضي التونسية سنة 449 هـ، فارتحل المعز إلى المهدية، ومعه ابن شرف، ثم رحل هذا إلى صقلية ومنها إلى الأندلس، فمات بإشبيلية.
وله في موته قبل حدوثه قوله:
لَعمرُكَ ما حصلتُ على خطيرٍ
من الدنيا ولا أدركتُ شيّا
وها أنا خارجٌ منها سليباً
أُقلّبُ نادماً كلتا يديّا
ولم أجزعْ لهولِ الموتِ لكن
بكيتُ لقلّةِ الباكي عليّا

أضف تعليق

التعليقات