فكرة

العود من أول ركزة..

tent

مثلٌ من البادية العربية عن غرس وتد الخيمة. فوتد الخيمة كي يثبَّت لا بد أن يُضرب في الأرض بزاوية معيّنة. وهذه الزاوية «معقّدة» أو «ملوّنة» بمعنى أنها تقوم على مجموع الاتجاهات وليس فقط زاوية اتجاه واحد. وبالطبع حيث لا أجهزة تقيس ولا جوجل يحدِّد، فما يسمّى بالإحداثيّات تتكوّن عناصره في الحقيقة بشكل لاواعٍ في نفس الإنسان الممارس، وحين يلمس رأس الوتد سطح التراب ويهمّم هو بالمطرقة ليضرب ضربة كي يُغرس في الأرض، فهو يكاد يحدِّد الزاوية بالسليقة. وحين تخيب الضربة الأولى وتفشل، يصبح أمام حالة مختلفة تماماً، وتحتاج إلى بحث وتفكير وتجارب. ضربة الغرسة الأولى تستجمع مخزوناً نفسياً وطاقة متراكمة، لذلك تأتي بما يصعب تكراره مباشرة في ضربات لاحقة.
في تصرّف البشر حركة جسديّة تخصّ اليد أكثر من غيرها، هي الحركة العفوّية الأولى. من السيّاف، إلى الخطاط، إلى الرسّام وإلى معلّم البناء، وربما تشمل رمية الكرة باليد أو بالطبع القدم. تجتمع كل إمكانات النفس والجسد، كي تصيب ولا تخيب.

أضف تعليق

التعليقات