أكثر من رسالة

أكثر من رسالة

أكثر من رسالةانتشار القافلة

أثناء مشاركتي في احتفالات اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية، التي أقيمت في باريس بتاريخ 18 ديسمبر الماضي، وفي جلسة مع مجموعة من المثقفين العرب، أشرت إلى انبهاري بمجلة (القافلة)، وعدَّدت مناقبها من تنوع في الموضوعات، وعمق في الطرح، إلى جانب الصياغة اللغوية العذبة، وجودة الطباعة، وجمال الصور، وإعلانات هادفة للحفاظ على البيئة. ثم طرحت السؤال على المشاركين في الجلسة عن رأيهم فيها.
وجدتهم يشاركوني الرأي في كل ما قلت، لكن أحدهم أضاف قائلاً: «مشكلتها أنها غير مقروءة»، وصدَّق آخر على قوله. صدمتني هذه العبارة، وتساءلت كيف تكون بهذا المحتوى، ولا تحصل على ما تستحقه من انتشار وشهرة، وما الذي تفعله غيرها من المجلات، ليعرفها القرَّاء، ولا أقصد هنا أبداً اللجوء إلى موضوعات فيها إثارة، لجذب القارئ بأي ثمن.
وعلى الرغم من أني لست خبيرة في التسويق، دعوني أقترح بعض الإجراءات التي قد تسهم في ألا تظل القافلة متحفاً فيه كثير من الكنوز، لا يعرفه إلا زوَّار قليلون:
• عدم الاكتفاء بالموقع الإلكتروني للمجلة، وخوض عالم الفيسبوك وتويتر وغيرها من قنوات التواصل مع الشباب خاصة.
• عرض الموضوعات في الإنترنت بصورة مختلفة عن النسخة المطبوعة، لأن قارئ الإنترنت لن يقرأ موضوعاً أكثر من 400 كلمة.
• أن يكون الموقع تفاعلياً، لأن كثيراً من القرَّاء، لا يكتفون بأن يكونوا مستقبلين سلبيين، بل يحبون أن يروا آراءهم منشورة، وأن يجدوا من يرد عليهم من التحرير، أو على الأقل من بقية القرَّاء، الذين يتبادلون معهم الرأي، حول موضوعات المجلة.
• أرى ضرورة دعوة مسؤولي الصفحات الثقافية في كبريات الصحف العربية، إلى ندوة متخصصة للتعرف إلى آرائهم في المجلة، وربما نشروا مقالات يتناولون فيها وقائع هذه الندوة، وبالتالي وصول ذلك إلى قرَّاء الصحف، الذين لم يعرفوا عنها من قبل. • ربما يكون تحديد سعر رمزي للمجلة، أفضل من توزيعها مجاناً، لأن بعض الناس لا يشعرون بقيمة الشيء، إلا إذا دفعوا مقابلاً مادياً له، ويخلطون بين ثمن الشيء وقيمته.
• التخلص من المشكلات التي كانت تحدث عند طلب اشتراك، ثم لا تأتي المجلة، ويشعر من يطلبها بأنه لا يملك الحق في المطالبة بها، بل يتقدَّم بطلب إما أن تلبيه المجلة أو لا تلبيه.
• ربما كان من المفيد توزيع أقراص مدمجة أو بوسترات في مناسبات خاصة، تعرض مثلاً: مجموعة الصور البديعة التي نشرتها المجلة خلال السنوات الماضية، أو قصة نشأة أرامكو، أو توثيق لمحاضرات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، أو صور لآثار المملكة.

مرة أخرى مجلتنا كنز ثمين، لكن بقاءها حبيسة في المتحف، لا يفيد إلا القلة، فأجمل الآثار العالمية معروضة في العراء، وأجمل الألحان تذاع على الملايين، وأرقى الآداب تصدر في طبعات شعبية، ومجلة (القافلة) يجب ألا تظل مجلة الصفوة دون غيرهم، أليس كذلك؟

منى إبراهيم
ألمانيا

تكنولوجيا الاتصال وتبعاتها

في ظلِ تقدم تكنولوجيا الاتصال وعولمتها المتسارعة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي لا تُحصى ولا تُعد. بالأمس كان الفيسبوك رائداً وغدا اليوم تويتر مصدراً، ووجود الواتساب أصبح مطلباً، والهاتف الذكي صار لازِماً. أصبح الأمر ظاهرة، لا بد أن تُدرس وتُراعى ومن ثم تُعالج، في البيت في المدرسة وفي الجامعة وحتى ميدان العمل. فمن المسؤول عن كل ماينتُج ويبدر؟!.
في السابق كان الكتاب أنيساً لجليس الانتظار وتبدل المحمول وتصدَّر، في الماضي كان التواصل أنقى قيمةً، وأرقى معنى، ولكن تبدَّل بكلمات مختصرة من خلال الإنترنت ومتصفحيه.
تُعد تكنولوجيا الاتصال وما أحدثته من تغييرات وتحولات في المجتمعات واقعاً، لا بد أن يؤخذ بالحسبان، فمن المسؤول عن تبِعاته وآثاره على التغير القيمي والسلوك الاجتماعي؟.
غير مستغرب الآن أن ترى طفلاً يراسلك ويبعث ما اُستحسِن وما استقبح، وشاباً أهدر وقتاً في متابعة غثٍ لا نفع من ورائه، وكم من بابٍ انفتح على فتياتنا، فمن المسؤول عن تِلك التبعات؟! قلّ تواصلنا الفعلي، تبدَّل بعضٌ من قيمنا، وتأخر جزء من حضارتنا، وطار شيء من هويتنا، ونقص كمٌ من رواتبنا، فمن المسؤول ..أنا أم مجتمعي أم والداي ومعلمِيّ؟!!
نريدُ تقدُماً، ونطلُب مجداً، فليظهر المسؤول ولينهِ المسألة!!!..

هند إبراهيم عيد القحطاني
طالبة في جامعة الدمام

أضف تعليق

التعليقات