ماذا لو؟

سقط أحد روَّاد الفضاء في ثقب أسود؟

Spaghettification

ببساطة سيموت رائد الفضاء هذا. ولكن قبل أن نحلل كيف ولماذا دعونا نتعرف أكثر إلى الثقوب السوداء. الثقب الأسود هو بقية ما تبقى من نجم كبير تتعدى كتلته عدة مرات كتلة الشمس. فبعد أن يحرق النجم كل وقوده النووي سينهار تحت ثقل وزنه، وتصبح كتلته متركزة في حجم ضئيل جداً؛ مما يزيد من كثافة النجم كثيراً.

وبحسب النظرية النسبية العامة، ستجبر هذه الظروف الاستثنائية شعاع الضوء على الانحناء عندما يقترب من الثقب الأسود أو حتى يسقط هو الآخر داخل الثقب إذا ما اقترب كثيراً منه. إن جاذبية الثقوب السوداء هي أعلى ما يكون في الكون، لدرجة أن الضوء (والذي تمثل سرعته سقف السرعات في الكون) لن يتمكن من الهروب من قوة جذب الثقب الأسود. وأخيراً، فالحد حول الثقب الأسود الذي لن يمكن لأي شيء الهروب منه يسمى «أفق الحدث».

والآن.. علينا أن نعرف الفرق بين ما يراه رائد الفضاء الذي يسقط في الثقب الأسود، وما يراه من يتابع من بعيد. فكلاهما سيرى الكون من منظور مختلف! هذا الاختلاف هو أحد ظواهر النظرية النسبية العامة، حيث يختلف ما يراه كل شخص حسب موقعه من الزمان والمكان (الزمكان).

سنبدأ برائد الفضاء الذي سيبدو له باقي الكون خارج الثقب شائهاً ومبعوجاً، كمن يتفرج عليه من خلال تليسكوب معطوب. وسيزداد هذا المنظر تشوهاً كلما جذبه الثقب أكثر نظراً لتحور طبيعة الضوء الساقط على عينيه بفعل جاذبية الثقب الأسود الكبيرة جداً. تلك الجاذبية ستفعل فعلها في صاحبنا ذاته، بما يعني أن رِجلي رائد الفضاء ستنجذبان بقوة أكبر كثيراً من رأسه ما سيؤدي إلى ظاهرة (السباغيتي)؛ يعني، أن رائد الفضاء سيستطيل بسرعة لكن أرجله ستقترب من الثقب أسرع بكثير من رأسه. بالإضافة إلى أن عرض رائد الفضاء سيقل كثيراً لموازنة تغيير الشكل الطولي.. سيصبح الرجُل طويلاً جداً ونحيفاً جداً مثل السباغيتي!

أما بالنسبة لمن يراقب من بعيد، فسيرى أن رائد الفضاء يقترب من الثقب الأسود بسرعة متناقصة إلى أن يصل إلى «أفق الحدث». وبما أنه لا يمكن للضوء أن يهرب من أفق الحدث، فالذي يراه المراقب أن رائد الفضاء يثبت في مكانه ولن يتعدى أفق الحدث إنما سينزاح لونه تدريجياً إلى الأحمر إلى أن يختفي تماماً. وتعرف هذه بظاهرة (الانزياح الأحمر) أو (تأثير دوبلر).

أضف تعليق

التعليقات