الذكي لا يهاجر
الطيور ذوات الأدمغة الكبيرة نسبياً تهاجر أقل بكثير من أنواع الطيور ذوات الأدمغة صغيرة الحجم. هذا ملخص دراسة كما نشرته المجلة المتخصصة التي تصدر عن الجمعية الملكية للأرض للعام 2005م.
وقد اعتمدت الدراسة على مسح شامل لعادات وأنماط عيش 134 نوعاً مختلفاً من الطيور. وقد أكدت أن الهجرة تكثر في الأنواع الأقل ذكاءً والتي لا تستطيع تحمل التقلبات المناخية أو التكيف معها.
وفريق البحث الذي قاده دانيال سول من جامعة برشلونة في إسبانيا تمكن من الوصول إلى هذا الاستنتاج بعد أن جمع معلومات كافية حول الطيور التي تعيش في شمال أوروبا وأسكندنافيا وغرب روسيا. وبالإضافة إلى الاستنتاج المذكور أعلاه، أكد الفريق أن الطيور التي لا تهاجر, تعتبر أذكى من غيرها, وتكرس ذكاءها لإيجاد الطعام والتكيف مع المتغيرات في وطنها الأم.
النعاس بعد الطعام
النعاس الذي يشعر به كثيرون بعد تناول وجبة الغداء أو العشاء لا يعود أبداً إلى مسائل تتعلق بعمل المعدة وعملية الهضم، بل إلى نوعية الطعام. فمنذ العام 2003م أثبت العلماء أن الجلوكوز الموجود في الدم يخفض إنتاج الأوريكسين في الجسم, وهو نوع من البروتين وظيفته إبقاؤنا مستيقظين, بعدما اهتدوا إلى أعصاب إنتاج الأوريكسين في الدماغ، وعرفوا مدى تأثرها بالسكريات.
وخلال الصيف الجاري، أكد الباحث دنيس بورداكوف من جامعة مانشستر في إنجلترا, أن كمية ضئيلة جداً من مستويات السكر تخفض نشاطات أعصاب الأوريكسين في الدماغ إلى درجة تكفي للتسبب بالنعاس. ولطالما أن الأطعمة غير متساوية لجهة قيمتها الغذائية ونوعيتها, فإن الأطعمة الدهنية والنشويات ترفع معدل الجلوكوز في الدم أكثر بكثير من اللحوم والخضار. لذا يمكن للعاملين نهاراً أن يكتفوا بوجبة غداء قليلة الدهون والسكريات إذا شاؤوا ألاَّ يغفوا على مكاتبهم بعد الظهر.
البعوض والتهديد الكبير
خصت مجلة العلم والحياة الفرنسية غلاف أحد أعدادها الأخيرة للتهديد الكبير الذي بات يمثله البعوض في العالم.
وجاء في الملف الذي احتل 18 صفحة في المجلة وأعده حشد كبير من العلماء والباحثين أن مخاطر البعوض على الإنسان باتت اليوم أكبر من أي وقت مضى بسبب جملة تحولات طرأت على حياة الإنسان والبيئة والبعوض أيضاً.
فقد أكدت إحدى الدراسات المنشورة أن معظم أنواع البعوض بدأت بغزو مناطق لم تصل إليها سابقاً. كما أن المناطق المعتدلة مناخياً باتت تسجل انتشار أنواع من البعوض لم تكن تعيش سابقاً إلا في المناطق الاستوائية الحارة.
وشددت الدراسة على خطورة ستة أنواع من البعوض بشكل خاص، ومنها ناقلة فيروسات حمى الضنك والملاريا والحمى الصفراء وداء غرب النيل, والتي صارت تغطي كافة المناطق الاستوائية في إفريقيا, وأمريكا الوسطى والشمالية، وجنوب شرق آسيا ووسطها، وجنوب أوروبا, إضافة إلى أماكن متفرقة في الشرق الأوسط.
وعزت البحوث المنشورة هذا الانتشار العالمي إلى عوامل عديدة منها:
– تطور وسائل النقل, فالبعوض صار يسافر بالطائرات والقطارات.
– قدرة متنامية على التكيف مع التقلبات المناخية.
– ازدياد أحزمة البؤس حول المدن الكبرى، وكثرة بؤر المياه الآسنة فيها.
أما العامل الأخطر فيكمن في المناعة الكبيرة التي اكتسبها البعوض ضد المبيدات، وهنا يكمن المصدر الكبير لقلق العلماء الذين يفتشون في جعبهم عن كل ما يمكن استعماله في مواجهة هذا التهديد العالمي بدءاً بالكيمياء وعلم الجينات وانتهاءً بـ الناموسية .
الذُرَة.. على لائحة المهددين
يبدو أن لائحة الأجناس المهددة بالانقراض بدأت تكبر في عالم الزراعة (وليست النباتات الفطرية فقط) لتلحق بلائحة الحيوانات. فبعد الموز الذي تناولته القافلة في عدد سابق تدخل الذرة اليوم في دائرة خطر الانقراض.
ففي الاجتماع الأخير لباحثي الذرة وبنوك الجينات ومؤسسات الذرة الذي عقد في المكسيك, أعلن المؤتمرون أن الذرة تواجه تحللاً جينياً, بحيث أن نصف مخزون البذار في العالم بات غير قابل للتفريخ لأسباب غير محددة.
ومعلوم أن الذرة التي تزرع في 160 بلداً حول العالم, وتشكل سلعة غذائية أساسية مثل القمح, تتطلب للمحافظة على إنتاجية عالية حمايتها من الأعشاب الضارة والحشرات والأمراض عن طريق التلقيح المستمر بين أنواعها التي تصل إلى أكثر من 250,000 نوع, ناهيك عما أجري عليها من تعديلات جينية.
واليوم يؤكد كاري فاولر المتخصص في هذا الشأن في إيطاليا: إن نسبة التفريغ (الإنبات بعد الزرع ) في مخزون البذار المحفوظ عند الحكومات والمراكز العالمية، تتراجع بشكل دراماتيكي، وأن الجينات والصفات الجينية تضيع نتيجة ذلك .