حياتنا اليوم

بعيداً عن المختبرات

ما بين مختبرات التقنيات الحديثة ومصانعها من جهة، وحياة الناس مسافة راحت تضيق باستمرار في السنوات الأخيرة، حتى ليمكننا القول إنها انعدمت أو تكاد. ولذا، لم يعد مفاجئاً على الإطلاق أن يخرج التعاطي الإعلامي بعالم التقنيات الحديثة، وخاصة الرقمية منها، من صفحات العلوم إلى صفحات حياة الناس، والقضايا الإنسانية التي تثيرها هذه التقنيات.

في هذا القسم، يثير أسامة إبراهيم فرج قضية تطوّر أجهزة المراقبة، والمسوحات الشاملة التي صارت تُجريها على تحركاتنا وحياتنا الشخصية، فتجاوزت ما هو ضروري منها لغايات أمنية، لتصل إلى غايات تجارية بحتة، من خلال برامج حاسوبية صارت قادرة على أن تستكشف (بنجاح إلى حد كبير) احتياجاتنا وميولنا ومشاريعنا المستقبلية، من خلال استخدامنا اليومي للأجهزة الرقمية من الهاتف الذكي إلى الصراف الآلي.

ولكن هذه التقنيات الحديثة لم تُفرض علينا فرضاً، ولم تهبط علينا من كوكب آخر. بل هي وليدة ثقافة متكاملة أحاطت وتحيط بها وتجعلها ممكنة وتكتب لها النجاح. وهذا ما يتناوله أمين نجيب في قراءته لتلازم التكنولوجيا والثقافة بمعناها الواسع والعلاقة الجدلية القائمة بينهما.

أضف تعليق

التعليقات