من منا لم يندهش، في وقت من الأوقات، عند مشاهدته ممثلين أو ممثلات شهيرات يؤدون أدوارَ آخرين بمهارة وكأنهم هم. كيف يستطيعون ذلك؟ بالمقابل، من منا لم يلاحظ طفلاً، قبل سن الرابعة، ينادي ليسأل آخرين ليسوا بجواره، عما يجب أن يفعله.
فالطفل يبدأ بالتكون اجتماعياً في سن الرابعة أو الخامسة، من خلال اكتساب آلية معرفية محدَّدة تُعرف باسم “نظرية العقل” (Theory of Mind- ToM)، التي تشرح مجموعة القدرات الفكرية التي تمكِّننا من فهم أن الآخرين لديهم أفكارهم، ورغباتهم، وخططهم، وآمالهم، ومعلوماتهم، ونوايا قد تختلف عما نمتلكه نحن. وتتطوَّر هذه النظرية بالتدريج عبر تكوين استنتاجات وانطباعات حول الحالات النفسية للآخرين وتحليلها وبناء نظريات ثم التخلي عنها لبناء أخرى باستمرار.
وبالنسبة إلى عالِم النمو المعرفي في جامعة ميشيغان هنري ويلمان، فإن مراحل تطوُّر نظرية العقل هي:
• فهم “الرغبة”: الخطوة الأولى هي إدراك أن الآخرين لديهم رغبات مختلفة، وللحصول على ما يريدون، يتصرف الناس بطرق مختلفة.
• فهم “التفكير”: الخطوة الثانية هي فهم أن الآخرين لديهم أيضاً معتقدات مختلفة حول الشيء نفسه، وأن تصرفات الناس تستند إلى ما يتوقعون أنه سيحدث.
• فهم أن “الرؤية تؤدِّي إلى المعرفة”: المرحلة الثالثة هي إدراك أن الآخرين إذا لم يروا الشيء فلا يعرفونه.
• فهم “المعتقدات الخاطئة”: المرحلة الرابعة هي إدراك حقيقة أن الآخرين قد يكون لديهم معتقدات خاطئة تختلف عن الواقع.
فهم “المشاعر الخفية”: المرحلة الأخيرة هي إدراك أن الآخرين يمكنهم إخفاء مشاعرهم، ويمكن أن يشعروا بمشاعر مختلفة عن تلك التي يظهرونها.
اترك تعليقاً