بيئة وعلوم

زاد العلوم

  • Untitled-1
  • zad1
  • zad2
  • zad3

الشمس والمرض

عدم التعرض للشمس يسبب أمراضاً كثيرة ومتنوعة. منها على سبيل المثال، مرض التصلب اللويحي أو تصلب الأنسجة المتعدد ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وكذلك مرض السكري نوع 1 وغيرها من الأمراض العصبية. فقد بينت دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال الأمريكية أن نسبة الأطفال المصابين بمرض السكري نوع 1 في فنلندا هي أكبر بأربعمائة مرة منها في فنزويلا.
أما العامل الأساسي في ذلك فهو نقصان فيتامين د الذي من مصادره الأساسية أشعة الشمس. وقد توصلت الدراسة إلى أن إعطاء الأطفال فيتامين د يجعلهم أقل بنسبة %30 تعرضاً لهذا المرض عندما يكبرون.
والحال أن هذا المرض يزداد بنسبة %3 في السنة في أوروبا. ومن المعروف أن المتحدرين من أصول أوروبية هم عرضة لهذا المرض أكثر من غيرهم.
لكن التعرض للشمس له مخاطره أيضاً. فالأشعة ما فوق البنفسجية تسبب أنواعاً خطرة من السرطانات. لذلك ينصح الخبراء بالتعرض للشمس قبل الساعة العاشرة صباحاً وبعد الرابعة من بعد الظهر لمدة لا تزيد على عشرين دقيقة.

الذبابة تُعلِّم الإنسان

استيعاب وحدات حرارية أقل، من خلال الطعام، يؤدي إلى صحة أفضل وعمر أطول.
هذا ما نعرفه ويعرفه العاملون في حقل الصحة والتغذية منذ مدة، من خلال الاستنتاج عن طريق الإحصاء. أما اليوم فقد تم أيجاد الأسباب العلمية لذلك، من خلال دراسة العوامل التي تؤثر في سلوك الخلايا الجذعية المؤدية إلى الاعتلال والشيخوخة في ذبابة الفواكه.
فقد قام فريق من علماء جامعة كالفورنيا – لوس أنجلوس وفريق آخر من مؤسسة «سولك للدراسات البيولوجية» بالتعرف على جينة «ب ج سي 1» في أمعاء الذبابة، ثم التلاعب بكميات الوحدات الحرارية المعطاة لها. حيث تمكنوا من تمديد عمرها حوالي %50.
ذبابة الفاكهة لها أمعاء تشبه إلى حد بعيد الأمعاء الصغيرة عند الإنسان. وتبيِّن من الدراسة، التي نشرت في العدد الأخير من مجلة «أيض الخلية» أو «سيل ميتابوليزم»، أن الذبابة التي أعطيت وحدات حرارية أقل، جعلها تمتلك عدداً أكبر مما يُعرف بالمايتوكوندريا؛ وهي أشكال تولد الطاقة في الجسم. وأن الجينة المذكورة أعلاه وظيفتها ضبط عدد هذه المولدات التي تحول السكريات والدهون إلى طاقة في وظائف الخلايا، وبما أن الذبابة لها عمر قصير، فنتائج الاختبار تكون سهلة وواضحة. ذلك كان متعذراً في الاختبارعلى الفئران أو البشر.
تمكن الفريق من جعل الذبابة بصحة أفضل من خلال ملاحظة حيويتها وإطالة عمرها بما بين 20 و%50 وعلَّق كريستوفر كوهلر، أحد أعضاء الفريق، أن المفتاح الأساسي في هذه العملية تحض الخلايا الجذعية على تجديد أغشية أمعائها عند إعطائها طاقة أقل للتعويض عن ذلك، مما يؤدي إلى النتيجة أعلاه.
الهدف الثاني بعد ذلك، هو أن تجد هذه النتائج طريقها إلى صناعة الأدوية والعلاجات المختلفة.

الكآبة بين الإنسان والحيوان

كان علم النفس، إلى وقت قريب، مقتصراً على الإنسان. وكان يسمى عند الحيوانات بعلم سلوك الحيوان. أما اليوم فقد أصبح للحيوانات فرع مختص بهم. وقد ساعد هذا التطور العلماء كثيراً في اختباراتهم على الحيوانات لدرس مشكلات الإنسان. وبما أن الحيوانات لا تتكلم عن عواطفها وانفعالاتها، يستعاض عن ذلك بدرس سلوكها.
فى الوقت الذي تحوَّلت فيه الكآبة إلى وباء يجتاح المجتمعات الغربية، لاحظ فريق من الباحثين فى جامعة ولاية واشنطن والذي نشر نتيجة أبحاثه فى «مجلة علم الأعصاب»، أن تقدماً قليلاً جداً حصل فى مجال أدوية معالجة الكآبة. إذ ليس هناك أي اختراق جديد لهذه الأدوية منذ الاكتشاف بالصدفة في ستينيات القرن الماضى. وقد عزى هذا الفريق التقصير إلى قلة النماذج البحثية المستقاة من أبحاث على أماكن فى الدماغ عند الحيوانات.
وقد ركز فريق البحث على منطقة رمادية اللون فى دماغ الفئران تتحكم بإدراك الألم وعواطف الحزن وفقدان أحد أعضاء العائلة… وفكوا شيفرة التيار الكهربائي المتعلقة بارتكاس هذه الانفعالات.
بهذه الطريقة يستطيع فريق العمل أن يحدد بدقة أنواع أنظمة الدماغ المسببة لكافة أنواع الكآبة واليأس. ومن ثم التفتيش عن مكوناتها الكيميائية لإدخالها في صناعة الأدوية والعلاجات.

توازن الصخور

وعقاب لبنان وكيف بقطعها وهو الشتاء وصيفهن شتاء
لبس الثلوج بها علي مسالكي فكأنها ببياضها سوداء

إن المبالغة الشعرية الرائعة في شعر أبو الطيب المتنبي لا تلغي حقيقة أنه لو كان صيف لبنان كشتائه لما تكونت عقابه الساحرة في جباله الشاهقة. كما أن الثلوج التي لبست (من الالتباس) عليه مسالكه هي من العوامل الأساسية التي كونت هذه العقاب.
طالما نظرنا إلى هذه النتوءات الصخرية الجميلة واعتقدنا أنها تراكمت بعضها فوق البعض الآخر بفعل التدحرج خاصة عند وقوع الزلازل. لكن علماء الجيولوجيا يخالفون هذا الرأي كلياً. إن التسمية العلمية لهذه الصخور المتراكبة هي الصخور المتوازنة. لقد قام كل من الجيولوجيين ريتشارد بروون وديلان روود بفحص واختبار بعض من هذه الصخور في صحراء موجاف جنوبي كاليفورنيا ومقارنتها ببعض الصخور القليلة المتحررة من الجليد في القطب الجنوبي من الكرة الأرضية في مكان يعرف «بسلسلة أوليمبوس». لأن هذه الصخور، كما يعتقد، هي من أقدم الصخور على الإطلاق. وهي أيضاً من المشاهد التي لم تتغير منذ ملايين السنين، لأن القطب الجنوبي هو صحراء باردة ومتجمدة إلى درجة أنها لا تعرف المطر أو الرطوبة.
فحص العالمان مادة البريليوم – 10 في صخور كاليفورنيا. فهذه المادة المشعة تتشكل عندما تضرب أشعة كونية آتية من الفضاء الخارجي هذه الصخور فتقسم ذرات الأوكسجين والنيتروجين. وهكذا يمكن القول إن الصخور تحترق بالشمس بكثافة سنتيمترين من سطحها. لكن إذا كان الصخر مطموراً في الثلوج أو الجليد فلا يتأثر بهذه العملية.
إن الأقسام المحترقة من الصخر تصبح ضعيفة مقارنة بغيرها. وبما أن سطح الصخر يتعرض للشمس بنسب متفاوتة بين مكان وآخر، يأتي الشتاء أو الثلج فيجرف الأقسام الضعيفة. يبقى عندئذ الأطراف القوية. وهكذا تتوازن القطع الباقية فنراها كما هي اليوم. ثم قام العالمان بقياس مدة التعرض للشمس، وكان الاستنتاج مطابقاً لما تم استنتاجه في الاختبار الأول، أن عمر هذه الصخور في موجاف هي 18000 سنة أي منذ انتهاء العصر الجليدي الأخير.

أضف تعليق

التعليقات