الثقافة والأدب

هل يتخلى السعوديون عن المطالبة بإنشاء صالات العرض السينمائي؟

فلم «مونوبولي» على اليوتيوب..

  • Screen shot 2012-01-26 at 10.06.00 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.09.37 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.10.53 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.11.27 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.13.53 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.15.40 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.18.35 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.20.30 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.22.17 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 10.31.04 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.03.37 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.06.13 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.06.39 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.08.27 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.08.50 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.09.36 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.09.51 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.11.28 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.12.22 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.12.58 PM
  • Screen shot 2012-01-26 at 11.13.48 PM
  • bader1
  • monopoly board
  • monopoly

فلم «مونوبولي» هو إحدى مفاجآت الإعلام الجديد الباعثة على الدهشة، فقد اكتسح منصة العرض الإلكترونية «يوتيوب»، بعرض مدته 23 دقيقة، من إخراج الشاب بدر الحمود وسيناريو عبدالمجيد الكناني، وتمثيل محمد القحطاني، فيصل الغامدي، نواف الغامدي، خالد الرحيل، عبدالرحمن الطعيمي ومحمد الموسى بمشاركة الكاتب الاقتصادي عصام الزامل، وجميعهم من الشباب الناهض غير المكرّس في الإعلام العام. خالد ربيع السيد،
يستعرض هنا أهم الرسائل التي يوجهها الفلم إلى جمهور لا يعرف هذا الفن إلا خارج الحدود.

بُث الفلم في 13 سبتمبر 2011م، وصادف الأسبوع الثاني بعد عيد الفطر الماضي، وهو توقيت يتصف بهدوء أوجه نشاط المجتمع السعودي في مختلف المدن، مما دعم انتشار الفلم، وحث على مشاهدته التي بلغت في غضون الأسبوعين الأولين مليون مشاهدة، وهنا تكمن الدهشة.

لكن التوقيت ليس وحده السبب في رواج الفلم، بل لأنه تناول مشكلة مُلحّة ومؤرقة وهي مشكلة الإسكان واحتكار الأراضي في السعودية من قبل من يطلق عليهم «الهوامير» الذين يظهرون في مشهد من الفلم وكأنهم (كلاب مسعورة) تنهش أحد أبطال الفلم.

تم اقتباس عنوان الفلم من لعبة المونوبولي الورقية الشهيرة التي تُلعب على لوح بقياس 60 سم مربع في الغالب، مرسوم عليه نقطة انطلاق وبيوت واستراحات ومحطات بنزين وأراضٍ وبعض الرموز مثل المصباح الكهربائي الذي يمثل شركة الكهرباء والقطارات السوداء التي تمثل السكك الحديدية، وشركة توزيع المياه، وأراضي، وكل له قيمة شراء وقيمة مرور. وتقوم فكرة تلك اللعبة (الفلم) على تنافس ستة أو ثمانية لاعبين كحد أقصى لمحاولة جمع ثروة عن طريق بيع وشراء العقارات وتأجيرها أثناء تحرك اللاعبين على اللوحة بحسب نتيجة رمي النرد، ويتم في بداية اللعبة توزيع مبالغ من بنك اللعبة نحو 1200 دولار لكل لاعب ليبدأ المتاجرة بها. وكما هو معروف فإن كلمة مونوبولي تعني بالعربية الاحتكار، وهو السلوك الاقتصادي الذي يسيطر فيه بائع ما على سلعة معينة ويتحكم في سعرها، وقد تم تعريب اللعبة تحت مسمى «بنك الحظ» في بداية السبعينيات.

سر نجاح الفلم
أحد أهم أسباب نجاح الفلم هو ملامسته لِهمٍّ تعاني منه شريحة كبيرة من المجتمع وخاصة الشباب، فغلاء أسعار الأراضي والسكن سواء التملك أو الإيجار أصبح يضغط على المواطنين بشكل كبير. ورغم المعاناة التي يشعر بها المواطنون إلا أن بعضهم قد يجهل الأسباب الحقيقية لهذه المعاناة، كما أن البعض الآخر يجهل كيفية الخروج من هذه الأزمة بحلول قابلة للتطبيق ومضمونة النجاح.

وطرح الفلم يرتكز على تسليط الضوء على المشكلة وأسبابها، واقتراح حلول لها بأسلوب مبسط يجمع بين التوثيقية والتمثيل «الديكودراما» من خلال قالب الكوميديا السوداء الذي أهله للوصول لأكبر شريحة ممكنة من المشاهدين.

حكايات شباب
تدور أحداث الفلم حول مجموعة من الشباب تتباين حكاياتهم لكنها تجتمع في همّ واحد وهو العجز عن تأمين السكن اللائق، إذ تختار الشخصية المحورية في الفيلم (محمد القحطاني) السكن في سيارة من نوع«فان»، يتنقل بها بين البحر والأحياء الراقية، ويوفر لنفسه داخلها، سريراً للنوم وبعض مستلزمات الحياة الأساسية، لكنه يكتشف سوء تدبيره بعد أن يقرر الزواج، إذ من الصعب أن يجد شريكة حياته التي يمكن لها أو لعائلتها أن تتقبل المعيشة في سيارة متنقلة.

وبأسلوب ساخر يعرض محمد القحطاني، في أحد المشاهد، على وزارة الإسكان استئجار سيارته الفان لتصبح مقراً للوزارة، التي قال إنه سمع بأنها لم تجد مقراً لها حتى الآن، مشيراً إلى أنها بذلك ستصبح أول وزارة متنقلة في العالم!

يتوجه البطل الثاني للعمل في البرازيل كمدرب لكرة القدم،(قام بالدور مخرج الفلم: بدر الحمود تحت اسم كاتب السيناريو عبدالمجيد الكناني) وهي من الإسقاطات الساخرة التي يتضمنها الفلم حيث يعمل شاب سعودي مدرباً لكرة القدم في البرازيل، مستعيناً بما يملكه من خبرة محلية!..وكان قرار انتقاله مبنياً على فشله في العثور على سكن، وفي البرازيل تمكَّن من العيش في بيت عشوائي مجان بكل بساطة ودون مساءلة، وبدأ في تدريب الصبية أصول كرة القدم، وعندما انتهت مدة إقامته في البرازيل قبض عليه وتم ترحيله الى كولومبيا، وهناك عمل في ترويج المخدرات على أمل أن يعود إلى بلده في يوم من الأيام.

شاب آخر (نواف الغامدي) اضطر إلى تزوير جنسيته ليصبح لبنانياً ويعمل مندوباً للمبيعات!..وبذات الكيفية تتصارع شخوص الفلم وهم خمسة من الشباب يقطنون في غرفة واحدة، لا يشغلهم سوى حمل أجهزة «اللاب توب» وقضاء الأوقات الطويلة في عزلة إلكترونية، رغم أنهم متعلمون وخريجو جامعات (طبيب ومهندسان وشابان آخران) وفي مقتبل حياتهم العملية، وجميعهم يواجهون المشكلة نفسها التي تتلخص في عدم الاستقرار في سكن خاص، فيحاول كلُّ واحد منهم على طريقته إيجاد حل جذري لمشكلته، ويفشل الجميع، وبعدما يطردهم صاحب الغرفة لعدم تمكنهم من دفع الإيجار الذي رفعه، يؤول بهم الحال إلى استئجار«الفان» المتنقل للعيش فيه. وهنا يتمثل انتصار ثلاثة من لاعبي المونوبولي وهم التجار، كما ظهروا في أحد المشاهد، ضد خمسة خاسرين وهم الشباب .

تضمَّن الفلم عرض عدد من المشاهد الفنتازية منها وصول مخططات الأراضي إلى البحر وملاحقة الهوامير لأصحابها، فيما يتداخل أثناء مجريات الفلم الكاتب الاقتصادي عصام الزامل، ويوضح للمشاهد بعض الحقائق الاقتصادية. منها أن سلوكيات الاحتكار أسهمت بشكل رئيس في ارتفاع أسعار الأراضي لأرقام غير معقولة، حتى إنه بات من المستحيل للمواطن – صاحب الدخل الأقل من 15 ألف ريال – التفكير في امتلاك أرض، ناهيك عن امتلاك مسكن. وأن %50 من الأراضي داخل النطاق العمراني في مدينة الرياض هي أراضٍ بيضاء غير مُعمَرة.

وفي مداخلاته طالب عصام الزامل بفرض رسوم تصاعدية على الأراضي المحتكرة، وأكد أن ذلك هو الحل لإعادة أسعار الأراضي إلى أوضاعها الافتراضية حتى تكون في متناول معظم المواطنين.

الفلم وما وراء الأكمة
بكل تأكيد، فإن الهمّ الشعبي هو المفتاح الرئيس الذي يقودنا إلى فهم الانتشار الكبير والمبكر للفلم، بعد مضيّ أقل من أسبوع على بثه، فالجمهور متعطش لأي طرح يناقش قضاياه الحقيقية بعيداً عن حواجز الإعلام أو بروتوكولات الصحافة الورقية الرسمية، وهو الأمر الذي يمكن قراءته من ردود الأفعال على الفلم والتي اتسمت في معظمها بالإيجابية والتأييد لفحوى طرح الموضوع دون الدخول في التفاصيل.

وأيضاً يؤكد التفاعل الكبير مع الفلم على أنه مؤشر على عمق المشكلة واستفحالها، وبالتالي ضرورة البدء الفوري في معالجتها حتى لا يزداد الوضع سوءاً ولا تزداد معاناة المواطن، الأمر الذي يعطي أملاً في وصول الرسالة إلى كل من بيده القرار لإصلاح الوضع. إضافة إلى هذا وذاك يمكن القول أن قيمة العمل الأساسية تكمن في جرأته على مناقشة قضية عامة في قالب فني، في محاولة لرصد المشكلة الحقيقية وكشف ما وراء الأكمة ووضعها في دائرة الضوء.

ومن زاوية أكثر قرباً من محتوى الفلم راحت الآراء الناقدة تؤكد أن الفلم تناول مشكلة شائكة تشتبك فيها عدة عناصر وحمّل القطاع الخاص المسؤولية شبه الكاملة، وصور التجار على أنهم جشعون «هوامير»، وهذا ما لا يسعفه التحليل المنطقي، بحسب أراء البعض، فأزمة الأراضي البيضاء غير المستصلحة هي أزمة تشريعية في الأساس، كما أن القطاع العام يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، هذا عدا ضآلة وجود مراكز أبحاث تقدِّم أرقاماً حقيقية فيما يخص معدلات النمو وعلاقة ذلك بموضوع الإسكان، إضافة إلى أزمة الهجرة إلى المدن الكبرى والتكدس الشديد الذي تعانى منه جراء ذلك، مما يعني غياب مفهوم التنمية بمعناها الشامل في الأطراف.

وهكذا لم يسلم الفلم من سهام النقد التي وصلت في بعض أمثلتها إلى حد السلبية والاتهام بأن هناك مؤامرة وراء إنتاجه لخلق البلبلة وتهييج المجتمع، ولكن بين الاحتفائية الشديدة وبين النقد القاسي الذي يتجاوز الفلم إلى محاولة زرع علامات الاستفهام حوله، يكمن السؤال البديهي: إلى أي مدى يُعد «مونوبولي» عملاً نوعياً كمحتوى وقيمة فنية ؟. وهل سيستغني المجتمع السعودي عن دور السينما ـ التي طالما نودي بأهمية وجودها في المدن السعودية ـ بقناة اليوتيوب والعرض الإلكتروني؟.

وهنا تقول الآراء إنه من الناحية الفنية فإن الفلم رغم جودة الأدوات المستخدمة في صناعته والأفكار المبدعة التي بدت في بعض تفاصيله على مستوى اللقطة والفكرة إلا أنه عانى من ارتباك في وحدة الفكرة كما أن كوميدياه التي أريد لها أن تكون سوداء بدت مفتعلة في بعض الأحيان وأقرب إلى النقد المباشر، من جهة أخرى فإن المزج بين الوثائقية والتعليق على المقاطع قد أحدثا ارتباكاً في السياق الفني الإيهامي للفلم، وربما كان الأجمل في مشاهد الفلم: السفن القديمة الصدئة في عرض البحر، ومشهد الأطفال وهم يشاهدون سينما حية في الهواء الطلق من خلال شاشة عرض بسيطة وبروجيكتور في تنبيه رمزي إلى قيمة الفن والسينما لدى الأجيال الجديدة التي باتت أكثر وعياً وتطلعاً لمستقبل مختلف، وهي في نفس الوقت مطالبة ضمنية بإنشاء صالات عرض سينمائية وإشارة إلى عدم الاستغناء عن وجود هذه الصالات.

كادر – المخرج بدر الحمود

– بدر عبدالمجيد الحمود(26 سنة) مخرج سعودي ومصوِّر ومهندس تصميم داخلي، برز في مجال الأفلام السينمائية القصيرة بأصنافها الروائية والوثائقية والإعلانات التلفزيونية وله محاولات في مجال الفديو كليب. أفلامه لا تتعدى الدقائق ولكنها تقول الكثير.
– في 2006م قدَّم فلمه القصير الأول بعنوان «حمامة حرب»، عن حمامة تبحث عن السلام.
– في 2008 حقق فلمه القصير«أبيض وأبيض» المركز الثالث في مهرجان الخليج السينمائي.
– وفي نفس السنة فاز فلمه «بلا غمد» في مهرجان الخليج في دبي وفاز في مسابقـة الأفلام السعودية.
– في 2009م قدَّم فلمه القصير «شرود» سيناريو طارق الحسيني وتصوير طراد القحطاني. يحكي قصة رجل تأسره حالة من الشرود.
– وفلم «بالونة» وهو فلم يتحدث بطريقة رمزية عن علاقات الحب العابرة التي تشبه النفخ في البالونة.
– وفلم «كالهواء» عن النشاط التطوعي للشباب، وهو طويل نسبياً 55 دقيقة.
– في 2010م فاز فلمه القصير «داكن» بجائزة اللؤلؤة السوداء لأجمل تصوير لفلم قصير بمسابقة أفلام من الإمارات ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي.
– في بداية 2011م قدَّم من خلال اليوتيوب فلم كوميدي ساخر بقالب وثائقي بعنوان «الاتصال الأخير» ينتقد فيه شركات الاتصالات ، من تاليفه بمشاركة عبدالمجيد الكناني.
– شارك في مهرجان أبوظبي السينمائي 2011 بفلم وثائقي قصير جداً بعنوان «طائرة ورقية» صوره في المناطق العشوائية الشهيرة في البرازيل.

كادر – قصة لعبة المونوبولي

لعبة المونوبولي ابتكرها شاب أمريكي يدعى «تشارلز دارو»،عام 1935م، وكان حينئذ مندوباً للمبيعات لأجهزة السخانات المنزلية بمدينة نيويورك. تعرَّض للتسريح من العمل، فوجد الفراغ الذي مكنه من اختراع اللعبة، ثم قام بطباعتها ونشرها بين أصدقائه، ولاحظ أنهم أحبوها وأصبحوا يتسلون بها في أوقات فراغهم، ولم يستغرق الأمر مدة طويلة، فقد تطور الأمر بمساعدة زوجته وابنه وصديقه فنان الغرافيكس لعمل لوحة اللعبة ووضع عليها أسماء استعارها من مدينة «أتلانتيك سيتي» وهي منتجع شهير يقع على ساحل نيوجيرسي جنوبي نيويورك، وخلال أشهر أنتج دارو نحو خمسة آلاف نسخة من اللعبة وباعها، ثم باع حقوق اللعبة إلى شركة صناعة الألعاب «الأخوان باركر»..
وهكذا جعلت هذه اللعبة دارو مليونيراً وأنقذت شركة الإخوان باركر من الإفلاس خلال فترة الأزمة الاقتصادية.
والآن وبعد مرور 75 عاماً على ابتكارها، ما زالت اللعبة الأكثر رواجاً في العالم، حيث يتم لعبها في 111 دولة ، وقد صدرت بـ 43 لغة منطلقة من الولايات المتحدة الأمريكية لتغزو كافة أنحاء العالم، وبحسب موسوعة غينيس فإن ممارسيها وصلوا إلى نحو خمسمائة مليون شخص منذ انطلاقها حتى سنة 1999م، ومع ثورة التقنية الرقمية حولت شركات البرمجة الحاسوبية اللعبة إلى برنامج إلكتروني ليتم لعبها من خلال أجهزة الكمبيوتر.

أضف تعليق

التعليقات