كتب عربية

ما بعد الثقافة: التداوليات اللانهائية
كتاب صادر عن المركز الثقافي العربي، بيروت (فبراير 2014م)، من تأليف الكاتب والشاعر السعودي ياسر حجازي، يناقش مفاهيم عدّة على رأسها الثقافة نفسها، وما يتداخل مع نشأتها من علاقة بالفرد والمجتمع والكيان والتشريع. كما يرصد تحوّلاتها في الواقع بعد تمهيد مفهوم «ما بعد الثقافة»، وعلاقة المفهوم بالتغيير على مستوى الحدث الواقع وعلى مستوى الفكر الصادر عن الواقع.
ويركزّ حجازي على «ما بعد الثقافة» عبر اتجاهين رئيسين: أحدهما على مستوى الأفراد عبر الفردية الذكية الخارجة عن وصاية المجتمع. والاتجاه الثاني هو على مستوى الحالة الإنسانية الثقافية التي تؤهل الانتقال من مفاهيم إلى أخرى من خلال الواقع وتحوّلاته.

إنتاج الثقافة العربية واستدراكها عبر الفضاء الرقمي
كتاب صادر عن مؤسسة الفكر العربي (2013م)، من تأليف جمال غيطاس، يرصد مواطن الضعف والقوة في الثقافة الرقمية العربية لجهة الإنتاج والاستهلاك. مستكشفاً البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات في العالم العربي، ولا سيما بين فئاته الاجتماعية المتنوعة على اختلاف مستوياتها الثقافية الرقمية.
كما يُطلع الكتاب القارئ على الأدوات التي يستخدمها جمهور الفضاء الرقمي العربي في قنوات الاتصال والتفاعل في ميدان الثقافة الرقمية. وتزداد أهمية هذا الرصد قوة في مرحلة حاسمة من تطوّر الثقافة الرقمية العربية ونموها تحت تأثير رياح التكنولوجيا العاصفة.

على حافة لوحة في المنعطف الموسيقي
كتاب شعري من تأليف الدكتور عبدالرحمن الخميس، صادر عن النادي الأدبي بالرياض (2014م)، ينطوي في غالبية نصوصه، كما يدل العنوان، على «تقاطعات» تستدعي إلى الوجدان وإلى الذاكرة نوعاً من الكتابة أطلق عليه «المعارضات الشعرية» التي تلتحم بأجمل القصائد. وهذا الالتحام منفتح على نحو شديد الغزارة وفق صيغة العصر، وما أنجزه عالم الاتصال من مساحة واسعة فتحتها شبكة الإنترنت عبر ما وفّرته من وسائل التواصل الاجتماعي ومن مواقع إلكترونية تُعنى بالشأن الإبداعي، وهذا، بالتحديد، ما تقاطع معه الكتاب.

ماذا حدث للسعوديين؟
المؤلف: غسان حامد عمر الموضوع:
النقد الاجتماعي
عدد الصفحات: 270 صفحة
الناشر: دار المناهل (2014)
هذا الكتاب هو مجموعة خواطر متفرقة لا يربطها ببعضها إلا كونها كلها مستقاة من التحولات التي طرأت على الحياة اليومية في المملكة خلال العقود القليلة الماضية. وقد جُمعت هذه الخواطر في اثني عشر فصلاً، أولها «قصة وطن»، وآخرها «ضوء في النفق»، وما بينهما كثير مثل «السعودة»، «مشكلاتنا ومسبباتها» و«عن أخلاقياتنا الحميدة».. الخ،

ويقول المؤلف في المقدمة إن «بذرة هذا الكتاب بدأت عام 2008م بعد قراءتي لكتاب الأستاذ الكبير جلال أمين «ماذا حدث للمصريين؟». فلقد لمست تشابهاً كبيراً في فصول الكتاب بين حياة المصريين وحياتنا من ناحية التغيرات الاجتماعية».

ويضيف الكاتب في مكان آخر: «لقد بذلت كل جهدي كي أصف المتغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي خلال ثلاثة عقود، لا لأكون متحيزاً، فأنا عندما أتحدث عن موضوع، فليس بالضرورة أن أكون مع أو ضد؛ مثلاً: لو قلت إن صور النساء اختفت تماماً من الصحف لعقدين حتى منتصف عام 2005م، فإنني أصف حال الصحف فقط.. وليس أكثر». ولكن رغم ذلك، يمكن للقارئ أن يتلمَّس مواقف المؤلف في مواضع عديدة، وإن كان بشكل غير مباشر، كما هو الحال من خلال الاستشهادات والاقتباسات التي كثيراً ما يختتم بها منفصلة تطرقه إلى فكرة معينة، أو توصيفه لأمر معيَّن. ولكن ما هو أهم من ذلك، هو في أن مجمل الأفكار والمواضيع التي تتطرق إليها هذه الخواطر، تكاد أن تكون «فهرسة» لاهتمامات الناس من حوله، وتساؤلاتهم وخواطرهم المستقاة من حياتهم اليومية وما طرأ ويطرأ عليها من تحولات.

في عين العاصفة
صدر عن دار جداول للنشر والترجمة، ويقع في 385 صفحة، جُمعت فيه مقالات الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- التي نُشرت في صحيفة «الشرق الأوسط» إبان حرب الخليج مابين 20 أغسطس 1990 و14 يوليو 1991م. في عمود بعنوان «في عين العاصفة». ولاحقاً، تغيَّر اسم العمود إلى «بعد هبوب العاصفة»، ثم إلى «على نار هادئة». وهي عناوين أبواب الكتاب الثلاثة نفسها، التي تناقش بالترتيب القضايا السياسية فالاجتماعية، يتبعها عدد من المقالات التي تناقش جوانب من الخلفيات الدينية آنذاك .

شواهد المرحلة… حوارات في الفكر والأدب
كتاب صادر عن نادي حائل الأدبي الثقافي بالتعاون مع دار المفردات بالرياض (مارس 2014)، من تأليف سالم التنيان، يشير إلى أنّ هناك جيلاً واجه أسئلة حقيقية وسعى للبحث عن أجوبة لها. ربما لأنّه أدرك مبكراً أنّ السؤال هو الباعث على البحث عن الإجابة. وهذا الجيل نشأ في السعودية، وهو جيل فاعل في الثقافة المحلية وكان جديراً، كما صرّح الكاتب، أن يقوم بمحاورته. وقد اختار حوارات صحافية أجراها مع أسماء شابة أسهمت بفاعلية في الساحة الثقافية السعودية. وتناولت الأسئلة مواضيع متنوعة من الحداثة إلى التراث إلى الأزمة الاقتصادية العالمية إلى الفلسفة والتفلسف والكون والفلك وثورة الاتصالات وغيرها كثير من المواضيع المهمة الأخرى.

زرياب
رواية صدرت عن دار الساقي للقاص والروائي السعودي مقبول العلوي، وزرياب هو اسم طائر أسود ذي صوت جميل، ولقَّب إسحاق الموصلي تلميذه شجي الصوت علي بن نافع المكنّى بأبي الحسن بهذا الاسم، فطابقه ولازمه بامتداد عمره من نهاية القرن الثاني حتى عام 230هـ.
تدور أحداث الرواية حول حياة هذه الأسطورة التاريخية الموسيقية الفذة، بإسهاماته الخالدة في عدد من جماليات الحياة البسيطة، انتقالاً من أقاصي العراق والمغرب العربي إلى قلب الأندلس. ويعرض فيها المؤلف عدداً من قصص التحولات والتناقضات المتناقلة بين الأماكن والأزمان، والأحداث والتعقيدات بلغة أدبية سلسة غنية بغنى السيرة والتاريخ.

دور العرب في تطوّر الشعر الغربي
المؤلف: عبد الواحد لؤلؤة
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر (ديسمبر 2012)
يتساءل د. عبدالواحد لؤلؤة في هذا الكتاب إن كان الشعر الإنجليزي قد تأثر في مراحل شتى بشعر لغات أخرى. فهل يا ترى كان للشعر العربي من أثر في تطوّر الشعر الإنجليزي وشعر تلك اللغات الأخرى التي أثرت فيه؟

تعود فكرة هذا الكتاب إلى عام 1971م حينما حصل لؤلؤة على تفرغ علمي من جامعة بغداد، كي يجري أبحاثاً في جامعة كمبريدج عن الشعراء التروبادور، ويتتبع دور العرب في تطوّر الشعر الأوروبي على اعتبار أنّ العرب أمّة شعر، ولا بد أن تكون لهم بصمة في شعر التروبادور الذي ظهر في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي في إقليم بروفنس، وأخذ عن الموشح والزجل خاصة، والشعر العربي الأندلسي بصورة عامة شكل القصيدة وموضوعاتها التي تحتفي بالحب الدنيوي.

يشير لؤلؤة إلى أنّ فتح الجزيرة الإيبيرية سنة 711م. من قبل المسلمين واستقرارهم في الأندلس لثمانية قرون هو الذي أسهم بشكل أو بآخر، في تطور شعر محليّ في إقليم الباسك، يُطلق على صُنّاعه ومبدعيه اسم الشعراء «التروبادور» الذين نهلوا من الموشحات والأزجال كثيراً، وازدهر شعرهم لمدة قرنين من الزمان.

وبعد أن شنّ البابا إنوسنت الثالث حملة عليهم وفرقهم، انتشروا في شمالي فرنسا وصقلية وإيطاليا وألمانيا قبل أن يعبر بعضهم إلى الجزر البريطانية مع شعراء البلاط في القرن الثاني عشر، ويترك تأثيره على سونيتات شكسبي، التي يتردد فيها أصداء التروفير والتروبادور وما ورثوه عن أجدادهم الوشّاحين والزجّالين.

كتب من العالم

إلى الرسالة:
احتفاء بفن كتابة الرسائل الضائع
To the Letter: A Celebration of the lost Art of the Letter :by Simon Garfield
تأليف: سيمون غارفيل
يبدو أن فن كتابة الرسائل بدأ بالاندثار مع ازدهار أساليب التواصل الحديثة مثل الرسائل الإلكترونية والرسائل القصيرة والتغريدات. ويمثل التراجع الأخير في كتابة الرسائل تحوّلاً ثقافياً كبيراً جداً إلى درجة أنّه بات من الممكن للمؤرخين أن يقسموا التاريخ بين ما قبل كتابة الرسائل وبعدها.
في كتابه «إلى الرسالة»، يتابع غارفيلد مسار الرسائل على اختلاف أنواعها عبر الزمن. ويؤكد على دورها المهم في مختلف المجالات الأدبية والعلمية وغيرها، ويطرح تساؤلاً حول ما يمكن القيام به لإعادة إحياء هذا الفن الذي لطالما ترافق وتحكم بمسار الحضارة الإنسانية على مدى العصور. ويقول المؤلف: إن في وضع الأفكار على الورق ما هو متفوق على وضعها على الشبكة. فمع الرسالة المكتوبة، أن تفكِّر بعمق أكبر، وتكتب بشكل أبطأ، والنتيجة هي شيء أثمن». الأمر الذي علَّقت عليه صحيفة «الغارديان» البريطانية بالقول: «الأمر صحيح. ولكن ما لم يتوقف عنده المؤلف بشكل وافٍ هو أن كتابة الرسالة هي شكل من أشكال الأداء. فعندما نجلس لكتابة رسالة، فإننا نصنع من أنفسنا شخصيات جديدة لإظهارها إلى الآخرين.. شخصيات أذكى وأقوى وأكرم مما نحن عليه. وهذا ما يجعل الرسائل محيِّرة للقراءة. ولكن هذا لا يعني أنها كتابات مبجَّلة.
إن الرسائل المكتوبة هي مثل الرسائل الإلكترونية، جيدة بقدر ما كتَّابها أناس جيِّدون.

مذكرات سنجاب
Memoires D’écureuil
تأليف: لميا شارلبوا
هذا الكتاب سلسلة من الأفكار الممزوجة بروح الفكاهة والذكاء المثير والتأمل الفلسفي، سبق أن نشرتها كاتبتها لمياء شارلوبوا على صفحات «الفيسبوك»، وأعادت جمعها مؤخراً في كتاب بعنوان «مذكرات سنجاب».
ومصدر العنوان، كما تقول المؤلفة يعود إلى ما لاحظته في السناجب الكثيرة التي كانت تتأملها من نافذة غرفتها في كندا، وبدت لها منهمكة في شؤون ثانوية لا تحمل هماً ولا غماً.
في هذا الكتاب، تأخذنا الكاتبة في رحلة من كندا إلى لبنان وأنحاء مختلفة من العالم، محاولة ألا تحمل معها أي ذكريات أليمة، بل تبقى مركِّزة على السعادة وأسبابها، بما يتلاءم مع حياة السنجاب وذاكرته. ففي سياق الفقرات والانطباعات الواردة في هذا الكتاب، يوجد كثير من الأفكار الفلسفية التي تركِّز على الإيجابية في الحياة.
ولمياء شارلوبوا هي إعلامية ومحاضرة وصحافية كندية من أصل لبناني، تعيش ما بين كندا ولبنان، عملت لفترة معلِّقة في راديو – كندا، قبل أن تتفرغ مؤخراً للكتابة. وكتابها هذا هو باكورة أعمالها.

ما الذي يجب أن يقلقنا؟:
سيناريوهات حقيقية تبقي العلماء في قلق دائم
What Should We Be Worried About? Real Scenarios That keep Scientists Up at Night by John Brockman
تأليف: جون بروكمان
يتناول هذا الكتاب ما يكشفه المفكرون البارزون اليوم عن التهديدات الحقيقية التي قد يتعرَّض لها العالم دون أن يتنبه إليها أحد.
ما الذي يجب أن يقلقنا؟ هذا هو السؤال الذي طرحه جون بروكمان على عدد من أبرز المفكرين في العالم. طلب إليهم الكشف عما يقلقهم من الناحية العلمية. وكانت الحصيلة هي عدد كبير من الأفكار التي قد تقلب فهمنا للعالم.
فقد كشف ستيفن بينكر عن المخاطر الحقيقية للحرب. وتأسف الحائز جائزة نوبل فرانك ويلزاك على الفرص الضائعة التي هُدرت لتجنب ظاهرة الاحتباس الحراري. واحتسب سيت لويد تهديد الأزمة المالية العالمية. وشرح نسيم طالب السبب الذي يجعل رجال الإطفاء يفهمون المخاطر أكثر بكثير من الخبراء الاقتصاديين، وتحدث مات ريدلي عن الصعود المتعاظم للخرافات، وتناول دنيال دينيت وجورج دايسون الآثار المحتملة لانهيار كبير الحجم في الإنترنت، وعبَّر دوغلاس ريشكون عن خوفه من «إنسانية تفقد روحها»، ونيكولاس كار عن «نفاد الصبر»، وتوقَّع تيم أورايلي عودة لعصر الظلام، واستكشف شيري توركل ما الذي يخسره الأولاد من خلال تواصلهم المستمر مع بعضهم، وحذَّر كيفن كيلي من وصول النمو السكاني في العالم إلى مستويات خطيرة قد تستدعي المواجهة الكبرى لخفضه، فيما حذَّرت سوزان بلاكمور من «فقدان المهارات اليدوية»، وغيرها كثير من الأفكار التي تتراوح بين عالم المال والفلسفة والفيزياء وعلم الأحياء الخ…

الكتابة على الجدار:
وسائل الاتصال الاجتماعي – الألفين سنة الأولى
Writing on the Wall: Social Media – The First 2000 Years by Thomas Standage
تأليف: توم ستاندج
في كل شهر يصرف مستخدمو «الفيسبوك» نحو 300 مليار دقيقة على هذا الموقع، أي ما يُعادل مجموعه 600,000 سنة. منتقدو وسيلة التواصل الاجتماعي هذه، يقولون إن رواجها يعود إلى العزلة التي تحيط بالإنسان في الحياة المعاصرة، في حين أن مناصريها يرون أنها وسيلة محفزة ثقافياً وإعلامياً وسياسياً. ولكن هل إن آليات وتأثيرات الخدمات المشابهة لـ «الفيسبوك» هي جديدة فعلاً؟
هناك كثير من النقاط المشتركة بين لفائف أوراق البردي والفيسبوك وتويتر، بما أنّ كليهما يمثل وسيلة التواصل بين الناس. وفي الواقع، كما يظهر توم ستاندج في كتابه «الكتابة على الجدار»، أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ليست جديدة على الإطلاق.
يستكشف ستاندج الغريزة الإنسانية للتواصل الاجتماعي والتقنيات السابقة للتواصل من أوراق البردي إلى الطباعة. فقد كان المراسلون والمسافرون ينقلون الرسائل المكتوبة على أوراق البردى في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية، وكانت أولى الصحف تلك التي أسسها يوليوس قيصر، وكان على جميع من يقرأها أن ينقلها وينشر أخبارها في حلقته الاجتماعية الخاصة. وكانت أقراص الشمع تشبه الـ iPad في عصرنا الحالي. ويلقي ستاندج الضوء على نقاط التشابه بين مخطوطة ديفونشاير والفيسبوك. ويتناول، من منظور تاريخي، المخاوف المتعلقة بتطوّر وسائل التواصل الاجتماعي الحالية، من كونها مصدر إلهاء وعزلة تؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية.