مثل ملامح الأوطان، يبقى هؤلاء محفورين في جدران الذاكرة، لا يدرك آثارهم المحو، ولا يعتري أحاديثهم النسيان، لأنهم حين تحدثوا ملؤوا الدنيا بما ينفع الناس، فمكث في الأرض، تقتات عليه عقول الأجيال، تتواصى به، وتتعهده بالري والرعاية، لينتقل من جيل إلى جيل. أحد هؤلاء الكبار الذين سطروا التاريخ أولاً، ثم تربعوا في أجمل صفحاته، المفكر الكاتب الأديب عبدالله بن خميس، الذي يحاول فريق القافلة في الأسطر الآتية رصد أبرز ملامح حياته الثرية، المكتنزة عطاءً وإبداعاً.
ربما توقف عن الكلام، ربما جفَّت محبرته، لكنه ترك للأذهان تلك الفضاءات التي ترتادها سبحاً في أفلاك المعارف والآداب، وترك للأبصار تلك الآفاق الرحبة من المتعة الفكرية التي يتلذذ بها متأمل سطور إرث الراحل الكبير، فقيد الأدب العربي، عبدالله بن خميس، الاسم الذي ارتبطت به قائمة طويلة من المنجزات الفكرية والثقافية، والذي ارتبطت به قبل ذلك واحدة من أهم السير الإنسانية وأروعها، لرائد طويل النفس من رواد الفكر والأدب العربيين، وراع أمين من رعاة الكلمة العربية.
رحلة حياة في درب الكلمة أمضاها فقيد الأدب العربي سادناً أميناً على خزانة الأدب والعلم والتاريخ
الأديب الحق هو من امتزج دمه وروحه بتربة وطنه وعاش مشكلاته، آماله وأحلامه… وبالتالي تطلع إلى معالجة قضايا الوطن الكبير
عبدالله بن خميس
قامة أدبية عربية حصدت شهادات الرواد، وترمقها الأجيال الجديدة بالدهشة والإكبار والإعجاب
الأديب ليس حراً طليقاً في كل ما يقول ويكتب، والأمة العربية ما زالت تقاسي من الغزو الفكري ومن الاضطهاد والفوارق الطبقية التي ينوء بها كاهل الأديب أو المفكر
عبدالله بن خميس
نبوغ مبكر، وسَبْح طويل في آفاق الفكر الإنساني، وذهن مشرع على جميع التيارات والاتجاهات
ابن النخيل
ولد العلامة ابن خميس في عام 1919م في قرية الملقى بالدرعية. درس في الكتاتيب، والتحق بدار التوحيد في الطائف، وهناك برز ولعه بالثقافة من خلال النشاطات التي كان يسهم فيها، حتى إنه أدار النادي الأدبي في الدار. في تلك السنوات المبكرة بدأ اسمه يشق طريقه شاعراً يعد بالكثير من المواهب، ولا سيما حين راح ينشر في عدد من الصحف المهمة، آنذاك، مثل «أم القرى». وحين نال شهادة الثانوية انتقل إلى كلية الشريعة واللغة العربية في مكة المكرمة، وهناك ازداد سطوع اسمه في فنون الأدب. حال تخرجه تقلد عدداً من المناصب الرسمية، وظل في الوظيفة الحكومية إلى أن تقاعد في عام 1972م. كان تقاعده بداية رحلة جديدة ثرية من عمره المكتنز بالمنجزات، إذ تفرغ للبحث والتأليف، فأسس نادي الرياض الأدبي وكان أول من ترأسه عام 1975م، وعمل عضواً في عدد من المجامع اللغوية العربية ومجالس إدارات مؤسسات ثقافية وإعلامية، منها جريدة الجزيرة، وكُلل مشواره الأدبي بنيل عدد من الأوسمة والجوائز الرفيعة، منها جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1982م، ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، فضلاً عن اختياره شخصية ثقافية لعام 2002م بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية. وعلى الصعيد الخارجي، قلّده الرئيس ميتران وسام الشرف الفرنسي، بدرجة فارس، كما حظي بوسام الثقافة من تونس من الرئيس الحبيب بورقيبة.
يرى بعض المثقفين أن الراحل أحد ثلاثة عُرف عنهم التأليف الموسوعي، إلى جانب حمد الجاسر ومحمد العبودي، إذ اشتهر بغزارة إنتاجه وتعدد مجالاته، وأكدوا أنه من حق ابن خميس على محبيه، أن يُجمَع تراثه الثقافي المتنوع، ويقدم للقراء من خلال مؤسسة ترعى إنتاجه وتتيحه للجميع، فتكون هناك مكتبة شاملة لإنتاجه، ينهل من معينها الباحثون، وتكون مقصداً لكل من يريد الاطلاع على نتاج علم من أعلام المملكة، كان مع صاحبَيه امتداداً لأعلام الثقافة والأدب من الرواد الذين جمعوا بين العلم الشرعي والتبحر في مختلف مجالات العلم والأدب، وقدموا لنا نتاجاً غزيراً تعجز بعضُ مراكز الدراسات والبحوث التي تضم عشرات الباحثين عن أن تغطي بعض جوانبه.
لقد نجح الراحل فوق كونه شاعراً مفوهاً، وأديباً متفرداً، وباحثاً واسع الاطلاع، ومؤلفاً موسوعياً ذا ثقل كبير، في أن يصبح حالة إبداعية نادرة الحدوث، ومصدر إلهام لرفقاء جيله من كبار الأدباء والكتاب العرب، فها هو ذا أمين نخلة، يبوح بمكنون ذاته تجاهه بعبارات بالغة المودة والتقدير لشخص الراحل والإعجاب بملكاته، تجسد كثيراً من مكانته العالية، رحمه الله، ومنزلته الرفيعة وسط مُجايليه، وخَلَفهم، يقول فيها: «لقد مسحت ربةُ الشعر سيادتكم بزيت العبقرية، ونضحته بماء الخلود، ثم ودعتك شاعراً كبيراً. نتعلم نحن الشعراء منك الصدق والجرأة، في عالم الأدب العربي الذي أصبح اليوم مومياء مكحولة الأجفان».
حالة إبداعية
وفيما يحتفظ التاريخ بشهادة عبقة في حق ابن خميس مثل تلك التي سطرها يراع أديب في قامة أمين نخلة، ترك لنا الراحل نفسه من المأثورات، والخطرات، ما يعمِّق الشعور بتلك الحالة والهالة من الإبداع التي أحاطت الراحل الشيخ عبدالله بن خميس الذي يقول: «الأديب الحق هو من امتزج دمه وروحه بتربة وطنه، وعاش مشكلاته، آماله وأحلامه…
وبالتالي تطلع إلى معالجة قضايا الوطن الكبير»، ويقول أيضاً: «الأديب ليس حراً طليقاً في كل ما يقول ويكتب، والأمة العربية ما زالت تقاسي من الغزو الفكري ومن الاضطهاد والفوارق الطبقية التي ينوء بها كاهل الأديب أو المفكر».
ويلاصق عبدالله بن خميس تراب الواقع بقدميه بقوله إن الأديب العربي «إذا لم يتفاعل مع أمته لإيقاظها فهو إنسان حالم والأحلام لا مكان لها على هذه الأرض».
وعبدالله ابن خميس، في الوقت نفسه، فارس الحرية وعاشقها الذي يقول متأسفاً: «إن ثمة بلاداً عربية تدعي الثورية وتتغنى بالتقدمية، بينما هي تغتصب الفكر وتخنق الحريات».
الإرث
يصعب على ما أنجزه الأديب عبدالله بن خميس، الذي غيبه الموت في 18/5/2011م، أن يؤول إلى النسيان. فابن خميس، مثل شخصيات نادرة حفل بها التاريخ الحديث في المملكة العربية السعودية، حفرت اسمها في الصخر. عانى الصعوبات وواجه التحديات، في مجتمع لم يكن يحفل برايات التنوير التي يحاول رفعها ابن خميس وجيله، أمام مجتمع كان يتشكل في طوره الأول، فجاء جيل ابن خميس ليأخذ بيده إلى نور العلم وتنوير العقل.
مثَّل الراحل المملكة في مناسبات عديدة. كما قدَّم العديد من المحاضرات داخل المملكة وخارجها، وأسهم بمشاركات في الإذاعة والتلفزيون. وبقي الشعر من أهم الجوانب في حياته الاجتماعية، فنظم الشعر في أغلب المناسبات الوطنية والعربية والإسلامية. وكانت المساجلات الشعرية والإسلاميات والفلسطينيات وشعر الطبيعة والمراثي من أهم قصائده الشعرية. ولأدب الرحلات في حياة عبدالله بن خميس وضع وموقع مهم، إذ قام برحلات في شبه الجزيرة العربية كاملة، ما جعل بعض المهتمين يجزم «أنه لا يوجد شبر في الجزيرة العربية لم تطأه قدم عبدالله بن خميس». زار معظم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج، إضافة إلى زيارته بعض البلدان في آسيا وأوربا وأمريكا الشمالية. أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب، وصال وجال في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.
كتب الراحل عن تعليم المرأة في وقت مبكر، وكذلك شملت كتاباته اقتصاد البلاد والثروة النفطية، كما شارك في الحملات الخيرية التي أقيمت في المملكة بشكل عام والرياض بخاصة لنصرة الفلسطينيين.
عبدالله بن خميس.. بأقلامهم
يقول وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، عن الراحل الكبير إنه تحوَّل «رمزاً لتلك القيم العلمية والأدبية التي تحتفل بها أجيال من المثقفين والمثقفات في وطننا العربي الكبير»، مشيراً إلى أن ابن خميس «مكتبة في رجل، فتراثه العلمي الباذخ يعيد إلى الأذهان أسماء تلك الكوكبة العظيمة من العلماء الأعلام في تراثنا الأدبي والتاريخي والجغرافي، بما أتاحه له الله من فسحة في العلم، وذاكرة ثرية وعت جليل المروي، شعراً ونثراً، فكان، بحق جبلاً من العلم».
وتتحدث ابنة الراحل، الكاتبة أميمة الخميس، وريثة قلم والدها، قائلة إنه استطاع أن يزيل البرزخ القائم بين الحلم والواقع، «ليسير به حتى مشارف مدن مسورة بمادة الأسطورة، محققاً بهذا كل شروط القصيدة الكلاسيكية والشاعر الفارس الذي يرصف قصائده بمادة النبل وأخلاقيات الفطرة الصحراوية». وتقول: «لربما اختار نجم سعدي أن أكون مطوقة بهذا المناخ، وهذه الفضاءات، أن أولد وحولي على مرمى النظر أحرف ومفردات، ويتبرعم الوعي على الجدران التي ترصف فيها الكتب من الأرض حتى السقف، ونكهة الأمسيات التي كان يقضيها أبي وأمي تحت شجرة ياسمين في الحديقة المنزلية، وهما منهمكان في مراجعة كتاب».
وعدَّ الدكتور عبدالله الوشمي الراحل قيمة ثقافية وأدبية كبرى «وتأتي هذه القيمة من خلال المسارات المعرفية والإدارية التي تكوَّن من خلالها، فهو ابن المؤسسة الإدارية بوصفه وكيلاً سابقاً لوزارة المواصلات، وهو ابن الإعلام، بوصفه ضمن المؤسسين لمساراته صحافياً وإذاعياً، وهو ابن القصيدة العربية الأصيلة بوصفه أحد الشعراء البارزين، وهو ابن الإدارة الثقافية بوصفه أول رئيس للنادي الأدبي، وهو ابن التأسيس الثقافي بوصفه مثقفاً فاعلاً على مستوى الأسرة، إذ جاءت أسرته مميزة من حيث العطاء الفكري، وهو ابن التواصل السعودي العربي بوصف صلاته الثقافية في المجامع العربية، وما زلت أذكر أحد زائرينا من المثقفين العراقيين، وهو يقول إنه يستمتع بالنمط العربي الفخم حين يستمع إلى القصائد ملقاة بصوت الشيخ ابن خميس».
فيما أكدت الكاتبة فاطمة العتيبي أن «ابن خميس لم يرحل أبداً عن التاريخ الثقافي السعودي، فلابن خميس فتحان مهمان: أولهما التنوير الإعلامي بتأسيسه لصحيفة «الجزيرة» وإيمانه بالكلمة تأثيرها واتصافها بالشفافية، وثانيهما اهتمامه الكبير بالثقافة الشفاهية الخاصة للصحراء عبر اهتمامه بتوثيق الشعر الشعبي، وهو بذلك سبّاق إلى الاحتفاء بما تهتم به المنظمات الثقافية العالمية في وقتنا الحاضر، إذ تُعد المحافظة على الثقافة والموروث الخاص دلالة وعي وتنوير غير مسبوقين يحسبان لابن خميس ولا شك. رحم الله التنويري ابن خميس، ومثله يرحل جسداً ويبقى بيننا دائماً ذكراً وتاريخاً».
ويقول علي الخشيبان إن المجتمعات عندما تفقد أدباءها «فهذا يعني فراغاً في المنظومة الثقافية والأدبية. وإذا كان الفقيد بحجم عبدالله بن خميس فإن الفاجعة كبيرة، فالأدباء والمفكرون يشبهون النجوم في السماء واختفاء أحدهم لا شك يعني ظلمة كبيرة، وهنا مفترق الطرق والفراغ في المنظومة الأدبية»، لافتاً إلى أن الراحل «عرفه المجتمع صوتاً عذباً من خلال إنتاجه الفكري وتلك السنوات التي حفر بها اسمه .
اليوم نحن نفقد عبدالله بن خميس ولكننا لا نفقد إنتاجه ومسيرته الفكرية. وما يستحقه منا هو أن نتعلم كيف صنع ابن خميس هذه المنظومة الرائعة من الفكر والأدب والتاريخ. فهذا الرجل من العلامات البارزة فكرياً وثقافياً في هذا الوطن الكبير، الذي لا ينسى وفاء أبنائه الذين يقدمون الكثير من أجله. ولعل الشيخ الجليل ابن خميس، رحمه الله، هو أحد أولئك الذين يستطيع الجيل الجديد أن يستخلص من سيرتهم الذاتية ومسيرتهم الفكرية معاني الوطنية والمثابرة والإنتاج».
ويرى الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أن ابن خميس «هو المؤرخ وهو الباحث وهو الذي أفاد من أبحاثه كثيراً من العلماء والباحثين، ولا تجد وسيلة من الوسائل إلا وللشيخ عبدالله بن خميس- رحمه الله- يد طولى فيها، لذلك نحس أن شخصية الشيخ ابن خميس شخصية فارعة الطول لها دور كبير في نشر الثقافة العربية السعودية بكل أبعادها وبكل ما يمكن أن تصبح عليه، ولذلك لا نجد باحثاً إلا ويعود إلى الشيخ عبدالله في أعماله الكبيرة والتي لا نستطيع إحصاءها»، مشيراً إلى أنهم حين أنشؤوا جمعية التاريخ والآثار في جامعة الملك سعود «كان الشيخ عبدالله بن خميس من الشخصيات التي دعمت هذه الجمعية وكان يأتينا ويلقي خطباً كثيرة، وكان مشجعاً للآثار بطريقة رائعة ومتميزة، وكنا صغاراً وكنا شباباً وكان يدعمنا هذا العلم الكبير في أبحاثنا وفي أعمالنا». وقال الأنصاري إن الراحل «من الشخصيات التي كان لها دور كبير فيما عرف بـ«طسم وجديس»، وكان من الذين يدافعون عن أن «طسم وجديس» كانت في نجد، وأن طسم وجديس كان لها دور في تلك المنطقة، وكنا نحن الشباب ننظر إلى «طسم وجديس» على أنها من الأساطير التي تروج قصصها في هذه المنطقة، وهذه الصورة في تصوري كانت من الأساطير التي لا وجود لها فيما عرف بدولة كندة. ودولة كندة عندما تذكر لا تذكر «طسم وجديس» مع أن الفترة التي يتحدث المؤرخون أو الأسطوريون كانت في تلك الفترة، ولماذا إذاً لم تذكر «طسم وجديس» مع وجود دولة كندة في هذا الوقت، لكن الشيخ ابن خميس كان مصراً على وجودها وكنت أقول إن «طسم وجديس» كانت موجودة ولكنها لم تكن إلا عن طريق موجود في التوراة قبيلة توشيم»، لافتاً إلى أن ابن خميس «مجادل جيد وكنت أتذكر له صراعاً مع الشيخ عبدالقدوس الأنصاري في منطقة مرات، وهل هي بفتح التاء أو سكون التاء، ولكنني أفخر بأنني كنت موجوداً في زمن هذا الجدل العلمي السليم، ولذلك أشعر أن الشيخ ابن خميس- رحمه الله- كان شخصية مرموقة ولها دورها في الحركة الثقافية في المملكة، وما هذه الأعمال الكبيرة التي هي جزء من أعماله الطيبة إلا نوع من أنواع الفخار الذي نفخر به».
مؤلفاته
• الأدب الشعبي في جزيرة العرب (الرياض، مطابع الفرزدق، عام 1378هـ.)
• المجاز بين اليمامة والحجاز. (صدر عن دار تهامة في الحلقة رقم 46 من سلسلة الكتاب العربي السعودي 1402هـ/1981م في جزء واحد)
• معجم اليمامة (صدر ضمن سلسلة (المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية).
• راشد الخلاوي (حياته، شعره، حكمه، فلسفته، نوادره، حسابه الفلكي، الرياض، دار اليمامة، عام 1392هـ)
• رُبى اليمامة (ديوان شعري)
• الدرعية (مطابع الفرزدق التجارية، عام 1402هـ)
• الشوارد. دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، عام 1364هـ.
• على ربا اليمامة: أصداء من الجزيرة العربية، ديوانان في مجلد واحد، مطابع الفرزدق التجارية، عام 1397هـ.
• من أحاديث السمر، قصص واقعية من قلب الجزيرة العربية، مطابع حنيفة في الرياض عام 1398هـ.
• من جهاد قلم: في النقد، مطابع الفرزدق التجارية عام 1402هـ
• أهازيج الحرب، أو شعر العرضة، مطابع الفرزدق التجارية عام 1402هـ.
• نتائج حرب حزيران، مطابع الجزيرة، الرياض.
• بلادنا والزيت، عن النادي الأدبي الرياض، عام 1399هـ.
• شهر في دمشق، عن مطابع الرياض، 1375هـ/1955م.