ملف العدد

الحرير

  • 52Malaf-58
  • 52Malaf-59
  • 52Malaf-61
  • 52Malaf-68
  • 52Malaf-69
  • 52Malaf-70
  • 52Malaf-71
  • 52Malaf-72
  • 52Malaf-73
  • 52Malaf-74
  • 52Malaf-111
  • 52Malaf-112
  • 52Malaf-113
  • 52Malaf-116
  • 52Malaf-117
  • 52Malaf-118
  • 52Malaf-119
  • 52Malaf-120
  • 52Malaf-121
  • 52Malaf-122
  • 52Malaf-123
  • 52Malaf-124
  • 52Malaf-125
  • 52Malaf-127
  • 52Malaf-128
  • 52Malaf-149
  • 52Malaf-150
  • 52Malaf-153
  • 52Malaf-154
  • 52Malaf-161
  • 52Malaf-164
  • 52Malaf-166
  • 52Malaf-168
  • 52Malaf-169
  • 52Malaf-172
  • 52Malaf-173
  • 52Malaf-287
  • 52Malaf-291
  • 52Malaf-292
  • 52Malaf-294
  • 52Malaf-295
  • 52Malaf-296
  • 52Malaf-1
  • 52Malaf-2
  • 52Malaf-3
  • 52Malaf-4
  • 52Malaf-5
  • 52Malaf-6
  • 52Malaf-7
  • 52Malaf-11
  • 52Malaf-14
  • 52Malaf-15
  • 52Malaf-22
  • 52Malaf-56
  • 52Malaf-57

ليس من اليسير أن تمسك في التاريخ بأول خيط الحرير وقد اختبأ دود القز على أغصان شجر التوت هنا وهناك. فهذا النسيج الذي صنع في الحضارة طريقاً، وفي الأناقة ذوقاً رفيعاً تعددت عواصمه، تنوعت الأنامل الذي تحيك من ألوانه، التي تبتسم للشمس، ملبساً وسجاداً ومتكأ.

ترك الحرير في كل مكان قصة وحكاية: من دمشق إلى الصين، ومن الشعر إلى تلك المساحات الساحرة التي شغفت بالحرير، أو شغف بها، تيهاً وجمالاً.

يجمع فريق القافلة في هذا العدد بعض حكايات الحرير وقصصه التي شغل بها الناس.

شجرة التوت..
وصانعة الحرير
الأساطير الصينية وحدها استأثرت بسر تاريخ خروج دودة القز، صانعة الحرير، إلى العالم، واكتشاف دورها الطبيعي في صناعة أثمن نسيج في العالم. إذ ترجع الأسطورة تاريخ اكتشاف دودة القز إلى عام 2700 ق.م على وجه التقريب، وأن المصادفة قادت زيلتش زوجة الإمبراطور هوانجدي، إلى اكتشاف سر الدودة العجيبة التي تتغذى على ثمار أشجار التوت وتنتج هذه الخيوط الرفيعة القوية التي اكتشف، فيما بعد، صلاحيتها لصناعة نسيج ذي صفات خاصة.

وبعيداً عن التفاصيل الكثيرة التي قد تفتقر إلى التوثيق، فالثابت تاريخياً أن الحرير اكتشف في الصين أولاً. وحافظ الصينيون على أسرار دودة الحرير من العالم الخارجي، لما يربو على ثلاثة آلاف عام، قبل أن تعرف هذا السر أي دولة أخرى.

والحرير الطبيعي نوعان، حرير مزروع أو مستزرع، وحرير بري. ينتج الأول دود الحرير الذي يربى على ورق التوت، ويمكن غالباً استزراع الحرير بصورة تجارية. وتنتج معظم أنواع الحرير الفاخر من دود زاحف أو يساريع أو يرقات عثة تسمى دود القز. ودودة القز عثة كبيرة بيضاء ذات أجنحة مخططة بالسواد، ويبلغ قياس العثة من نهايتي الجناحين خمسة سنتيمترات، كما أن جسم العثة قصير وأرجلها ضخمة نسبياً.

أما الحرير البري، ويسمى حرير التوسة، فيستخرج من دود الحرير الذي يتغذى بأوراق البلوط، وتنمو هذه الديدان حتى تصل إلى أحجام كبيرة خصوصاً في الصين والهند. ويصعب تبييض حرير التوسة لأن لونه الطبيعي بني أو أصفر غامق، كما أنه أقل لمعاناً من الحرير الطبيعي، ويستخدم حرير التوسة نسيج حشو في المنسوجات، ويخلط غالباً مع ألياف أخرى.

أسرار الحرير الصيني

صناعة الحرير هي كغيرها من الصناعات الصينية الأشبه بغزو يقض مضاجع الاقتصاد العالمي نتيجة تفضيلها على الصناعات المحلية وما يترتب عليه من عوامل اجتماعية. وتتوافر لدى صناعة الحرير الصيني شتى عوامل التقدم التقني في تطوير الأنوال الكهربائية، ما أدى إلى اختصار التكلفة والزيادة المتصاعدة في نسب واردات الحرير الصيني، وكذلك الوقت القياسي في تنفيذ أصعب المنسوجات الحريرية تعقيداً. كما للصين اليوم أيضاً نصيبها في تصدير الأنوال الكهربائية دون الاستغناء عن المهارات التقليدية المحلية لمراعاة تصدير منتجات حريرية تغطي شتى أنواع الطلبات.

ولا تزال واردات المنسوجات الحريرية الصينية في انتشار أكثر حتى وصلت نسبة الزيادة المسجلة إلى 23% بين عامي 2008 و2010، بالرغم من سياسات فرض الضرائب من قبل العديد من الحكومات. وحتى مع وجود هذه التحديات للحد من الصادرات الصينية لا يمكن الاستغناء عن استيراد ملايين الأطنان من خيوط الحرير الصينية لتدني أسعارها مقارنة بتكلفة التكرير في البلد المستورد.

وبفضل سياسات التجارة الليبرالية في الصين وثباتها الاقتصادي أصبح من المستحيل الاستغناء عنها، إذ يوفر الإنتاج الصيني من الحرير شتى طبقاته من الرخيص إلى الأثمن أنواعاً منه. ويشكل النساجون المسلمون من الصينيين النسبة الأعلى كونهم موجودين أصلاً في أماكن إنتاجه. ويتضمن العديد من أسماء العائلات الصينية ألقاباً ترتبط بمهن تكرير خيوط الحرير العديدة وحياكتها ونسجها. وفي اليابان أقامت الحكومة الصينية جمعيات يتم توجيهها من وزارة الصناعة لترويج الحرير الصيني وفي الوقت نفسه الحفاظ على مهن نسج الحرير يدوياً.

مدينة الحرير «الكويت»

هو من أهم المشاريع العقارية وأضخمها في الوطن العربي، تم الإعلان عنه عام 2006م وبدأ العمل فيه مع نهاية 2009م. سوف يستغرق إنشاء المدينة بالكامل 25 سنة تقريباً. تقع «مدينة الحرير» الكويتية في مدينة الصبية في المنطقة الشمالية للكويت، وتمتد على مساحة 250 كيلومتراً مربعاً. وكان الهدف الرئيس وراء هذا المشروع هو إيجاد بنية تحتية تستوعب النمو السكاني لدولة الكويت مع إيجاد فرص عمل للشباب، إضافة إلى تشكيلها عاملاً جاذباً للاستثمارات المحلية والأجنبية.

تضم مدينة الحرير «برج مبارك الكبير» الذي سيصبح أعلى برج في العالم بارتفاع 1001 متر (250 طابقاً), وسوف يُزوَّد بأحدث التقنيات المعمارية المقاومة للمناخ الصحراوي. تتألف المدينة من أربعة أجزاء رئيسة هي: المدينة المالية، المدينة الترفيهية، المدينة الثقافية والمدينة البيئية. ومن المخطط له أن تُصبح المدينة المركز المالي والتجاري والسياحي إقليمياً وسوف تبلغ تكلفة بنائها 25 مليار دينار كويتي (100 مليار دولار) تمتد على مراحل التنفيذ.

وتُعد مدينة الحرير أضخم مشروع واجهة بحرية في العالم، إذ يتزامن إنشاؤها مع مشروع إنشاء ميناء بوبيان الجديد المحاذي للحدود العراقية والإيرانية. وسوف يتم اعتماد أسس العمارة الخليجية التراثية في تصميم المدينة.

..وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ..
يكفي الحرير شرفاً ومكانةً أن يميِّزه الله، سبحانه وتعالى، من بين سائر المنسوجات ويجعله من ثياب أهل الجنة، في قوله تبارك وتعالى: (جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير«فاطر آية: 33»، وفي قوله: (إن الله يدخل اللذين آمنوا وعملو الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير «الحج آية: 23». ذكر أيضاً في القرآن الكريم من ثياب أهل الجنة السندس والإستبرق، وذهب الزجاج إلى أنهما نوعان من الحرير، ما يقصر ثياب الجنة، وفق رأي الزجاج، على الحرير حصراً. بيد أن لبس الرجل الحرير في الجنة، مشروط بألا يكون قد لبسه في الدنيا، كما أتت به السنة النبوية المطهرة، إذ صحَّ عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» متفق على صحته من حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. وعن علي، كرَّم الله وجهه، قال: أخذ النبي، صلى الله عليه وسلم، حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي». وقال صلى الله عليه وسلم في حلة من الحرير: «إنما هذه لباس من لا خلاق له».

وتكتمل روعة، حرير الآخرة، لباس أهل الجنة، حين نسمع إجابة سؤال خطر لرجل أعرابي جاء النبي، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَتُخْلَقُ خَلْقًا، أَوْ تُنْسَجُ نَسْجًا؟ فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟» فَأَكَبَّ رَسُولُ اللَّه،ِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟»، قَالُوا: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لا، بَلْ تَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ».

الحرير المكرَّم.. ثوب الكعبة

مكانة رفيعة احتلها نسيج الحرير، آسر الأذواق، باختياره كسوة للكعبة المشرفة التي تتجاوز تكلفتها عشرين مليون ريال، وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص والخالص، داخل مصنع مخصص لها بمكة المكرمة. ويقام في موسم حج كل عام احتفال سنوي داخل مصنع كسوة الكعبة المشرفة، يتم فيه تسليمها إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ثم تسليمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.

تبدأ مراحل تصنيع الكسوة بالصباغة، حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي في العالم، ويتم تأمينه على هيئة كرات من خيوط الحرير، مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي، تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار، وتزن الكرة «الشلة» نحو مئة جرام، وتطول خيوطها نحو ثلاثة آلاف متر تقريباً، بارتفاع 76سم، وتتم صباغته على جزأين هما: إزالة الصمغ، وتتم في أحواض ساخنة تحتوي على صابون زيت الزيتون، وبعض المواد الكيميائية، ثم تغسل بالماء عدة مرات حتى تعود للون الأبيض الناصع، والثاني الصباغة، وتتم في أحواض ساخنة تمزج فيها الأصبغة المطلوبة، وهي الأسود بالنسبة للكسوة الخارجية للكعبة المشرفة، والأخضر لكسوتها الداخلية.

في مرحلة لاحقة يصنع النسيج، بتحويل الشِّلل الحريرية إلى أكوام تتم تسديتها على ماكينة السداء، بتجميع الخيوط الطولية للنسيج بعضها إلى جانب بعض على أسطوانة تعرف بمطواة السداء، ثم تمرر الأطراف الأولى بهذه الخيوط داخل أسلاك الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج وتسمى مرحلة اللقي، أما الخيوط العرضية اللُّحمة للنسيج فتلف على بَكَر خاص تثبت داخل مكوك، يتحرك داخل الخيوط الطويلة ليكوّن المنسوج.

ثم تأتي مرحلة التصميم، وفيها يُعد المصمم دراسات للزخارف والخطوط في الفن الإسلامي، ثم توضع تصميمات مدروسة ترسم رسماً دقيقاً في المساحة المطلوبة ويتم تلوينها وتحبيرها، وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة، وكذلك تصميم الزخارف النسجية المنفذة على أقمشة الجاكارد، للكسوة الخارجية أو الداخلية. وتبقى مرحلة الطباعة، وفي هذا القسم يتم أولاً تجهيز المنسج، وهو عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يُشد عليهما قماش خام للبطانة، ثم يثبت عليه قماش حرير أسود سادة غير منقوش، وهو الذي يطبع عليه حزام الكسوة، وستارة باب الكعبة المشرفة. جميع المطرزات والطباعة تتم بوساطة الشابلونات، أو السلك سكرين، أي الشاشة الحريرية، ثم ينقل التصميم المراد طباعته على بلاستيك شفاف بلون أسود معتم ليصبح فيلم نيجاتيف، ثم يصور هذا الفيلم وينقل على حرير الشابلون، ثم يطبع وينقل التصميم على القماش مئات المرات.

تصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، و«الله جل جلاله»، و«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»، و«يا حنان يا منان»، كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سم، مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية، ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47م، ويتكون من 16 قطعة.

تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها 7.5م، وبعرض أربعة أمتار، مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية، ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. تبطن الكسوة بقماش خام، كما توجد ست قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء، وأحد عشر قنديلاً موضوعة بين أضلاع الكعبة. يبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5م بعرض أربعة أمتار، مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي. وبالرغم من استخدام أسلوب الميكنة، إلا أن الإنتاج اليدوي ما زال يحظى بالإتقان والجمال الباهر، حيث يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة.

تحريم لبس الحرير للرجال

إن من التربية الإسلامية الفضيلة أن تبدو على طبيعة الرجل قوته وصلابته، وعلى المرأة أنوثتها ونعومتها. كما أمر الإسلام بأن تتم تربية الصبيان بعيداً عن مظاهر الترف، وذلك حتى يكون الرجل قادراً على الكفاح في معترك حياته اليومية وحتى ميادين الجهاد في سبيل الله إذا اقتضى الأمر. ولشكل الحرير وملمسه ونعومته ما يضفي الكثير من الرقة، ولذا حرَّم الإسلام لبس الحرير على الرجال، كما حرَّم لبس الذهب للرجال للأسباب نفسها، ولكنه أباحهما للمرأة لما فطرت عليه من حب للزينة.

عن عبد الله بن زرير أنه سمع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، يقول: إن نبي الله، صلى الله عليه وسلم، أخذ حريراً فجعله في يمينه وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي». صحيح سنن أبي داود للألباني.

وعن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب رأى حلة سِيَرَاءَ من حرير فقال: يا رسول الله، لو ابتعت هذه الحلة للوفد وليوم الجمعة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة». رواه البخاري.

وعن عمر وأنس وابن الزبير وأبي أمامة، رضي الله عنهم، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة». متفق عليه.

الحرير.. هدايا الملوك

ما إن تقلب صفحات التاريخ وخصوصاً تلك التي جُبلت بزهو الملوك وافتخارهم حتى تجد الحرير قد احتل مكانته، فكان له نصيب بين أروقة القصور وحياة الحكام، فلطالما كان ذلك الساحر ينسج عبر نعومته نوايا طيبة تخاطب الود عبر إهدائه وتبادله لإبداء صفاء النية.

كانت الهدايا التي تُقدَّم إلى الملوك والأمراء تتجاوز مفهومها المادي وحتى قيمتها المعنوية لتكون جزءاً من تلك الأعراف الدبلوماسية، حيث توطد العلاقات الشخصية منها والعامة. وكان الحرير منذ القدم أشبه بذلك الدرب الرقيق الذي امتد بين الشرق والغرب محاكياً حضارات نابضة بالسحر والغرائب حتى قيل إنه في الشرق القديم كان الأمراء وذوو اليسر تُخاط لهم ثياب حريرية خاصة تُزيَّن بالذهب لإظهار مكانتهم، وكانت تسمى بالبروكار، وتنسج في الشام القديمة منذ الألف الرابع قبل الميلاد. لقد نسجت تلك الثياب الفاخرة من الحرير والديباج النفيس وارتداها الملوك والسلاطين وأكثرهم شُهرة في ذلك الوقت. أما العرب قبل الإسلام فقد كانت الثياب الحريرية بالنسبة لهم مصدراً للفخر لا يلبسها إلا الملوك والأمراء والسادة من ذوي المكانة، حتى كان لثيابهم حصة من قصائد المديح، فقد ذكر شاعر المعلقات لبيد بن ربيعة في مدحه أحد ملوك الغساسنة ثيابه الحريرية حين قال:
تحسر الديباج عن أذرعهم
عند ذي تاج إذا قال فعل

فالحرير ملازم لحياة البلاط الملكي منذ القدم، وهذا ما جعله دوماً في مقدمة الهدايا التي تقدم لذوي المنصب والجاه، لأنه جزء من الحياة الملكية.

وما زال الحرير حتى اليوم على رأس قائمة الهدايا التي تقدم للرؤساء والملوك، فنجد الصين المنتجة الأولى لأجود أنواع الحرير قد اعتمدته عبر حقب التاريخ هديةً رمزية للهوية الصينية، فقد أهدى الرئيس الصيني هو جين تاو للرئيس الأمريكي باراك أوباما لوحة من الحرير المطرز لصورة عائلة الرئيس الأمريكي.

في حين كان نصيب الأمير وليام حفيد ملكة بريطانيا وعروسه كيت ملتون من هدايا الحرير قطعة من الحرير الصناعي قدمتها جماعة هندية مدافعة عن حقوق الحيوان. وذلك تعبيراً عن مدى القسوة التي تنطوي عليها صناعة الحرير الطبيعي في الهند.

الدامسكو في سوريا

تميَّزت دمشق منذ القدم بصناعة النسيج وبخاصة صناعة الحرير. ولقد تعددت الآراء حول تسمية دمشق، فمنهم من يقول سُميت دمشق لأنهم دمشقوا في بنائها، أي عجّلوا. ومنهم من يعود إلى أصل كلمة «دامسكوس» المشتقة من كلمة «دامسكو» اللاتينية التي تعني الحرير الطبيعي، وهو ما تميَّزت به دمشق منذ قرون طويلة. أما شهرة الحرير السوري فقد بلغت المستوى العالمي منذ زمن بعيد، ما دعا الملكة البريطانية إليزابيث الثانية إلى اتخاذ الدماسكو المصنوع في دمشق كأساس لثوب زفافها في عام 1947م. ولقد نفذ قماش فستان زفاف الملكة في أحد معامل النسيج في دمشق، وهو من البروكار الدمشقي، وتزينه صورة عصفورين يقبلان بعضهما، ولقد انتشرت هذه النقشة بعد ذلك على أقمشة عديدة.

يعود تاريخ الحرير في سوريا إلى العصور الوسطى عندما كانت الشام آخر محطة تقع على طريق الحرير القادم من الصين إلى بلاد الرافدين وبادية الشام التي كانت مركزاً تجارياً متقدماً بين جميع الاتجاهات. لقد كانت القوافل الحريرية تستغرق في مسيرتها سنوات عديدة لتصل ببضائعها المتنوعة إلى الأسواق، كانت دمشق من المحطات الأكثر حيوية، ما جعل طريق الحرير العالمي عبر تدمر هو الطريق الأكثر سهولة وأمناً، ولا سيما تجارة الحرير التي تشابه التجارة بالذهب في زمننا الحالي. ومن ثمَّ انتشرت زراعة التوت واشتهر الحرير السوري لمنافسته الحرير الصيني جودة وإتقاناً، ومن ثمَّ تم إدخال صناعة الحرير إلى أوروبا عن طريق الخلافة الإسلامية في الأندلس.

في القرن الثامن عشر أصيبت تجارة الحرير بنكسة اقتصادية بعد فرض الحكومة العثمانية ضرائب باهظة على الصادرات من الحرير فكسد سوقها، حتى اقتصرت التجارة في الحرير على الأنوال فقط. وتوالت النكسات بعد زلزال عام 1822م وانتشار وباء الطاعون والكوليرا في عام 1832م، ما قضى على عدد كبير من الحرفيين في صناعة الحرير وحياكته، وتراجعت صناعته حتى بلغت الحد الأدنى لها بعد الحرب العالمية الأولى وارتفعت أسعاره. في زمننا الحالي ونتيجة لارتفاع أسعار اليد العاملة، تراجعت تربية دودة الحرير في معظم البلاد المنتجة له وتركزت في بلاد الشرق الأقصى، حيث ما زالت العمالة الرخيصة سائدة، كما كان لتراجع اللباس التقليدي المصنوع من الحرير الصافي الدور الكبير في تراجع الحاجة إلى نسيج الحرير، إضافة إلى دخول عصر الأنوال الآلية وهبوط قيمة حياكة الحرير.

الحرير الياباني

بعد احتفاظ الصينيين بسر صناعة الحرير لمدة ثلاثة آلاف سنة انتقل سرهم إلى اليابان في القرن الثالث قبل الميلاد من خلال هجرة صنّاع الحرير إليها نتيجة الكوارث الطبيعية التي ضربت الصين في تلك الفترة. واليابان هي في طليعة أكثر الدول تقدماً في صناعة نسيج الحرير، ولا تزال تصدِّر المنسوجات الحريرية عالية الجودة لصناعاته المختلفة من ملابس وأقمشة الستائر والأثاث، وذلك بالرغم من ازدهار بدائل الحرير الطبيعي من اليابان أيضاً مثل الرايون والبوليستر في الأسواق. كما تهتم الحكومة اليابانية بتجارة الحرير بشكل كبير وأقامت من أجله اتحاداً ولجنة هدفهما حماية تجارة الحرير الياباني من المنافسة وفي الوقت نفسه تحسين أحوال القرويين وتعزيز زراعة شجر التوت وتزكية إنتاجه في المناطق الريفية بهدف تنمية عدة مصادر اقتصادية تمتد من إنتاج الحرير.

في مطلع القرن العشرين قام المخترع الشهير ميشيو سوزوكي بتأسيس شركة سوزوكى للأنوال وتسبّب في حدوث ثورة صناعية في صناعة النول المتعدد الأذرع وسهل الاستخدام. وتوالت براءات اختراعاته لمدة أربعين سنة متتالية وضعت اليابان في الصدارة في تصنيع آلات النول المعقدة وتطويرها.
صناعة الحرير في الهند

تُعد صناعة نسيج الحرير في الهند على رأس الصناعات الهندية بواقع %28 من مجموع الصادرات بالرغم من شراسة المنافسة التصديرية مع الصين وضعف القدرة الشرائية محلياً، وتتركز صناعة الحرير في المدن الجنوبية كحيدر أباد بالرغم من وجود مصدر دودة القز في شمال الهند وتحديداً من جبال أسام. وعن طريق التجار الهنود الذين يسافرون عبر طريق الحرير انتقلت صناعة الحرير بشكلها النفيس إلى الدول العربية عن طريق رهبان وتمكنوا من نقل بيوض فراشة الحرير إلى بلاد الرافدين والشام.

وبما أن تجارة الحرير في زمننا الحالي تتطلب طريقة لثبات الأرباح العالية، تم الاتفاق غير المعلن على خفض التكاليف من خلال استغلال العمالة الرخيصة جداً، وهو ما سهل انتشار إنتاج الحرير من الهند. إلا أن هذا الاستغلال ما زال يثير حفيظة العديد من جمعيات حقوق الإنسان وحماية الأطفال ومنع عملهم نتيجة استغلال الفقراء والريفيين والأطفال في مصانع تتطلب العمل لمدة 12 ساعة على الأقل مقابل أجور زهيدة جداً. إلا أن هذا الحال ليس قصراً على إنتاج الحرير فقط، بل إنه منتشر في شتى الصناعات الصادرة من الهند، إلا أن عمليات تكرير خيوط الحرير الخام وتحويلها إلى نسيج تحتاج إلى العمل مع الديدان الميتة والتعرض لأبخرة معالجة كيميائياً في غرف رطبة ومن ثمَّ النسج على النول، ما يعرِّض الأطفال للحروق والالتهابات أكثر من غيرهم، عدا عن العنف المعنوي.

معجم الحرير

تعدَّدت الأسماء لنسيج تميَّز بالنعومة، ولا يتوافر إلا في أصقاع بعيدة من الأرض، ورغم ذلك خلب لب العربي منذ القدم، وتمنى أن يكون فراشه ولباسه من الحرير، فجاءه الوعد القرآني متوافقاً مع أحلامه وأمنياته.
الحرير قماش يتميَّز بالنعومة، يستخرج من دودة القز، وله أسماء عديدة منها:

ثوب من حرير، حيث سداه ولحمته من حرير أيضاً، ويمتاز بأنه غليظ ومنه يُصنع ثوب الكعبة، والديباج كلمة فارسية، ولها أصل عربي وهو دبج أي نقش وزين.
وهو أغلظ من الديباج، ولقد ذُكر في القرآن كملمح للنعيم فهو ثياب أهل الجنة.
وهو نوع من الحرير، لكنه أرق الحرير، وذكر في القرآن، حيث ذكر أن السندس بطانة الاستبرق.
وهو خيط الحرير الذي تصنعه دودة القز.
أو البروكار الدمشقي، وهو قماش حريري لامع يستخدم في نسيجه خيط من الذهب أو الفضة أو يستخدم الخيطان معاً.
الحرير الطبيعي و الحرير الصناعي

يُستخدم الحرير في صناعة شتى أنواع الملابس والستائر والمفروشات المنزلية، ولقد اعتمد الناس على الألياف الطبيعية في صناعة الأنسجة لحياكة الملابس وغيرها حتى أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام 1885م عندما سجل الفرنسي هيلير شاردونيه براءة أول اختراع للألياف الصناعية وأطلق عليها اسم الحرير الصناعي. وفي عام 1924م تم تغيير اسمه رسميًا إلى «الرايون» ويصنع من الألياف السليلوزية للقطن أو لب الخشب.

الحرير الطبيعي هو أحد الألياف الطبيعية التي تشمل القطن والصوف، ويرتبط طول ليف الحرير بحجم شرنقة دودة القز، ولذلك هو غالٍ ويشبه الكنز المكنون. ومن العلامات التي تميز الحرير الطبيعي هي عدم انكماشه عند تعرضه للبلل، وزيادة لمعانه وبريقه مع مرور الزمن على حياكته. على العكس من الحرير الصناعي المصنوع من لب الخشب أو القطن والذي ينكمش عند تعرضه للبلل وينطفيء بريقه مع الغسيل، كما أنه سريع التلف.

ولتفادي الوقوع في فخ الفرق بين الحرير الطبيعي والرايون نقوم بخطوات حسية يسهل تطبيقها، وهي: أولاً باللمس، فالحرير الطبيعي يصدر صوتاً يشبه حفيف الأشجار، وأما الرايون فلا يصدر صوتًا. ثانيًا بحرق قطعة صغيرة جداً من زوائد القماش الداخلية، فإن شابهت رائحتها رائحة الشعر المحترق فهو حرير أصلي، أما إن صدرت رائحة كرائحة الورق المحترق فهو حرير صناعي.

واليوم يستخدم الحرير الطبيعي بخلطه مع باقي الخامات الطبيعية والأنسجة الصناعية للحصول على خواص مميزة للمنسوجات، تجعلها راقية وفي الوقت نفسه على قدر عالٍ من قوة التحمل.

من الربيع إلى الخريف خيط من حرير
في فصل الربيع يبدأ منتجو الحرير في العالم بتربية دودة القز، تماماً، كمهنة الرعي، حيث يطلق الرعاة أغنامهم إلى المراعي في فصل الربيع. لكن ما يميِّز دودة القز أنها لا تتغذى إلا على أوراق شجرة التوت، ففي الصين، مثلاً، تقوم أكبر الشركات المصنعة للحرير الموجودة في مقاطعة جيانسغو الصينية بزراعة أشجار التوت عالي الجودة على مساحة تصل إلى 3000 هكتار، وتطلق الدود بين أوراقها وأغصانها، ما يؤهلها أن تنتج سنوياً أكثر من 2000 طن من شرانق الحرير الذي يُنسج، أو يُصدر بعضه، كشرانق، إلى بعض الدول الأوروبية لحله وغزله.

عندما يعلن الخريف تباشيره على مزارع أشجار التوت تكون دودة القز قد كفت عن الرعي واستكانت في شرنقتها الحريرية، فيبدأ موسم الحصاد لدى منتجي الحرير، وذلك بجمع الشرانق التي ينسجون منها خيوط الحرير. يمر خيط الحرير الذي يصل طوله في الشرنقة الواحدة من 800 إلى 1400 متر بمراحل عدة، من أول التفافه على الدودة، إلى جمعه كشرنقة، وغليّه في الماء، ومن ثمَّ حله على المغازل. يختلف خيط الحرير من واحد لآخر حسب طريقة حلّه والآلات المستخدمة في ذلك، فبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا تنتج أكثر أنواع خيوط الحرير رقة، وذلك بفضل أنواع من مغازل الحلّ المتطورة لديها، بينما البلدان العربية، كسوريا ومصر، تنتج أنواعاً أكثر سماكة. إن خيط الحرير يقاس بوحدة الدينيير، وهناك ثلاثة عيارات منه، فالعيار الدقيق يكون بين 9 و15 دينييراً، والعيار المتوسط بين 18 و30 دينييراً، بينما العيار السميك أكثر من 30 دينييراً.
إذا كانت الصين تُعد من أكبر الدول إنتاجاً للحرير الخام، فإن اليابان هي الدولة التي بفضلها ازدهرت مصانع الحرير، حيث قامت بتصدير أفضل أنوال نسيج الحرير إلى الخارج، ومن ثمَّ ازدهرت صناعة الحرير في البلاد الأخرى مثل إيران، ومصر، وسوريا التي بلغت ذروة إنتاجها للحرير في الستينيات الميلادية، لكن هذه الصناعة بدأت تتراجع بعد أن تم تغيير شجرة التوت بشجرة الزيتون. أما في إيران التي تُعد من أهم الدول المنتجة للسجاد المغزول من الحرير، فتقوم بعض العائلات بتربية دود القز في منازلهم، كما يقومون بحلّه على مغازل تقليدية، فالسجاد الحريري لا يتطلب ذلك الخيط الرقيق الذي تستهدفه دور الأزياء الأوروبية لملابسها.

برامج حريرية!

هل الحرير مجرد خيوط تنسج لتكون أزياءً أو سجاداً أو أثاثاً؟ هل يتجاوز الحرير إلى أبعد من ذلك، إلى حدود التقنية مثلاً؟!
لاسم سيلك، كما هو في اللغة الإنجليزية أو الحرير، إغراء يحمله ما خلف الاسم من الجودة والنعومة، لذا كانت البرامج الحاسوبية تحمل اسم سيلك لتقييم الجودة.

برنامج سيلك لإدارة الجودة التقنية لتطبيقات الحاسوب، وهو برنامج معترف به تجارياً كعلامة مسجلة، اختار علامة الحرير كدلالة على الانسيابية التي تعني سهولة التطويع والاستخدام. يقوم برنامج سيلك بإدارة استراتيجية تهتم باستخدام الجودة العالية في كل تطبيقات أي برنامج يتم تدشينه للحاسوب وجميع العمليات المتعلقة به، كما يُستخدم في تطوير فاعلية البرنامج ومرونته وتقييم وضعه التنافسي مقارنة بالسوق. وبما أن عمليات التقييم التي يقوم بها برنامج سيلك هي إلكترونية، فإن نتائج تقييمه يتم استقبالها بشكل رحب أكثر من التقييم البشري، وذلك يشجع العاملين على تقديم الأفضل والعمل ضمن فريق واحد، وبذلك يتوافر جو عمل ذو قيمة مضافة لتحقيق أهداف المشروع.

يرتكز مفهوم برنامج سيلك على نظام إلكتروني يتضمن مجموعة من الأدوات الإحصائية والعمليات الإدارية الأوتوماتيكية المبنية على توجهات فكرية يمكن تحقيقها من خلال فلسفة إدارية واضحة وممارسات عملية تقوم بمقارنة أداء البرنامج الحالي ونسبة عيوبه التي يمكن تحسينها ليكون أكثر فاعلية وكفاءة لتحقيق أهدافه. ولا ينحصر برنامج سيلك في إطار الإدارة فقط، بل يتعداها إلى تقييم الجودة في انخفاض شكاوى المستهلكين والنجاح في تنمية المبيعات وخفض التكاليف.

يتألف برنامج سيلك من خمسة برامج ثانوية جميعها تصب في سياق وضع خطوط عريضة تدل وترشد المبرمجين لتحقيق التطوير المطلوب، وكذلك على التطبيقات الإضافية التي تحسّن استخدام البرامج وكذلك تبسيط جميع العمليات داخله لتحقيق السهولة في الاستخدام من قبل المستهلكين الحاليين والمرتقبين في المستقبل.

SilkCentral® Test Manager هو برنامج تقييمي شامل يعمل على تقييم خصائص البرامج التقليدية من خلال كشف الاختلال في الجودة وإبراز الخصائص الجيدة وتبيين الصفات المميَّزة، ومن ثمَّ رسم خريطة افتراضية لجعل البرنامج ذا جودة أعلى أو أكثر بساطة أو أكثر تشعباً وعمقاً. كما يستخدم البرنامج في المرحلة ما قبل التدشين في الأسواق، ما يساعد على الحد من حالات الفشل بناءً على معطيات منطقية واضحة، ويتم استخدامه من قبل المبرمجين ومطوري البرامج ومديري الإنتاج.
®SilkTest برنامج تقييمي سريع يعمل على تقييم ملاءمة أي برنامج جديد للاستخدام الواسع، أي قدرته على تحقيق أهدافه من خلال خصائصه التقنية تحديداً، وملاءمته مع أهداف تصميمه، ويتميز برنامج «سيلك تست» بقدرته على تقييم «عامل العوائد من الاستثمار» وتحسينه. كما يساعد المهندسين والقائمين على تطوير أي برنامج على تحديد العيوب التقنية والتطبيقات الصعبة على المستهلك العادي ومن ثمَّ تقييم التعديلات وملاءمتها مع البرنامج ككل. ويتميز «سيلك تست» بخاصية الربط مع شبكة الإنترنت، ومن ثمَّ يتم تعديل البرنامج نفسه ليلائم أنظمة التشغيل المستخدمة في كل حاسوب ومن ثمَّ زيادة الإنتاج والفائدة المستدامة.

Silk4J™ and Silk4Net وهما برنامجان قائمان على التقييم من جهة الملاءمة مع تفضيلات المستهلك من حيث الجودة في الانسجام والمطابقة مع المتطلبات إلى أقصى درجة من الممكن أن يحققها البرنامج المنتج.

®SilkPerformer برنامج تقييمي أعمق من كل ما سبقه من حيث تحليل الكفاءة والفاعلية مهما بلغ ازدحام التطبيقات وكثرتها. ويُعد مبدأ «نجاح طويل الأمد من خلال تغطية جميع التفاصيل» هو مبدأ هذا البرنامج وما يفترض أن يحققه من إدارة جودة التطبيقات مهما بلغت دقتها وتشعبها وتحسين مستوى العمليات الإنتاجية والخدمية.

الحرير الصخري
يُشار إليه بالعربية بالحرير الصخري، أو الصخر الحريري، وهو من المعادن التي تتكون من سِليكات المغنيزيوم في الدرجة الأولى. يُعرف عالمياً باسم الأسبَستوس ويعرف أيضاً بالإيتيرنيت. شاع استخدام الحرير الصخري مع نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي في عزل المباني والمنشآت الحرارية وفي صناعة الملابس المقاومة للحرارة واللهب. كما لقي رواجاً كبيراً كعازل حراري يستخدم للأنابيب الناقلة للسوائل عالية الحرارة. ليس من المستغرب استخدامه في صناعة سيارات الإطفاء وكوابح السيارات وكذلك كمادة عازلة للأسلاك واللوحات الكهربائية.

في عام 1986م أصدرت منظمة العمل الدولية الاتفاقية رقم 162 في دورتها رقم 92 التي تعرف باسم «الحرير الصخري»، وتضمنت حظر استخدام هذا المعدن بجميع أشكاله والاستعاضة عنه بمواد ومنتجات أخرى أقل ضرراً. وفي عام 1993م صدر قانون في ألمانيا يقضي بحظر استخدام الأسبستوس كمادة بناء في ألمانيا، وفي عام 2005م صدر قانون بحظره في شتى دول الاتحاد الأوروبي.

يكمن خطر الحرير الصخري في استنشاق غباره من قبل المتعاملين به أو القاطنين في مبانٍ استُخدم فيها. ومن أخطر مضاعفاته الإصابة بسرطان الأغشية الرئوية، وقد فتكت هذه الأنواع من السرطان بعشرات العمال الذين عملوا في ورش بناء استُخدم فيها الحرير الصخري.

ملح وسكر..
رسم على الحرير
يعد الرسم على الحرير من الفنون التي تتطلب دقة ولمسة عالية الإتقان، نظراً لطبيعة قماش الحرير الرقيق والحساس وعالي التكلفة. يستخدم الرسم على الحرير في مجالات متعددة: ففي الأزياء يستخدم في الفساتين النسائية والأوشحة وربطات العنق والمناديل الصغيرة والقمصان. أما في مجال الإكسسوارات المنزلية ويستخدم في لوحات الحائط والوسائد الوثيرة وغيرها.

للرسم على الحرير ست تقنيات معروفة ومنتشرة وهي: الرسم على الحرير بالملح أو السكر، والرسم على الحرير بتقنية تحديد المساحات، والرسم على الحرير من دون تحديد المساحات، وتقنية الرسم العشوائي، والرسم على الحرير باستخدام الشمع، وتقنية الرسم باستخدام المواد الكيماوية.

كما يختلف الرسم على الحرير عن الرسم على الأقمشة المختلفة بمجموعة من الأدوات الخاصة، فلقماش الحرير أطر خشبية أشبه بالنول الذي يتم شده، تكبيره وتصغيره. كما توجد ألوان خاصة لهذا النوع من الرسم الرفيع الذي يتميز بكثافته. ويتم تثبيت الرسومات بمواد مثبتة خاصة أو بطريقة الكي بالبخار التقليدية.

الحرير في قصائد الشعراء

الدمقس والديباج والاستبرق والسندس أسماء عديدة للحرير، تختلف باختلاف أنواع الحرير بين الرقيق والسميك. فالسندس هو أرق الحرير، ولقد ذُكر في القرآن لباساً لأهل الجنة. أما الدمقس فهو الحرير اللامع الذي يسر الناظر إليه، ولقد شبَّه امرؤ القيس شحم بعيره الذي نحره للعذارى يوم دارة جلجل بالدمقس، يقول:
فظل العذارى يرتمين بلحمها
وشحم كهداب الدمقس المفتل

إن الحرير في عين الشاعر الجاهلي الذي تعود خشونة العيش في طلاقة الصحراء ترف ما بعده ترف، لذا كان الحرير بأسمائه العديدة في قصائدهم شاهداً على المجون والترف والحياة الملكية. فعندما نفتش عن مفردة الحرير في أبياتهم الشعرية نجدها تصاحب المرأة، الحبيبة، والمعشوقة.

عندما أُهدر دم الشاعر الجاهلي المنخل اليشكري جزاء تغزله ببنت النعمان بن المنذر كان الحرير والدمقس شاهدين على مجونه، يقول:
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير

وإن كان الدمقس تردد في قصائد الجاهليين، فإن الديباج، وهو الحرير الأكثر ثقلاً، تردد في الشعر الجاهلي وحتى العباسي، يقول امرؤ القيس في إحدى القصائد المنسوبة إليه:
تعلق قلبي بطفلة عربية
تنعم بالديباج والحلي والحلل
وإن كانت فتاة امرئ القيس تنعم بالديباج، فإن المتنبي في قصيدته الشهيرة في مدح سيف الدولة الحمداني «فديناك من ربع وإن زدتنا كربا» يقول:
فبوركت من غيث كأن جلودنا
به تنبت الديباج والوشي والعصبا

فلقد شبَّه جزيل عطاء سيف الدولة بالغيث الذي يكسوهم ترفاً وديباجاً. لقد تغيَّر أسلوب الحياة في العصر الجاهلي إلى العباسي. ففي الجاهلي كان الترف الحريري الذي تنعم به النساء مسوغاً للتغزل، بينما في العصر العباسي غاية الفرد الوصول لهذا الترف.

وإن كان الإستبرق بطائن ملابس أهل الجنة وهو أغلظ من الديباج، فإن الشعراء وظفوه في مدائحهم، فهاهو أبو تمام يمدح الحسن بن وهب فيقول:
صافي الأديم كأنما ألبسته
من سندس بُرداً ومن إستبرق
لقد تردد الديباج والإستبرق والحرير والسندس في قصائد الشعراء العرب القدماء مادحين ومتغزلين بهذا النسيج الذي يمثل ترف الدنيا ونعيم الجنة.
أما في الشعر الحديث فيطول ذكر الحرير، ولعل محمود درويش هو من أسبغ على الحب ترف الحرير حتى لو كان حافياً في الطرقات، يقول في قصيدة سماء منخفضة:
هنالك حب يسير على قدميه الحريريتين
سعيداً بغربته في الشوارع،
حب صغير فقير يبلله مطر عابر
فيفيض على العابرين

طريق الحرير في الصين

للحرير والصين تاريخ يعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد، أتقن خلالها الصينيون شتى طرق استخدامه وتطريزه وأخيراً صناعته، وأدركوا قيمته إلى حد أنهم كانوا يشترونه مقابل وزنه بالأحجار الكريمة. لذا لم يكن من المستغرب أن تكون الصين هي المصدر الرئيس لمزارع دود القز وقماش الحرير لفترة زمنية تمتد إلى قرون. وما لبث أن ازدهرت تجارة الحرير وكثرت حركة القوافل المتجهة من الشرق إلى الغرب، لتمر في طريقها بمسارات ما لبثت أن ازدهرت مع طفرة الحرير وحملت اسمه ويصبح من أقدم الطرق التجارية شهرة في العالم القديم.

وطريق الحرير هو من ضمن المسارات التجارية التي تربط الصين بأواسط آسيا وشمال أفريقيا وأوروبا، حيث اشتهرت معظم المسارات التي تسلكها القوافل التجارية من الصين وإليها بطريق الحرير. لذا فإن طريق الحرير هو كنية لشبكة من الطرق الفرعية التي تصب في طريقين كبيرين، أحدهما شمالي (كانت تسلكه القوافل خلال الصيف) والآخر جنوبي (كانوا يسلكونه خلال الشتاء وتراكم الثلوج في الشمال).

كان لطريق الحرير بُعد ثقافي واجتماعي تتعدى مهمته الحاجة اللوجستية، إذ إنه تجاوز المنفعة الاقتصادية إلى آفاق إنسانية أعمق، فانتقلت عبره الأديان دخولاً وخروجاً، وصناعة الورق، والعديد من الأنماط والنظم الاجتماعية. ولم تندثر أهمية طريق الحرير كلياً إلا بعد افتتاح قناة السويس مع نهاية عام 1869م، ففي حينها اتصل المسار التجاري البحري الآتي من آسيا إلى أوروبا من دون الحاجة إلى طريق بري. حصل طريق الحرير على اسمه عام 1877 من قبل عالم جغرافي ألماني يدعى رايشتوفين.

السجاد الإيراني
بساط من الريح والحرير

عندما يُذكر الحرير يُذكر السجاد الإيراني كأروع التحف المنسوجة من الحرير، إذ تتداخل الخيوط الحريرية فيه بدقة متناهية وعقد عديدة في السنتمتر الواحد لتخرج لنا لوحة منفردة البهاء. إن للسجاد الإيراني الذي يمتاز بأنه أرقى أنواع السجاد وأعلاها سعراً، حكاية تُروى حول تراث أجيال تعاقبت لمئات الأعوام على إبقاء هذه الصناعة في الصدارة. لقد عُثر في إيران على أول سجادة حيكت يدوياً في العالم في إحدى مقابر العصر الأخميني التي تعود إلى 400 عام قبل الميلاد. يطلق على هذه القطعة اسم «بازيريك»، ويعتقد أنها كانت تستخدم كسرج للخيل. تطورت صناعة السجاد الإيراني واشتهرت عبر العصور. في عصر ما قبل الإسلام، ذاع صيت سجاد بهارستان المطعَّم بخيوط الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وفي العصر الإسلامي وضعت الزخارف الإسلامية بصمتها عليه. أما في عصرنا الحاضر فقد تمازجت عراقة الماضي بأصالة الحاضر، ولم تبق دولة إلا وأغراها الحصول على هذا السجاد الفاخر.
للسجاد الإيراني عشاقه وهواة متابعة مستجدات تصنيعه، ولذلك نجده يحتل موقعاً دائماً في معارض الفنون والتراث. نرى هذا الفن يجوب العالم وينتقل من متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، إلى المتحف الإسلامي في إسطنبول والقاهرة، وصولاً إلى سوق واقف في قطر.أُفتتح، مؤخراً، مزاد علني في بريطانيا لبيع سجادة إيرانية تعود ملكيتها لأول قاضٍ إيراني لشؤون المواصلات قبل 350 عاماً.
يختص السجاد الإيراني بميزة الحفاظ على لونه، فجميع الألوان مستخلصة من مصادر طبيعية، كورق النبات، وبتلات الأزهار، وقشور الفواكه، والتربة الحمراء، وبعض المصادر الحيوانية. أما الحرير المستخدم فيُعد من أجود أنواع الحرير في العالم ويجلب من منطقة مجاورة لبحر قزوين معروفة بكثرة يرقات العث. إن موقع إيران الجغرافي وتوافر الموارد الطبيعية بها ساعداها على الاستمرار في الاعتماد المحلي في هذه الصناعة.

تتميز بعض القطع بنوع المجوهرات الداخلة في صنعها كالياقوت والزمرد. ويختم السجاد عادة بعلامة تحمل اسم العائلة المصنعة له. وأبرز المدن المصنعة هي: تبريز، أصفهان، نائين، كاشان، كرمان، أراك وقم.

فتيات الجيشا..
بين الحرير والتاريخ

ترجم الحرير بسحره عوالم الجمال والرفاهية، واختصر بنعومته دلالات الرقي، وبقي خياراً مثالياً للوصف عبر نوافذ أسطورية مخملية، وفكرة اقتنائه داعبت دوماً مخيلة النساء حتى احتل موقعاً أثيراً في نفوسهن. وكسائر النساء كانت المرأة اليابانية غير بعيدة عنه، فقد عُرف عنها توقها إلى ذلك المنسوج الرقيق في زيها التقليدي المسمى بالكيمونو، حيث عُدَّ الحريرالنسيج الأمثل له.

إلا أن ذلك الحرير كان ذا خصوصية مع كيمونو فتيات الجيشا اليابانيات الباحثات عن الشهرة والجمال في عالم الفن الياباني القديم، فيبدو كيمونو الجيشا منساباً بحريره، ورهافة طياته، وزخم ألوانه، على أجساد الجيشاوات المتواريات بخفة خلف تبرجهن الصاخب. وعُدَّ ذلك الثوب ثروة بمفهومها المادي والرمزي، فقد يصل ثمنه، أحيانًا، إلى أكثر من عشرة الآف دولار، كما يورث الكيمونو بين أجيال فتيات الجيشا لقيمته الفنية والجمالية العالية.

يُخاط الكيمونو المصنوع من الحرير بالعديد من الطبقات لتصل، أحيانًا، إلى اثنتي عشرة طبقة، تشكل معاً توليفة من التناسق التصميمي، كما كانت تسدل أكمامه وأذياله طويلاً لتبدو الفتيات كفراشات وهن يؤدين رقصاتهن الترفيهية، لتظهر الفتاة بهذا الثوب سحرها وفنها المجبول بملامح أنثوية تحاكي ثقافة فنية فريدة. وللكيمونو أنماط عديدة يحدِّدها، أحيانًا، الموسم، فتزين تلك الأثواب الحريرية بأزهار الربيع وفراشاته، ونوارس الصيف، وأشجار الصنوبر والقيقب، التي توحي بمراسيم الخريف والشتاء.

أما تاريخ تصميم هذا الثوب التقليدي فيعود إلى تأثره بملابس هانفو الصينية التقليدية التي انتقلت إلى اليابان عبر الأسفار بين البلدين، والتي كانت واحدة من أكثر التأثيرات للثقافة الصينية في اليابان في القرن الخامس للميلاد. ومن المعروف أن الفضل في الاكتشاف الأول للحرير يعود للصين في عام 2700 ق.م، على يد الإمبراطور الصيني أنجدي، حيث بقي سر صناعة الحرير في الصين ثلاث مئة عام منذ اكتشافه، حتى خبأت إحدى أميرات اليابان بيوض دودة القز في شعرها وسربته إلى بلدها، حينها بدأت صناعة الحرير تنتشر في اليابان وبخاصة في المناطق شديدة البرودة، حتى غدت ثاني بلد على مستوى العالم في إنتاج ذلك النسيج الساحرالذي كان أساس صناعة الكيمونو. وعبر مراحل زمنية وحقب تاريخية عديدة تطورت ملامح الكيمونو الحريري الياباني، إلا أنه وبعد أن ضرب زلزال كانتو اليابان عام 1923م أدى حجم الدمارالذي خلفه إلى انتشار الفقر، وأصبح من يلبس الكيمونو الحريري عرضة للسرقة والهجوم من اللصوص، فأصدرت قوانين تمنع ارتداء الكيمونو بين موظفي الدوائر والمؤسسات العامة، ومنذ ذلك الوقت انحسر ارتداء ذلك الزي الحريري، لكن بالرغم من اعتماد الملابس الغربية الحديثة عند نساء اليابان حالياً إلا أن الكيمونو المصنع من الحرير ما زال، حتى الآن، ذا مكانة اجتماعية وثقافية في اليابان.

Silk فلم
كم هو مؤلم الحرير!

بإيقاع هادئ من الريف الفرنسي ونفحات بساتين ورد الليلي الناعمة، تدور أحداث فلم «الحرير» التي استقت أحداثها من رواية كتبها الإيطالي أليساندرو باريكو الصادرة عام 1996م.

تدور أحداث الفلم والرواية «حرير» في منتصف القرن التاسع عشر، إذ تحكي قصة الشاب هيرفي جونكور الذي ترعرع في حضن عائلة تحلم بأن ترى ابنها ضابطاً في الجيش الفرنسي. يكبر الشاب ويرتبط بهيلين التي أحبها، وتكبر أحلامه بعيداً عن الجيش وخدمته. حيث يصبح جمع بيض دودة القز المنتجة للحرير والمتاجرة به شغفه الأول، لكن لسوء الحظ ينتشر داء البيبرين في المزارع ويقضي على البيض، وهكذا يأخذ شغف الحرير بجونكور بعيداً عن زوجته ووطنه.

يعبر الشاب البحار والجبال والوديان ليصل إلى اليابان التي يندر أن تخطئها قدم أوروبي في ذلك الوقت. ما جعل هيرفي يقضي أشهراً طويلة قبل أن يعود إلى فرنسا حاملاً صناديق من البيض المجمد. تدفع به هجرته شبه الدائمة إلى اليابان للتعرف على الفتاة هاراكي اليابانية ويهاجر بقلبه إليها. تعلم زوجته هيلين بالأمر، لكنها تبقيه طي الكتمان، وينتهي بها ألم غدر زوجها إلى ملازمة الفراش من دون أن يعلم أحد ما ألمَّ بها. يعود جونكور إلى فرنسا ليطبب زوجته، وفي تلك الأثناء، تصله رسالة باليابانية تنبض حباً وشوقاً من دون توقيع مرسلها. يأخذه الحنين الذي يلف الكلمات إلى حزم حقائبه للعودة لحبيبته اليابانية، لكن وفاة زوجته قطع خطة سيره.

يتفاجأ بعد حين أن الرسالة التي من حبيبته اليابانية لم تكن سوى رسالة من زوجته المكلومة تُعبِّر فيها عن حزنها، وتتمنى له حياة أفضل في هجرته جسده وقلبه إلى عالم الحرير الوهمي. لم يدم حب جونكور للفتاة اليابانية ولم تلبث بيوض القز أن تلفت جميعها.

تقوم بدور هيلين ممثلة هوليوود المتألقة كيرا نايتلي Keira Knightley، ويقوم بدور جونكور الممثل الأمريكي مايكل بت Michael Pitt. الفلم من إخراج الفرنسي فرانسيس جيراد François Girard.

مسلسل حراير
مسلسل تلفزيوني كويتي تم عرضه في شهر رمضان 2007م. كتبت المسلسل للتلفاز الدكتورة فوزية الدريع مقدمة برنامج سيرة الحب الشهير والخاص بحل المشاكل العاطفية و الاجتماعية. تناول المسلسل قضايا المجتمع البرجوازي ورحلة البحث الدائم عن السعادة الحقيقية وما يرافقها من مغريات الطمع والجشع، كما قام المسلسل بإلقاء الضوء على الأمراض النفسية وسن اليأس وغيرها من المشاكل النفسية والاجتماعية المتعددة التي يتم إنكارها في مجتمعاتنا، إضافة إلى متاهات الانحلال الأخلاقي بين الأسر الثرية والطبقة الاجتماعية التي تتمتع بالمال والسلطة والنفوذ. وحظي المسلسل بنسبة متابعة لافتة من قبل المشاهد الخليجي، كما ساهم في إحداث نقلة نوعية في تطوير الدراما الكويتية نحو طرح المواضيع بشفافية عالية. وشارك فيه عدد من نجوم الدراما الكويتية ومن بينهم الفنانان الكبيران محمد المنيع ولطيفة المجرن.

كتاب لإنقاذ الحرير
أطلقت الباحثة مايا الكاتب نداءً تستنجد فيه من ينقذ الحرير السوري من خلال كتابها الجديد: «الحرير السوري صورة لإرث ثقافي حي». من خلال ستة فصول مصحوبة بصور جذابة، تستعرض الكاتبة تاريخ الحرير وأسباب تراجع صناعته، وتقترح حلولاً للحكومات والتجار، مرفقة حديثها بإحصائيات دقيقة لم يسبق أن جمعت. الحرير في نظر مايا هو موروث تاريخي وحضاري على سوريا أن تحافظ عليه، إضافة إلى أن سوريا هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تملك شرانق دود الحرير، علاوة على توافر المناخ الملائم له. إن تعزيز هذه الصناعة يحدّ من نسبة البطالة، حيث يوفر عملاً لسكان الريف، وينقل الأفراد من عقلية المستهلك إلى المنتج. الحرير هو واجهة جمالية وثقافية يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في استقطاب التجار والسياح إلى سوريا.

لوحة من الدولارات بطلها الحرير

ربما لن تصدِّق أن لوحة حريرية نُفذت في عام 1962م قد بيعت عام 2009م في مزاد سوذبي بمبلغ ضخم وصل إلى 43 مليون دولار، بينما اللوحة عبارة عن 200 دولار فقط، ومستنسخة من فئة الدولار الواحد.

تبدو المفارقة غريبة بعض الشيء، إذ كيف 200 دولار مستنسخة تباع بمبلغ 43 مليون دولار؟!
إن لوحة «ورقة فئة 200 دولار» للفنان الأمريكي آندي وارهول تُعد من اللوحات المعاصرة، ولقد راهن الخبراء على أن هذه اللوحة لن تصل إلى نصف هذا المبلغ الذي وصلت إليه، لكن يبدو أن الأسلوب الذي نُفذت به هذه اللوحة كان سبباً في جعلها تصل إلى هذا الرقم الفلكي، حيث نفذت بأسلوب الطباعة بالحرير «السيلك سكرين»، وهو أسلوب بديل عن الطباعة بالإستنسل، حيث يضمن الدقة التامة في العمل، ولقد كان عمل وارهول في المئتي دولار إبداعاً طباعياً، وذلك من خلال الشاشة الحريرية، حيث كان عمله في ذروة الإتقان بالنسبة لأوائل الستينيات الميلادية.

أضف تعليق

التعليقات