1
حرير العنكبوت
عند انطلاقتها، شاع اسم الشبكة العنكبوتية على الإنترنت. وفي واقع الامر، لا يزال هذا التعبير قيد الاستعمال من قبل كثيرين. مطلقو الإنترنت، وزارة الدفاع الأمريكية، استعاروا الاسم من عالم العناكب وشبكاته.
لكن، على الرغم من احتواء هذه الشبكة، بعد العقود القليلة من انطلاقتها، على معظم معارف الإنسان وعلومه بشكل لم يسبق له مثيل، فهي عاجزة عن معرفة خصائص وتكوين وأسرار حرير العنكبوت وشبكته نفسها.
وتقول عالمة البيولوجيا «كريستي كوسكي» من جامعة ستانفورد، «إن شبكة العنكبوت هي من أكثر أشكال الطبيعة تعقيداً وغموضاً. لا يوجد على الإطلاق ما يماثلها، مُطها أو احنِها أو انقعها لكنها تعود كما كانت. إنها أقوى من الفولاذ بخمس مرات…وأقوى من «الكيفلار» أو المادة التي تصنع منها السترات الواقية من الرصاص».
وتصف «كوسكي» في مقالة نشرت في مجلة «نايتشر ماتيريالز» الاختبار الأول من نوعه على خيوط الشبكة الحقيقية وهي قيد التشكل بواسطة منظار الطيف. فخيوط العنكبوت الحريرية تتصف بمرونة لامثيل لها عند تفاعلها لأي مجموعة ممكنة من الضغوط المختلفة. وتضيف «إن هدفي هو فهم هذه الظاهرة…..في سبيل صناعة ألياف تستعمل في الهندسة وخصوصاً بناء الجسور».
2
الرياضة والدماغ
منذ فترة طويلة وعلماء الدماغ ينصحون الأفراد وخصوصاً كبار السن بتشغيل عقولهم باستمرار لمحاربة أمراض الدماغ المختلفة. كأن يلجأ هؤلاء إلى فك الكلمات المتقاطعة أو حل مسائل حسابية أو الإسهام في حل مشكلات الآخرين أو مزاولة الرياضة وما إلى ذلك. لكن تبيَّن في بحث جديد أنه ليس فقط مزاولة الرياضة تحفِّز وظائف الدماغ، بل مجرد أن تكون مشجعاً لأحد الفرق الرياضية يحسن المهارات اللغوية عند مناقشة هذه الألعاب.
فقد قام فريق من قسم علم النفس وعلم الدماغ في جامعة شيكاغو باختبار على فريق من لاعبي الهوكي ومشجعين لهذه اللعبة وكذلك مع أفراد لا يلعبون ولا يشجعون. ويقول «سيام بيلوك» إن استيعاب اللغة التي استعملت في النقاش حول اللعبة ضمن حلقتين؛ واحدة خلال اللعب وأخرى بمعزل عنه، اختلف اختلافاً بيناً. لقد كان الاستيعاب والفهم لمدلولات المفردات سهلاً خلال مشاهدة وتشجيع الفرق، بدليل النشاط غير العادي الذي سُجل في منطقة الدماغ المختصة بالتخطيط والسيطرة على الأعمال.
3
البدانة وتوقيت الطعام
أصبح معظم الناس يعرفون أن البدانة هي مرض العصر. وأنها مرتبطة بنمط الحياة الذي تغيَّر بشكل كبير جداً عما كان عليه طوال تاريخ الإنسان. والذي يتعلق أساساً بكمية ونوعية الطعام الذي نتناوله. لكن علماء الغذاء اكتشفوا، بالإضافة إلى صحة الاعتقادات هذه، أن هناك عاملاً آخر لا يقل أهمية؛ توقيت الأكل. هذا ما تبيَّن لفريق طبي من جامعة بنسيلفانيا الذي نشر نتائجه حديثاً في مجلة «نايتشر مديسين».
من المعلوم أن للإنسان والحيوان ساعات في كافة أعضاء الجسم تنظم الحركة العامة متصلة بساعة رئيسة في الدماغ. ومن المعلوم أيضاً أن لكل مخلوق توقيتاً للأكل يختلف عن الآخر: نحن البشر نأكل في النهار، أما الفئران فتأكل في الليل.
تلاعب الفريق المذكور بساعات الخلايا الدهنية لإحدى الفئران وقدَّم نفس كمية ونوعية الطعام لواحدة أخرى بنفس الوقت وكرر ذلك لعدة أيام. الفأر العادي أكل كعادته في الليل، أما الآخر فأكل في أوقات مختلفة. والنتيجة كانت أن الفأر الذي لم يأكل في الليل زاد وزنه على الآخر.
إن استيعابنا اليومي للطعام يتوقف على عمل بعض الجينات التي تحفز أو تمنع شهية الأكل، وهذا، كما يقول الفريق يؤثر على عملية الأيض. ويستنتج أن الذين يعملون في الليل أو أولئك الذين يعانون من الأرق يميلون إلى البدانة أكثر من غيرهم.
4
الإنسان الآلي والمجتمع
بعد موافقة الاتحاد الأوروبي حديثاً على تمويل «مشروع الدماغ البشري»، يمكننا القول، حسبما تقول، الدكتورة «دانيكا كريك» أستاذة علوم الروبو والكمبيوتر في المعهد الملكي للتكنولوجيا في استوكهولم، دخل المجتمع البشري عصراً جديداً.
يهدف هذا المشروع إلى إنشاء محاكاة رقمية تتناول الخلايا، الكيمياء والتواصلية للدماغ البشري في كمبيوتر عملاق. وذلك لفهم هندسة، نظام، وظائف وتطور الدماغ البشري لتوظيفها في تكوين روبو يشبه، بقدر الإمكان قدرة الإنسان.
ويقوم هذا المشروع على تعاون 87 جامعة. حيث تشارك كافة الأقسام والتخصصات المختلفة في فروع العلوم ذات الصلة فيه.
تقول كريك ان روبو المستقبل، وبغض النظر عن السيناريويات المرعبة لأفلام الخيال العلمي غير الواقعية تماماً، سيشكل تحدياً كبيراً لنظرتنا الحالية نحو الآلة بشكل عام. إن مجتمعاً مختلفاً بالكامل آخذ في التشكل. وهناك إمكانات كبيرة مفتوحة على كثير من الحالات التي ليس بين أيدينا حالياً أطر مرجعية للحكم الاخلاقي أو القانوني عليها.
لقد كانت الآلة الذكية حتى هذه اللحظة ملك الخيال العلمي والتحليل والدراسة والأفلام والمسلسلات. اليوم أصبحت ملك مئات العلماء والمختبرات وفي الطريق إلى التحقق في الواقع.
5
التمارين والمرض
لقد حان وقت التمارين الرياضية، لكنك لا تشعر أنك على ما يرام. فتتساءل هل يجب أن أقوم، كما العادة، بهذه التمارين؟
أجابت «كيث فيزيليك» مديرة الرعاية الأولية في جامعة لويولا، بأنه عند المرض يكون الجسم أصلاً بحالة حرب مع المرض؛ وهذا يتطلب طاقة كبيرة. تحميل الجسم طاقة إضافية لا يمت إلى الحكمة بصلة. خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض أخرى كأمراض القلب والسكر وغيرها وخصوصاً للذين لا يتبعون نظاماً غذائياً عادياً.
لكنها تنصح الذين يصرون على متابعة تمارينهم، على الرغم من الشك بسلامتهم العادية، باتباع القاعدة العامة التالية: إذا كانت الأعراض من العنق وما فوق مثلاً احتقان في الحلق أو انسياب في الأنف الخ، فلا بأس من متابعة الرياضة. أما إذا كانت هناك أعراض مثل ارتفاع الحرارة أو الإسهال أو ضيق في التنفس فلا يجوز متابعة التمارين كما يجب مراجعة الطبيب المختص.