بيئة وعلوم

زاد العلوم

  • 45b-(moon11)
  • 44a-(nightingale_sing)
  • 44b-(whip)
  • 45a-(sparkplug)

تغريد العصافير يتمدَّن!
في مواجهة ضوضاء الحياة في المدن، تضطر الطيور إلى تعديل تغريدها لتتمكن من الاتصال بأبناء نوعها، فيصبح صوت تغريدها أعلى، وإيقاعه أسرع.
هذا ما خلصت إليه دراسة أجراها عالِمان من جامعة لايدن في هولندا، وشملت أنواعاً عديدة من الطيور تستوطن باريس ولندن وبراغ وأمستردام.
وسجَّل العالِمان للمرة الأولى اللهجة المدنية التي تميِّز تغريد هذه الطيور، وبمقارنتها بتغريد الطيور من الأنواع نفسها التي تعيش في الأرياف والحقول والغابات، تبين لهما أن التغريد المدني يتميز بارتفاع الصوت وسرعة الإيقاع في اللحن، وذلك لإيصال الصوت إلى الشريك وسط ضوضاء وسائل النقل والمصانع. وخلص العالِمان إلى أن الطيور القادرة على إبدال تغريدها الريفي والقروي بتغريد مدني هي وحدها القادرة على العيش والبقاء في المدن. أما الطيور الأخرى فتضطر إلى هجرة المدن والبقاء في الأرياف.

صوت السوط
لماذا يصدر السوط صوتاً يشبه صوت الصفعة عندما نضربه في الهواء، ومن دون أن يلمس أي جسم صلب آخر؟
الجواب المفاجئ يقول: عندما نحرِّك السوط بسرعة وبالشكل الصحيح في الهواء، فإن طرفه الآخر يتحرك في الهواء بسرعة تزيد على ضعفي سرعة الصوت. ولهذا فإن صوت الصفعة الذي نسمعه يعود إلى المعطيات الفيزيائية نفسها التي تجعل الطائرة التي تسير بسرعة تزيد على سرعة الصوت في الهواء، تصدر صوتاً يشبه الانفجار.
الطريف أن هذه المسألة التي حظيت بمتابعة علمية طوال القرن العشرين، تلقت دفعاً جديداً من الأبحاث بدءاً من العام 1998م، على يد ثلاثة علماء ألمان هم: بيتر كريهل، وديتر شوينكل، وستيفان إنجمان، الذين استفادوا من آلات التصوير الرقمية وآلات تسجيل بالغة الدقة، لرصد العلاقة ما بين حركة السوط وصوته. وتبين للعلماء أن طرف السوط ليس هو مصدر الصوت، بل حركة الجزء المنحني من الخط الجلدي الطويل التي تتسارع من قبضة اليد باتجاه الطرف، وتصل في ذروة تسارعها إلى 50,000 مرة تسارع الجاذبية، وهي التي تصدر صوت الصفعة المميز للسوط.

البوجي
حجم صغير وفعل كبير
شمعة المحرك المعروفة شعبياً باسمها الأجنبي بوجي ، اختراع لم ينل حقه من الأضواء. فمن دونه تتوقف حركتنا اليومية كما نعرفها، ويتجمد العالم في مكانه.
يستطيع البوجي الجيد أن يولِّد نحو 300 مليون شرارة كهربائية طيلة فترة حياته (نحو 20 في الثانية)، وكل شرارة تسبب انفجار الوقود في غرفة الاحتراق بالمحرك، والطاقة الناجمة عن هذا الاحتراق هي التي تحرِّك البستن ، وبالتالي السيارة. وفي حين أن فولاذ غرفة المحرك يتحمل بسهولة قوة الانفجار، فإن البوجي لو كان مصنوعاً من الفولاذ لما عاش في محرك السيارة لأكثر من إيصال صاحبها إلى أقرب محطة لتغييره.
فالشرارات التي يطلقها البوجي من قطب إلى آخر بسرعة تناهز سرعة الضوء، تضرب رأساً معدنياً في القطب الثاني، فترفع حرارته على مساحة صغيرة جداً إلى آلاف الدرجات المئوية، وتتطاير منه في هذه الحالة ملايين الذرَّات التي تُلهب الوقود فيحصل الانفجار. ولكي يتحمل الرأس المعدني مثل هذا الضغط والحرارة، صار يصنع من المعادن الثمينة كالبلاتين والبلاديوم والذهب، التي تتمتع بالإضافة إلى قدرتها على تحمل الحرارة، بمناعتها ضد التفاعل مع الغازات المحيطة بها التي يمكن في حالة المعادن الأخرى أن تؤدي إلى أكسدة سطح المعدن الحار، وفقدان قدرته على استقطاب الشرارات الكهربائية.

السباق الثاني إلى القمر
بعد أن انتهى السباق الأول إلى القمر بتوقف سلسلة الرحلات الفائزة أبولو والاستعاضة عنها برحلات فضائية إلى مدارات حول الأرض، يبدو أن العامين المقبلين سيشهدان انطلاق سباق جديد نحو القمر، من خلال سلسلة رحلات غير مأهولة لمركبات ستحط على سطحه. والمشاركون في هذا السباق الجديد هم أربعة: الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والهند، والصين.
فلكل من هذه الدول الأربع مشروعها الخاص القاضي بالتحليق حول القمر، والبحث عن المياه الجوفيه في قطبيه، وزرع كاميرات على سطحه، تمهيداً لإقامة محطة قمرية.
وفي هذا الصدد، يقول العالم بول سبوديس الاختصاصي في الشؤون القمرية في جامعة جون هوبكنز: إن كل دولة من هذه الدول تطمح إلى وضع علمائها على سطح القمر، وإرسال أقمار صناعية ومركبات غير مأهولة، يبدو خطوة أولى منطقية .
ويضيف: إن هذه الرحلات لا تندرج ضمن استراتيجية مشتركة. إذ إن لكل دولة طموحاتها الخاصة. وفي حين وافقت الهند وأمريكا على تبادل المعلومات التي ستحصلان عليها، فإن المشاريع الفضائية الصينية تحاط بسرية شديدة للغاية. فهناك سباق انطلق.. والفوز سيكون للرجل الآلي الأفضل.

أضف تعليق

التعليقات