بيئة وعلوم

زاد العلوم

  • Untitled
  • RTR1VD8P

الماس أفضل صديق للعلماء

يقول الشعار الذي يسعى باعة الجواهر إلى ترويجه إن «الماس هو أفضل صديق للمرأة». ولكن العلماء يقرون بأن الماس هو أفضل أصدقائهم، من دون أن يسعى أحد إلى إقناعهم بذلك.
فتطبيقاته العلمية كثيرة ومعروفة. ولعل أقدمها استخدامه في الثقب، سواء أكان ذلك في معدات ثقب الأسنان، أو في أدوات حفر آبار البترول، ولقص الزجاج، ولزيادة صلابة المعادن خفيفة الوزن مثل الألمنيوم الذي تُصنع منه الطائرات.
وإذا كان التلسكوب الفضائي «هابل» قد زوَّدنا بملايين الصور عن الفضاء الخارجي والكون بكل ما فيه من مجرات بعيدة، فذلك يعود إلى ماسة نقية تماماً تزن أكثر من مئة قيراط كانت أمريكا قد اشترتها من روسيا لاستخدامها كعدسة في التلسكوب الفضائي.
ومؤخراً، عندما أراد العلماء دراسة كيفية تحرك الحرارة داخل الصهارة في باطن الأرض، لم يكن أمامهم سوى اللجوء إلى استخدام ماستين متطابقتين شكلاً، وضغطهما على قطعة من السيليكون بقوة تماثل قوة الضغط على عمق ثلاثة آلاف كيلومتر تحت باطن الأرض.
مثل هذه الوظائف التي تبدو عصية على التحقيق باستخدام أية مادة على وجه الأرض، تصبح ممكنة جداً باستخدام الماس الذي لا يمكن للعلماء أن يجدوا ما يمكن أن يلبي طلباتهم غيره.

اقتصاد الطابعات

قبل سنوات قليلة كانت الطابعات الإلكترونية من نوع «إنك جت» (نفاث الحبر)، تُعد أعجوبة تكنولوجية. ولكن هذه الطابعات شاعت، ورخصت أثمانها كثيراً، حتى وصلت إلى حدود 200 ريال لبعض الطرز الصغيرة.
ولكن كل من اشترى طابعة من هذا النوع، فوجئ بعد نفاد الحبر منها، بأن ثمن عبوات الحبر يناهز أو يتجاوز (نعم، يتجاوز) سعر الطابعة بكل ما فيها من مواد وأدوات.
فطابعة ثمنها 220 ريالاً، يصل ثمن عبوات الأحبار الخاصة بها إلى 180 ريالاً. ولكن هناك طابعة أخرى ثمنها 170 ريالاً، يصل ثمن أحبارها إلى 210 ريالات. حتى صار من الأفضل للشاري أن يرمي طابعته ويشتري أخرى جديدة مليئة بالحبر..؟!
إنه اقتصاد الطابعات، الذي يربط المشتري بالسلعة، أو يجبره على شراء الواحدة بعد الأخرى منها.
لحسن الحظ، قام الطفيليون الذين يعتاشون من عالم الإلكترونيات على هامشه، باكتشاف طرق لتصنيع الأحبار وابتكار طرق لتعبئة العبوات الفارغة. وهو عمل قانوني تماماً. لأن مصانع الطابعات لا تمنع بوضوح إعادة تعبئة العبوات (فقد ينفر ذلك المشتري)، ولكنها تعقِّد هذه العملية، من خلال تزويد الطابعة بنظام يرفض العبوة المستعملة. الأمر الذي ردَّ عليه الحِرفيون، بابتكار جسم بلاستيكي بسيط، يحمل العبوة التي أعيدت تعبئتها إلى داخل الطابعة، فيخدع الآلة بإيهامها أنه يحمل عبوة جديدة.
ولا يقتصر «اقتصاد الطابعات» على الطابعات فقط، بل يبدو أنه بات يشكِّل نمطاً معتمداً على نطاق واسع للإيقاع بالمستهلك. إذ صار للكثير من الإلكترونيات على سبيل المثال بطارياتها الخاصة. وعندما يتطور نموذج أي منها، يأتي مع بطارية مختلفة الطراز، وتتوقف المصانع عن إنتاج الطرز القديمة. ولأن عمر البطارية لا يتجاوز في معظم الأحوال سنوات ثلاث، فهذا يعني أن علينا أن نرمي أدواتنا الإلكترونية في مكب النفايات، رغم إنها لا تزال صالحة للعمل، لو كانت هناك بطارية ملائمة.

إعادة اختراع الراديو

حتى وقت قريب، ظلت استفادة الراديو من الإمكانات الهائلة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية في حدودها الدنيا. ولكن الراديو يشهد اليوم عمليات تطوير يمكن وصفها بأنها إعادة اختراعه من جديد على صعيدي الأجهزة ومحطات البث.
فمن الطرز الجديدة التي بدأ تسويقها قبل أسابيع أو أشهر قليلة، هناك طراز يخوِّل حامله، شراء أية أغنية يسمعها على الراديو بمجرد ضغطه على زر واحد، إذا كان قريباً من شبكة اتصال لا سلكية. أما إذا كان بعيداً عنها، فيحفظ الراديو الطلب لينفذه تلقائياً بمجرد أن يصبح على اتصال بالشبكة.
وهناك طراز ثانٍ مرتقب خلال العام الجاري يسمح بقراءة محتويات البث على شاشة، طالما أن بعض المحطات الرقمية باتت تبث الصوت والنص المكتوب. الأمر الذي يعالج مشكلة عدم السماع بوضوح، وخاصة في مجال كلمات الأغاني.
أما الطراز المرتقب في العام 2011م، فيمكن لصاحبه أن يبرمجه لتلقي الإنذارات بالحالات الطارئة، أو فئة محددة من الأخبار العاجلة، التي تبثها 1800 محطة إذاعية. فيقطع إرسال أي برنامج على أية محطة، لنقل الخبر الطارئ إلى المعني به.

اللقاح الذي تطلَّب

خمسين عاماً من البحث

لا تُعد نسبة %53 على صعيد فاعلية لقاحٍ ما في الوقاية من المرض، نسبة تدعو إلى الاحتفال. ولكن عندما يتعلَّق الأمر بمرض الملاريا الذي يودي بحياة طفل كل 30 ثانية في العالم، تبدو هذه النسبة جيدة.
فخلال هذا الربيع سيبدأ عملاق صناعة الأدوية «غلاسكو-سميث كلاين» بتجربة اللقاح ضد الملاريا على 16 ألف طفل في المناطق المعرَّضة أكثر من غيرها في سبع دول إفريقية من ضمنها بوركينا فاسو وكينيا. وقد أنشأ لهذه الغاية عدداً من المختبرات في مستشفيات هذه الدول لإجراء عمليات التلقيح ومراقبة نتائجها، بعد أن أثبت اللقاح جدواه على نطاق عينات أقل عدداً في كينيا وتانزانيا.
تجدر الإشارة إلى أن جهود العلماء في البحث عن لقاح ضد الملاريا، بدأت منذ أكثر من خمسين سنة. ولكن هذه الجهود كانت تصطدم بـ «خبث» الجرثومة ومقدرتها الفائقة على تلافي نظام المناعة في جسم الإنسان.
وتأمل الشركة المصنِّعة للقاح، في حال أثبتت التجربة على نطاق واسع جدواها، في أن تتقدم بطلب ترخيصه تجارياً في العام 2011م. كما تطمح إلى أن تعتمده منظمة الصحة العالمية ضمن برامجها وحملات التلقيح المجانية الموجهة إلى الأطفال ضد بعض الأمراض مثل السل وغيره.

أضف تعليق

التعليقات