مقابر سحيقة
يقول شاعر إسبانيا العظيم لوركا:
لا أحد ها هنا يغني، أو يبكي..
أريد أن يدلوني على بكاء كالنهر..
له غيوم ناعمة وضفاف سحيقة..
فليصبح الليل في أدغال الدخان..
إن البحر يموت أيضاً..
صُمِّم هذا المبنى الغريب ليكون مقبرة لموتى مدينة مكسيكو، وهو عبارة عن هوة سحيقة، ونفق ينحدر عميقاً داخل الأرض، كحفرة فارغة تستجلي الشعور بالفراغ والفقد الذي يرافق الموت عادة، وضعت فيه أماكن التوابيت في صفوف طويلة حتى تصل إلى أعمق نقطة في المبنى بطريقة هندسية بديعة.
وتتم مراسم الدفن بأن ينزل مشيعو الميت مع عزيزهم إلى طبقات المبنى تحت الأرض، ويضعوه في مكانه المخصص بعد طقوس الموت المعتادة، ثم يعودوا إلى الضوء وسطح الأرض بعد تجربة رحلة موت قصيرة. وسيعمل المبنى على تقليص مشكلة ندرة المقابر الفارغة المتفاقمة في مدينة ذات تعداد سكاني يفوق أي مدينة أخرى في العالم.
معالجات الكمبيوتر الضوئية
لا تزال حمى التنافس على امتلاك الكمبيوتر الأسرع على أشدها بين الشركات العالمية، وفي هذا السياق توصلت شركة إنتل الأمريكية، رائدة صناعة المعالجات والشرائح عالية التقنية، إلى تطوير معالجات تعمل على تقنية الفوتونات «الفوتونات تعد العنصر الأساس المكون للضوء وبقية الإشعاعات وأشكال الأشعة الكهرومغناطيسية الأخرى»، ما يتيح للمعلومات الانتقال بسرعة الضوء «300.000 كيلومتر في الثانية الواحدة» عن طريق استخدام الألياف الزجاجية الشعرية بدلاً من الأسلاك النحاسية التقليدية، التي عادة ما تفاقم مشكلة ارتفاع الحرارة في المعالجات، ما يقلل كثيراً من كفاءتها.
التقنية الجديدة ستدفع بعجلة تطور المعالجات إلى آفاق لم تبلغها من قبل، وستمكن من بناء كمبيوترات بسرعة الضوء وبأسعار منافسة، ما سيسهم بدوره في دمج الإنترنت في القنوات الفضائية واليوتيوب بطريقة فعلية ومجدية وباستخدام كامل الشاشة الرقمية، ولن تكون هناك حاجة إلى المزيد من إضاعة الوقت في انتظار التنزيل أو التحميل، كما ستعمل شركات أخرى مساندة في مد كيابل ألياف زجاجية ضخمة مدفونة في البحر بين القارات لتفعيل تلك التقنية عالمياً.
تدفئة مجمع سكني
بحرارة الأجساد البشرية
تدفئة المباني باستخدام الطوابير البشرية التي تنتظر قطار باريس تحت الأرض..
تقليعة جديدة من فرنسا، بيد أنها هذه المرة تقليعة بعيدة عن الأزياء والموضة، إذ قامت الحكومة الفرنسية بتركيب نظام تدفئة تجريبي لأحد مشاريعها الإسكانية في باريس، يعتمد في آليته على الاستفادة من الحرارة المنبعثة من أجساد الطوابير البشرية التي تنتظر قطار باريس تحت الأرض، في سابقة لم يعهد لها مثيل في زخم التقنيات الحديثة، ومن المتوقع أن يقوم النظام بتدفئة 17 شقة سكنية، وعدة محال تجارية، فضلاً عن خفض التلوث الكربوني بمقدار الثلث، مقارنة بالأنظمة التقليدية للتدفئة، وبالرغم من أن ذلك يُعد من الاستخدامات الذكية لطاقة مهدورة في الأصل.
الحرارة تُولِّد برودة!!
تمكَّن فريق من العلماء في ألمانيا من تطوير تقنية حديثة تتيح استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل الثلاجات بدلاً من الطاقة الكهربائية، وهذا سيمنح الدول الحارة مثل المملكة العربية السعودية ومعظم الدول العربية فرصة للاستفادة من هذه التقنية وتخفيف الحاجة إلى الكهرباء.
وأكد العلماء أن الثلاجة الحديثة بالتقنية المتطورة سوف تقلل من تكلفة الكهرباء المنزلية، بحسب الأبحاث التي أجريت في هذا الإطار.
وقالت مجموعة من العلماء الشباب الذين يعملون مع مركز فيسنبوش جلادبيك للاختراعات بالتعاون مع جامعة العلوم التطبيقية في منطقة جلسنكرشن: «هذه التقنية ستعود بفوائد جمة على البلاد الحارة».
ويقول الأستاذ بالمركز الدكتور راينر براون: «إذا ذهبت خلف الثلاجة فإنك تلاحظ أن الجهاز الذي يبرِّد طعامك يصدر حرارة، وأنه ساخن إلى حدٍّ لا يجعل لمسه ممكناً. فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تنتج الحرارة برودة؟».
ومبدأ التبريد بالطاقة الشمسية معروف منذ عام 1810م، وقد طور العلماء نموذجاً أوليّاً سيستخدم قريباً في محطة تخزين بارد في المغرب.
النجمة النيترونية…
ملعقة منها تزن مليار طن
جاءت إلى الوجود بعد مخاض عنيف، وولدت من رحم نجم ميت، عالية الكثافة لدرجة أن ملعقة صغيرة من مادتها تزن أكثر من مليار طن، شديدة الحرارة، وتبث خلال 0.2 من الثانية كمية من الإشعاعات تعادل ما تبثه الشمس في ألف سنة، وتدور حول مركزها بسرعة خرافية تتعدى الـ300 مرة في الثانية الواحدة، إنها النجمة النيترونية.
اكتشف السير جيمس تشادويك النجم النيتروني عام 1934م، واستغرق العلماء 30 سنة بعدها ليلحظوا وجودها بالفضاء السحيق، وهي تعد بالواقع من جنس نجوم «البولسارات» النابضة، ما أفرز الكثير من التساؤلات والتكهنات حول أصل هذه الأجرام وماهيتها، وهل كانت انفجارات المستعر العظيم «السوبر نوفا» سبباً في ظهورها؟ وهل تتكون من جزيئات أصغر من الذرة المعروفة، أم أنها تتكون من نيترونات دون إلكترونات أي من نوى ذري فقط حسب ما يعتقده غالبية العلماء؟ وهو سبب تسميتها بالنجمة النيترونية. وما الذي يجعل جاذبيتها تصل إلى تلك الدرجة المرعبة، والتي تفوق جاذبية الأرض بملايين المرات بالرغم من أن حجمها لا يتعدى حجم مدينة صغيرة؟!