طاقة واقتصاد

ضوء أخضر تقنيات الإضاءة الحديثة لتوفير الطاقة.

  • LED7
  • Green Earth
  • LED3
  • LED6

في ظل الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية في المملكة العربية السعودية استثمر في عام 2007م ما يزيد على 190 مليار ريال لزيادة القدرة التوليدية، بحيث تصل نسبتها إلى 60 بالمئة بحلول 2015م. وبالرغم من أن زيادة التوليد الكهربائي تُعد مؤشراً للنمو إلاّ أنها من جهة أخرى تؤثر تأثيراً سلبياً على المناخ. ومن هنا جاءت فكرة «ساعة الأرض» التي تُعد حدثاً عالمياً يتم في السبت الأول من شهر مارس من كل عام، حيث تُطفأ الأضواء والأجهزة الكهربائية لمدة ساعة لرفع الوعي بمخاطر هذا الإسراف الكهربائي. وتشارك في هذه الحملة معالم مهمة في العالم. حيث تغرق في الظلام لمدة ساعة هي ساعة الأرض.أحمد بولس يشعل أمامنا ضوء أخضر على التقنيات الحديثة التي ستوفر طاقة كهربائية هائلة.

تهتم الشركات بالتحول نحو التقنيات الخضراء لتتوافق مع توجهات الحكومات في المنطقة في هذا المجال، وتحقيق الرغبة الكبيرة للمستهلكين في خفض استهلاك الطاقة

وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم نمواً كبيراً في قطاع التنمية المستدامة، خصوصاً في الأسواق العالمية وأسواق المنطقة باتت العديد من الشركات والمؤسسات تبحث سبل توفير الكهرباء، وترشيد الاستهلاك من خلال تقنية الإضاءة الموفرة للطاقة إل إي دي- LED، بالإضافة إلى استخدام مصابيح الفلورسنت المضغوطة والموفرة للطاقة «سي إف إل- CFL»، والتي تعطي إنارة بنفس مستوى المصابيح العادية، كما أنها تستهلك %20 فقط من الطاقة الكهربائية. وتشير الأبحاث والدراسات إلى توجه المملكة العربية السعودية نحو تخفيض معدلات النمو السنوية للطاقة الكهربائية وخفض الأحمال، وتوفير أكثر من 125 مليار ريال خلال خمس سنوات في بلد يعاني أزمة في توفير الطاقة الكهربائية مع ارتفاع الطلب.

ووفقاً للإحصائيات والدراسات الاقتصادية فإن النمو السنوي للطاقة الكهربائية في المرحلة الحالية يبلغ %8 والمستهدف من خلال تنفيذ برامج الخطة الوطنية في المملكة للترشيد وخفض النمو بمعدل %50 خلال السنوات الخمس المقبلة. ويصل الحمل الذروي حالياً خلال الصيف إلى أكثر من 40 ألف ميجاواط، والنمو السنوي يقدر بـثلاثة آلاف ميجاواط وهو يمثل %8 من الطاقة الكهربائية. وحيث إن كل 1000 ميجاواط تحتاج إلى استثمارات تتجاوز 15 مليار ريال وعند توفير 1500 ميجاواط يتم توفير مبالغ تتجاوز 20 مليار ريال سنوياً من جراء تحقيق هذه النسبة في معدلات التخفيض في النمو السنوي، وبعد خمس سنوات قطعًا سترتفع معدلات الحمل الذروي للطاقة الكهربائية خلال الصيف، وبالتالي ستمثل الـ%4 معدلات تتجاوز الثلاثة آلاف ميجاواط الحالية، ولن يكون التوفير أقل من 20 ملياراً سنوياً في جانب الاستثمارات.

وعلى صعيد متصل ينطلق معرض الإضاءة في الشرق الأوسط في 12سبتمبر، ويستمر حتى 14 سبتمبر المقبل. ويبحث المعرض، من خلال أبرز المشاركين في قطاع الإضاءة، عدداً من القضايا البيئية الخاصة بالإضاءة في السعودية ومنطقة الخليج، وذلك في إطار تزايد الاهتمام العالمي نحو تطبيق نُظم الإنارة الذكية وتقنيات الإضاءة صديقة البيئة، والدخول إلى عصر جديد من عالم الإنارة والزينة الضوئية.

وتتوقع التقارير والإحصائيات الصادرة مؤخراً عن strategyr.com أن يصل حجم السوق العالمية للمصابيح التي تستخدم تقنيتي LED وCFL إلى 24 مليار دولار بحلول عام 2015م، وهو ما يؤكد نمو الوعي والإدراك لدى الأفراد في منطقة الشرق الأوسط نحو ضرورة الانتقال إلى عصر الإنارة الرقمية الذكية.
الإنارة الذكية
تحاول بعض معارض الإضاءة في الشرق الأوسط، تسليط الضوء على الاتجاهات الجديدة في عالم الإنارة ليرى العالم إشراقة مميزة في السنوات المقبلة.

يقول الرئيس التنفيذي في إيبوك ميسي فرانكفورت، الجهة المنظمة لإحدى معارض الإضاءة في الشرق الأوسط، أحمد باولس: « تشهد الأسواق في المنطقة نمواً كبيراً وزيادة كبيرة في الطلب على تقنيات التحكم في الطاقة، والتي بدورها تسهم في خفض استهلاك الطاقة. ولهذا فإنه من المتوقع لهذه السوق أن تشهد نمواً كبيراً في الطلب على مثل هذه التقنيات بما يتناسب مع الطلب العالمي، وبخاصة تقنيات الإنارة الذكية واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة المفقودة مستخدمة تقنيات LED وCFL كحلول إضاءة بديلة صديقة للبيئة».

إن السوق في منطقة الخليج تعد من الأسواق الواعدة في هذا المجال قياساً بالأسواق العالمية الأخرى في أوروبا وغيرها، وذلك لأنها تحتوي على مشاريع كبيرة تتنوع بين المشاريع السكنية والتجارية والمكتبية وغيرها من مشاريع البنية التحتية الأخرى، ولذلك فإن الشركات تهتم بالتحول نحو التقنيات الخضراء لتتوافق مع توجهات الحكومات في المنطقة في هذا المجال، وتحقيق الرغبة الكبيرة للمستهلكين في خفض استهلاك الطاقة.

ومن أبرز الأمثلة للمشاريع التي بدأ بالفعل تطبيق نظم الإنارة الذكية، في الفنادق الكبرى في المملكة العربية السعودية والقصور وبعض المؤسسات والشركات، وكذلك بعض الفنادق في أبوظبي في الإمارات، حيث يحتوي أحدها على 5000 شاشة بتقنية LED المميزة، والتي تضفي على المكان غلاف أضواء حيوياً ومثيراً، وهو ما يجعله يبدو كأنه عرض إضاءة من خلال تقديم ظلال وألوان مختلفة بما في ذلك الصور المتحركة. وهذا هو أكبر عرض LED ملون في العالم. كما أن استخدام تقنيات LED بدلاً من الإضاءة الأكثر تقليدية يساعد على توفير كمية ضخمة من الطاقة.

وداعاً للمصابيح المتوهجة
يرى بعض الخبراء أن دول منطقة مجلس التعاون الخليجي يمكنها توفير حوالي 400 مليون دولار و5.1 ميجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً من خلال التحول إلى استخدام تقنية الإضاءة LED الخضراء، حيث إن مصابيح LED ليست موفرة للطاقة في أثناء استخدامها فحسب، وإنما تتميز بفترة صلاحية أطول بكثير ما يعني عدد مرات استبدال أقل بمرور الوقت.

وقد يشهد المستقبل استبدالاً كاملاً لمصابيح الإضاءة المتوهجة بمصابيح LED على مستوى أسواق المنطقة. كما تمثل التطورات السريعة في مصادر الضوء من الجيل القادم مثل صمامات إصدار الصور العضوية (OLEDs) أحد أبرز الاتجاهات الأخرى في سوق المصابيح، حيث يتوقع أن تصبح OLEDs من المكونات المحورية في تطبيقات الإضاءة مثل الإضاءة المعمارية، إضاءة الأغراض العامة، الإضاءة الصناعية والإضاءة الخلفية.

وإلى جانب الإضاءة المنزلية وغيرها يتزايد الإقبال على استخدام تقنية LED في أشكال عديدة من جوانب الحياة اليومية مثل الهواتف المتحركة، وشاشات التلفاز LED، والكمبيوتر الدفتري، والكمبيوتر المحمول، ونظم الإنارة الخلفية لشاشة الكمبيوتر، وإنارة المساحات الخارجية، ومصابيح السيارات.

أضف تعليق

التعليقات