حياتنا اليوم

تعددت الألواح واللوح آي باد

  • ipad1
  • 5N9Z1404

هل تصدق أن جهاز الآي باد اللوحيّ الذي تم إصداره العام الماضي في أبريل من قبل شركة أبل، والذي يُعد أول جهاز من هذا النوع، لم يكن في تصميمه الشكلي إلاّ نسخة تقنية من الألواح التي كان الأجداد يكتبون عليها الأبجدية، وحروف الهجاء! تبدو المفارقة غريبة بعض الشيء، وقابلة للتصديق، أحيانًا. فعندما نعقد المقارنة بينهما نجد أن جهاز الآي باد لوحي الشكل، وألواح التعليم القديمة كذلك. وعلى سطحيهما تنبثق المعارف. وكلاهما يستخدم مقتنيات خاصة. لو قيل لأحد أجدادك إن بإمكان أحد أحفاده أن يكتب الحرف بلمسة ويمحيه بلمسة، وإن بإمكانه، أيضًا، أن
تعددت الألواح واللوح آي باد

عند العودة لأسلوب الأجداد في التعليم نجد مفارقات بين الألواح التعليمية والتثقيفية قديماً وحديثاً، حيث يمثل جهاز الآي باد أحد هذه الألواح الحديثة التي يشار إليها باللمس.”القافلة” تتناول فيما يلي هذا الموضوع.

التقنية الحديثة تسوق لنا المبررات المنطقية، لذا نتعاطى مع كائنات التقنية بشغف ومحبة بقدر ما لهذه المبررات من تسلسل في التطور التقني

يقرأ الحرف في اللوح أفقيًا أو عموديًا، بحسب وضعيته هو لا حسب ما يفرضه عليه اللوح أو المعلم.. فهل تراه سيصدق؟! وهل سيجد هذا الأمر منطقيًا، أم أن ما يراه سحر ساحر؟!

إن التقنية الحديثة تسوق لنا المبررات المنطقية. لذا نتعاطى مع كائنات التقنية بشغف ومحبة بقدر ما لهذه المبررات من تسلسل في التطور التقني. إن جهاز الآي باد، أو الجهاز اللوحيّ، هو وليد أجهزة أخرى، ووليد حاجة الناس للرفاهية والوقت في زمن يتسارع إيقاعه، ويتطلب منّا أن نكون دائمًا على اتصال بثلاثة.. العالم والعمل والعلم.

ظاهرة لوحية!
عندما تتجه إلى مقهى أو بهو جامعة، أو تكون في أحد المطارات أو بعض صالات الانتظار، تجد هذا اللوح محمولاً بخفة بين الأيادي، ففيه سر مغاير عن لوح الكتاتيب الذي كان الأجداد يحملونه وهو بثقل الخشب، وثقل الطرائق الأولى المضنية. إن الآي باد الذي صمم بشكل صفحة وخصص للقراءة والتصفح بسلاسة، يتوقع بعض المهتمين في عالم القراءة أنه ربما سيساهم في تعزيز محبة القراءة لدى بعض الناس. فهو يواكب التطور الذي ينشدونه. فعوضًا عن قلب الصفحة الورقية، تمضي الصفحة للأعلى أو الأسفل بإغراء لمسي لا يقاوم بأصبعه الإبهام. وربما استبدلت بصفوف المجلات والكتب على الرفوف للغبار والزمن أيقونات تحمل هذه المجلة أو ذلك الكتاب. ربما عزز الآي باد اتجاه دور النشر الكبرى والمؤسسات الصحفية العربية إلى تحويل محتواها إلكترونيًا، تماشيًا مع متطلبات العصر، واللحاق بما يوازيها عالميًا. وربما تراجع الكتاب الورقي ليصبح ضمن مقتنيات نفيسة أشبه بورق البردي التي لا تُرى إلا في المتاحف، ولكن بعد أن يكون بذاكرة أكبر، ويدعم تعدد المهام.

الآي باد بين الشكل والغاية
لماذا يلجأ الناس إلى الآي باد وهم يملكون حواسيب محمولة، وهواتف نقالة تدعم باللمس وتمكنهم من التصفح؟! ما الذي يدفعهم إلى اقتناء الآي باد.. هل هو إغراء اللمس، أم دواعي الكسل، أم لخفة الجهاز ورشاقته، أو أن ما يدفعهم لذلك هو الترف الذي يوفره الآي باد كإكسسوار؟

«تعددت الأسباب واللوح آي باد»، بالرغم من تنافس الشركات في تصنيع أجهزة لوحية إلا أن الآي باد كاسم لمنتج تجاري ولسبقه في الإصدار أصبح هو الاسم المتعارف والمتداول لكل الأجهزة اللوحية التي تماثله ويتسابق الناس، هذه الأيام، إلى اقتنائه.

في استبانة حول هذا الجهاز والغاية من استخدامه لم تأت الإجابات مختلفة بالرغم من أن الاستبانة شملت شرائح عمرية مختلفة من سن 18 سنة حتى 45 سنة. فقد أجمع المشاركون على أن الجهاز يستخدمونه لتصفح المجلات والمواقع الإلكترونية والبريد الإلكتروني وهم خارج المنزل. ومن كان في الشريحة العمرية ما بين 18 سنة إلى 29 سنة أشاروا إلى أنهم يستخدمون الآي باد لبرامجه الملحقة والألعاب وتحميل الألعاب من المواقع. بينما شريحة من ربات البيوت اعترفن بأنهن يستخدمنه كنوع من الترف.

أما عن شكل الآي باد، وبماذا يذكرهم فكانت الإجابات مختلفة. فمنهم من قال إنه يشبه إطار الصور، ومنهم من قال إنه يشبه الدفتر. أما الأصغر سنًا فيرون أنه يشبه سبورة المدرسة. وربات البيوت قلن إنه يشبه صينية الفناجين! موظف قال إنه يشبه ألواح الأولين التي يكتبون عليها حروف الهجاء، وطالبة جامعية قالت إنه يشبه نفسه!

الجهاز اللوحي أيًا كان يشبه وأيًا كان من يستخدمه يعلن أمام الملأ، وبمرور عام على تداوله، أنه سيكون كتابهم الجديد من غير ورق، وسيكون مكتبتهم التي بلا غبار.. فهل نصدقه، أم نقول عنه هذا ساحر فلا تصدقوه؟!

أضف تعليق

التعليقات