أمام كل تطور علمي كبير أو اختراع باهر، يذهب الخيال أحياناً بعيداً جداً عن الواقع في رسم الصورة المستقبلية للمجال الذي طرأ عليه هذا التطور. وكما تصور البعض في أواخر سبعينيات القرن الماضي أن استخدام الرجل الآلي في صناعة السيارات اليابانية سيقضي على وجود العمال في هذه المصانع، فإن استخدام الرجل الآلي في الجراحة (وعن بعد) بدءاً من مطلع العقد الحالي، دفع البعض إلى المغالاة في تصور دوره، حتى ذهب البعض إلى حد التصور أنه سيخلي المستشفيات من الأطباء.
الدكتور عبد الواحد نصر مشيخص، رئيس قسم الجراحة في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، يعرض حقيقة الدور الذي يمكن للرجل الآلي أن يلعبه في الجراحة في الوقت الحاضر، والذي رغم الاعتراف بأهميته الكبيرة يبقى ضمن حدود تؤكد استمرارية الدور الحيوي والأساسي للطبيب خلال المستقبل المنظور على الأقل.
لم يدر في خلد أحد أبداً أن يقوم جرَّاح يقبع في غرفة عمليات بمستشفى في دولة ما بإجراء جراحة لمريضة ترقد في غرفة عمليات بمستشفى آخر في دولة أخرى تبعد عشرات الآلاف من الأميال.
ولكن هذا ما حدث فعلاً في يوم السابع من سبتمبر من عام 2001م. إذ قام الجرَّاح الفرنسي جاك مراسكو من غرفة في إحدى ناطحات سحاب بمدينة نيويورك الأمريكية، بإجراء عملية استئصال المرارة بالمنظار الجراحي لمريضة ترقد في مستشفى بمدينة سترازبورغ الفرنسية، مستخدماًً تقنية الرجل الآلي لأول مرة في عالم الجراحة. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا السبق الجراحي العظيم وسط دهشة عارمة من قبل الأوساط الطبية العالمية. وقد أطلق الجرَّاح مراسكو وفريقه الطبي على هذه المغامرة اسم «عملية ليندبيرغ»، تيمناً بالطيار الفرنسي ليندبيرغ الذي قطع المحيط الأطلسي من باريس إلى نيويورك بالطائرة لأول مرة دون توقف.
انطلاقاً من جراحة المناظير
لا يختلف اثنان بأن جراحة المناظير نفسها أحدثت ثورة عارمة في دنيا الجراحة التقليدية لم يسبق لها مثيل في الألفية الثانية، مما جعلها تحل محل الجراحة التقليدية المفتوحة في كثير من العمليات الجراحية المختلفة، لما لها من فوائد جمة تعود على الجرَّاح والمريض معاً بالخير العميم. فالجروح الناتجة عنها صغيرة، وهي عبارة عن ثقوب يبلغ طولها من 5 إلى 12 مليمتراً فقط. لذلك، فالآلام المصاحبة لها قليلة لا تكاد تذكر، والمضاعفات ذات العلاقة بالجروح لا تكاد تحدث، والنتائج الجمالية ممتازة تلبي رغبة المرضى جميعاً وخاصةً الإناث منهم.
إلا أن الجراحة المنظارية تفقد الجرَّاح حاسة مهمة لديه أثناء العملية، ألا وهي حاسة اللمس، كما أن التنسيق بين حركة اليد والعين صعب في بداية التدريب. أضف إلى ذلك أن بعض الحركات الجراحية التي يحتاج الجرَّاح إلى القيام بها منظارياً قد تكون من الصعوبة بمكان نظراً لمحدودية المكان، مما يجعل حركة الأدوات الجراحية في هذا المحيط المحدود صعبة، تحرم الجرَّاح القيام بما يصبو إليه من حركات جراحية. ولذلك، وعلى الرغم من انتشار جراحة المناظير، ما انفك الجرَّاحون يبحثون دوماً عن حلول لهذه المشكلات التي تواجههم أثناء إجراء العمليات المنظارية.
وتبقى الحاجة إلى التطوير والحصول على ما هو أفضل دوماً أمّ الاختراع. وهذا ما حدا بالباحثين إلى تطوير جراحة الرجل الآلي (Robotic Surgery) للتغلب على مثل هذه الصعوبات التي يواجهها الجرَّاحون في الجراحة المنظارية ولاسيما في بداية تدربهم على هذا النوع من الجراحات. فهل نجح الرجل الآلي في تذليل هذه الصعاب؟
تاريخ جراحة الرجل الآلي
استمدت فكرة استعمال الرجل الآلي في الجراحة من استعمال رجل التأهيل الآلي في مساعدة المرضى المعاقين، كالذين فقدوا أطرافهم العليا لسبب من الأسباب. فهو يساعدهم على الأكل والشرب والكتابة وخلافه. كما كان لوزارة الدفاع الأمريكية دور كبير في تطوير رجل الجراحة الآلي لغرض القيام بعمليات جراحية معقَّدة عن بعد خارج الولايات المتحدة، للمصابين من الجنود الأمريكيين في ساحات القتال، وكذلك لرجال الفضاء إذا ما ألم عارض مرضي يستدعي تدخلاً جراحياً أثناء رحلاتهم الفضائية بعيداً عن كوكب الأرض.
وقد تمت تجربة إمكانية استخدام الرجل الآلي في إجراء جراحة ما على الحيوانات أولاً ثم تعدى استعمالها بعد تحديد سلامتها على بني البشر في جراحات مختلفة شملت جراحة القلب والتجويف الصدري وكذلك البطن. وكانت جراحة استئصال المرارة والارتداد المريئي من أكثر العمليات الجراحية التي أجريت بواسطة الرجل الآلي حتى يومنا هذا، ثم عمليات السمنة المفرطة واستئصال القولون والطحال والمريء والبنكرياس.
ولكن يبقى الاختلاف الكبير في الفترة الزمنية التي تستغرقها العملية الجراحية بواسطة الرجل الآلي مقارنة بتلك التي يستغرقها الجرَّاح لنفس العملية الجراحية إذا ما قام بإجرائها منظارياً أو تقليدياً. وحيث إن هذه الفترة مختلفة اختلافاً كبيراً في مختلف الأبحاث العلمية المنشورة في أمهات الدوريات والمدونات الطبية في وقتنا الحاضر، فإن مقارنة العمليات التي تُجرى بطريقة من الطرق الثلاث صعبة للغاية. والسبب الرئيس لذلك هو الوقت الطويل الذي يستغرق لتركيب أذرع الجهاز الآلي قبل البدء بالعملية. فالوقت الفعلي الذي تستغرقه العملية الجراحية يطول كثيراً إذا ما حسب هذا -أي وقت تحضير الرجل الآلي- من ضمن وقت العملية الجراحية نفسها. ففي عملية استئصال المرارة قد يستغرق وقت تركيب الجهاز ما معدله قرابة 45 دقيقة أما العملية نفسها فقد تستغرق 45-90 دقيقة، مثلها في ذلك مثل عملية استئصال المرارة بالمنظار الجراحي.
أنواع الرجل الآلي الجراحي
حالياً، يوجد نوعان من أجهزة الرجل الآلي هما: «جهاز دافينشي» وهو الأكثر انتشاراً في العالم. وقد عمم استعماله منذ العام 2000م حتى أصبح عدد أجهزته المستخدمة يفوق 300 جهاز في مختلف أنحاء العالم، ويتراوح سعره بين 1000000 و1600000 دولار. أما الجهاز الآخر فهو «جهاز زيوس» الذي يتراوح سعره بين 600000 و1000000 دولار أمريكي، ولكنه أقل انتشاراً حول العالم.
يتكون كل جهاز من أجهزة الرجل الآلي من:
1.
مركز رئيس للتحكم يوفِّر للسيد الجرَّاح (وهو في هذه الحالة السيد الذي يعطي الأوامر للرجل الآلي -الذي يُعد هنا خادماً- للقيام بكل حركة عليه تنفيذها) ثلاثة عناصر أساسية:
–
صورة ثلاثية الأبعاد لموقع العملية تنقلها عدسة منظار يركِّزها أحد أذرع الرجل الآلي في موقع العملية مما يعطي الجرَّاح رؤية واضحة، وكأنه يسبح حقاً في حقل العملية.
–
القدرة على تحريك الأذرع والأعواد والأدوات الجراحية في جسم المريض بناءً على أوامر سيده الجرَّاح. وتكون هذه الحركات دقيقة وخالية من أية اهتزازات أو تذبذبات. وانعدام مثل هذه الاهتزازات والتذبذبات واختفاؤها هو حقاً ما يميز الرجل الآلي على نظيره الجرَّاح البشري.
–
لوحة تحكم لتعديل الوظائف الأخرى مثل تركيز العدسة وقياس الحركة والتحكم في ملحقات الجهاز.
2.
أذرع الرجل الآلي التي تمسك بالأدوات الجراحية والكاميرا عند جسم المريض. وتحتوي هذه الأذرع على مفاصل دقيقة جداً ومتعددة، تمكنها من القيام بحركات عديدة لا تستطيع اليد البشرية القيام بها.
مساوئ ومصاعب جراحة الرجل الآلي
وعلى الرغم من المنافع التي يجنيها الجرَّاح من جراحة الرجل الآلي، إلا أن لها بعض المساوئ، ومنها: استغراق إجراء العملية الجراحية مدة أطول من العملية المنظارية، وكذلك التكلفة المالية الباهظة المصاحبة لمثل هذا النوع من التكنولوجيا الطبية المتقدِّمة، مما يحد كثيراً من توافر هذا الجهاز في كل مركز طبي. ولكن المقارنة العلمية البحتة بين هذين النوعين من الجراحة -أي المنظارية وجراحة الرجل الآلي- تكاد تكون معدومة ولا يمكن الترويج لأية جراحة مهما كانت، ما لم تقيَّم سلامتها وفائدتها للمرضى تقييماً علمياً محضاً.
وقد يواجه الجرَّاح بعض الصعوبات التقنية في %2 من الحالات، بعضها بسيط مثل عطل في المعضد أو ذراع الرجل الآلي، أو قد يكون كبيراً مثل عطل عام في الجهاز مما قد يستدعي تحويل العملية إلى استئصال بالمنظار الجراحي أو حتى إلى جراحة مفتوحة تقليدية.
أما المضاعفات الجراحية التي قد تحدث أثناء العملية فنسبتها من 2 إلى %3 من الحالات وهي مماثلة تماماً لتلك التي يواجهها الجرَّاح أثناء إجراء العملية المنظارية. ولكن هناك مضاعفة جديدة لم يتعوَّد عليها أو يواجهها الجرَّاحون من قبل في عمليات المنظار الجراحي، ألا وهي فقدان بعض الأجزاء الصغيرة من الأدوات الجراحية مما قد يستدعي فتح البطن للبحث عنها واستخراجها.
وقد يتفق الجرَّاحون على أن استخدام الرجل الآلي يجعل من تشريح العضو الذي يرغب الجرَّاح في استئصاله أمراً هيناً، خاصة في بعض المواضع الصعبة التي يواجهها الجرَّاح دوماً أثناء العملية بالمنظار. وميزة أخرى جيدة هي أن تعلم هذا النوع من الجراحات والتدرُّب عليه سريع جداً من قبل الجرَّاحين المبتدئين.
أما في جراحة القولون والمستقيم فقد اعترف معظم الجرَّاحين بأن هذا النوع من الجراحة بواسطة الرجل الآلي أصعب من غيرها من الجراحات. وعلى الرغم من أنه يتم تحرير القولون وتسليكه بواسطة الرجل الآلي، وكذلك الاستئصال، فإن توصيل الأمعاء ببعضها يتم عن طريق استخراج جزئي الأمعاء وتوصيلهما بواسطة دبابيس جراحية، أو يدوياً بواسطة خيوط جراحية خارج البطن عبر جرح في جدار البطن، مثله في ذلك مثل جراحة القولون التقليدية ومن ثم إعادة القولون ثانية للبطن. ونظراً لطول القولون المستأصل فإن هناك حاجة متكررة لتغيير موقع الثواقب، وكذلك موقع الرجل الآلي مما يؤدي إلى إطالة فترة العملية الجراحية إلى أكثر من 300 دقيقة.
وتبقى الحقيقة التي لا خلاف فيها هي أن جراحة الرجل الآلي في وقتنا الراهن لا تضيف أية ميزة أو منفعة للمريض تفوق تلك الخدمة التي تقدِّمها جراحة المناظير. وهذا ما تم إثباته في كثير من الدراسات المنشورة في الدوريات الجراحية، ما عدا في عملية واحدة وهي عملية توسيع حالب الكلية واستئصال البروستات المصابة بالسرطان. كما أن سعر الرجل الآلي الباهظ جداً وصيانته المكلفة وكذلك الحاجة إلى غرفة عمليات أكبر نظراً لكبر حجم الجهاز، يجعل من الترويج لجراحة الرجل الآلي أمراً غير معقول حالياً.
محاسن لا يمكن إغفالها
من أهم محاسن جهاز الرجل الآلي هو تمكين الجرَّاح من الجلوس على جهاز تحكم دون الشعور بالتعب والإرهاق، والقيام بحركات جراحية دقيقة خالية من أية رعشة أو هزة مهما كانت خفيفة. وهذه الميزة مهمة جداً في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة جداً. ولكن هل بالإمكان ترجمة ذلك إلى استفادة كبيرة للمريض؟ هذا ما يجب على المروِّجين من الجرَّاحين لهذا النوع من الجراحة إثباته وإقناع الآخرين به لتحل هذه الجراحة محل جراحة المناظير. وتبقى حاسة اللمس المهمة للجرَّاح معدومة أيضاً في هذا النوع من الجراحة مثلها في ذلك مثل جراحة المناظير، وهذا يحتم على المصنعين تطوير هذه الحاسة لجعل جراحة الرجل الآلي أمراً مرغوباً أكثر من الجرَّاح.
ومن فوائد الرجل الآلي أيضاً أن يقوم جرَّاح يقبع خلف جهاز التحكم بإجراء عملية جراحية لمريض في مستشفى يبعد آلاف وحتى مئات الآلاف من الأميال، مما يمكن المريض من الاستفادة من خبرة هذا الجرَّاح، وكذلك استفادة الجرَّاحين القابعين في المستشفيات الثانوية البعيدة وتدريبهم على إجراء نوع من العمليات بإشراف هذا الخبير الذي يقبع وراء جهاز التحكم دون الحاجة إلى سفره لذلك المستشفى.
وكانت أول عملية من هذا النوع هي التي أشرنا إليها في بداية هذا المقال. وكانت أوامر الجرَّاح ترسل عبر المحيط الأطلسي بواسطة أسلاك الشعيرات الضوئية (Fibro-optics). وجرى كل شيء على ما يرام في لحظة تاريخية من لحظات الجراحة الحديثة، ولم تكن هناك ملاحظات تذكر من قِبَل الجرَّاحين الذين أثلج صدورهم الحدث سوى تأخر طفيف في تلقي الصوت وانتقاله بين طرفي الأطلسي، ولكن الأمر لم يؤثر على سير العملية بتاتاً.
الفائدة الكبرى
المنفعة الكبرى في الوقت الحالي التي يمكن استخلاصها من هذه التقنية الغالية هو التمكن من الاستفادة من خبرة جرَّاح متخصص في عملية جراحية معيَّنة يجريها دون الحاجة إلى حضوره شخصياً في غرفة العمليات الموجود فيها المريض، أي إجراء العملية عن بعد.
وهناك فائدة أخرى تكمن في استخدام الرجل الآلي في تعليم وتدريب الجرَّاحين المتدرِّبين، وكذلك الجرَّاحين في المناطق النائية، والإشراف عليهم عن بعد أثناء قيامهم بإجراء بعض العمليات تحت إشراف المدرّب. ولكن هذه التقنية تبقى مكلفة جداً مهما روّج لها المتحمسون. ومن المتوقع مستقبلاً أن تسهم جراحة الرجل الآلي بهذه الميزة في تطور تعليم جرَّاحي المستقبل وتدريبهم في وقت سريع، وكذلك تعليمهم حركات جراحية معقَّدة بسهولة دون المخاطرة بحياة المريض. إلا أنه وحتى الآن، لم تدخل تقنية الرجل الآلي ضمن البرامج التدريبية في الدول المتقدِّمة في أوروبا وأمريكا الشمالية نظراً لتكلفتها المادية العالية.
ومن الفوائد الأخرى للرجل الآلي دقته المتناهية، ولكنه لا يزال يدار ويتحكم فيه عن بعد بواسطة الجرَّاح الذي يعطي كل الأوامر أثناء العملية عبر جهاز التحكم. ويطمح الباحثون مستقبلاً بأن يقل هذا الدور التحكمي ليصبح دوراً رقابياً.
وكما ذكرنا سابقاً، يتفوق الجرَّاح الآلي على الجرَّاح الآدمي في ثلاثة أمور على الأقل، هي القدرة على العمل في بعد ثلاثي، الثقة التامة، وكذلك الدقة المتناهية التي لا يمكن لإنسان توفيرها. كما أنه يمكِّن الجرَّاح من القيام بحركات معقدة لا يمكنه القيام بها من دون الرجل الآلي. وتمكِّن خاصية التحكم بالجرَّاح الآلي عن بعد، إجراء عمليات جراحية معقَّدة في أنحاء بعيدة عن مكان الجرَّاح، كالفضاء الخارجي وفي الغواصات في أعماق البحار وفي ميادين المعارك. ولكن تبقى السلامة هي العامل الكبير الذي يقض منام وأعين الباحثين. وما لم تحل هذه المخاوف فإنه من الصعب بمكان الترويج لهذا النوع من التقنية العالية.
طموحات مستقبلية
يطمح الباحثون مستقبلاً أن يستطيع الرجل الآلي إجراء عمليات جراحية تخصصية تتم برمجته على عملها مسبقاً، دونما الحاجة إلى أوامر تعطى عن طريق جهاز التحكم من الجرَّاح. ويبقى في هذه الحالة دور الجرَّاح المتخصص إشرافياً فقط، ولا يستدعى تدخله إلا إذا كان هناك خلل فني عارض قد يداهم الرجل الآلي. وقد يتقلص هذا الدور الإشرافي إذا ما ثبتت سلامة هذه التقنية علمياً ومن دون حدوث أخطاء طبية تذكر. ولكن هذا قد يترك كثيراً من الجرَّاحين من دون عمل، ويمكن الاستغناء عنهم واستبدالهم بطاقم مدرَّب من الفنيين يجيد تركيب الجهاز الآلي وتشغيله وبرمجته للقيام بالعملية المطلوبة.
أما الرجل الآلي الذي يستعمل حالياً فهو يعتمد على تلقي الأوامر من جرَّاح متحكم وربما يكون متسلطاً، وما الرجل الآلي إلا خادم مطيع لما يمليه عليه سيده الجرَّاح. وإلى أن يحين ذلك الوقت سيبقى الجرَّاح الإنسان ذو العواطف هو سيد الموقف وهو الآمر الناهي. ومن دون حضور السيد الجرَّاح الآدمي لن يستطيع الرجل الآلي أن يقوم بأسهل المهمات، ناهيك من إجراء أبسط العمليات الجراحية!