عندما قرَّرنا أن يتضمَّن قسم الأدب والفنون زاوية نستعيد فيها بعض ما يحفل به أرشيف القافلة، كنَّا نعي أن علينا تجاوز تلك المواضيع التي صار دورها يقتصر على إثارة الحنين إلى العالم كما كان، لصالح تلك التي لا تزال تحمل دلالات ذات قيمة، أو لا تزال تحمل قيمة استعمال (ولو جزئياً) حتى اليوم. وخلال بحثنا عن المادة اللازمة لهذا العدد وقعنا على مقالة كتبها الأستاذ الكبير عبَّاس محمود العقاد قبل أكثر من نصف قرن حول الترجمة والتعريب، ولكن فحواها لا يزال نضراً وكأنها كُتبت اليوم للإجابة عن سؤال لا يزال مطروحاً، فقررنا نشرها كاملة.
وبموازاة الشعر المعاصر مع طلال الطويرقي، والرواية السعودية الحديثة الموجهة إلى الصغار في قراءة علي المجنوني لروايتي «الرسَّام شفيق» لطاهر أحمد و«رحلة الفتى النجدي» ليوسف المحيميد، ثمة وقفة لافتة في باب «فرشاة وإزميل» أمام مذهب فني كان، ولربما لا يزال، مهدداً بالاندثار والانضمام إلى باقي محتويات «صندوق التراث»، ألا وهو فن «القَط» (النقش) في عسير، وجهود الفنانة فاطمة الألمعي في إنقاذ هذا الفن والترويج له.