بصمة المخ هي تلك الموجات والإشارات التي يتم من خلالها الحصول على معلومات عن الجريمة الموجودة في ذاكرة الإنسان، والتي يتم تسجيلها وتحليلها عند استرجاع هذه المعلومات عن طريق الحاسب الآلي، فيوضع المشتبه فيه أمام شاشة كمبيوتر تعرض أمامه حدثًا ما، وليكن مثلاً كلمة أو جملة أو أداة جريمة كالسكين التي استخدمها في القتل، فتومض أمامه على شاشة الكمبيوتر، من هنا فإن النشاط العصبي في دماغه سيكون متزامنًا، ويصدر موجة كهربائية يمكن قياسها عن طريق أجهزة إحساس على الرأس، وفي حال وجود معلومات عن الجريمة في ذهن متلقي هذه الموجات تعطي إشارة بشكل تلقائي على شكل منحنى بياني والعكس.
وثمة فرق بين بصمة المخ والبصمة الوراثية DNA، إذ إن 99 % من الجرائم التي يتم الكشف عنها بواسطة DNA يمكن فيها استخدام بصمة المخ، وليس العكس، فالبصمة الوراثية لا بد أن يترك فيها أثر بيولوجي مأخوذ من المشتبه به، ويتم الربط بينه ودليل بيولوجي آخر وجد على مسرح الجريمة، أما بصمة المخ فليس لها أي علاقة بالأثر البيولوجي. فالدليل في بصمة المخ يكون عبارة عن معلومات يتم الكشف عنها إذا كانت موجودة أم لا، بخلاف البصمة الوراثية.
أيضاً ثم فارق جوهري بين تتبع بصمة المخ وجهاز كشف الكذب، فعمل الأخير يعتمد على أن الشخص الذي يكذب يزداد قلقه، فضلاً على تغييرات عاطفية أخرى تظهر في عدد من المتغيرات النفسية بصفة تلقائية، أما النظام القائم على استجابة المخ فإنه لا يقوم بشيء حيال الكذب أو استجابة الضغط العصبي، بل يقوم بالتحقيق عن المعلومات الموجودة في المخ والكشف عنها بأسلوب غير عدواني وخالٍ من الضغط العصبي. كما أن بعض الأشخاص لديهم القدرة على خداع جهاز كشف الكذب، بكبت ردود أفعالهم النفسية عن الأسئلة الحساسة بالتدريب، أو التكرار، أو عن طريق تشتيت ردود أفعالهم في الإجابة عن الأسئلة عن طريق قرص أنفسهم مثلاً أو عض ألسنتهم. أما بصمة المخ فلم يوجه لها نقد حتى الآن، لأنها إشارة أوتوماتيكية تلقائية، فالمخ هو الذي يتحدث وليس الشخص، فهي إذن شاهد لا يخطئ.
د.هاني طايع