قصة مبتكر
قصة ابتكار
بنجامين تالبوت بابيت
الرضَّاعة
ولد بنجامين تالبوت بابيت سنة 1890م في ولاية نيويورك الأمريكية، وكان الخامس من بين ستة إخوة وأخوات. قضى طفولته في العمل الشاق في مزرعة والده الذي تنقل في عمله من صاحب حانة إلى حداد فملازم في ميليشيا محلية. تلقى القليل من العلم في المدارس المحلية، إلا أن العمل القاسي أكسبه نمواً جسدياً ساعده لاحقاً في حياته العملية الصعبة. كان فضولياً حتى الهوس، وكان هذا الفضول مصحوباً لحسن الحظ بقدرة على تنفيذ الأفكار. لم يكن بابيت قد بلغ العشرين من العمر عندما صار خبيراً في صناعة العجلات والمكائن والمبارد. وحين بلغ الثانية والعشرين تمكن من جمع مبالغ كافية لإقامة مشغل للآلات في ليتل فولز، حيث عمل لمدة 12 سنة على إنتاج مضخات ومحركات، كما نجح في اختراع أول آلة لجز العشب، إلا أن فيضاناً قضى على مشغله، مما دفعه إلى الانتقال إلى نيويورك. كان على بابيت أن يبدأ في نيويورك من الصفر. وكانت الانطلاقة من إنتاج الأملاح (الملح الفوار والصوديوم وخميرة الصودا) من خلال عملية مبتكرة ليتم بيعها على شكل عبوات. ومكنته هذه الطريقة من السيطرة على هذا النوع من العمل في البلاد. وما لبث أن ابتكر بيكربونات الصودا، ومسحوق الصابون وأنواعاً مختلفة من الصابون، راجت كلها في الأسواق. كان بابيت نابغة في فن الإعلان، وأصبح اسمه على كل لسان. ويُروى أنه التقى ماسح أحذية يحمل اسمه، وحين أراد مجاملته قال بابيت للصبي أن اسمه أيضاً بنجامين تالبوت، فنظر إليه الفتى بدهشة وقال له: أنت أيضاً اختارت أمك اسمك عن علبة الصابون! عبقريته لم تكن محدودة في حقل الابتكار، علماً بأنه اخترع معظم الآلات التي استخدمها في صناعة منتجاته. وتشير دراسة لمكتب تسجيل براءات الاختراع إلى تنوع لا محدود في موهبته. فقد فاقت ابتكارات بابيت المئة مادة بما في ذلك طواحين هواء، ومدافع هوائية وآلات للتهوئة، وصفائح معدنية واقية، وأدوات تعمل على البخار، ومراكب للأقنية المائية، وآلات لصنع الثلج. ويرجع إليه الفضل في إطلاق أول فكرة لإمكانية استغلال شلالات نياغارا كمصدر للطاقة. حين توفي بنجامين تالبوت بابيت في العام 1889م، ترك وراءه سجلاً من الصعب مجاراته في الحياة الأمريكية من قبل أصحاب الأعمال الناجحة.
متى استعملت البدائل والإضافات للرضاعة الطبيعية للمرة الأولى؟ اكتشفت أقدم رضّاعة صناعية في "فونيكاس" في قبرص سنة 2000 ق.م. وهي موجودة حالياً في المتحف الإنجليزي وتشبه وعاء سكب الشاي المزخرف. كما يضم المتحف أوعية رِضاعة من عصورٍ بابلية، رومانية، ويونانية وجِدت داخل توابيت ضمَّت بقايا أطفالٍ صغار. شاع في القدم استعمال الفخار لصناعة الرضاعات إلى أن اكتشف المصريون تقنية نفخ الزجاج فظهرت أول رضّاعة زجاجية في مصر حوالي العام 300 ق.م ثم طورها الرومان فصنّعوها من زجاج صافٍ خالٍ من الشوائب. لكن يبدو أن الرضاعات الزجاجية قد اختفت منذ ذلك الحين حتى عادت إلى الظهور في أواسط القرن التاسع عشر. أظهرت بعض المنحوتات الخشبية من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، صور أطفال يرضعون من رضّاعات على شكل أبواق تشبه القفازات مصنوعة من الجلد، أو من حلمات البقر بعد تنشيفها وحشوها بالقماش أو الأسفنج. كان طعام الأطفال يقدم في وعاء خاص يشبه المركِب، مصنوعاً من الخشب أو الفضة أو العظم أو البورسلان أو الزجاج. كثرت الابتكارات في القرن الثامن عشر بفضل تطور الصناعة وأساليب الإنتاج؛ فظهرت أشكال متنوعة من الرضاعات اتخذت بعض أشكال الحيوانات الأليفة كالبطة مثلاً. وفي سنة 1770م ابتكر الطبيب "هوغ سميث" الـ"بابي پوت" الذي يشبه إلى حد بعيد وعاء الشاي. وانتشر الـ"بابي پوت" بكثرة لتخفيف اعتياد الأطفال على الممرضة المرضعة. والمفارقة أن اختراع الطبيب "هوغ سميث" يشبه كثيراً الرضاعة الأولى التي اكتشفت في قبرص. وبعد تطور علم البكتيريا في أميركا ثبتت الرضاعة الزجاجية أقدامها من جديد لأن الزجاج سهل التنظيف والتعقيم. وقد سجل "شارل ويندشيب" أول براءة اختراع باسمه في الولايات المتحدة عن أول رضاعة صناعية في بداية القرن التاسع عشر سماها "لاكتيل" وكانت تقليداً مبتكراً للثدي. وسُجلت أول رضاعة في بريطانيا عام 1845م، وكانت بيضاوية الشكل مقوسة الرقبة، أما في فرنسا، وفي الوقت نفسه، فقد قدم "داربو" رضاعته الأولى التي سماها "بيبرون" ولا يزال هذا الاسم هو الوحيد المستخدم للرضاعات في فرنسا. أما "اليا برات" فقد سجّل في نيويورك براءة اختراع "الحلمة الهندية" سنة 1845م وكانت أول حلمة بلاستيكية. في بدايات القرن العشرين أصبح شكل زجاجات الرضاعة مدوراً وقريباً من الشكل المعروف حالياً وانخفض سعرها مما سمح للأمهات بالحصول على عدة رضاعات في الوقت نفسه بعد أن كان ذلك مقتصراً على الأثرياء.