الحياة اليومية

القيادة الآمنة في رمضان
اعقلها.. وتوكل

  • 71

لقد طرأت تغيرات على عاداتنا الرمضانية اليومية، فحوّلنا ليله إلى نهار، نمارس فيه ألواناً من الأنشطة، من التسلية ومشاهدة البرامج التلفزيونية وانتهاءً ببعض البرامج الثقافية والاجتماعية، وربما واصلنا الليل بالنهار وذهبنا إلى أعمالنا دون الخلود إلى النوم لإعطاء الجسم حقه من الراحة لاستئناف دورة الحياة من جديد.
الزميل محمد أبو المكارم نقل لنا فيما يلي كيف نقود سياراتنا في أيام رمضان.

حينما يختل توازن دورة الحياة بهذا الشكل، فيتحول الليل إلى نهار بالسهر لأي أمر كان، والنهار بالقسر إلى يوم عمل أو دراسة، فإن الإنسان يفقد قدرته على التركيز، فيحدق به الخطر عند إدارة أي جهاز يحتاج إلى توازن جسمي أو تركيز ذهني، ومن ذلك قيادة السيارة من وإلى العمل.

حين لا يأخذ الجسم كفايته من الراحة والنوم نتيجة لإحياء ليل شهر رمضان بالسهر داخل المنزل أو خارجه، ينتج عن ذلك العديد من مشاكل الصحة والسلامة، ويؤثر على إنتاجية الموظف واستيعاب الطالب، لوقوع الإنسان في أسر الإرهاق والإعياء ومقاومة الحاجة والرغبة الملحة في النوم.

لقد لوحظ على الذين لا ينالون قسطا كافياً من الراحة والنوم، قلة التركيز، والتوتر، وسرعة الغضب، وبطء رد الفعل تجاه الأخطار، خصوصاً أثناء العمل أو قيادة السيارة.

خذ كفايتك من النوم
إن لبدنك عليك حقاً، وفي غمرة النشاط والسعادة بالبرامج الرمضانية، ينبغي ألا تنساه، فأعطه حقه من الراحة، وجدوِل نشاطاتك اليومية بحيث تضمن لنفسك القدر الكافي من النوم قبل التوجه لعملك أو مدرستك.

قد تشعر بالحيوية واليقظة التامة حال كونك مشغولاً أو إذا كان هناك ما يثيرك، لكن بزوال المؤثر، وركون الإنسان إلى الهدوء، يعود الجسم إلى طبيعته، وقد يكون لحظتها خلف المقود، ولا ينتبه إلى الخطر المحدق إلا بعد فوات الأوان، ولن تكون حينها مصدر خطر على نفسك ومرافقيك في سيارتك فحسب، بل على كل شركائك في الطريق.

وهناك مؤشرات تدق جرس الإنذار، إذا تنبه لها السائق، ساعدته على كشف وضعه وتداركه في الوقت المناسب.

هل أنا مصدر الخطر؟
قد تكون أخذت قسطك من النوم والراحة، ولست أنت مصدر الخطر، لكن يبقى عليك أن تكون على حذر من أولئك الذين لم يناموا كفايتهم، فهم شركاؤك في الطريق، وقد يشكلون خطراً ليس على أنفسهم فحسب، بل على من سواهم، أيضاً.

إذا رأيت سيارة تميل يمنة ويسرة، أو رأيت السائق يتثاءب، أو مسترخياً أو مغمض العينين، فاضغط على المنبه كي توقظ فيه حواسه وتعيده إلى توازنه، واجعل بينك وبينه مسافة تجنباً للخطر.

مؤشرات الخطر
– شرود الذهن وتشتت الأفكار
– التثاؤب المتكرر
– 
عدم تذكر الأشياء التي حدثت قريباً ومنها معالم الطريق الذي مررت به تواً
– عدم القدرة على التركيز والاستيعاب
– صعوبة إبقاء العينين مفتوحتين
– غبش في الرؤية
– صعوبة إبقاء الرأس مرفوعاً
– 
التأرجح بين المسارات، أو الخروج من الشارع إلى الكتف (قارعة الطريق)
– القلق
– سرعة الانفعال
– آلام في العضلات

قواعد السلامة
– احرص على أن تأخذ القدر الكافي من النوم قبل الخروج إلى الطريق.
– تجنب الوجبات الثقيلة والمشروبات المحتوية على الكافيين قبل النوم.
– تعرف على علامات الإرهاق ومؤشرات الخطر المذكورة آنفاً، وتعامل معها بشكل آمن.
– تجنب قيادة السيارة والقيام بأعمال تتطلب درجة عالية من التركيز والانتباه، إذا كنت مرهقاً.
– تنبه للأخطار التي يسببها الآخرون في الطريق، حتى لو كنت قد أخذت قسطاً كافياً من النوم.
– لا تدع شخصاً تعرفه مصاباً بعلامات الإرهاق أن يسوق سيارة أو يدير آلة خطرة.
– استجب لشعورك بالإعياء، فإذا أدركت بعد انطلاقك بالسيارة أنك مرهق، توقف في مكان آمن بجانب الطريق وخذ غفوة قصيرة، أو مارس بعض التمارين التي تعيد لك الحيوية والنشاط، كالسير قليلا، أو القيام بتمارين تمديد العضلات، أو أية ممارسة أخرى آمنة تنشط الدورة الدموية.
– استخدم وسائل النقل البديلة ما أمكن، كالمواصلات العامة، أو سيارة أجرة، أو مع أحد الأصدقاء.
– راقب الطريق جيداً وكن سائقاً وقائياً، ومنتبهاً لأي تغير مفاجئ في حركة المرور.
– اربط حزام الأمان، وتأكد أن جميع من معك في السيارة قد ربطه.
– اتبع قواعد المرور، وانتبه لما يدور حولك، واعقلها وتوكل على الله.

أضف تعليق

التعليقات