مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
سبتمبر – أكتوبر | 2021

طفولة الكوميكس ومسلسلات الأنيمي


ارتبط جيل الثمانينيات والتسعينيات الميلادية بشكل كبير بأفلام الرسوم المتحركة ومسلسلات الأنيمي المدبلجة عن اليابانية، وقراءة مجلات الكوميكس المختلفة، حيث تميزت تلك الفترة بالاهتمام الكبير بهذا النوع من الفنون الأدبية، وقد شكَّلت جانباً كبيراً من ثقافة ذلك الجيل في تلك المرحلة، وصقلت تفكيره، وحفرت شخصياتها وموضوعاتها في وجدانه، كما كانت له مصدراً للمعرفة والمتعة والتشويق.
في هذا العدد من “القافلة” نسترجع معاً تلك الذكريات الرائعة ونتذكَّر أهم أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة أو مجلات الكوميكس، التي تركت أثراً كبيراً في مشاهديها وقرائها، والتي لا يزالون يذكرونها حتى هذا اليوم.


عدنان.. عزيمة الأبطال
مجتبى سعيد
مخرج سينمائي

تختزن الطفولة كثيراً من الذكريات التي تنعكس علينا اليوم، ويتجلى تأثيرها فيما وصلنا إليه من نجاحات، كما أن طريقنا لتحقيق أحلامنا مليء بالمحفزات التي نستحضرها من تلك الذاكرة، فيما يخص المسلسلات الكرتونية التي شعرت بأنها ما زالت حاضرة، كان مسلسل (مغامرات عدنان ولينا)، أنمي ياباني مدبلج إلى العربية، وكانت الدبلجة التي قدَّمتها في عام 1981م مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية، وشاهدته فترة طفولتي.
شعرت بأن هذا المسلسل كان قريباً مني، وكانت جودة وإتقان الدبلجة، بلهجة خليجية، توحي لي وكأنه أنيمي خليجي. ويحكي المسلسل قصة حُبٍّ بريئة وسط الحرب والدمار وأجواء نهاية العالم. كانت مشاهدتي له في عام 1991م، وقد ساعدت حرب الخليج قي تلك الفترة على اقترابي من أجواء القصة، خصوصاً وأن عدنان كان يتنبأ بدمار الحياة الطبيعية، وهذا ما جعلني أشعر بأنها قصة مرتبطة بالواقع، فالموضوعات التي ناقشها وكأنها تتحدث عن الزمن الذي كنا نعيش فيه فعلاً، وقد ترسخت في ذاكرتي الطفولية تلك الحركات الأكروباتية التي كان يمارسها عدنان مثلما كان يتعلق بالطائرة بأصبعين، تلك الحركات الخارقة التي تؤكد على ألَّا مستحيل أمام البطل، وهذا ما ظل إلى اليوم يلامس مخيلتي كمخرج سينمائي، ويؤكد ألا شيء يستطيع أن يقف أمام العزيمة والإصرار والأمل.
إن الموضوعات التي ناقشها ذلك المسلسل، كانت تمس بالفعل واقع الإنسان في العصر الحديث، وما زالت أحداثها حاضرة في ذاكرتي إلى اليوم.

مجلة “ماجد”.. رفيقة الطفولة
أيمن حياة
مستشار خدمة عملاء

لا أظن أن طفلاً عربياً من أطفال الثمانينيات والتسعينيات من المحيط إلى الخليج، لم يقتن يوماً أو يقرأ مجلة “ماجد”، تلك المجلة التي تُعد أشهر الكوميكس العربية، والتي كان لها تأثير كبير على جيل تلك الفترة، حيث ظهر العدد الأول منها عام 1979م، وكانت تصدر أسبوعياً عن مؤسسة أبوظبي للإعلام، وتوزع في كافة الدول العربية.
كانت مجلة ثرية بالموضوعات المفيدة والقصص المثيرة والحوارات الشيقة والغنية، وكنا نتلهف على اقتناء الأعداد الجديدة منها نهاية كل أسبوع، فقد كنت أترقب بفارغ الصبر نهاية الأسبوع للذهاب مع والدي إلى المكتبة المحلية لشراء أحدث إصداراتها، ولم تكن تقتصر قراءتها على أطفال ذلك الجيل فحسب، بل إن هناك كثيراً من الشباب والفتيات ممن هم أكبر من سن الرابعة عشرة كانوا يقرأونها، ومن شخصيات المجلة المحبوبين: كسلان جداً، موزة الحبوبة وشقيقها رشود، فضولي، وزكية الذكية.
كانت المجلة متميزة بأسلوبها القصصي المصوَّر المليء بالحكايات والمعلومات والفوائد، إضافة إلى محتواها التربوي الممتع، الذي أسهم في غرس المعرفة في نفس كل طفل عربي. مجلة “ماجد” بالنسبة لي كانت رفيقة الطفولة التي لا يمكن أن أنساها.

السندباد وشغف اكتشاف العالم
فاطمة جابر الحاجي
مهندسة ورش تدريبية

ما الذي يجعل بعض الذكريات الجميلة خالدة في مخيلتنا إلى اليوم؟ في كل مرحلة عمرية تسافر معنا حكاية جميلة، وتظل مصاحبة لنا طول العمر.
بالنسبة لي، تلك القصص المليئة بالخيال، أو بالأحرى التجارب التي لم أعشها، وقد تتجاوز في حدودها إمكانات الواقع، كانت تترك أثراً في ذاكرتي. قصة مثل مغامرات السندباد، تحمل كثيراً من عجائب السفر والترحال وثقافات البلدان المختلفة، على الرغم من كل الصعاب التي واجهت بطل القصة، إلا أن شغفه باكتشاف العالم وأسراره ورؤية جمالياته، إلى جانب حنينه إلى وطنه وارتباطه بأرضه، كل ذلك شعور يستحق المجازفة.
وعن الانتقال، لم تأسرني قط عربة سندريلا الفاخرة جداً، فهي وإن أعطتها المكانة الاجتماعية، إلا أنها تفتقد علاقة القرب والارتباط بها، على خلاف علاقة أمين بسيارته العجيبة بومبو، حيث كانت السيارة بمثابة الصديق المقرَّب لأمين. وكما هي الحال مع سجادة علاء الدين التي كانت تشعر به وتترصد حركاته لتحميه من السقوط. هذا الارتباط بيننا وبين ما نحب من الماديات الجامدة، ينقلنا إلى مستوى آخر من الشعور. مستوى يربطنا دوماً بالغايات. لماذا تحميني سجادتي السحرية؟ ولماذا أنا دائماً برفقة بومبو؟ ولماذا يحب السندباد ياسمينة، طائره المرافق له دوماً؟

الأسد الملهم
زينب الداوود
طالبة نظم معلومات إدارية

كتب ومسلسلات ومجلات كثيرة كانت جزءاً كبيراً من طفولتنا. في صغري كان لدي فِلمي المفضَّل، وكنت أبكي وأنزعج عندما يقوم أحدهم بإطفاء التلفاز، ولم أكن أندمج وأدخل عالماً مختلفاً إلا مع هذا الفِلم تحديداً. كانت قصة الفِلم تحزنني وتمنيت لو كان بمقدوري تغيير القصة ومجريات أحداثها. الفِلم الذي أتحدث عنه هو “الأسد الملك”.
كنت صغيرة جداً ولم أكن أستوعب حجم خطأ “سمبا”، وكيف أثر ذلك على حياته اللاحقة، وكيف لخطأ مثل عدم الاستماع إلى توجيهات أبوينا، أن يوقعنا في المشكلات ويترتب عليه كل تلك الخسائر في حياتنا، كما هي الحال في قصة “سمبا”.
امتلأ عقلي تساؤلات حينما شاهدته كيف عاد وسامحته أسرته على ما فعل، وكيف كانوا يقفون إلى جانبه في كل حال. في الحقيقة، لم تقتصر مشاهدتي للفِلم على محبته، ولكنه أصبح جزءاً من طريقة تفكيري، وأي حدث أمرُّ به، حتى لو كان بسيطاً، يجعلني أعود بذاكرتي إلى تساؤلاتي الأولى.
والداي كانا ولا يزالان الداعم الأكبر والمشجِّع لي في حياتي، وهما يقفان إلى جانبي في جميع قراراتي التي أتخذها، اكتشفت لاحقاً أهمية النصيحة وكيف أتجنب خسارات “سمبا” التي لم تؤثر فقط على حياته، بل على حياة كل المحيطين به أيضاً.
فِلم “الأسد الملك” أوضح بالنسبة لي فكرة ملهمة ومهمة جداً، عندما تناول أهمية وقيمة نصيحة الوالدين.
أصبح الفِلم بالنسبة لي، ليس فِلم طفولتي فحسب، بل فِلم شبابي وأيامي المقبلة، في أن كلام والديّ كنز لا يقدَّر بثمن، وما من نصيحة أغلى من نصيحتهما وهما أكثر من سيتأثر بأي خسارة أخسرها في الحياة.

شجاعة الفتى الشريد “ريمي”
ماجد داغستاني
محلل مالي

ما زلت أحنُّ إلى تلك الأيام، حين كان جميع أفراد عائلتي يجتمعون على التلفاز لمشاهدة الأفلام الكرتونية التي كنت أشاهدها في صغري. يا لها من أوقات ممتعة كنت أقضيها مع إخوتي نشاهد جزيرة الكنز، والكابتن ماجد، والمحقق كونان، وعدنان ولينا، وسالي، وغيرها الكثير من المسلسلات التي علقت في وجداننا وذاكرتنا.
في الحقيقة لا أفضِّل أحد تلك المسلسلات على الآخر، فكل واحد منها له في قلبي وفي ذاكرتي مساحته الخاصة، ولكن إذا كان علي أن أختار فأعتقد أنني سأختار “ريمي”، الطفل الشجاع والفتى الشريد والمغامر الذي لا يمل من الترحال بحثاً عن أمه، فقد كان المسلسل المفضَّل لدي، وقد شاهدته مراراً، وفي كل مرَّة كنت أرى منه جانباً مختلفاً، وأتعلَّم منه درساً جديداً، ويؤثر في نفسي وعاطفتي بطريقة مختلفة.


مقالات ذات صلة

حينما وصل إلى علمي توقف مجلة “القافلة”، استشعرت أن لبنة ثقافية انهارت. فهذه المجلة أحد الأسس التي دلتني أو دفعتني إلى غواية الكتابة، كما فعلت بالكثيرين.

ثَمَّة في تاريخ الأوطان والدول والمجتمعات، محطات لا يمكن تجاوزها أو المرور عليها دون التوقف عندها والاستلهام من أمجادها والامتنان لرجالاتها الذين صنعوها. إن استحضار واستذكار أحداث تاريخية لها قيمتها وطنياً، هو من الأمور المطلوبة والمحفِّزة لمزيد من الاعتزاز والفخر والانتماء لدولة تأصل تاريخها لقرون، دولة امتدت جذورها وبُنيت قواعدها على أساس راسخ من الإيمان […]

بات تطوير سوق العمل وتغيير معادلاته أمراً حتميّاً يتعيّن دعمه من كافة صانعي القرار، وقد كشف تقرير دولي للوظائف عن أن هناك ثماني مهن تُدرِّب عليها كليات ومعاهد تقنية دون الجامعية في السعودية، دخلت في ترتيب الوظائف الأعلى دخلاً.. فما مستقبل التخصصات التقنية والمهنية في المملكة؟ وهل هناك تلبية لحاجة السوق المحلية إليها؟ وماذا عن […]


0 تعليقات على “طفولة الكوميكس ومسلسلات الأنيمي”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *