تصوّر البيانات هو تقنية تستخدم لتمثيل البيانات في شكل تصويري أو في شكل رسومات، مما يساعد على توصيلها بطرق واضحة يمكن لغير الخبراء من صانعي القرار فهمها بطريقة واضحة. وهو يعتمد على إدخال كميّات كبيرة من البيانات المعقَّدة، حتى البيانات غير المكانية وغير المُهيكلة، إلى برنامج حاسوبي معيَّن بهدف تحويل المعلومات الأولية إلى شكل مرئي واضح قابل للتحليل.
ونظراً إلى أن الدماغ البشري يفهم المرئيات بمعدل 60000 أعلى من النص وحده، تُعدُّ معالجة المعلومات المرئية واحدة من أكثر الأساليب أساسية وبديهية لتحليل البيانات من أجل اتخاذ القرارات المناسبة.
في عصرنا الحالي أصبحت الشركات الكبيرة والصغيرة تستخدم البيانات يومياً لاتخاذ قرارات بشأن مخزونها ومبيعاتها واستثماراتها ومن أجل تتبع نموها وتحليل الاتجاهات التي تساعدها على اتخاذ قرارات استراتيجية على المدى البعيد. بالإضافة إلى ذلك، وبعيداً عن عالم الأعمال، تتواجد البيانات في كل مجال من المجالات الحياتية الأخرى، من لوحات البيانات التي تقدِّم المعلومات عن مسار وباء COVID-19 مثلاً، إلى نتائج الانتخابات، وتطبيقات التمويل الشخصي، وتحليلات الوسائط الاجتماعية، حتى أصبحت العروض المرئية للبيانات في كل مكان ضرورة من أجل تحليلها بشكل صحيح.
تشير الإحصاءات التي قامت بها شركة Statista ستاتيستا، وهي الشركة الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، إلى أن كمية البيانات التي يتم الحصول عليها اليوم تعدّ أكثر من أي وقت مضى، إذ مع الاستخدام الواسع للهواتف الذكية وغيرها من التقنيات، تم تجميع ما يقدر بـ 41 زيتابايت (كل زيتابايت تساوي تريليون جيجابايت) من البيانات أو التقاطها أو نسخها أو استهلاكها في جميع أنحاء العالم حتى عام 2019م، ومن المتوقع أن يستمر هذا الإجمالي في الزيادة ليصل إلى 149 زيتابايت بحلول عام 2024م.
ومما لا شك فيه أن النمو في البيانات الضخمة، والأهمية المتزايدة للبيانات لاستراتيجية العمل، يجعل تصور البيانات مجالاً متنامياً، ومجالاً يعاني نقصاً في العمالة وفي أشخاص متخصِّصين في تحليل البيانات وتصورها. وفي هذا الإطار يعدِّد موقع “لينكد إن” تحليل البيانات والتفكير التحليلي وتحليلات الأعمال على أنها من أهم المهارات التي تبحث عنها الشركات للمساعدة في اتخاذ القرارات المعتمدة على البيانات. ومن هنا كانت أهمية إدخال تخصص (تصوّر البيانات) الذي صممته جامعات مختلفة حديثاً في قسم برمجة الكمبيوتر.
يتكوَّن برنامج البكالوريوس في تصوُّر البيانات من أربع دورات أساسية، وهي: دورة الأسس، التصور التطبيقي، الأدوات المستخدمة، وأخيراً: التقنيات المتقدِّمة، بحيث تتركز الدورة الأولى على المفاهيم الأساسية في مجال تصور البيانات، وتبدأ بتقديم لمحة عامة عن ماهية تصور البيانات، وتحديد نطاقه وأهدافه، كما تقدِّم مهارتين أساسيتين: التعرف على نوع المعلومات في البيانات، بحيث يمكن تحديد تمثيلات مرئية مناسبة، وتعلم كيفية استخدام الرسوم البيانية الأساسية، مثل المخططات الشريطية، والمخططات الخطية، والمخططات المبعثرة. أما التصور التطبيقي فيهتم بتعليم مهارات الفهم الصحيح لكيفية تصور البيانات بحيث يمكن اتخاذ قرارات مستنيرة حول الحلول الناجحة، بينما تركز دورة الأدوات المستخدمة على تعريف الطلاب على أهم الأدوات المستخدمة في تصور البيانات مثل: Tableau, QlikView and PowerBI.
وفي دورة التقنيات المتقدِّمة، يتم تسليط الضوء على كيفية إنشاء تصورات تفاعلية متعدِّدة الوسائط، حيث يتم تعليم التصور الجغرافي والزمني والشبكي ومساعدة الطلاب على التفكير في إيجابيات وسلبيات الأساليب المختلفة (على عكس التصميمات المحدَّدة)، وفي الجزء الثاني من الدورة، يتم تنظيم مناقشات حول الأساليب المختلفة وتشجيع الطلاب على التفكير بشكل نقدي حول سببية ومتى يمكن لتقنية معينة أن تساعد في حل مشكلة تصور البيانات.
أخيراً، يمكن لحاملي شهادة بكالوريوس في مجال تصوُّر البيانات العمل كمتخصِّصين في تصوُّر البيانات وكمحللي بيانات وحتى مهندسي بيانات في مختلف المجالات العامة والخاصة.
لمزيد من المعلومات يمكن مراجعة الرابط التالي:
اترك تعليقاً