التسوق عبر الإنترنت هو نوعٌ من أنواع التجارة الإلكترونية المتعدِّدة، يتيح للمتسوقين شراء سلعٍ أو خدماتٍ من بائعٍ على الإنترنت باستخدام أي من أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية. فيتم توصيل السلعة، بواسطة الجهات التجارية إلى منازل المستهلكين، أو تنزيل الخدمة مباشرةً إلى أجهزتهم إذا كانت سلعة ذات صيغة إلكترونية، كأن تكون معلومةً أو فلماً أو كتاباً وغير ذلك. وفي هذا التقرير عرض لما آل إليه هذا النوع من التجارة الحديث العهد نسبياً.
يتم الحجم الأكبر من التسوق عبر الإنترنت بين الجهات التجارية والمستهلكين. وهناك نوعٌ آخر منه يتم بين المستهلكين أنفسهم، ولكنه لا يزال في حدودٍ ضيقةٍ، بالرغم من نجاح بعض شركات البيع بالمزاد مثل “إيباي” وغيرها. لكنه لا يشمل أساساً باقي الأنواع التجارية الأخرى وهي:
من الجهات التجارية إلى الجهات التجارية
من المستهلك إلى الجهات التجارية
من الجهات التجارية إلى الإدارات الحكومية
من المستهلك إلى الإدارات الحكومية
شروطه
يجب أن تتاح للمتسوق إمكانية الوصول إلى الإنترنت، بجهاز من أي نوعٍ كان، وطريقة دفع صالحة لإتمام المعاملة. وبشكل عام، تتوافق المستويات الأعلى من التعليم والدخل الشخصي مع مفهوم أفضل للتسوق عبر الإنترنت. كما أن زيادة التعرض للتكنولوجيا، والمعرفة بكيفية تصفح محركات البحث، تزيد أيضاً من احتمال تطوير مواقف مؤاتيةً نحو قنوات التسوق الجديدة والاستفادة منها.
لكن المتسوقين الحذقين عبر الإنترنت، والذين يستمتعون بالعثور على صفقات جيدة ومناسبة، ويتجنبون الوقوع ضحيةً للجرائم الإلكترونية، يتبعون بعض النقاط الأساسية ويتجنبون بعضها الآخر عند الشراء، ومنها:
- قبل إعطاء معلومات عن بطاقة الائتمان، يجب أخذ الوقت الكافي للبحث في الموقع. الاتصال بالبائع إذا كانت هذه أول عملية شراء للمتسوق. سيكون لدى معظم البائعين ذوي السمعة الطيبة رقم هاتف مجاني لخدمة الزبائن.
- الشراء من موقع يحتوي على تشفير، لضمان سلامة عملية الشراء. إنها ميزةٌ تقوم تلقائياً بترميز البيانات الشخصية للمتسوق عند إدخالها.
- يجب التحقق من سياسات الموقع قبل تقديم الطلب، مثل قراءة سياسة الإرجاع الخاصة به، والبنود والشروط الأخرى.
- تلافي البريد المزعج (Spam)، والاحتيال (Scam)، الواصل عن طريق رسائل إلكترونية ترويجية أو غيرها يكتنفها شيءٌ من الغموض.
- يجب تجنب الشراء من المواقع التي أبدى بعض الناس عدم ارتياحهم لها.
- يجب تفقد السلعة عند استلامها، والاستفسار فوراً عن أية مشكلة فيها.
بداياتها
يعود أول عمل تجاري إلكتروني إلى عام 1979م عندما استخدم البريطاني مايكل ألدريتش “التيليتكست” لإرسال واستقبال رسائل ثنائية الاتجاه للقيام بأعمالٍ تجاريةٍ بين الجهات التجارية والمستهلكين. وقد أحدث هذا العمل الجديد ثورة في عالم الأعمال، لا تزال تردداته تتزايد باستمرار. لكنها بدأت تتوسع في تسعينيات القرن العشرين مع الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت.
يجابياتها
- مريحة، إذ بإمكاننا التسوق من أي جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي متصل بالإنترنت في أي وقت ومن أي مكان.
- تتضمَّن تنوعاً أكبر، فعلى الشبكة متاجر أكثر من أي مركز تسوق آخر.
- توفر معلومات شبه كاملة وجاهزة فوراً عن مكونات ومواصفات وأسعار المنتجات والخدمات، بدل أن يقضي المتسوق التقليدي ساعاتٍ وأياماً يتجول بين متجرٍ وآخر للحصول على معلومةٍ عن السلعة، أو يتصفح فهارس المراجع العلمية والأدبية ليعثر عليها، ثم ينتظر أياماً أخرى للحصول عليها.
- دور المنافسة فيها أقوى مما يؤدي إلى أسعار أرخص ونوعية أفضل.
- تسمح للمتسوق الاطلاع على آراء وخبرة الآخرين حول المنتجات والخدمات.
- توفر الوقت والجهد وتكلفة التنقلات.
- تخفف ازدحام السير في المدن وحوادث الطرقات والوقوف في صفوف الانتظار في المتاجر.
سلبياتها
- مخاوف أمنية تحيط بالدفع عن طريق بطاقة الائتمان عبر الإنترنت.
- عدم القدرة على فحص البضائع مادياً قبل الشراء.
- إمكانية تلف البضائع أثناء النقل.
- إمكانية عدم وصول السلعة في الوقت المحدد أو عدم وصولها بالمطلق.
- الحرمان من متعة التسوق في المتاجر.
- العزلة وعدم الاختلاط بالناس والتغول في العالم الافتراضي.
على المستوى العالمي
أصبح التسوق عبر الإنترنت ظاهرة عالمية إلى زوايا العالم الأربع. وتعطينا الجداول والأرقام التالية نظرة تفصيلية لهذه التطورات المهمة:
أ – إن عدد المتسوقين عبر الإنترنت من مجمل مستخدمي الإنترنت يزداد باستمرار، ويجدر بنا هنا التذكير أن معدل استخدام الإنترنت على الصعيد العالمي بلغ حالياً %48 من سكان العالم:
ب – يزداد حجم التسوق عبر الإنترنت على الصعيد العالمي عاماً بعد آخر، كما يُظهر الجدول أدناه، ليصل عام 2018م إلى حوالي 2,489 تريليون دولار أو معدل %8.8 من مجمل التسوق بالتجزئة كما تم تحديده أعلاه:
ج – يزداد عدد المتسوقين عبر الإنترنت على الصعيد العالمي أيضاً على الشكل التالي:
د – تختلف حصة كل دولة على حدة من التسوق عبر الإنترنت اختلافاً كبيراً عن غيرها. فإذا أخذنا أعلى عشر دول منخرطة في هذا التسوق، نجد بريطانيا في المرتبة الأولى، حيث وصلت النسبة المئوية للتسوق عبر الإنترنت من مجمل التسوق بالتجزئة إلى 18 %، بينما تقع اليابان في أسفل القائمة بنسبة مئوية تبلغ %6.7 فقط:
ه – لكن معدل حجم ما يشتريه المتسوق عبر الإنترنت يخلط الترتيب أعلاه فيأتي الأمريكي في الدرجة الأولى وتنخفض درجة الصين من الدرجة الثانية إلى السابعة:
و – وإذا أردنا مقارنة حركة التسوق عبر الإنترنت بحركة “مرور الويب” على الشبكة للتجارة الإلكترونية، (كمية البيانات التي أرسلها أو استقبلها الزوار على مواقع الإنترنت دون تلك المرسلة من الروبوتات)، لثلاثة أجهزة فهي على الشكل التالي:
ز – أما وتيرة زيارة المتسوقين فتشير إلى أن ربعهم تقريباً يشتري مرة على الأقل في الأسبوع. واللافت هنا أن الذكور يتسوقون ضعف الإناث تقريباً:
ح – أما وتيرة التسوق حسب الفئات العمرية فهي على النحو التالي:
تأثيره على الاقتصاد
الأرقام أعلاه هي معدلات ومقارنات عامة عن التسوق عبر الإنترنت على الصعيد العالمي. أما لمعرفة تأثيره، فيجب الدخول إلى تفاصيله. وبدراسة أكبر اقتصادين في العالم، اقتصاد الولايات المتحدة والصين سنجد بعض المفارقات. وسنعرض لوضعه في المملكة العربية السعودية صاحبة أكبر اقتصادٍ عربي لمعرفة مدى مواكبتها الركب العالمي.
والحال، أن لهذا النوع من التسوق تأثيرات متناقضة على المتاجر التقليدية. فبينما هي سلبية تماماً في الولايات المتحدة الأمريكية وينخفض عددها محدثة أزمة تجارية كبيرة، تزدهر في الصين وتنتشر في كل مكان.
في الولايات المتحدة
لقد أحدث التسوق عبر الإنترنت تغييرات كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، أهمها تراجع تجارة التجزئة التقليدية وتراجع التداول بالنقود، وهذه هي أهم سماته:
أ -انخراط غالبية الأمريكيين بهذا الشكل من التسوق بحسب إحصاءات “مركز بيو للأبحاث” عام 2016م:
- %79 من سكان الولايات المتحدة الأمريكية البالغين يتسوقون عبر الإنترنت، بعدما كانت هذه النسبة %22 عام 2000م.
- %21 من الأمريكيين فقط يشترون سلعهم مباشرة من المتاجر من دون تفحص أسعارها على الإنترنت.
- يشتري %14 عبر الإنترنت من دون التحقق من الأسعار في المتاجر الفعلية أولاً.
- %86 يقارنون الأسعار بين مختلف المواقع عبر الإنترنت قبل شراء سلعة لأول مرة.
- %78 يعتقدون أنه من المهم تجربة المنتج بشكل شخصي.
- %77 يعتقدون أنه من المهم الحصول على مشورة من أشخاص يعرفونهم حول المنتج.
- %74 يعتقدون أنه من المهم أن يكونوا قادرين على قراءة المراجعات المنشورة على الإنترنت من قبل الآخرين الذين قاموا بشراء هذا البند.
- %45 استعملوا هواتفهم المحمولة أثناء وجودهم في متجر فعلي للبحث عن مراجعات عبر الإنترنت للمنتجات التي يريدون شراءها، أو محاولة العثور على أسعار أفضل عبر الإنترنت.
ب – تراجع تجارة التجزئة
جاء في تقرير لمحطة “سي إن إن” الأمريكية، يونيو 2017م ما يلي:
“المتاجر تغلق بمعدل ينذر بالخطر. الرقم حتى الآن هذا العام هو ثلاثة أضعاف ما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لتحليلٍ أجرته “”فونغ العالمية لتجارة التجزئة والتكنولوجيا”. فقد كان هناك 5300 إعلان عن إقفال متجر كبير خلال ستة أشهرٍ حتى 20 يونيو، 2017م…ويُعد الانتقال إلى التسوق عبر الإنترنت جزءاً كبيراً من المشكلة..”.
ويقول تقرير آخر لصحيفة “ذي أتلانتيك” “من مراكز التسوق الريفية إلى شوارع مانهاتن، كانت فترة العامين (2016-2017م) كارثية بالنسبة لتجارة التجزئة. الركود العميق هو وحده ما يفسر حدثاً على هذا المستوى من الانخفاض بالنسبة إلى كبار تجار التجزئة..”. وهناك عدة أسباب لهذا الهبوط:
قبل إعطاء معلومات عن بطاقة الائتمان، يجب أخذ الوقت الكافي للبحث في الموقع. الاتصال بالبائع إذا كانت هذه أول عملية شراء للمتسوق. سيكون لدى معظم البائعين ذوي السمعة الطيبة رقم هاتف مجاني لخدمة الزبائن
- انتقال المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت، مثلاً ارتفعت مبيعات شركة “أمازون”، وهي من أكبر المتاجر على الإنترنت، من 16 مليار دولار عام 2010م إلى 80 ملياراً عام 2016م، مقارنة بـ 22 مليار دولار مبيعات شركة “سيرز” عام 2016م، وهي من أكبر متاجر “الطوب والملاط” (للإشارة إلى أنها متاجر فعلية وليست افتراضية).
- انتشار التجارة المحمولة أو الخلوية المتنقلة (Mobile commerce)، التي تتيح القيام بالتسوق والدفع من أي مكانٍ، باستخدام الأجهزة الذكية ومنها الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية. فبدلاً من الدفع بواسطة بطاقات الائتمان وتجربتها المؤلمة بكتابة أرقامها الطويلة وغيرها، تقوم التطبيقات الحديثة على أجهزتنا الذكية تلقائياً بذلك.
فقد قدرت شركة “وول مارت” عام 2012م أن 40 % من الزيارات على مواقعها تمت بواسطة الهواتف الذكية. - لقد تم بناء كثير من المتاجر في السابق وعدد مراكز التسوق في الولايات المتحدة نما أكثر من ضعف سرعة نمو السكان بين عامي 1970م و2015م، وفقاً لمحللي الأبحاث في “كوين آند كومباني”. فإذا أخذنا بعض مقاييس الملامح التسويقية وهي معدل المساحة الاستهلاكية لكل فرد، فإن للفرد في الولايات المتحدة يمثل 40 % أكثر منه في كندا، خمس مرات أكثر من المملكة المتحدة، عشرة أضعاف من ألمانيا. لذلك ليس من المدهش أن يكون هذا الركود الكبير بمثابة ضربة مدمرة: فقد انخفضت زيارات مراكز التسوق بنسبة 50 % بين عامي 2010 و2013م، وفقاً لشركة الأبحاث العقارية “كوشمان ويكفيلد”، وهو ينخفض عاماً بعد أخر منذ ذلك الحين.
يجب التحقّق من سياسات الموقع قبل تقديم الطلب، مثل قراءة سياسة الإرجاع الخاصة به، والبنود والشروط الأخرى
ج – تراجع التداول بالنقد الملموس (الورقي والمعدني). إذ تشير إحصاءات مركز “بيو للأبحاث” عام 2016م إلى أن:
- %24 من الأمريكيين لا يستخدمون النقود في مشترياتهم خلال أسبوعٍ واحد.
- %39 منهم لا يشعرون بالقلق من عدم امتلاكهم للنقود نظراً لوجود العديد من الطرق الأخرى للدفع.
في الصين
إن ثلث المتسوقين عبر الإنترنت في العالم هم صينيون. ففي عام 2016م، كان عدد المتسوقين عالمياً حوالي مليار ونصف المليار، وكان 460 مليوناً من هؤلاء صينيون. وتتوقع “بوسطن كونسلتينغ قروب”، وهي شركة استشارية عالمية، أن يرتفع التسوق عبر الإنترنت في الصين بنسبة %20 سنوياً، ليصل إلى 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2020م، مقارنة بنمو بنسبة 6 % في مبيعات التجزئة غير المباشرة. وقد ذكر تقرير صادر عن “مركز معلومات شبكة الإنترنت في الصين” أن:
أ – عدد مستخدمي الإنترنت الصينيين ارتفع إلى 731 مليون مستخدم بنهاية عام 2016م، وأن %63.8 من هؤلاء هم مستهلكون عبر الإنترنت.
ب – أصبحت الصين سوقاً مهماً لتجار التجزئة، والمتسوقين عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
ج – كان حجم التسوق عبر الإنترنت في الصين عام 2016م حوالي 366 مليار دولار. وهو نفس حجم هذا النوع من التسوق في الولايات المتحدة وبريطانيا مجتمعتين. وفي عام 2017م وصلت مبيعات “علي بابا” وحده، وهو من أكبر التجار على الإنترنت في الصين إلى 168.3 مليار دولار.
ه – يقوم أكبر تجار التجزئة على الإنترنت في الصين بشراء وبناء وتجديد محفظته الكبيرة من المتاجر ومتاجر السوبر ماركت والمتاجر الكبرى، مع تبني استراتيجية أكثر استدامة بكثير من نظرائهم الأمريكيين.
و – في أجزاء كثيرة من الصين، وخاصة المناطق الريفية، بدأت شركات التجارة الإلكترونية في تقديم منتجاتٍ استهلاكية حديثة، مثل سلع الأطفال ومنتجات التنظيف عالية الجودة، عن طريق تجاوز مراكز التسوق الموجودة، التي غالباً ما كانت بعيدة جداً عن عديد من المستهلكين واختياراتهم.
ز – يدرك خبراء تسوق التجزئة في الصين أنه لا يجب أن يكون البيع بالتجزئة عبر الإنترنت والبيع بالتجزئة التقليدي متناقضين. ويدرك عديد من تجار التجزئة أهمية تزويد المستهلكين بكل ما يفضِّلونه في النوعين. وعدم حرمانهم من الإشباع الفوري الذي يجدونه في المتاجر التقليدية.
ح – لهذا يقول الرئيس التنفيذي لشركة “ج. د. كوم”، وهي ثاني أكبر شركات البيع عبر الإنترنت في الصين بعد “علي بابا”، “إن هدفنا هو أن يكون لدينا متجر في كل 300 متر”.
الشراء من موقع يحتوي على تشفير، لضمان سلامة عملية الشراء. إنها ميزةٌ تقوم تلقائياً بترميز البيانات الشخصية للمتسوق عند إدخالها
ي – حتى المتاجر التقليدية لا يخلو نشاطها الداخلي من عناصر التسوق عبر الإنترنت. فأول فرع لشركة “أمازون” الأمريكية افتتح في الصين في يناير من هذا العام، وهو “أمازون غو” Amazon Go، لا يحتوي على أمين الصندوق أو عدادات الدفع. وبدلاً من ذلك، تقوم الكاميرات وأجهزة الاستشعار الموجودة في المتجر تلقائياً بتسجيل المواد التي يأخذها المستهلكون وتحميلها من خلال هواتفهم الذكية للدفع عند الخروج.
ق – تقوم شركات التجارة الإلكترونية الصينية بتجربة تقنيات جديدة لاستكمال استراتيجياتها على الإنترنت وعلى المتاجر التقليدية أيضاً. على سبيل المثال، نشرت “ج. د. كوم” بالفعل طائراتٍ من دون طيار في المناطق الريفية في مقاطعات جيانغزو وشانخي وسيشوان، مما وسع نطاق الوصول إلى المستهلكين.
ل – بدأ كلٌ من “علي بابا” و”ج. د. كوم” بتقديم خيارات جديدة وذكية للمستهلكين في بعض المتاجر، مثل طرق دفع بديلة عن البطاقات والنقود وهي من خلال التعرف على الوجه.
في المملكة العربية السعودية
لا يختلف وضع التسوق عبر الإنترنت في المملكة عن ملامحه الأساسية على الصعيد العالمي، مع بعض الخصوصيات التي يتصف بها كل بلد. ويتمتع المجتمع السعودي المعاصر بحيوية ناتجة عن هيمنة العنصر الشبابي الذي يتزايد مستواه التعليمي باستمرار. كما أن انتشار الأجهزة الإلكترونية والاستعمال الواسع لمواقع التواصل الاجتماعية، تجعل من السهل ازدهار التسوق عبر الإنترنت:
أ – إن ما يعرف بـ”النفاذ إلى الإنترنت”، أي نسبة الذين يستعملون الإنترنت في أي مجتمع، هي من أعلى النسب، وتصل حالياً إلى %71.3 في المملكة، مقارنة بالمعدل العالمي %48، و%81 في الدول المتقدّمة، وفي الصين %53، والولايات المتحدة %78. ويستخدم %63 من هؤلاء خلال تسوقهم عبر الإنترنت أجهزة الكمبيوتر الشخصية، كما يستخدم %6 فقط الهواتف الذكية، و%7 يستخدمون الكمبيوتر اللوحي.
ب – نحو نصف السكان في المملكة منخرطون حالياً في التسوق عبر الإنترنت، وهذا الرقم يزداد باستمرار من عام إلى آخر حسب إحصاءات وتوقعات “مؤسسة ستاتيستيكا للإحصاءات البريطانية”، حتى عام 2022م:
ج -يبلغ حجم التسوق عبر الإنترنت حالياً نحو 6.13 مليار دولار سنوياً. وتتوقع “ستاتيستيكا” أن يرتفع إلى 9.41 عام 2021م. وتتصدر تجارة الأزياء هذا التسوق وبلغ حجمها 1.91 مليار دولار، تليها الأجهزة الإلكترونية وأدوات التواصل بنحو 1.85 مليار دولار، ويلي ذلك السلع الغذائية ومستحضرات التجميل، ثم المفروشات وبعدها ألعاب الأطفال.
د – يفضل %48 من المتسوقين السعوديين الدفع نقداً عند استلام السلعة، ويفضل %34 منهم الدفع بواسطة بطاقات الائتمان، والباقي بوسائل أخرى.
ه – اللافت عند مقارنة المتسوقين الذكور والإناث في إحصاءات المملكة، وكما جاءت في الأرقام التيوردت في إحدى الدراسات في عام 2016م، أن الذكور يتسوقون عبر الإنترنت أكثر من الإناث لكن بنسبة أقل بكثير عن المعدل العالمي، كما ورد أعلاه.
الترويج والتسويق عبر الإنترنت
التسوق بوصفه عاملاً ترفيهياً
أظهرت دراسة حديثة وواسعة قامت بها شركة “روكت” البريطانية، وهي متخصصةٌ في التجارة الإلكترونية، على 4000 مستهلك في جميع أنحاء العالم، أن الغالبية تكون في أسعد أوقاتها عند تصفح الممرات الافتراضية خلال تسوقها عبر الإنترنت، بل هي في معظمها “مشغولة ومركزة ومنفتحة”.
كما أظهرت الدراسة في شقها البريطاني أن %71 من البريطانيين يكونون أسعد عند تسوقهم على الإنترنت، “وأن التسوق عبر الإنترنت يجعل ضخ الإندورفين (هرمون يفرزه الدماغ وله أثر تخديري) خمسة أضعاف ما يحدث عند تصفحهم مواقع التواصل الاجتماعي التي ترتبط أحياناً بمشاعر إضاعة الوقت والقلق وحتى الاكتئاب”.
وجاءت نتائج هذه الدراسة المهمة على صعيد المستوى العالمي على الشكل التالي:
أ – إن المشاعر السائدة والمرتبطة بإجراء عملية الشراء عبر الإنترنت هي:
- السعادة %51
- الحماسة %43
- الإنتاجية %36
ب – تتطور المشاعر على هذا الشكل:
- %17 يشعرون بالسعادة عند مباشرتهم البحث على الشبكة.
- %51 يشعرون بالسعادة عند الموافقة على معاملتهم.
- مما يوحي بمزيد من الرضا كلما تقدم المستهلك في رحلة الشراء.
ج – بعد إتمام الصفقة فإن:
- %28 من المستهلكين كانوا منفتحين على العروض المقدَّمة من البائع نفسه بعد الصفقة.
- %26 أبدوا اهتماماً ببرامج المكافآت الأخرى.
تلافي البريد المزعج (Spam)، والاحتيال (Scam)، الواصل عن طريق رسائل إلكترونية ترويجية أو غيرها يكتنفها شيءٌ من الغموض
التسويق عبر الإنترنت
قد تكون لنتائج هذه الدراسة آثار حقيقية على المكان المناسب الذي يفكِّر المسوّقون باستهدافه. إن “الفرصة التي تقدّم نفسها للعلامات التجارية للتفاعل مع المستهلكين هي أكبر بكثير عندما يكون هؤلاء في حالة ذهنية شرائية”.
كما أن المفاهيم التسويقية الحديثة على الشبكة تبتعد عن استهداف السوق بشكل عام، واستخدام ما يعرف بـ”المؤثر التسويقي” (Influencer Marketing) أي استخدام مؤثر اجتماعي، أي مسوق قادر على إجراء محادثة ثنائية الاتجاه والتفاعل مع المستهلك يومياً، وله القدرة على ملامسة بيئة المستهلك الحميمة، ويمتلك في الوقت عينه خبرة كافية بالعلامة التجارية التي يروج لها.
ولهذا السبب، يبتعد التسويق عبر الإنترنت عن توظيف المشاهير كما هو الحال في التسويق التقليدي، ويحاول العثور على كفاءات جديدة مختلفة عما تعودنا عليه حتى الآن.
المصادر:
- https://medium.com
- http://www.pewresearch.org
- https://money.cnn.com
- https://www.economist.com
- https://www.wsj.com
- https://www.statista.com
- http://www.bbc.co.uk
- https://www.researchgate.net
- http://shodhganga.inflibnet.ac.in
- https://www.telstra.com.au
- https://www.theatlantic.com
- https://www.sc.edu
- https://www.invespcro.com
- https://fitsmallbusiness.com
- https://www.marketingtechnews.net
- https://www.marketingtechnews.net
- https://anilasnook.wordpress.com
- https://unov03.wordpress.com
- https://www.researchgate.net
- https://www.eshopworld.com
احسن موقع